فارسي
المحتويات
فى توتروإلهام ولكنها كانت فرصة سانحة وجدها عمرو للهروب بدون عواقب كما كان يفكر قبل دخول صلاح عليهما تنحنح وهو يتحرك فى اتجاه صلاح ووقف بجواره قائلا
طب استأذن انا علشان عندى شغل كتير
بمجرد أن خرج عمرو حتى قامت عاصفة إلهام الرعدية وظلت ترعد وتؤنب صلاح على دخوله بغير أذن وبغير ميعاد وضع صلاح الملف الذى كان يحتاج إلى توقيعها أمامها على المكتب وانصرف على الفور وتركها وسط حممها المتصاعدة وعاد لعمله .
فوجئ بوجود عمرو فى مكتبه ينتظره ألقى عليه نظرة عتاب كبيرة وهو يجلس خلف مكتبه ويتابع عمله بصمت وقف عمرو مدافعاعن نفسه وقال
رفع صلاح عينيه إليه قائلا
معملتش اه .. لكن سكت .. و اللى يسكت على الغلط يبقى مشارك فيه ومينفعش بعد كده انه يلوم اللى هيطمع فيه بعد كده نتيجة سكوته وزى ما بيقولوا السكوت علامة الرضا
قال عمرو بانفعال وهو يجلس
أنا مكنتش ساكت.. أنا كنت بدور على طريقة مناسبة أهرب بيها من الموقف
الحكاية مش محتاجه تفكير يا عمرو.. أنت پتخاف على شغلك ومستقبلك أكتر ما پتخاف على أى حاجة تانية ... وأنا حذرتك كتير ونبهتك كتير بس أنت شكلك مش هتتعلم ببلاش ..اللى بيسيب الباب موارب يابنى مايزعلش لما يدخله منه شړ بعد كده
ويزيل عقدها بتوقيعه المميز
.
أجتمعت بعض النساء فى الداخل ينشدون لعزة الأناشيد بقيادة عبير التى كانت قد تحسنت كثيرا بفضل تمارين بلال المكثفة ! كما كان يقول ويبدو أن ضميره هذا قد انعكس على حالتها النفسية كثيرا فلقد كانت تبدو كما لو كانت هى العروس وكأنها فى العشرين من ربيعها وهى تغرد بأناشيدها المحببة وټضرب بالدف فى سعادة وقوة وتتنقل بين النساء كالفراشة التى تتنقل بين الزهور فى بستان المودة والرحمة التى نهلت منه
بدا عليه الضيق الشديد فرفعت نقابها ونظرت إليه بقلق وقالت متسألة
مالك يا حبيبى
نظر إليها بضيق وقطب جبينه وقال منفعلا
مش عارفة فى أيه .. أنت فاكرة نفسك بتنشدى فى الصحرا لوحدك ..صوتك واصل بره عندنا يا هانم
أصفر وجهها وشحب واتسعت عيناها وهى تضع يديها على وجهها ثم قالت بأحراج
والله ما كنت واخده
بإلى ..
ثم نظرت له معتذرة وقالت
أنا آسفه يا حبيبى.. بالله عليك متزعلش مني
هدأ قليلا وهو عاقدا يه خلف ظهره وقال معاتبا
أبقى خدى بالك بعد كده ..
ثم مد يده ومسح وجنتها بظهر أنامله وقال بحب
ما انت عارفه انا بغير عليكى ازاى يا حبيبتى.. صوتك محبش راجل غيرى يسمعه
عقدت
يها أمام ها وقالت مداعبة له
ده انت أرهابى بقى
.ثم قال
لو ده الأرهاب فأنا أرهابى أصيل...
ثم قال مردفا
ولابس حزام ناسف كمان
أبتسمت فى سكون فقال
أخبار رجلك ايه
نظرت له بدهشة وقالت
كويسة الحمد لله بتسأل ليه
مط شفتيه وقال
انا بقول نعمل الفرح بقى علشان نكمل التمارين فى بيتنا براحتنا.. الواحد يا شيخة مش حاسس انه بيشتغل بضمير فى العلاج
كل ده وضميرك لسه مستريحش
أبتسم وهو يرمقها بنظراته المتفحصة
كل ده أيه .. ده انا حاسس انى مقصر.. يرضيكى يعنى ضميرى يعذبنى
قالت وهى تعيد النقاب على وجهها مرة أخرى
مقصر ..لاء خاليك مقصر الله يخليك
وعادت إلى النساء مرة أخرى أكثر أشراقا وجاذبية فهكذا هى الزهرة كلما لاقت حبا واهتماما وعناية كلما زادت إشراقا وتألقا وتفتحا وعبيرا تفيض على من حولها بشذاها.
أنتهى حفل عقد القران واستأذن بلال والد عبير أن يخرجا سويا وخرج معها من منزلها أصابعهما متشابكة كما كان يحلم دائما وهى تقول
بلال أنا مكسوفة امشى فى شارعنا
نظر إليها بضيق وقال متبرما
أيه يا عزة أنا جوزك دلوقتى
تلعثمت وهى تقول بخجل
يا عمرو دى أول مرة نقعد فيها مع بعض بعد كتب الكتاب .. أرجوك تراعى الحكاية دى
أسند مرفقيه على مائدة الطعام أمامه وقال معتذرا
حاضر هراعى.. بس انت كمان راعى انى بحبك وانى شاب زى كل الشباب وطول عمرى بشوف بنات وشباب ورغم كده عمرى ما عملت زيهم عارفه ليه ..
وقبل أن تجيب قال
علشان بحبك وعمرى ما حبيت أنى ارتبط بواحدة غيرك.. لا فى حلال ولا فى حرام مينفعش بقى تيجى بعد كل ده وتقوليلى مينفعش يا عمرو
كادت عزة أن تبكى وهى تشعر بضغطه عليها ولكنها لن ترضخ له فى أى حال من الأحوال فالعقد له حدودا يجب أن لا يتخطاها أبدا
سار بلال بجوار عبير بمحاذاة كورنيش النيل نظر لها ليرى بعض علامات الضيق والأضطراب ظاهرة بوضوح فى عينيها فقال
مالك يا حبيبتى ايه اللى مضايقك
مش شايف المناظر يا بلال.. هى البنات دى مش مكسوفة وهى واقفة بالشكل ده.. طب مش خايفين من أهاليهم.
هز رأسه باسى وكأن حديثها آثار شجونه وقال
يعنى انت من مرة واحدة وقلتى كده واضايقتى من المناظر.. أومال انا أعمل ايه اللى على مدار حياتى شفت اضعاف اضعاف المناظر دى.. ده غير الأشكال اللى كنت بقابلها فى شغلى أيام ما كنت بشتغل فى مركز كبير بعد تخرجى .. وكان بيورد علينا رجالة وستات
قالت عبير ب
وكنت بتقدر تستحمل كده ده ازاى
قال بشجن
علشان ربنا يا عبير .. كنت بصبر وبصوم كتير وبخرج طاقتى فى شغلى والدعوة والرياضة والحمد لله ربنا عصمنى
ثم نظر
لها وقال بحب
مش كده وبس ..ده كمان كافأنى ورزقنى بزوجة صالحة زيك
ابتسمت رغم الشجن الذى لمسته من كلماته وحاولت تخفيف
ما استعاده من ذكريات
متابعة القراءة