روايه مكتمله وجميله بقلم منى الفولي
المحتويات
تأمني نفسك بس الحمد لله أنك حددتي المستوى ومكتبتيش الأسماء يعني كنت بتكتبي فندق ثلاث نجوم ومكتبتيش اسم الفندق اللي أنا مقترحه وده هيدينا مساحة نتحرك فيها ولو متفقناش مع أي مكان ممكن نبدله بمكان تاني بنفس المستوى.
سلمى زافرة براحة يعني كده مفيش مشكلة خلاص.
سليم مبتسما بمرارة وهو يلوم نفسه لإفساده سعادتها بسبب عجزه وأنه ليس بسند لها كما تنتظر للأسف في أكبر مشكلة المشكلة الأهم وأنت معملتيش حسابها.
سليم بمرارة وهو يضرب كرسيه بيده وكأنه من يكبله ويشل حركته الاتفاقات يا سلمى التحركات المفروض حد يسافر يتفاوض ويتفق مع الاماكن دي ويحدد مواعيد ويأكد حجز وبعدين يرافق الرحلات ويشرف عليها.
سلمى وهي تمسك بيديه بين كفيها تنظر لعينيه بثقة تستمدها منه وتبثها له يا سلام امال أنا مشاركة أجمد مرشد في مصر زي ما قال مستر أسامة مش عشان هو اللي يتولى الأمور الفنية اللي زي دي.
سلمى مهدئة وقد جلست على قدميها أمامه توقف تحركه المتخبط وهي تنظر بعينيه وتضع كفيها فوق كتفيه بإحتواء أهدى يا سليم مبدأيا أنت لا هتروح ولا هتيجي ولا هتقابل حد بس حتى لو كده ليه هيشفقوا أو يشمتوا أنت في أحسن حال الحمد لله وأحسن من ناس كتير ماشيين على رجلهم ليه تفكر بالطريقة دي وتقلل من نفسك أنت كبير قوي يا سليم قوي.
سليم خجلا من رد فعله وتخبط كرسيه بها أثناء تحركه غير المدروس أسف لو انفعلت وأنا لسه واعدك أني مش هزعق تاني.
سلمى متفهمة ومعاتبة برقة لا أنت مزعقتش أنا زعلت بس عشان الطريقة اللي بتتكلم بيها عن نفسك وأنك عامل حساب ناس متستاهلش أنك تفكر فيهم أصلا حسين واللي زيه مش شمتانين دول غيرانين عشان أنت أحسن منهم وافتكروا أن حاجة زي الحاډثة ممكن تعليهم وتكبرهم بدليل أن حسين كان مرتاح لما أنت كنت محرج لكن لما شاف أنك عايش حياتك وأنك لسه أحسن منه هو اللي اتغاظ.
سلمى مؤكدة عفوية اطاحت بعقله طيب ما أنا فعلا مراتك وزي ما اتغاظ لما شافك عايش حياتك طبيعي لازم كمان يشوفك وأنت راجع لشغلك.
سليم سعيدا لتأكيدها على أمر زواجهما برغم اعتراضه على الشق الخاص بعمله أزاي بس يا سلمى.
سلمى ببساطة معرفة الناس كنوز يا سولي وأكيد أنت طول فترة شغلك عملت علاقات مش شوية خصوصا وأنت بالذوق والأخلاق دي كلها.
سليم مزهوا لمدحها أياه تصدقي أنا مفيش حد بيشتغل في المجال مكنش يعرفني حتى السريحة باحباط مفاجئ بس ده كان زمان زمانهم كلهم نسيوني ده غير أني علاقتي انقطعت بيهم من زمان وموبايلي اتسرق بكل النمر اللي كانت عليه.
سليم منصدما بيسألوا علي!
سلمى مضطربة وهي تبعد كتفيها عنه وكأنها تستعد لحماية نفسها من عدو وهمي بص أنا هاقولك على أخر حاجة مخبيها عليك بس من فضلك متزعقش ولا تزعل مني.
سليم متوجسا قولي.
