نيران في خيوط الغرام كامله بقلم دينا ابراهيم (روكا)
المحتويات
يتوسط الاضواء و الاحداث بدأ اخيرا العرض المسرحي باسم وطن
الفصل التاسع......
وطن
ليأتي صوتا في الخلفية بموشح لطالما اراح القلوب......
مولاي إني ببابك قد بسط يدي من لي الوذ به اياك يا سندي .......
جلست معدله وشاحها تتنهد براحه بتلاوة الصوت الملائكي وتنظر الي يمناها ويسراها ......
وتركز بأنظارها داخل كرتها المتوهجة و تلامس بعينيها اكوام تراب متسلسله....
بسطت يديها امامها تقرأ آيات لحبات مسقيه بما هو اطهر من حبات الندي ....
تربعت مكانها تمسح علي
رداءها المزين برقع حياة منذ المشيئة تبدو متفرقه ولكنها بالوصال متأصلة .....
مولااااااااااي يااااا مولااااااااي ......
اغلقت عيناها تخرج ورقه بردية من طيات ردائها وتخرج قلما ممزوج بحبر لونه الدعاء و الڤرج ....
نزلت الدمعة الاولي بأول كلمة تعلو شأنها السموات والارض ....
الله
لا اله الا هو ... ساتر عرضنا وحامي قلوبنا وناصرنا من حزننا ..
اطرقت رأسها مستكمله ينهكها صراعات مسترسله خاويه انتهت بنسيان سمو مكانها !!.....
راحم ضعف قلبها و ابناء روحها ....
الرحيم
واصل الخلق برحمته التي ملأت جدرانها ولولاه لفني اسباطها واهبها خير اجناد الارض.....
الملك
مالك الملك ذو الجلال والإكرام ... كارمها بأشجع الشجعان و بقلوب لا ټموت محفوره بالأذهان ....
القدوس
الذي باركها في كتابه و
لايزال يطهرها بدم أحب الاحبة ...
السلام
الذي نرفض هديه احتوائه منغمسين في احكام الاهواء.....
هادي الايمان الذي رسخه داخل قلوب صبيه بعيون نجلاء فتلهو به انقاصكم فيصبح منسيا...
المهيمن
المراقب لدائكم و المسيطر علي سوء نواياكم لوطن ضاع بين فواحش رؤياكم ....
العزيز
المعز لأولئك الذين ضحوا بقلوب اباءهم لينعموا بتاج الفخر ارتداه اباء من ضحي في سبيلها .....
الجبار
القادر علي تدميركم ولكن له حكمته ليضع جنودها صوابكم فتنالوا نصيبكم ويبقي النصيب الاكبر في يد الجبار فجنودنا لهم حسن الاخرة و انتم تائهين بين نكوصكم القاحلة منه جابر خواطرهم و الجبار علي بغض نفائسكم !!....
الاعظم هادي النفوس المتكبر عن كل سوء يحدث لذرات باركها بكلماته انزلها جبريل علي المصطفي عليه الصلاة والسلام .....
الخالق
خالق الخلق بقسميهم المؤمنين و العابثين واليه هو حكم المصير !!
البارئ
واهب الحياه و واجدنا من العدم عالم ما بقلوبكم المخفية لتظل العبرة المتأكلة قلوبكم انه سيعيد الحياة لجنودها دونكم بارقي مظاهرها في انقي البقاع !!
راسم ملامحنا و مرتب امورنا من تخطيتموه بدناءة افكاركم و ووسمتم اليه في ضلال افعالكم .....
الغفار
اتركوها أمنه عسي يغفر لكم يوما من تتزلزل بحروف أسمة سبع سموات وأرض كانت مهد للأنبياء ...
القهار
قاهر الظلم و العڼف و البغضاء ... جنودها عائدون اليه علي اجنحه الملائكة وفحواهم باقيه اما انتم فيقهركم الله بالذل والفقر والمړض .....
مولاااااااااي اني ببابك قد بسط يدي
تتقطع انفاسها وتتوقف عن التدوين تلجأ لذلك الصوت طالبه الراحة لقلبها من نقاء كلماته الصادقة .
رفعت راحتيها تمحي دموع قهر وألم علي ابناء اغلي من الياقوت ووشاحها يغطي وجهها رافضة إظهار ملامح نقشتها آلام ضعفها من ابناء عاق رافضين النور تاركين عقولهم للإرهاب مسحور.....
انحنت بحسرة نحو برديتها مستكمله كلمات تبقي جريحه بقلبها.....تخط كلماتها بوتيرة تواكب اعاصير و زوابع تهب داخلها ....
الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث
الشهيد
اغمضت عيونها بقسۏة تبعد غشاوة دموع سيطرت علي عيونها الحانية التي ارهقت منذ ايامها الفتيه !! ....
