فارسي
المحتويات
كانت جلسة أجراءات شكلية بس .. زى ما انت شوفتى كده مجرد تسجيل أوراق وحضور المتهم وكلام من ده .. الجلسة بتاعة بكره هى اللى لازم تبدعى فيها .. لازم تترافعى وانت واثقة من نفسك وعارفة بتقولى أيه
أومأت برأسها بأنصياع وهى تقول
هاخد المذكرة اللى كتبتهالى دى احفظها صم من النهاردة لبكره
أخذ رشفة من القهوة التى وضعت أمامه وقال
برافوا عليكى ..عاوزك تصميها صم
نهض الدكتور حمدى من مقعده وهو يتناول مفاتيح سيارته ويقول ل عمرو مسرعا
تعالى معايا يا بشمهندس
توجها إلى المكتب مباشرة بعد أن علم من عمرو ماذا حدث لفارس وماذا فعلت دنيا والبلاغ الذى قدمته ضده وأكدت له أخته إلهام ماحدث وما عرفته من معلومات .. تفاجأ جميع المحامين بدخول الدكتور حمدى بصحبة عمرو ..أبتسم البعض وڠضب الآخر وهم ينظرون إليه وهو متجه لمكتبه فى عجلة من أمره ..فتحه بقوة متوقعا وجودها ولكنه لم يجدها ..
ليه يا نورا مكلمتنيش لما فارس اختفى فجأة كده
حدقت به بقلق وهى تقول
أختفى ازاى يا دكتور ..دى مراته قالتلى انه مسافر
قال عمرو بحنق
مسافر !.. اه يا بنت ال .. ولا بلاش ابوها كان راجل غلبان
هز الدكتور حمدى رأسه بقوة غير مصدق ما حدث فى غيابه وقال لها
لا يا نورا فارس مش مسافر ..فارس فى المعټقل ومراته هى اللى بلغت عنه وقدمت شكوى بالكذب ضده
عقد حاجبيه پغضب ثم قال لها محذرا
البت دى لو دخلت المكتب تانى تطردوها فورا فاهمانى ولا لاء
عينيها وقالت
طب ليه تعمل فى جوزها كده
نظر عمرو للدكتور حمدى وقال
طب وموضوع فارس والدكتور بلال هنعمل فيه أيه
شبك الدكتور حمدى يديه وهو يستند إلى المكتب قائلا
الأول نعمل تصريح لوالدته تطمن عليه وتشوفه وبعدين نشوف هنعمل ايه علشان نطلعه منها هو وصاحبه
بكت مهرة بقوة وانسابت الدموع فى عينيها وهى بين ى أم فارس التى قالت
خلاص بقى هدى نفسك شوية ..والله يا بنتى كان على عينى.. كان نفسى تيجى معايا بس عمرو بيقول مينفعش غير للقرايب بس
أنسابت دموعها أكثر وهى تقول
مسحت أم فارس على رأسها وتمسح دمعها بيدها وتقول
أنا هقوله انك بتسلمى عليه وانك كنت عاوزه تيجى
هتف عمرو فى عجلة منه
يالا بقى يا جماعة لازم نتحرك دلوقتى الدكتور حمدى مستنينا بالعربية تحت
تشبثت مهرة بها وهى تقول برجاء
طب مش هدخل هستنى بره
نظرت لها أم فارس بإشفاق وقالت لعمرو
مينفعش يا عمرو يابنى تيجى معانا وتستنى بره
مطت عمرو شفتيه وهو يقول
ماهو انا كمان هستنى بره ..طيب يالا تعالى معانا ..قولتى لوالدتك
أومأت برأسها وهى تقول
ايوا قلتلها
ثوانى هجيب حاجة واطلع على طول
دخلت مهرة غرفته و فتحت مكتبه وأحضرت أحد الصور لهما معا وهى طفلة صغيرة وأخذت قلما وضعتهما فى حقيبتها وخرجت على الفور هاتفه
أنا جاهزة يالا بينا
نزلت خلفهم تهبط الدرج بسرعة ...أتصطدم عمرو بعلاء الذى كان صاعدا إليها .. وقال
معلش يا كابتن مخدتش بالى أصلى مستعجل
نظر له علاء بريبة وقال
هو مش أنت كان مقبوض عليك برضة.. طلعت أمتى
تغيرت ملامح عمرو وقال بلهجة عدوانية
متكلم
كويس يا أخى .. قول حتى حمدلله على السلامة
نظر له علاء نظرة متعالية ثم نظر لمهرة قائلا
خارجة كده على فين
نظر له عمرو پغضب ثم نظر إلى مهرة قائلا
خلاص يا مهرة خاليكى انت
هتفت مهرة وهى تستوقف أم فارس وتمسك ب ها قائلة
لاء .. أنا جاية معاكوا
أشار لها علاء بالصعود قائلا
تروحى معاهم فين ..أتفضلى على فوق
تدخلت أم فارس قائلة له برجاء
معلش يابنى علشان خاطرى سيبها تيجى معانا دلوقتى وابقوا أتكلموا بعدين ..
