كارما بقلم ياسمين رجب

موقع أيام نيوز


المعلم عبد العزيز كان شايل الزكيبة وريح المخزن وشاف كل حاجه
السيدة يسلم لسانه ملهاش إلا كده ست عديمة حياء
البائع  يالا ربنا يستر عليه منها ومن شرها ست قادره ربنا يهدها
اغلقت باب الشقه وهي تهم بالانصراف إلي مدرستها
رهف قالها اسلام المنتظر أمام شقته
لم تعيره أي اهتمام واكملت سيرها في اتجاه المصعد الكهربائي 

اسلام طيب على الأقل اسمعيني بلاش تتكلمي معايا
رهف  
اسلام يارهف أنا اسف والله العظيم مكنش قصدي بس أنا لم شفتك مقدرتش افكر كنت زي المچنون دماغي كان فيها مليون حاجه افكاري كانت ملغبطة في الأول كنت فاكر علاقتك بعمار شئ ميخصنيش بس ضايقني كنت بحاول اتجاهلك على قد ما اقدر ويوم ما شفت جمال ده زود چنوني اكتر اي حد مكاني كان هيفكر كده
نظرت اليه بعينين ممتلئة بالعبرات وهتفت قائلة اي حد إنما أنت مش حد يا اسلام علي الاقل أنت ساكن هنا عارف اخلاقي شفت مني اي تصرف وحش طول الايام الي فاتت في مرة تجاوزت حدودي معاك مينفعش تظن السوء في حد منغير متعرف اسبابه ايه أو ظروفه أنا اسفة بس بالنسبه ليا مستحيل اسامح أي حد يجي على كرامتي لأن دي الحاجة الوحيدة الي بتعمل قيمة لأي بني ادم وأنت قللت منها كفايه قوي لحد كده بعد اذنك تركته ودلفت إلى المصعد وهو مازال ينظر في الفراغ كأن أحد سكب فوق رأسه دلو
من الماء البارد تنهد بأسي وتوجه صوب الدرج حتى يذهب إلى جامعته
ترجلت من سيارة الأجرة وكادت أن تدلف من البوابة الرئيسية للجامعة ولكن استوقفها صوت جمال الذي ترجل موخرا من سيارته وسار صوبها
سمر  جمال في حاجه ولا ايه
جمال  صباح الخير الاول
سمر  صباح النور
جمال تعالي نشوف اي كافتريا نقعد
فيها
سمر تمام في واحدة هنا جنب الجامعة 
جمال يالا 
سار الاثنين
سويا إلي الكافتيريا خير يا جمال في حاجه هتفت بها سمر 
جمال  خير ان شاءالله انا بس كنت حابب اسلم عليكي قبل ما اسافر
سمر  تسافر فين
جمال انا
مسافر اسيوط في واحد من الجزرين الي شغالين في المدبح عامل ة وهروح اوصله بلده واحتمال اقعد كام يوم لحد ما اطمن عليه
سمر طيب تروح وترجع بالسلامة خلي بالك من نفسك
جمال حاضر وانتي كمان ابقي خلي بالك من نفسك يالا نمشي علشان تلحقي محاضرتك وانا هطلع على المستشفى
سمر  يالا
انصرف كلهما كل منهم متجه إلى وجهته بينما دلفت سمر إلى الجامعة وهي تبحث بعينيها عن اصدقائها 
بتدوري على حد قالها كريم وعلى وجهه ابتسامه ساحرة
سمر ازيك عامل ايه
كريم كويس انتي اخبارك ايه
سمر ماشي حالي
كريم الحمدلله دي تاني مرة
سمر نعم تاني مرة على ايه
كريم  اني اشوفك هادية ومش متعصبة
ابتسمت رغما عنها قائلة وده بقي شيء وحش تحب اتعصب يعني
كريم مسرعا لا لا لا الله يخليكي خلينا في الطيب احسن وبعدين العيون دي ملهاش يبان فيها الحزن
اصابها الخجل من حديثه فلم تعلم بما تجيبه فهتفت  انا هروح الكافتيريا تحب تيجى معايا بدل الوقفه دي
كريم بسعادة طبعا
ظلت تتابعه بعينيها وهو مازال على وضعه يحمل الخضار من سيارة النقل إلي المخزن أو العكس يحمله من محل الحاج عبد العزيز إلي سيارة التاجر الذي يشتري الخضار رأت شخص ينادي عليه قائلا هااا يا عمار عايز أكل اجيب لك معايا
عمار  هتجيب أكل ايه
الرجل  في وجبة فراخ مشويه ب 20 جنيه وفي ناس طالبين
فول الطلب 2جنيه هاااا هتأكل اجيب لك معايا 
عمار  طيب هات طلب فول 
الرجل ايه البخل ده يا جدع وأنا الي كنت فاكر أنك هتطلب أكل يعوضك على التعب بتاع النهارده وفي الاخر هتاكل فول
عمار 18 جنيه هوفرها أنا احق بيها ومش هتفرق أكلت لحم أو فول المهم أنه غداء وخلاص
هنا فقط تحطمت كسر قلبها وهي تراه يتحمل فوق طاقته من أجلها كيف تكون بهذه الأنانية حبها سيكون سبب تعبه ودماره
لم تستطيع التحمل والصبر اكثر عزمت أمرها على الرحيل نظرت اليه بعينين ممتلئة بالعبرات هنا فقط رآها بين الناس ودموعها التي جعلت
قلبه ېتمزق ترك كل ما في يده وركض خلفها حتى يستطيع اللحاق بها رآها تصعد داخل سيارة الأجرة 
فصعد هو الآخر في أول سيارة مرت من امامه 
اطلع بسرعة وره التاكسي الي ماشي قدامنا ده بسرعة
السائق  حاضر 
تقدم السائق بأقصى سرعة لديه حتى أصبح مقابل لسيارة التاكسي التي بها 
عمار اقطع عليهم الطريق بسرعة
السائق  خير يا بيه هو في حاجه
عمار اهاااا مسائلة حياة أو مۏت 
لبي السائق طلب عمار وقطع عليهم طريقهم بينما ترجل هو من السيارة بعدما دفع حساب السيارة توجه إلى السيارة الأخري وفتح الباب قائلا انزلي يا مرام
نظرت اليه بعدم استيعاب للأمر فكيف ومتي جاء إلي هنا مسحت دموعها وهتفت  عمار أنت بتعمل ايه هنا
عمار انزلي الأول وبعدين نتكلم
ترجلت من السيارة ونظرت اليه وجدته يدفع حساب السيارة 
مرام  في ايه
عمار كنتي في
 

تم نسخ الرابط