اخطائي بقلم شهد محمد جادالله
المحتويات
للدرجة دي وصلت بيك يا رهف
نفضت ذراعه بشراسة هجومية لم تكن ابدا من طباعها وقالت وهي تدفعه بصدره كي تبعده عنها بكل ما اوتيت من قوة
أنت فاهم
ثارت أنفاسه واحتدت نظراته وتراجع خطوتين بعيد عنها يستغرب تلك الشراسة التي اصبحت عليها و رفع يده بأستسلام قائلا بنبرة تحمل سخط عظيم
مش بس احنا لازم نتكلم تعالي نطلع فوق ومنفرجش الناس علينا
مستحيل يجمعني بيك مكان واحد من تاني ...
زفر انفاسه دفعة واحدة واحتدت نظراته حين برر بكل تبجح
أنا عارف أنك زعلانة على البيبي بس أنا مكنش قصدي تخسريه...
وبعدين انت اللي استفزتيني و خلتيني معرفش اسيطر على اعصابي
حانت منها بسمة تحمل بين طياتها سخرية مريرة فهو كعاهدته يعشق أن يتقمص دور الضحېة ويضع اللوم عليها لذلك قررت ترد عليه رد يليق عليه ويناسبه أكثر حين وقفت في مواجهته قائلة بثقة وبقوة اكتسبتها بعد نكبتها
تفاجئ من حديثها كثيرا فكانت واثقة بشكل أثار ريبته ولكن كعادته هدر متعجرفا
انت أزاي طلعت خبيثة و قليلة الأصل كده وعايزة تسجنيني وتطلقي مني علشان غلطة مش مقصودة
هل هذا المسمى الصحيح لكم الخذلان الذي اغدقها به هل من المفترض أن تتعاطف مع حديثه وتصدق على نواياه ألهذا الحد يظنها ساذجة!
قالتها وهي تربع يدها و ترشقه بنظرات قاټلة استفزته وجعلته يهدر متبجحا
أنت مراتي وجيت علشان أخليك ترجعي عن اللي في دماغك وانا مسامحك بس خلينا نرجع زي الأول
اصدرت صوت متهكم من فمها يشبه ذلك الذي كان يستفزها به حين يستخف بها و قالت بعدها ببسمة ساخرة وبنبرة لا تحمل لمحة ضعف واحدة
زي الأول ...وكمان أنت اللي مفروض تسامحني... تصدق ضحكتني
أنت اللي جابك هو أنك خاېف تتحبس يا باش مهندس
لتتهكم قاصدة اثارت أعصابه كما يفعل معها
بس أنا عذراك أصل وصلني أن قاعدة الحجز معجبتكش ومعدتك يا حرام ما اتحملتهاش.
كله بسببك... وبعدين أنت أزاي شمتانة فيا كده...يا خسارة يا رهف لأول مرة من يوم ما اتجوزتك تخلفي ظنوني أنا كنت فاكر أنك عمرك ماهتخلي الأمور تتفاقم بينا لغاية كده كنت فاكر أنك عاقلة وأصيلة ومش هيهون عليك تسجني ابو ولادك
رهف القديمة مبقلهاش وجود فمتحاولش تستعطفها علشان مش هرجع في اللي عملته وانت لازم تاخد جزاتك ومن هنا ورايح إياك تتعرضلي وإلا هبلغ عنك ولو فاكر انك ممكن تلوي دراعي بالولاد فالحضانة وفقا للقانون ليا لغاية سن الحضانة يعني مش هتعرف تضغط عليا بيهم وخصوصا إني اقدر أثبت أنك مكنتش أمين عليا وبالتالي عمرك ما هتكون أمين عليهم
اللي بيني وبينك المحاكم واظن انت فاكر إني طلبت منك الطلاق قبل كده وأنت رفضت فمتلمش غير نفسك أنت اللي اضطرتني لكده علشان اعرف أخلص منك
لطالما كان يثق في قلة حيلتها ويظنها ستتفهم وتسامح كعادتها بلين قلبها ولكن حقا افحمته بتلك الثقة والقوة التي تقطر من حديثها حتى أنه استغرب أين اندثرت تلك الهادئة المتفهمة قليلة الحيلة التي كانت لا تتحامل عليه مهما فعل فكيف تبدلت هكذا في غضون أيام
واين ذهب لين قلبها فكان الأمر يصعب عليه استيعابه فأخر شيء كان يريده هو خسارتها لذلك وجد ذاته بدلا أن يثور عليها يعاتبها قائلا
تخلصي مني يا رهف لدرجة دي أنا وحش ومتعاشرش ومشفتيش مني حاجة حلوة
لمعت عيناها بنظرة كارهة مستنفرة وأخبرته بلا اكتراث يشابه ذلك الذي لطالما اغدقها به
مبقاش فاضل شيء جوايا يتشفعلك ولا باقي عليك أنا اكتشفت إن لو في جوايا طاقة للحب فنفسي و ولادي اولآ بيها
لا يعلم لم شعر بوخزة مؤلمة بقلبه حين وجد تلك النظرة بعيناها التي تنم انها بالفعل مقتته هي من كانت تستجدي حبه وأهتمامه من كانت يمثل العالم بعيناها أصبحت الأن تمقته لدرجة أنها ستتخلى عنه وتخرج من حياته للأبد وعند تلك الفكرة وجد عقله ېصرخ مستنكرا ودفعه كي بضع خطوات منها يحاول أن يؤثر عليها ولكنها تراجعت مثلهم واشارت له بيدها هادرة بتحذير قوي
..
رد بنبرة تلاشت منها الحدة تماما وحل محلها الخۏف وكأنه أدرك للتو كونها جادة في قرارها
أنت لسة مراتي يا رهف بلاش تعملي كده فينا بلاش تخربي بيتنا علشان خاطر ولادنا
نفت برأسها بعدم اقتناع
متابعة القراءة