سلمى متلعثمة رغم تأكدها من استحالة غيذاءه لها أيام ما كنت بتوديني شقتك القديمة الم حاجتنا وتيجي أنت هنا يوم ما لاقيت اللاب توب بتاعك كان تليفوني قرب يفصل وكنت عايزة أشوف صور ديكورات عشان انقي الالوان حطيته على الشاحن و ففتحت اللاب توب وعملت نقطة اتصال للواي فاي واتفرجت ونقيت وأخر النهار لما اتاخرت علي قولت افتح فيس من اللاب واتسلى وأول ما فتحت الفيس اتهبل كمية اشعارات رسايل مش طبيعية ناس كتير بتسأل عليك وقتها كنت عرفت أنك مرشد سياحي منبهرة بس برضه أتفأجت من كل الناس دي ومن محافظات كتير اللي بيقولك أنه نزلك القاهرة مخصوص من مطروح ومعرفش يقابلك واللي يقولك مش هتيجي أسوان تاني وكمان كان في رسايل كتير من فترة قريبة جدا من ناس فضلت تسأل عليك حتى بعد ما اختفيت الفترة دي كلها رغم محاولتها لمراعاتها مشاعره ولكنها على ثقة بأنه يحتاج الحقيقة كاملة ليواجه نفسه ويصصح أخطاءه أنا أسفة يا سليم بس لو الحاډثة حبستك في كرسي فأنت حبست حياتك كلها في وهم العجز والخۏف من رد فعل الناس.
سليم مقهورا أن ينهار انبهارها به متحاولا لإتهام كنتي عايزني أعمل أيه أعمل نفسي مش واخد بالي أني بقيت عاجز واتنقل لعمل إداري في الشركة واسمع مواويل الصعبنة من الحبايب وتلاقيح الشماتة من الباقي ولا أتجوز واحدة حاسة أني عبء عليها بس أبوها بيجوزهني تأدية واجب وأخلف عيال أمهم كارههم لأنهم ربطوها للأبد بعاجز رامي حملهم عليها.
سلمى محتجة بلطف وهي تستنكر نظرته لنفسه وتقييمها تأثرا برأي فتاة لم تقدره حق قدره ده اللي اقنعت نفسك به كان ممكن تسيب الشغل وتعمل بفلوسك مشروع تديره كان ممكن تتجوز أي واحدة موافقة بظروفك ومش مجبورة عليك لكن زي ما قلت لك قبل كده المشكلة في الأفكار اللي مليت دماغنا من غير ما نحس والقصص والأفلام اللي حولت الأختلاف لنهاية وكأن المختلف
بسبب أي أبتلاء اتحكم عليه بالعزلة للنهاية مع أن الحقيقة مش كده خالص وياما ناس نجحت وهي لسه مصاپة وغيرهم أبتلاءهم كان هو سبب نجاحهم لكن أنت ضعفت واستسلمت من غير حتى تحاول ولو مرة أنك تعيش حياتك بظروفك الجديدة.
رأت الصدمة على وجهه ودموعه حبيسة بعينيه ففضلت أن تتركه بمفرده ولكنها وضعت بجانبه حاسوبه المحمول بعد أن أوصلته بالشبكة العنكبوتية.
في المساء
كانت تختلس النظرات اليه وهو يتفحص بريده الاليكتروني منذ وقت طويل كانت تنفعل مع انفعالات وجهه فتارة تراه يبتسم وتارة مندهش وأخرى متأثر أو باكيا حتى قررت أن تتدخل لتنهي صراعه الداخلي لتقترب منه ببطء وهدوء.
سلمى معتذرة بندم وقد هالها شحوب وجهه وإرهاقه أنا أسفة يا سليم ممكن يكون كلامي كان قاسې بس والله أنا عايزة مصلحتك.
سليم متفهما وممتنا لها لعرض الصورة من زاوية أخرى لم يحسب لها حساب فبالوقت الذى خشى الشامتين كحسين حرم نفسه من صحبة الأوفياء كأسامة وغيره من من قطعوا مسافات طويلة للإطمئنان عليه مش محتاجة تعتذري أنت عندك حق بكل كلمة
متابعة القراءة