فارسي
المحتويات
وقال بخشوع
ربنا كبير أوى يا فارس
كانت عبير تضع الأطباق على المائدة وقد ارتسمت ابتسامة رضى على شفتيها ثم ضحكت ضحكة صغيرة وهى ترى بلال يمرح مع الأولاد ويداعبهم ويقوم بتعليمهم الملاكمة وهم يتدربون فيه فمنهم من يلكمه فى معدته ومنهم يلكمه فى وجهه ومنهم من يقفز على ظهره ويلكمه فى ساعديه وهو ېصرخ بمرح ويصيح
ألحقينى يا عبير ولادك هيموتونى
ضحكت وهى تقول
أحسن ..أنت اللى علمتهم
ثم صفقت بيدها وهى تقول للأولاد
يالا يا ولاد أدخلوا صحوا تيتة علشان نتغدى سوا
ولكنهم لم يعبأوا ظلوا يلكمونه ويضربونه ولكنه استطاع أن يفلت منهم جميعا ويهرول بأتجاه عبير وهو يصيح بمرح
وهم يهرولون خلفه ويضحكون بشدة .. وهو يحتمى بجسدها منهم وكلما جاؤه عن يمينه أدارها ناحية اليمين واذا جاؤه عن شماله أدارها باتجاههم وكأنها دمية يلعب بها وهى تضحك ولا تستطيع الفكاك من يه المحيطة بها .. خرجت أم بلال من غرفتها على أصوات الضحك ونظرت إلي بلال محدقة به وهو والأولاد يضحكون وهى تضحك ..
نظر بلال
إلى والدته وقال
لا أرجوكى يا أمى متفهمنيش غلط
حاولت عبير فكاك وهى تشعر بالخجل وهو مازال مطبقا
عليها بقوة لا يريد تركها فصاحت فى والدته
ألحقينى يا ماما خاليه يسيبنى
جلست والدته على الأريكة وهى تهتف به
نظر الأولاد إلى بعضهم البعض وكأنهم يقررون خطة ما لفك أسر والدتهم ... أندفعوا بقوة نحوهما وسقط الستة أرضا وسط ضحكات عالية .. أستطاعت عبير أن
تتحرر وتنهض مسرعة تجرى باتجاه المطبخ وهى تصيح
حرام عليكوا الأكل هيتحرق
دخل بلال خلفها بعد أن أعطى والدته دوائها ووقف خلفها ينظر إليها وهى تعد الطعام والعرق ينبت على جبينها من الأبخرة المتصاعدة فى وجهها وهى تزيل غطاء القدر وتقلب فيه بهمة وتتذوقه لتشعر بالرضا تجاهه .. وضعت الغطاء مرة أخرى والتفتت لتجده واقفا يشاهدها قالت وهى تضيق عينيها
ضحك وهو يقول
لا والله مش قصدى
ثم تقدم منها ومسح حبات العرق التى تجمعت على جبينها وقال
أنت بتتعبى أوى يا عبير .. أنا مش عارف من غيرك كنت هعيش أزاى
نظرت له بحب وقد تناست تعبها تماما على أثر كلماته العذبة المقدرة لمجهودها وقالت
أنت كمان بتتعب فى شغلك
هز رأسه نفيا وقال
لا انا لازم أساعدك
قوليلى اعمل ايه و هتلاقينى فوريره على طول
قالت بخجل
ممكن تحضر الأكل معايا بس
رفع حاجبيه قائلا بدهشة
بس كده
أومأت برأسها فانحنى بخفة أمامها وهو يقول باحترام مرح
ضحكت و ته بخفة على كتفه ثم أعطته أحد الأطباق فى يده قائلة
أتفضل بقى للخلف دور
ألتفوا جميعا حول المائدة وشرعوا فى تناول الطعام ولكنه فجأة ترك الملعقة من يده لت صوتا عاليا وهى ترتطم بالطبق أمامه وعقد جبينه هاتفا
أيه ده يا عبير أيه الأكل ده
نظر الجميع إلي وقالت عبير بتوتر
أيه ماله
عقد جبينه أكثر وقال بصرامة
طبيخ ده ولا بسبوسة
تذوقت والدته الطعام وقالت
ماهو كويس أهو يابنى
بينما قالت عبير باضطراب
بسبوسة ازاى يعنى
ألتفت إليها بنفس الصرامة وقال
المعلقة يا هانم اللى دوقتى بيها الأكل ولمست بؤقك .. حطتيها فى الحلة تانى علشان كده الطبيخ بقى مسكر
رفعت عبير حاجبيها بينما نظرت له والدته ثم ضحكت وقالت
والله انت عاوز علقة
ثم نظرت لعبير وقالت
الله يعينك عليه يا بنتى.. أنت مستحملة رخامته دى ازاى
زفرت عبير وهى تقول
الله يسامحك يا بلال خضتنى.. أنا قلت حطيت سكر بدل الملح
ضحك وهو يمسك بيدها
مش انا قلتلك قبل كده أى حاجة بتمسكيها بتبقى مسكره
قاطعه أحد الأولاد قائلا
أبى أنا عاوز حته من الفرخه دى
نظر له بلال وقال لعبير
الواد ده طالعلى .. بياكل بضمير أوى
بعدما هدأت الضحكات قالت عبير وقد تبادلت النظرات مع أم بلال
بقولك ايه يا
بلال أنا عندى فكرة كده يارب توافق عليها
أبتلع الطعام وقال
خير يا حبيبتى
أيه رأيك تعلمنى الحجامة زى ماما كده .. ونعمل جزء فى المركز للستات .. الحجامة ابتدت تنتشر والستات مش لاقية واحدة ست تعمل عندها .
