اخطائي بقلم شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز


مسألتش يا دكتور...
رغم هدوئها الغير معتاد معه ولكنه لم يستطيع كبح رغبته في قول
وانا مش ببرر انا بس بفهمك علشان متنفعليش على الولد زي باباه وتكسري فرحته بالجول بتاعه وهو ملهوش ذنب
تقسم انها حاولت أن تهدأ وتتعامل معه بكل هدوء حتى انها كادت تعتذر منه ولكنه استفزها بشدة تشبيهه لذلك هدرت بشراسة وهي ترفع سبابتها بوجهه

انا مش زي باباه ولوسمحت يا دكتور التزم حدودك مش من حقك تدخل في معاملتي مع ابني
انا عارف حدودي اوي يا بشمهندسة ومش كل ما تشوفيني هتسمعيني كلام ملوش لازمة
وبعدين انتو ناس تفكيرها غريب جدا أيه المشكلة أني اتكلم مع الولد أنا مش هاكل منه حتة ولا هخطفه مثلا...
اجابته بتسرع وبنبرة منفعلة غافلة بتأثير كلماتها في نفسه
لو كنت في مكاني كنت هتخاف على ولادك بطريقتك ومحدش كان هيبقى ليه حق يتدخل
تجمدت خضراويتاه واحتلها الحزن تقاسيم وجهه لثوان جعلتها تبتلع ريقها تستغرب ما أصابه ليجيبها هو برضا تام وبنبرة استطاعت هي استنباط الحزن بها 
انا عمري ما هبقى مكانك يا بشمهندسة و مقدر خۏفك بس ده ميدكيش الحق ټجرحي فالناس عمال على بطال عن اذنك...ومن غير حضرتك
زفرت انفاسها بضيق لذات السبب فكلما ارادت التحكم بأعصابها تفشل فشل ذريع وخاصة عندما يتعلق الأمر به لذلك ورغم كونها لم تستوعب ما الخطأ التي تفوهت به تلك المرة واحزنه لذلك الحد إلا انها قررت أن تلاحق الأمر وتعتذر منه على كل ما سبق لذلك حين خطى هو خطوتان بعيد عن موقعها تلعثمت قائلة
استنى ارجوك يا دكتور
اغمض عينه بقوة وكور قبضته وهو يترقب انها ستقول شيء أخر يزيدها عليه ولكنها فاجأته حين تلعثمت واقتربت من موضعه
آسفة...
جعد حاجبيه ونظر لهيئتها المحرجة مستغربا في حين هي استأنفت
انا بعترف كنت قليلة الذوق معاك في المكتب وقبليها بس انا كنت مضغوطة وأعصابي متوترة و ...
خاڼها التعبير وفرت الكلمات ولم يسعفها عقلها بأستئناف اعتذارها فكانت تفرك بيدها وتنظر لكل شيء عداه هو...لذلك دون حاجته لمبرراتها قال بجدية بعدما استعاد هدوء أعصابه 
ولا يهمك يابشمهندسة...بس زي ما انت عايزة الناس تعذرك لازم انت كمان تفهمي ان مش كل الناس مضطرة تتحمل طريقتك وقلة ذوقك ومش معنى انك مريتي بتجربة صعبة يبقى تاخدي وضع الھجوم دايما و تدي نفسك الحق ټجرحي في كل اللي حوليك وتفتكري انهم مجبرين يعذروك وعلى فكرة كلنا بنمر بتجارب صعبة مش انت بسعن اذنك
ألقى حديثه دفعة واحدة بوجهها وغادر من أمامها تاركها مشدوهة تتطلع لأثاره وهي ټلعن غبائها فقد استطاع ذلك ال نضال أثارت دهشتها بصراحته فرغم حديثه المراوغ في بعض الأحيان ودعاباته التي لا تنضب وتثير اعصابه إلا أنه كان الأن حديثه عقلاني و صائب
بشكل كبير جعلها تشعر بالخزي من نفسها. 
صباح يوم جديد دون شيء يذكر سوى ذلك الشيء الذي اكتشفته واصرت التكتم عليه لغرض ما في نفسها.
وهاهي تجلس مع خالها و يمهد لها بعدما انفرد بها في ساحة المندرة التي تنفصل عن المنزل ويحيل بينهم باب خشبي ضخم.
فكانت تستمع له بملامح ثابتة حين استأنف
محدش هيخاف عليك ولا على مصلحتك جدي يا جلب خالك وعشان إكده معوزكيش تنضامي من بعدي وعاوز اكون مطمن عليك
ابتلعت هي ريقها وتسألت تدعي جهلها وعدم معرفتها المسبقة للأمر
تطمن عليا أزاي يا خالي
اجابها بود يكمن خلفه نوايا عدة
جصدي يا بتي حالك ومالك مين بيرعاه دلوجت المال السايب يعلم السرجة يا جلب خالك ويلزمك راچل يكون جلبه عليك 
ويراعيك ويحطك فوج راسه
مش فاهمة يا خالي
بصراحة يا بتي عاوزك تتچوزي واهي عدتك خلاص كام يوم وتنجضي على خير
اعترضت هي بنبرة واثقة
مينفعش يا خالي افكر حتى في الجواز
جز عبد الرحيم على نواجذه وتسأل من بين أسنانه
ليه عاد يا بتي ده حامد راچل زين وهيحطك جوه حباب عنيه
حامد متجوز يا خالي وبيحب مراته
وفيها إيه عاد الشرع محلل اربعة 
دافعت هي
قمر بتحبه وبكرة ربنا يكرمهم بلاش تخرب عليهم يا خالي وياريت تقفل الموضوع ده معايا نهائي علشان لا يمكن اوافق
زمجر عبد الرحيم من جديد وقال ببسمة صفراء يكمن خلفها غيظ عظيم
بس أني المسؤول عنك وشايف ده الصالح ومينفعش تعصيلي امر يا بت غالية
هتجبرني يا خالي
حانت منه بسمة خبيثة لأبعد حد وتهكم قائلا
الچواز سترة يا بتي...وبعدين كل طلباتك مچابة هعملك فرح يتحاكا بيه أهل البلد لسنين جدام وهچبلك دهب يوزنك 
ده غير أن هجهزلك الچناح الغربي كلاته على ذوجك
نفت برأسها وقالت برفض قاطع وهي تهب من مقعدها
لأ مينفعش يا خالي مينفعش ارجوك متضغطش عليا علشان مستحيل يحصل
زفر عبد الرحيم بغيظ من رفضها ونهض يتقدم منها قابض على ذراعها بقوة آلمتها مهسهس بنبرة تقطر بالوعيد
مفيش حاچة اسمها مستحيل واللي انا رايده هو اللي هيحصل برضاك أو ڠصب عنيك يا بت خيتي هتچوزي حامدوبالجوة لو حكم الأمر
عايز تجوز مراتي وهي لسة على ذمتي يا حج...
قالها هو
بصوت جهوري واثق يكمن خلفه ڠضب حارق يكاد يهلك بنيرانه الأخضر واليابس حين دفع باب المندرة بقوة نفضتهم وجعلت قلبها يهوي بين قدميها وهي تراه يقف امامها بكامل هيبته وتحاوطه تلك الهالة الطاغية التي دوما يشملها بها بينما عن عبد الرحيم فقد جمدت الډماء بجسده وكادت عينه تخرج من محجرها و تلعثم بحروف متقطعة تنم عن صډمته
الغريب...

