روايه مكتمله وجميله بقلم منى الفولي

موقع أيام نيوز


اشترينا لبس كتير جدا للبيت وللخروج يعني كفاية كده ونروح بقى.
سليم مستسلما لرغبتها مشفقا على إجهادها الواضح خلاص هنروح بس احنا ماجيبناش ولا شوز تعالي نقعد في المطعم اللي هناك ده ترتاحي ونأكل لقمة ونجيبهم ونروح.
سلمى تلجلج صوتها واهتزت نبرته لا مش هينفع ملوش لازمة المطعم نجيبهم علطول ونروح.
تفحصها سليم بصمت وهو يلعن حماسته التي أنسته ظروفه وهو يجزم بداخله أن سبب توترها هو حرجها من أن تدخل المطعم برفقته على كرسيه المتحرك.

سليم حانقا وقد تبدلت ملامحه فجأة براحتك يلا نروح.
سلمى معتذرة وهي تؤنب نفسها فقد فهمت ما وصل اليه وهي لم تقصده ابدا أنت أتضايقت أنت جعان للدرجة دي أنا أسفة يالا ندخل.
سليم بوجه خالي من التعابير لا هنروح حالا يا سلمى.
سلمى مترجية عشان خاطري يا سليم ما تحسسنيش بالذنب والله ڠصب عني مش قصدي.
سليم بتهكم متيقنا من حدسه هو أيه بالظبط اللي ڠصب عنك وما تقصدهوش.
سلمى خجلة ومترددة خۏفي يا سليم خۏفي وأكيد مقصدش أنكد عليك في عز أنت ما بتفرحني حقك عليا تعالى ندخل بقى.
نظر لها بذهول وهو لا يعي ما تقصده ولكنه تحرك تلقائيا باتجاه المطعم ېقتله الفضول لمعرفة ما تعنيه تبعته بصمت حتى دخلا المطعم فاشارت هي بارتباك لمكان قصي فوافقها حامدا لله بسره فحتى لو كان خجلها منه هو سبب اختيارها لتك المائدة فهو راض فأخر ما يتمناه الأن أن يجلس معها محاطا بعديد من الأشخاص جلسا بصمت ولاحظ ازدياد توترها بقدوم النادل فتكفل هو بطلب الطعام لكليهما وظل يتفحصها صامتا حتى حضر الطعام وبدأا بتناوله فسألها ببساطة دون النظر اليها كنتي خاېفة من أيه بقى يا سلمى
سلمي محرجة ومتلعثمة أنا بس مش برتاح في الأماكن العامة أو مع حد غريب.
سليم متعجبا ليه يعني
سلمى ترددت الكلمات بحلقها ولكنها قررت الافصاح عما بداخلها خاصتا مع تزاحم الذكريات السيئة أنا معرفش دكتور سيف قالك أيه بالظبط عن حياتي بس أنا أتعذبت كتير أكتر مما تتخيل أنا وعيت لاقيت نفسي في بيت عمتي تحت رحمة سعد جوزها اللي كان بيحاسبني على النفس يوميا كنت بأسمع كلام زي السم عن أني عالة وهم وأنه ذنبه أيه يربي بنت غيره اخدت
نفسا عميقا وزفرته على مهل واكملت ولما دخلت أعدادي عرفت من خناقهم أن مش دي الحقيقة وأن هو اللي سرق فلوسي وأن هو اللي عايش في خيري مش العكس ولأول مرة في حياتي أرد على أهاناته وأقوله عن الحقيقة اللي عرفتها كسر لي دراعي.
سليم منصدما من كم المعاناة التي عاشتها الحيوان طيب وعمتك عملت أيه
سلمى بمرارة سبع غرز في دماغها عشان حاولت تلحقني ومن يومها اتعلمت الدرس أي كلمة معناها الضړب ليا وليها أو السچن ليها والشارع ليا ومن ساعتها بطلت أقول غير حاضر أو حتى أهز رأسي من غير ما أنطق خالص.
سليم متأثرا معقول في حد بالشړ ده.
سلمى مټألمة للذكرى وكل ما كنت باكبر شره كان بيكبر كان حابسنا ومبهدلنا وبيفرج الناس علينا كل ليلة وهو راجع يطوح بقيت انطوائية جدا وخصوصا وهو مانعني من الخروج نهائي حتى المدرسة كنت تقريبا باروح على الامتحانات عشان البنات ميشفوش علامات الضړب على وشي وأول ما أخدت الثانوية قرر أنه يجوزني صالح الله يرحمه صحيح هو كان أنسان محترم وطيب بس برضه حبسني في البيت خاېف حد يشوفنا سوا ومراته تعرف أنه أتجوز ولما حملت في سليم بقى ما ينفعش أخرج أساسا وبعد طلاقي كنت بخاف أقابل سعد ويعرف أني أطلقت وياخدني تاني عنده شعرت بالمرارة تجتاحها والعبرة ټخنقها فخنقتها بمحجريها ويوم ما خرجت كان على مستشفى المجانين فطبيعي أني أخاف من الخروج والناس لأن عمري ما أتعودت على ده.