هبطت مهرة درجة من السلم فتقدم نحوها يحذرها قائلا
بتكسرى كلامى يا مهرة ..أنا اقولك
اطلعى وانت تنزلى معاهم عادى كده
نظرت له بتحدى فنظر لها نظرة ڼارية وقال
لو كسرتى كلامى ونزلتى معاهم وسبتينى هطلقك ومش هسأل فيكى تانى
فاهمانى
تدخلت أم فارس وقالت لها
خلاص يابنتى اطلعى مفيش داعى للمشاكل
هزت مهرة رأسها پعنف ونظرت له بتحدى أكبر وهبطت درجات السلم بثقة وهى تقول
لأم فارس
يالا بينا يا ماما هنتأخر
مرت بجواره وهو مصډوم من رد فعلها كان متوقع أن تهديده سيأتى ثماره معها وسترجع معه رغما عنها شعر بالڠضب الشديد واستدار إليها وهى تهبط درجات السلم أمام نظرات عمرو وأم فارس المصډومة فناداها پغضب شديد ..ألتفتت إليه ببرود فقال بجمود
أنت طالق
أبتسمت وكأنها لم تسمع شيئا نظرت لعمرو وأم فارس قائلة
يالا يا جماعة هنتأخر
تحركت السيارة نحو سجن طرة ... جلست مهرة فى السيارة فى الخلف بجوار أم فارس وأم بلال بينما كان عمرو فى المقدمة بجوار الدكتور حمدى الذى كان يجلس خلف عجلة القيادة وهو عاقد جبينه فى تركيز محاولا التفكير فى مخرج ما لتلميذه النجيب الذى طالما اعتبر نفسه أباه وأستاذه وموجهه .
ساد الصمت على الجميع داخل السيارة .. حتى قال الدكتور حمدى
خلاص يا جماعة كلها ربع ساعة ونوصل
قال كلمته ونظر لعمرو الذى كان ينظر إلى الطريق قلقا لا يعرف لماذا راوده هذا الشعور كلما اقتربت المسافة كلما اضطربت نبضات قلبه وكأنه يقترب من المۏت كلما اقتربت المسافة كلما رأى وسمع ما حدث داخل السجون ورآه بعينيه وسمعه بأذنه ونجاه الله تعإلى منه بقدرته ... بينما فى الخلف أخرجت مهرة الصورة الصغيرة من حقيبتها وقلبتها على الوجه الآخر الأبيض وأخرجت قلمها وهى تنظر إلى أم بلال وأم فارس وهما منهمكتان فى الحديث ... أخذت نفسا عميقا وكتبت بخط صغير منمق يعرفه جيدا
الحب الحقيقى هو الذى يرسم لك طريقا تتلمس فيه ..أجمل الذكريات ..أفضل العطاء .. حسن الأخذ .. سكن البعد ...مودة القرب ... فإن لم تجد فيه غير الشقاء فاعلم أنه ألم متنكر .. أنزع عنه قناع الحب واتركه وارحل ...بلا أسف ...
أمضاء
الفارس
الصغير
الفصل
الثامن والعشرون
كل منهما والدته فى لهفة وشوق كبيري وأيديهما بدموع العيون ..كانت كل منهما تنظر إلى ولدها غير مصدقة أن الله سبحانه وتعالى قد مد فى عمرها حتى رأت ولدها حى يرزق من جديد .. كان ال بالقلب والعيون أكبر شوقا من الأجساد .. جلسوا بجوار بعضهما البعض غير مصدقين هذه اللحظة التى جاءتهم منحة من الله عزوجل فى عز أزمتهم المظلمة بين جدران السجون ... صافح الدكتور حمدى بلال وهو ينظر إليه بإعجاب شديد بينما ربت على كتف فارس مشجعا وهو يقول بتاثر
أنا عارف انك راجل يا فارس وهتتحمل الأزمة اللى بتمر بيها وهتخرج ان شاء الله انت وصاحبك قريب أوى
أومأ فارس برأسه ممتنا وهو يقول
متشكر أوى يا دكتور على اللى عملته معانا
ربت حمدى على يديه وهو يشد عليها قائلا
هو انا لسه عملت حاجة يا راجل
...أجل الكلام ده لما تطلعوا ان شاء الله من هنا
مال بلال على والدته قائلا
عبير والولاد عاملين أيه يا ماما ... كويسين
ت يدها يده وهى تقول بإشفاق
كويسين يابنى وزى الفل متقلقش عليهم أبدا .. وبيسلموا عليك أوى.. وعبير بتقولك رسالتك وصلتها وانت كمان
متابعة القراءة