الخامس والثلاثون
يغيبون عن اعيننا ولا يعلمون بمدى الالم الذي نتجرعه بغيابهم والادهى والامر حين يعودون يعودون ببرود وكأن غيابهم كان بارد.
هتجبرني يا خالي
حانت منه بسمة خبيثة لأبعد حد وتهكم قائلا
الچواز سترة يا بتي...وبعدين كل طلباتك مچابة هعملك فرح يتحاكا بيه أهل البلد لسنين جدام وهچبلك دهب يوزنك 
ده غير أن هجهزلك الچناح الغربي كلاته على ذوجك
نفت برأسها وقالت برفض قاطع وهي تهب من مقعدها
لأ مينفعش يا خالي مينفعش ارجوك متضغطش عليا علشان مستحيل يحصل
زفر عبد الرحيم بغيظ من رفضها ونهض يتقدم منها قابض على ذراعها بقوة آلمتها مهسهس بنبرة تقطر بالوعيد
مفيش حاچة اسمها مستحيل واللي انا رايده هو اللي هيحصل برضاك أو ڠصب عنيك يا بت خيتي هتچوزي حامدوبالجوة لو حكم الأمر
عايز تجوز مراتي وهي لسة على ذمتي يا حج...
قالها هو بصوت جهوري واثق يكمن خلفه ڠضب حارق يكاد يهلك بنيرانه الأخضر واليابس حين دفع باب المندرة بقوة نفضتهم وجعلت قلبها يهوي بين قدميها.

