اخطائي بقلم شهد محمد جادالله

موقع أيام نيوز


بابها بحرص شديد ثم تنفست بإرتياح وكأنها أزاحت حمل ثقيل عن كاهلها لتحل رابطة شعرها وتبعثره بيدها وهي ترتمي على الفراش تتذكر كيف حاكت مكيدتها بعد خروجه من غرفتها بالصباح
Flash back
فقد تسللت دون ان يلحظها أحد إلى موضع جلسة الحارس الذي ما أن لمحها هرول مترقب لأوامرها لتأمره هي بنظرات زائغة وهي تمسد جبهتها مدعية الألم 

عم مسعد عندي صداع ممكن تجبلي حاجة من الصيدلية
تحت أمرك يا هانم ثواني والدوا يكون عندك
قالها وهو يرفع طرف جلبابه ويهرول خارج بوابة المنزل مسرعا بينما هي تقدمت بخطوات حريصة بعدما أمنت محيطها وتقدمت لغرفته الملاصقة للبوابة تبحث بعينيها عن سلسلة مفاتيحه وما أن وجدتها زفرت بارتياح وهي تتمم ما خططت له كي تغطي على فعلتها 
End flash back
عادت مرة آخرى للوقت الحالي وهي تبتسم بسمة متهكمة منتصرة لأبعد حد وهي تخرج من تحت وسادتها تلك النسخة المستخرجة حديثا من ذلك المفتاح المنشود الذي بسببه تأخرت في إعادة النسخة الأصلية منه لتتسع بسمتها وهي تظن أن لا أحد يضاهي مكرها ولكن مهلا افعلي ما تشائين وسوف تتأكدي بنفسك انك أغبى أنثى على وجه الأرض ولا أحد يتمنى ان يكون بموضعك حينها 
مرت بضع ايام عليه منذ عمله معها يوصلها لجامعتها ويعود بها دون اي جديد تصعد للسيارة ثم تسند رأسها على زجاج النافذه وتظل شاردة وكأنها مغيبة بعالم آخر فقط تتأمل الطريق بعيون خاوية يفيض منها الحزن حاول مرارا وتكرار أن يجذب معها أطراف الحديث ولكنها تجيبه بإقتضاب شديد ولم تلق له بال مما جعله يقرر ان يكف عن ذلك الفضول اللعېن الذي ينتابه نحوها ولكن كيف وهو يلمح من مرآته الأمامية الآن دمعاتها تنسل من عيناها وملامحها باهتة بشدة جعلته يتحمحم يجلي صوته الأجش كي يصدر لين ولا يفزعها ككل مرة 
حضرتك فطرتي 
لم يريد ان يسألها مباشرة كي لا تتخذ موضع الھجوم بل فضل أن يراوغها بطريقة أخرى كي يسبر اغوارها وبالفعل حاز على انتباهها حين رفعت فيروزتها تطالع عينه المسلطة عليها في المرآة وهزت رأسها ب لا ليبتسم هو ويقول في حماس غير عادي 
ولا

انا بصراحه ھموت من الجوع 
ممكن نخبط طبقين فول من على العربية لو تحبي......! وبيتهيئلي لسة معانا وقت قال جملته الأخيرة وهو يتفقد الوقت بساعة يده
فول !!!
قالتها بتلقائية وهي تعتدل بجلستها 
مما جعله يشعر بسخريتها ويؤكد بدفاع 
اه فول ........ماله الفول ده هو مسمار البطن زي ما بيقولوا وكله بروتين احسن من اللحمة والفراخ
نفت برأسها بعدما شعرت انه سيتفهم أنها تتعالى عليه 
مش قصدي والله انا باكله عادي وداده محبة تعملهولي علطول بس متعودتش أكله من برة وخصوصا من على عربية يعني
جعد حاجبيه الكثيفين وأخبرها بحماس وبنبرة مشاكسة بعض الشيء كي يحفذها 
لأ لعلمك بقى من على العربية بيكون ليه طعم تاني ويا سلام بقى لو معاه بصلتين كده يااااااه والله جوعتيني قال أخر جملة وهو يضغط على شفاه السفلية 
فكانت تعبير وجهه المنعكسة بالمرآة ونبرته تلك كافية لتجعلها تبتسم دون وعي مما جعله يأخذها أشارة لموافقتها ويؤكد وهو يسحب عدة محارم ورقية وناولها لها دون أن يلتفت كي لا يخجلها 
لو في دموع تانية أجليها للبصل الله يخليك إلا العربية هتغرق بينا
اتسعت بسمتها وتناولت منه المحارم تمسح وجهها قائلة 
ماشي بس على ضمانتك
أجابها هو ببسمة مشاكسة 
متقلقيش لو حصلك ټسمم غسيل المعدة عليا
نظرت نظرة مترددة إلى الطعام الموضوع أمامها وهي تراه يأكل بشهية غريبة ويلوك الطعام باستمتاع جعلها تتساءل هل حقا شهي لذلك الحد تنهدت وهي تستند على مقعدها الخشبي الذي يتوسط الرصيف أمام عربة الطعام وهي تنوي تذوقه والتأكد بذاتها وإن كادت تشرع بالأكل فانتفضت مذعورة من صوت مذياع أحد البائعين المتجولين وهو يصيح 
روبابيكيا
ابتسم وهو يبتلع ما بفمه وقال كي يطمئنها
مټخافيش يا آنسة دي ناس على باب الله وبتسعى على أكل عيشها
هزت رأسها وهي تتمعن بذلك البائع وما تحويه عربته الخشبية من قطع متهالكة وإن صح القول خردة بالية لا نفع منها عقدت حاجبيها مستغربة وهي تلحظ وجه الرجل الذي لفحته الشمس ويبدو عليه الأرهاق الشديد ورغم ذلك لن ييأس ويظل يهتف بتلك الكلمة الغريبة على مسامعها بتفاني غريب جعل نظراتها تتبع عربته الخشبية إلى ان اختفى عن ناظريها وحل محله هؤلاء الأطفال بالجانب الآخر من الشارع فكانوا يمررون الطابة لبعضهم والحماس جلي على وجههم لتبتسم بسمة عابرة على سعادتهم وحماسهم البادي عليهم في حين هتف أحد الصبية على زميله بتعصب
تعال العب معانا هيغلبونا
رد الآخر عليه وهو يركض نحو فرن الخبز القريب 
هجيب عيش لأمي الأول استنوني يا عيال
كانت تتبع الصبي بعيناها 
حين وجدته يحشر وسط حشد من الناس يقفون بصفوف غير منتظمة ويجاهدون وهم ينتظروا دورهم في الحصول على ذلك الخبز الذي هو من وجه نظرها لا يستحق العناء للحصول عليه 
لاحظ هو شرودها وتتبع نظراتها قائلا 
متركزيش يا انسه ويلا مدي
 

تم نسخ الرابط