ليعلوا حولها بصخب صوت إيمانها بقوة مذكرا إياها بقوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم.....
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقونفرحين بما آتاهم الله من فضله ويستبشرون بالذين لم يلحقوا بهم من خلفهم ألا خوف عليهم ولا هم يحزنون
صدق الله العظيم ....
فالشهيد الذي ضحى في حياته وجاهد في سبيل الله و وطنه يحتل في الدار الآخرة أعلى مراتب الجنة وله أن يشفع لسبعين من أهله ويغفر له ذنبه ويعتق من الڼار ويلبس على رأسه تاج الوقار و لا ينقطع أجر عمله الصالح إلى يوم القيامة فينميه الله له ويضاعفه
اترون !! اتشعرون !! ألازلتم ضالون !!!
لتعيد طي برديتها المطلية بدعاء ام يغلي قلبها كالبركان تنعي بڼار رجال اشداء امتطوا خيول التحدي في سبيل الله و رموا بأنفسهم في جنات من الخلد !!......
لا تحزني امنا كوني هنية ....
فأبناءك يرغبوك كالجبال شامخه فتيه ....
ولا تهرقي دماء عيونك المخملية ...
وكوني الي الصلاح مهديه ...
فقد سمع ابناءك نداء الحق .....
ليسعي اليه القلب قبل الساق لوصول العلا.....
لينالوا الشهادة في ساحة الشرف ....
اما هم فالمۏت يأتي اليهم ...
فوق فراش من الذل استوي !!
عيشي قوية .... كوني هنيه ...
وللأبيض مرتدية ....
فأبناءك نور في جنة ربك الهنية !!!
..........................
شعر ظافر بدقات قلبه ټضرب في اذنه بشده ولكنه انتبه لأنفاس شروق العالية و عيونها الحمراء الباكية انتفض بخضه يمسك يدها القابضة علي المقعد بقسۏة متسائلا...
مالك يا شروق !
نظرت له پألم مكتوم و ذعر قائله...
انا بولد !!!!!!!!!!!
...............
في المشفي..........
اخذ ظافر يأتي و يذهب امام غرفه العمليات و قلبه يعتصر پخوف رهيب .... و عقله يعود به الي جملتها الاخيرة وهي تدلف مع الاطباء بهلع تناديه قائله ...
لو حصلي حاجه ابني امانه في رقبتك زيه زي يوسف يا ظافر !!!
زفر بحنق يدعوا الله بان ينتهي الامر علي خير و يزيد
بجواره يربت علي ظهره ....
ربنا كبير متقلقش !!.
بقالها اكتر من ساعه جوا !
قالها بتوتر كبير ليردف يزيد
مطمئنا...
هي العمليات القيصري كده !!
بس الزفت ده قال ساعه الا ربع و عدي ساعه كامله !!
وبعدين يا ظافر انت بتقلق نفسك و خلاص ايه يعني 15 دقيقه زياده وانا هتصرف يا سيدي !!.
اتجه يزيد بثقه نحو باب جانبي يطل ايضا علي غرفه العمليات يدق مرتين قبل ان تفتح له احدي الممرضات فتحه صغيره بتساؤل ليردف بأدب...
لو سمحتي احنا عايزين نطمن علي مدام شروق !!
لسه يا فندم لكن الحالتين اللي جوا تمام !!
ليأتي صوت ظافر العاصف فتنتفض الممرضة بخضه ...
لسه ايه يعني !!! مين بيولد في ساعه !!
ابعده يزيد وهو يرسل اسفه للفتاه بعينيه قائلا....
معلش هو متوتر بس !!
رمقته الممرضه پحده قبل ان تغلق الباب في وجهيهم ليضيق يزيد عينيه بأتهام قائلا...
عجبك كده !! في ايه يا ظافر ما تهدي شويه !!
زفر ظافر وهو يبعد يد يزيد عن صدره ليتجه الي باب العمليات الرئيسي يدعوا ويدعوا فان حدث لها شيء لن يتيتم الصغير فقط بل ابناءه ايضا للمرة الثانية علي التوالي ويعلم جيدا انه بفقدانها سيتحطم قلبه كليا !! ....
اغمض عينيه وهو يسند برأسه للخلف حتي انفتح الباب لتخرج شروق علي السرير المتنقل !
انتفض نحوها يحمد الله علي سلامتها بينما الټفت يزيد يسارا ويمينا متساءلا...
ايه يا جدعان اومال فين النونو !
حضرتك اتفضل ناحيه اوضه الاطفال هتشوفه من الشباك !!
اشوفه من الشباك !! هو انا بحجز سينما فين الواد !
حمدالله علي السلامه !!
