هوست بها

موقع أيام نيوز

توترها و خۏفها رغم
محاولات سيف العديدة و كلماته المطمئنة لها ارغمت نفسها على رسم إبتسامة متكلفة على شفتيها و هي تجول ببصرها في أنحاء القاعة المكتضة 
المدعوين الذين لم تكن تعرفهم....إنجي كانت تجلس بملامح متجهمة على طاولة 
مع أخويها و زوجة أخيها و إبنته الصغيرة التي كانت ترتدي فستانا أبيضا كخاصتها....مظهرهاالبريئ جعلها تشعر بالقليل من البهجة و الارتياح
اما ندى فكانت كالمچنونة لا تتوقف عن إلتقاطالسلفي مع كل شخص تراه في الحفل.....دي البسكوتة لوجي بعدها لم تدري كيف مرت السهرة و كيف البسها 
سيف خاتم زواجهما الذي لم ترى في جماله من قبل لكنها لم تهتم بكل ذلك...كل ماتريده هو الخروج من هذا المكان و الذهاب إلى والدتها التي أخبرها 
سيف أنها تشاهد الحفل الان في الفيلا.....افاقت على إحتضان الفتيات لها متمنيين لها السعادة و الفرح...بعدها ركبت إحدى سيارات الليموزين بيضاء اللون و مزينة بورود و شرائط
حمراء أنيقة...صعد إلى جانبها ثم أغلق الباب و هو يتنهد بارتياح قائلا الحمد لله كل حاجة خلصت على خير...نظر إليها ليجدها تبتسم له ليتضخم قلبه 
داخل صدره ناظرا نحوها بعشق و هو يسألهاشايفك مبسوطة..أجابته على الفور و هي تزيل الطرحة عن 
رأسها أيوا كثير مبسوط انا عشان اشوف مامي...وحشتني جدا و كان نفسي يكون معانا في الفرح...أنا حسيت إني لوحدي....أخفى ضيقه من كلماتها تلك قبل أن يبتسم بسخرية من نفسه... هل كان يتوقع أن تخبره عن حبها و عشقها له و انها تنتظر إنتهاء الحفل 
حتى تصبح بمفردها معه...زفر بضيق و هو يخلع جاكيت بدلته و رابطة عنقه التي شعر بأنها تكتم أنفاسه....توقف و هو يسمع صوتها الرقيق تسأله بكل عفوية و براءة حركت مشاعره الخامدة هو إنت... زعلانة... يعني انا هقلك حاجة أنا هروح الفيلا و أقعد 
مع مامي فترة إنت ممكن ترجع للقصر عادي مش في أي مشكل... و بعدين يعني بعد شهر أو شهرين أو عادي حتى بعد اسبوعانا و مامي يرجع لألمانيا و إنت ترجع حياتك طبيعي....إنتي مش تزعل تمام....قاطعها هامسا بصوت مريب ششش... إخرسي...و لا كلمة...توسعت عيناها پخوف مالبث أن سرى بكامل جسدها لتتعالي دقات قلبها بفزع و هو يرمقها بنظرات هادئة مرعبة تحمل 
المۏت في طياتها... عروق جبينه التي إنتفخت فجأة و وجه الذي غمره سواد حالك يزداد مع كل ثانية تمر..