فكر بلال قليلا ثم قال
طب والبيت والولاد
تدخلت والدته قائلة
أنا هساعدها وهنتبادل الشغل وبعدين يعنى مش هتبقى زحمة ... الناس لسه لحد دلوقتى ميعرفوش فوايدها ومش هيبقى فيه أقبال كتير وخصوصا فى الاول كده ..
أردفت عبير قائلة
حتى لو بقت زحمة ممكن نجيب ممرضة تساعدنا
نظر بلال إليهما وقال
شكلكوا متفقين وانا اخر من يعلم
تبادلت مع أم بلال النظرات القلقة فقال بهدوء
بصى يا عبير أنا مش ضد شغل الستات بالعكس .. الست ممكن تفيد الست اللى زيها .. علشان كده أنا نفسى الدكاترة الستات يبقوا أكتر من كده ويبقوا فى كل التخصصات
قالت بفرحة
يعنى موافق
أشار بيده قائلا
موافق بشرط .. أن ده ميأثرش على بيتك وولادك
أومأت برأسها بفرحة وهى تنظر إلى والدته التى ابتسمت بسعادة وهى تنظر إلى عبير بامتنان فلقد كانت هذه رغبتها هى ولكنها خشيت من رفض بلال للفكرة خوفا على صحتها وسنها المتقدم كانت تشعر أنها لابد أن تفعل شىء تخدم به الناس من حولها لن تظل هكذا حبيسة الجدران تهتم بأحفادها وفقط لابد أن يكون لها دور فى المجتمع مفيد وهى وسط النساء بجوار زوجة ولدها التى تعتبرها ابنتها منذ أن رأتها فى بيت والدها فهناك أناس ېموتون فنشعر بعد موتهم بفقد الكثير والكثير وهناك أناس ېموتون فنتفاجىء بأنهم كانوا لايزالون أحياء.
وقف فارس ماثلا أمام النيابة يدلى بأقواله فى القضية وهو يذكر كل
تفصيلة مرت به فى هذه الأثناء وبعد أدلاء سكرتير النيابة باعترافاته وأنه فعل ذلك بعد تحريض من وائل وأنه استلم المال من دنيا يدا بيد بشكل مباشر وأنه لم يتقابل مع فارس ولم يراه من قبل .. خرج فارس من هناك دون أن توجه له تهمة واحدة .
وهو فى طريقه فى
الرواق أمام مكتب النيابة تقابل مع دنيا ووائل
وهم فى حالة مذرية ومن الواضح أنهم قد تم حبسهم على ذمة التحقيق .. نظر لها فارس بازدراء واطرقت هى برأسها أرضا تخشى من مواجهته حثه الدكتور حمدى على عدم التوقف والحديث معها ولكنه لم يفعل .
وقف أمامها قائلا
أنا عمرى ما عملت فيكى حاجة
ليه وافقتى على كتب الكتاب وانت رافضانى بدل ما كنت تهربى من امك كنت كلمينى وقوليلى مش عاوزاك صدقينى كنت هحترم ده وانسحب من حياتك بهدوء كنت وفرتى علينا سنين ضاعت فى لاشىء .
صمتت واطرقت إلى الأرض تريد أن تبتلعها الأرض فى أحشائها ولا تقف أمامه مثل هذا الموقف .. سمعت
صوتا من الخلف يقول
حمدلله على سلامتك يا دكتور
ألتفت فارس ودنيا ليجدا
حسن اوقال
مش كنت وفرتى على نفسك الپهدلة دى
حدقت به وقالت صاړخة
يعنى انت اللى قلتله مش كده يا ندل
أبتسم حسن وقال لها
مش انت اللى مسمعتيش الكلام وكنت عاوزه تاخدى نص الفلوس لوحدك ..أديكى هتصرفيها على المحامين
ثم نظر
إلى فارس وقال بزهو
انا اللى بعتلك الجواب يا دكتور فارس علشان اعرفك الحقيقة
أحتقن وجه فارس وهو يسمتع الحديث الذى يدور بين حسن ودنيا وشعر أنه سيتقيأ ما فى معدته من فرط التقزز الذى يشعر به تجاهمها وتجاه ما يقولان ..
دفعها أمين الشرطة تجاه مكتب وكيل النيابة لتدخل إليه
متابعة القراءة