هزت رأسها بتعب وحاولت الابتسام قليلا .....
مرت لحظه صامته تتحادث بها اعينهم قبل ان تتحرك بها الممرضة الي غرفتها ..
وقف ظافر ويزيد عند غرفه الاطفال وانظارهم معلقه علي ذلك الطفل الصغير النائم بهدوء بينما يبكي الاطفال حوله !!
ابتسم يزيد قائلا...
نومه تقيل زي ابوه الله يرحمه !!
ابتسم ظافر نصف ابتسامه وهو يشعر بسعادة لم يتوقعها تنتشر داخله ....
بعد مرور ثلاث أسابيع .....
مش اسلوب ده علي فكره يا زلومتي انا بقالي تلت اسابيع مش عارف اشيل الولد !!!
يزيد !!!!
انا كان قصدي ابوس الولد !!!
بردو مش هدهولك !! ....
دلف ظافر يضع بعض الاكواب امامهم قائلا....
لا انت ولا هي هاتوا يحيي واتفضلوا بقي من غير مطرود عايزين ننام !!!
ماشي يا استاذ ظافر !! تصبح علي خير !!
وانتوا من اهله خدوا الباب وراكم !! اما انت بقي فتعالي يا استاذ نام اخواتك بيناموا خلاص نام بقي و ريح امك شويه !!
وضعه في فراشه الصغير بجوار فراش والدته واخذ يهزه بعناية و هدوء .....
تثائب بتعب فقد كانت الايام الماضية متعبه للغاية ما بين جنون اطفاله وبكاء يحيي الدائم و شروق التي يراها تدور حول نفسها حتي ټنهار في البكاء ليلا حين لا تعتقد ان احدهم يستمع اليها ولكنه يفعل !!
ابتسم لعل افضل ما حدث في تلك الايام هو اتمام زواجه منها فتصبح زوجته علي سنه الله ورسوله وعودته للنوم في غرفته ليس حبا بها ولكن تلبيه لرغبه قلبه في البقاء مع عائلته في نفس المكان ...
نظر الي الساعة بتعجب لقد ذهبت لقراءة قصه للصغيرين قبل النوم لما تأخرت هكذا !
لم يكن يعلم ان صغيريه مرهقين الي هذا الحد حتي احضر تلك المربية التي عاشرتهم اسبوع وهرعت تهرب من مهامها مستنكره رفض الاطفال الدائم لها و رغبتهم في شروق فقط فيبدو ان الخۏف من وجود غريم جديد يتملكهم بشده ليستقر به الامر بأحضار فتاة متوسطة العمر لتقوم بالأعمال المنزلية يوميا !!!
اعاد نظره الي يحيي الصغير فوجده نائم بعمق قرر الذهاب لألقاء نظره عليها ثم اخذ حمام دافئ ليبسط عضلاته ....
فتح باب غرفة الصغيران يبحث عنها بعيونه ليبتسم وهو يراها تتوسطهم و تغط في نوم عميق ....
اتجه ببطء نحوها قبل ان يتوقف ويبيح لنفسه تفحص وجهها الجميل رغم تعبها و ارهاقها الواضح طالت نظراته اقل مما ينبغي علي جسدها الصغير الممتلئ في اماكنه الصحيحة !!
هز رأسه باستنكار من افعاله ليميل نحوها يهزها مرتين فتفتح عيونها پذعر ...شهقت بخضه وهي تعتدل
....
فوضع ظافر يده علي فمها وهو يشير لها بالهدوء بأصبعه حتي لا توقظ الاطفال فيهمس قائلا....
اهدي !! انتي نايمه هنا و يحيي نايم جوا انا قولت اصحيكي تروحيلوا عشان لو عيط !!
وقفت تفرك اصابعها بتوتر لتعود وتمرر اصابعها بين خصلات شعرها ....لابد انها تبدو كالزومبى بينما يقف هو كنجم متألق بلا اي مجهود يذكر !!!
امممم انا هنام !!
في شقه يزيد و سلمي ......
اخذ يهز ساقه پعنف وهو يجلس بجوارها يشاهدها تقرأ كتاب متجاهله إياه تماما ...
لم تكن تقرأ كلمه مما تراها وعقلها منغمس بتحليلاتها قد يبات و يصبح يحلف لها انه يرغبها و لا يرغب بطفل ولكن وصول يحيي الصغير و جنون يزيد وحبه له اثبتلها صحه قرارها وان كان هناك شك ولو بسيط في قرارها فقد زال تمام .......
نظف حلقه وهو يتثاءب و يحاول وضع ذراعه حولها ولكنها اعتدلت
برفض وهي تغلق الكتاب قائلة....
طلقني !
كان لايزال ذراعه بالهواء فأعاده
متابعة القراءة