ادمنت قسوتك بقلم ساره علي

موقع أيام نيوز


سعد انا بضمنلك حياتك الجاية وبأمنلك اللي جاي زي منا اقدر اخد اللي انا عايزه منك بكل سهولة بس انا مش عايز اظلمك معايا 
عايز اخد وادي المقابل اللي يناسب اللي اخذته
لا كتر خيرك الحقيقة
قالها سعد بنبرة هازئة ليبتسم كريم ملأ فمه ويقول بمرح لا يليق به 
قلت ايه بقى اظن مفيش عرض افضل من كده
هز سعد رأسه بشرود ليكمل كريم بإنتصار 

نقول مبروك
جلست مايا بجانب نايا اختها الصغرى التي كانت تذاكر دروسها بتركيز شديد
تأملتها نايا بقلق فقد كان يبدو عليها الضيق والواضح والألم
سألتها نايا بقلق بينما كف يدها امتد لېلمس يد مايا الشاردة رغما عنها 
مالك يا مايا شكلك بيقول انك مش كويسه
افاقت مايا من شرودها على سؤال اختها الغريب والذي جاء في محله لتجيبها بقلق ورغبة عارمة بالبكاء تجتاحها 
قلقانة اوي يا نايا قلقانة وھموت من قلقي وخۏفي
طب ليه ايه اللي حصل
سألتها نايا بتعجب من هذه الحالة الغريبة التي تسيطر على اختها لترد مايا عليها بنبرة مترددة 
حاسة انوا فيه حاجة مش كويسه هتحصل قريب قلبي بيقولي كده 
حاجة ايه
هزت مايا رأسها نفيا وقالت بجهل 
مش عارفة مجرد احساس وخلاص
قالت نايا بنبرة هادئة حكيمة 
لو شايفة ان الجوازة دي هتأذيكي يبقى بلاش منها
سمعتا الاثنتان صوت والدتهما وهي تنادي على مايا قائلة 
مايا حبيبتي تعالي ساعديني في ترتيب جهازك قبل مناخده شقة خطيبك
نهضت مايا من مكانها وتوجهت خارج الغرفة بخطوات ثقيلة ثم تقدمت نحو والدتها وبدأت تساعدها في ترتيب جهازها 
في هذه الأثناء رن هاتفها فحملته لتجد سعد يتصل بها
ضغطت على زر الاجابة ليأتيها صوته 
ازيك يا مايا
اهلا يا سعد انا بخير انت ازيك
اجابها سعد 
بخير
الحمد لله
صمت لوهلة قبل ان يردف بصوت بارد 
جهزتي نفسك عشان ننزل نختار فستان الفرح
اجابته مايا بملامح قلقة 
اها جاهزة تحب ننزل امتى
اجابها بسرعة
بكره الصبح
تمام
اغلق سعد الهاتف في وجهها دون ان يودعها حتى لتستغرب كثيرا من تصرفه لكنها لم تعلق ولم تضع الموضوع في بالها 
في صباح اليوم التالي
على مائدة الطعام في منزل كريم كان كلا من منى والدة كريم وحسام اخيه يجلسان على
طاولة الطعام يتناولان فطورهما
توجه كريم نحويهما قائلا بنبرة مرحة خفيفة 
صباح الخير
صباح النور
اجابه الاثنان قبل ان يهتف حسام بتعجب 
شكلك رايق اوي النهاردة
ليرد كريم بخفة
انا رايق على طول
ويا ترى ايه سبب الروقان ده
سألته منى بجدية ليجيبها كريم بصوت عابث 
وانا مش هكون رايق لي شغلي ماشي كويس جدا صحتي بخير عايش احسن عيشة والاهم من ده عندي ام قمر زيك
حبيبي
قالتها منى بدلال ليهمس له حسام 
عرفت تاكل عقلها بكلمتين كالعادة
عيب عليك
قالها
كريم وهو يغمز له لتهتف منى به فجأة
بقولك يا
كريم ايه رأيك تجي معايا النهاردة للنادي
نشوف كارما ووالدتها
هي جايه النادي النهاردة 
قالها كريم وهو يمضغ طعامه لتهز منى رأسها وتقول مؤكدة 
ايوه وانا اتفقت اني هقابلهم هناك
شعر كريم بالحيرة فهل يذهب لمقابلة كارما ويقضي
القليل من الوقت المسلي معها
وجد نفسه يرغب بمقابلتها ورؤيتها علها تنسيه قليلا مايا التي بات يفكر بها ليلا ونهارا
لا بأس يا مايا ستكونين لي قريبا
ها قلت ايه
افاق من شروده على سؤال والدته ليجيب 
تمام هروح معاكي
ابتسمت الام بإنتعاش وقالت 
خلاص قوم غير هدومك عشان نروح سوا
مش بدري اوي دلوقتي
قالها كريم وهو ينظر الى ساعته لترد الام عليه 
لا طبعا مش بدري خلينا نلحق اليوم من اوله
نهض كريم من مكانه واتجه نحو الطابق العلوي وتحديدا نحو غرفته ليغير ملابسه تاركا والدته
تبتسم بسعادة فيبدو ان ما تخطط لها يجري وبدقة 
خرجت مايا من شقتها واتجهت خارج العمارة بأكملها لتجد سعد في انتظارها
ابتسمت له بحب وتقدمت نحوه قائلة بصوت سعيد 
صباح الخير
اجابها بإقتضاب 
صباح النور
تعجبت من نبرته معها لكنها لم تعلق بل سارت بجانبه متجهان نحو السوق حيث سيشتريان فستان زفافها واشياء اخرى مما تحتاجه مايا قبيل زفافها الذي اقترب كثيرا 
في احد المحلات وقفت مايا تنظر الى فساتين الزفاف بسعادة خفية لا تصدق أنها بصدد شراء فستان زفافها لقد حلمت بهذا اليوم كثيرا وتمنته كثيرا 
اخذت تقلب مايا الفساتين بإعجاب واضح اما سعد فكان يقف في احد اركان المحل يتابعها بملامح باردة لا توحي بشيء 
ها ايه رأيك حلو
اعتدل سعد في وقفته وقال بنبرة عادية 
اها جميل
أقيسه 
ايوه قيسيه
توجهت مايا نحو غرفة التبديل الملحقة بالمحل وارتدت الفستان
خرجت بعد لحظات امام سعد الذي تأملها للحظات بنظرات يملؤها الاعجاب لحظات قليلة واختفت نظراته تلك ليحل البرود محلها 
قال سعد بنبرة باردة 
جميل اووي
ابتسمت مايا بغبطة وقالت برقة 
يعني نشتريه
اها طبعا
اتسعت ابتسامة مايا بسعادة ثم ما لبثت ان عادت مسرعة الى غرفة التبديل وغيرت الفستان 
اما سعد فقد ملأ شعور الالم والحسړة قلبه كانت مايا اجمل مما تخيل بمراحل وهي ترتدي فستان الزفاف 
لقد حلم بها طويلا وتمنى ان يراها وهي ترتديه له وحده لكن القدر لعب لعبته معه وخذله كالعادة
افاق من افكاره الموجعة على صوت مايا تطلب منه ان يدفع سعر الفستان ففعل ذلك وهو يحاول ان ينفض تلك الافكار عن رأسه 
في احد اشهر النوادي الرياضية الترفيهية 
جلس كريم بجانب والدته على
 

تم نسخ الرابط