 الغريب...
عدل هو بنبرة غاضبة متهكمة 
ما غريب إلا الشيطان اللي فاكر أنه هيقدر يستغل غيابي لصالحه ويطيح في شره
زاغت نظرات عبد الرحيم من تهكمه وتسأل بغيظ وهو يترك ذراع تلك المتخشبة من شدة صډمتها 
رچعت ليه أنت طلجتها!
اجابه يامن بكل ثقة وبصوت جهوري متملك
رديتها... ونادين دلوقتي مراتي ڠصب عن عين أي حد
حقا تدافع عني الآن وتعلن ملكيتك لي فأين كنت حين اعتصر قلبي قهرا وجف دمعي في غيابك...أين كنت عندما أحرقت الذكريات قلبي وبعثرت رماده...أين كنت وانا بأمس الحاجة اليك يا صاحب الوعود الواهية...
ذلك ما كان يدور برأسها وهي تراه
يقترب بخطوات واثقة نحوها ومع كل خطوة له وجدت ذاتها تتراجع مثلها بعيون جامدة تحجر بها الدمع من شدة صډمتها فكانت تظن انها في حلم من احلامها المعتادة التي تجمعهم سويا ولكن هاهي بكامل وعيها وهو واقع ملموس أمامها يطالعها بنظرات إن لم يكن تخلى عنها كانت سوف تظنها عاشقة ملتاعة يفيض منها الندم...إيظنها ساذجة كسابق عهدها وسوف ترتمي بين يده وتتغاضى عن ما أذاقه لها لا هي لن تنخدع من جديد وستصمد أمامه ذلك ما كانت تنوي فعله ولكن كان لعقلها رأي أخر وقرر الفرار هاربا حين لم يعد يفصلها عنه سوى خطوة واحدة فقد شعرت بغمامة سوداء تخيم على عيناها و دفعتها للاستسلام لرغبة عقلها حين سقطت مغشي عليها بين يديه التي احالت بينها وبين ارتطامها بالأرض وكان آخر شيء وصل لها هو صراخه المتلهف بأسمها.
تململت بفراشه بكسل وهي تشعر براحة لا مثيل لها ففكرة أن جسده كان يستقر هنا قبلها تجعل السکينة والدفء يدب في قلبها...فقد أفرجت عن فيروز عيناها وحانت منها بسمة حالمة وهي تتطلع لمحيط غرفته التي أصرت أن تبيت بها بإعجاب شديد فكل شيء بها مميز ومفعم بذوق رجولي خشن يشبهه تذكرت صديقتها وتساءلت ترى ما حل بها وتذكرت ايضا تلك الزيارة الغير متوقعة التي فاجأتهم بالأمس لذلك الغائب الذي عاد بعد طول أنتظار مررت يدها بخصلاتها وتمددت على ظهرها تسلط نظراتها على نقطة وهمية في سقف الغرفة وشردت تسترجع ما دار بينهم حينها فعندما فتح محمد باب الشقة تفاجئ به قائلا 
أنت معقول!
تلعثم وهو يقف أمامه منكس الرأس يشعر بالحرج
ممكن اتكلم معاك
هنا انفعلت ميرال مندفعة نحوه بعدائية
اخيرا ظهرت يا استاذ راجع ليه وعايز تتكلم معاه في ايه بعد عملتك السوده!
رفع يامن ناعستيه الثائرة نحوها وعقب بنفاذ صبر
عملتي! مكنتش اسود من عاملت صاحبتك اللي انت محموقلها انا مكنتش عايز ألجأ ليك بس مضطر انا روحت ل نغم وملقتهاش واتصلت بيها قالت انها مسافرة مع باباها يومين بلدهم و قالتلي أنك معاك تسجيل لازم اشوفه روحتلك القصر وعرفت أنك سبتيه وجيت ل محمد هنا علشان يوصلني ليك وكويس إني لقيتك فياريت تهدي علشان نعرف نتفاهم
تدخلت شهد بإندفاع كعادتها
مع انك ندل ولسة من شوية كنت بقول أنك متستهلش البت بس من حقك تعرف الحقيقة علشان ټضرب نفسك ألف جزمة انك سبتها
جز يامن على نواجذه وسيطر على أعصابه كي يتغاضى عن اهانتها له في حين لاحق محمد الوضع ناهرا إياهم بصرامة
شهد لمي لسانك وكفاية أنت وهي خلاص اللي حصل حصل والراجل رجع و هيصلح كل حاجة بلاش تتحملو عليه 
اعترضت ميرال بحدة وهي تنظر للأخر شذرا
انت بتدافعله بعد كل اللي عمله
نظر لها نظرة صارمة اخرستها حين هدر بأسمها
ميرال قولت اهدي
زفرت هي وحاولت التحكم بأعصابها...بينما هو وجه نظراته ل يامن واستأنف وهو يجذب ميرال برفق خلف ظهره كي يفسح له المجال 
تعالى ادخل خلينا نتكلم
تقدم هو مطرق الرأس يرغب في أن تنشق الأرض وتبتلعه بين
 

تم نسخ الرابط