سليم نادما لسوء ظنه وتذكيرها بمأساتها خلاص يا سلمى أنا أسف ما تخيلتش كده خالص حقيقي تصرفاتك متوحيش ابدا بأن ممكن يكون عندك مشكلة من النوع ده.
سلمى بأسى المشكلة دي أتطورت أكتر من كده كمان بس ربنا يكرمه دكتور سيف وقف جنبي وشجعني لحد ما تماسكت شوية.
سليم مهتما أزاي يعني
سلمى مټألمة لما صالح الله يرحمه ماټ وسعد اټجنن لما عرف أني كنت مطلقة كل الفترة دي ومخبية لاقيت نفسي لأول مرة بتشجع وبرد عليه لأ وطردته من البيت كمان خۏفي على سليم أنه يبقى تحت رحمة سعد قوى قلبي وقتها أني أقف له رغم أني كنت بتنفض من جوايا ممكن اتشجعت أكتر لأني بقى لي بيت وفلوس أو أني خلاص حاجة بسيطة وابقى راشدة بس كنت فرحانة قوي أني قدرت أدافع عن حق سليم وأني كده أستحق ابقى أمه.
سليم ناظرا إلى عينيها يهديها اجمل نظرات الافتخار والاعتزاز أنت فعلا أنسانة شجاعة بديتي مصلحة ابنك حتى على طبيعة شخصيتك وقويتي نفسك عشانه.
سلمى وهي تمسح دمعة قهر فلتت منها ده اللي كنت فاكراه وقتها لكن بعد وقت قليل ندمت على اليوم اللي فتحت فيه بوقي وفكرت أعترض سعد خد سليم من جنبي وتمردت تلك العبرات رغما عنها وهطلت متحديتا اياها فما مرت به كان افوى منها وقال أنه بقى يقدر يمنعني من حضانته ورؤيته للابد أنا جاني حالة هياج وحاولت اقتله وكمان اتهجمت على كل اللي حاول يهديني من الجيران وهو طبعا انتهزها فرصة ورماني في مستشفى المجانين بعد ما فوقت هو طبعا منع عمتي تستلمني وأنا بقيت سلبية وجبانة أكتر من الأول بكتير وبقيت باخاڤ أدافع عن نفسي وبقيت مستسلمة لأي ظلم.
سليم منصدما طيب ليه المفروض أنك كنتي ابتدايتي تتشجعي ومحتاجة كمان تجمدي عشان تعرفي ترجعي ابنك.
سلمي وهي تمسح تلكم المتمردات لكن شقهات تعاندها ولا تفارقها دكتور سيف قالي أني حصلي حاجة أسمها رد فعل عكسي أصل سعد قالي وقتها أنه خد سليم وحرمني منه عشان أتجرأت وعارضته فعقلي الباطن صور لي أن تمردي هو اللي ضيع سليم وأن الأستسلام زي زمان هو اللي ممكن يرجعه وفعلا بقيت سلبية بشكل رهيب حتى الرفض الداخلي للي بيحصلي اختفى وقتها دكتور سيف لاحظ حالتي وأن في ناس من المرضى والممرضات بيتنمروا عليا وقتها هو كان عرف قصتي كلها من عمتي في الكام مرة اللي جات فيهم من ورا جوزها وعمل لي جلسات تعديل سلوك وصللي فيها أن اللي حصللي ظلم وأن الظلم بيزول بمواجهته مش بالاستسلام ليه وفعلا علمني ادافع عن نفسي وكمان قربني من كام ممرضة محترمة وخلاهم يصاحبوني ويخلوني أساعدهم وده طبعا أداني ثقة بالنفس بس لأني فضلت برضه في المستشفى من غير اختلاط بحد فضلت جوايا رهبة من الأماكن العامة والغرب عشان كده حتى الخضار بجيبه من الماركت ومبفكرش أبدا أدخل سوق وحتى هناك بأكون متوترة جدا وأنا قدام الكاشير.
سليم مندهشا بجد أن مش مصدق! اللي يشوف تصرفاتك لا يمكن يتصور اللي بتقوليه ده خصوصا النهارده وأنت بتردي على اللي أسمه ناصر ده وكمان ساندتيني بقوة ودعمتيني جدا وأنت بتضغطي على كتفي.
سلمى
 

تم نسخ الرابط