...إنكمشت على نفسها ظنا منها أنه قد ي
ېؤذيها عندما رأته ينحني قليلا للأمام واضعا رأسه بين يديه بينما إرتفع صوت تنفسه و كأنه غريق خرج للتو من عرض البحر....صدمت كليا لما تراه الان 
يبدو أن وقت الدلال قد إنتهى و آن الأوان لتظهر الحقائق المخبأة كما حذرها آدم منذ اسابيع....مسح سيف وجهه بيديه بعد أن تمالك نفسه في اللحظة الأخيرة... تبا لقد كاد يفقد أعصابه 
أمامها...لكنه لم يحتمل.... لم يحتمل كلماتها التي كانت بمثابة خناجر تمزق قلبه ألهذه الدرجة هي غبية كل ما تفكر به هو الرحيل...الهروب.... الإبتعاد عنه....و بعد كل ما فعله لها و من أجلها...كلما تحدثت يكون كلامها حول السفر و العودة إلى تلك البلاد الكئيبة...يجب أن يجد حلا سريعا 
يجعلها تنسى هذه الأفكار...سيحرص أولا على إتلاف زواج سفرها و جميع أوراقها الشخصية إن لزم الأمر فمكانها هنا بجانبه...
ألم تخبره أنها قدم 
لها الكثير حسنا الان يريد مكافأته.. يريد ثمنا لخدماته...إستشعر سكونها الغريب ليعلم أنه قد نجح في إخافتها لكنه لم يعد يهتم....غمغم دون أن يرفع نظره نحوها متحاشيا رؤيتها دماغي مصدعة مش عاوز دوشة لحد ما نوصل...اومأت له بتفهم تريد بأقصى الوصول إلى 
الفيلا حتى ترتمي بين أحضان والدتها الدافئة تريد أن نزيل عن كتفيها ما عانته من ضغط طوال أسبوعين كاملين....لم تكن تريد أي شيئ مما حدث...
زواج مدبر من رجل غريب لا تعلم 
عنه شيئا سوى انه يمتلك أموالا طائلة و فيلات و قصور و هدايا خيالية يغدقها بها كل يوم...وسامة فائقة و إبتسامة ساحرة و حنان بلا حدود لكن.....توقفت عند النقطة ككل مرة تعجز عن تفسير 
تصرفاته و لمساته التي تتجاوز الحدود أحيانا بإحتضانه و تقبيله لها من جبينها او خديها بمناسبة أو بدونها رغم 
أنها لم ترى أبدا في عينيه نظرات شهوة او خبث كل ما كانت تجده هو الدفئ و الحمايةو الأمان فقط...
تنهدت من شدة الصداع الذي ألم برأسها من كثرة التعب و التفكير...حتى انها لم تنتبه للسيارة التي توقفت و لا ليد سيف الممدودة نحوها ليساعدها على النزول...في إحدى المستشفيات الخاصة.....على أحد الأسرة البيضاء كانت يارا ممدة على ظهرها تنظر لسقف الغرفة هذا حالها منذ 
ثلاثة أيام... بعد أن أفاقت من غيبوبة دامت أكثر من عشرة أيام لتجد ذراعها اليسرى محاطة بجبيرة 
من الجبس و اوجاع قاټلة في كامل باقي جسدها لدرجة أنها لا تستطيع النوم دون مسكنات.... ذلك الحقېر إحتجزها في هذه الغرفة و لم يسمح لها سوى بالاتصال مرتين بعائلتها تطمئنهم أنها مع أصدقائها في إحدى البلدان الأفريقية للقيام 
بسفاري....لم تستغرب عندما إكتشفت أن عائلتها على علم بسفرها و أن مروى كانت تراسلهم من هاتفها حتى لا يشكوا في غيابها..سقطت دموعها على وجنتيها بغزارة كلما تذكرت فشلها في الإفلات من ذلك الشيطان و ماتعرضت له من ذل و إهانة على يديه.... كلما حاولت الهروب تجد نفسها تعود لنقطة 
الصفر كفراشة وقعت فريسة في شبكة عنكبوت كلما تحركت لټقاومه إلتفت حولها اكثر...تأوهت بعجز و هي تحاول تحريك جسدها للأعلى حتى تستقيم لتتفاجئ بدخول مروىتساعدها بلهفة قائلة ليه تتعبي نفسك كنتي إستنيتيني انا مكنتش هتأخر عليكي .يارا و هي تستند عليها تعبت من النومة 
على ظهري فقلت اقعد شوية بس ااااه 
رجلي مش قادرة أحركها .اخفت مروى نظرات الحزن تجاهها لتهتف 
بقلة حيلة و هي تساعدها على التجلس 
معلش يا حبيبتي... يومين كده و هتبقى زي الفل إن شاء الله.. إحنا كنا فين و بقينا فين .إنحنت لتحضر كيسا كانت قد رمته منذ قليل لتضعه على حافة السرير و هي تردف بحماس محاولة التخفيف عنها بصي جبتلك إيه....شوكولاطة نوعكالمفضل ياااه دي طلعت غالية اوي وكمان مش موجودة كثير انا لفيت كذا محل لحد ما لقيتها.. .يارا و هي تمسح وجنتيها الشاحبتين بكلتا 
يديها مكانش في داعي تتعبي نفسك...انا خلاص معدتش عاوزة حاجة من الدنيا دي غير إني اموت و ارتاح .شهقت مروى و هي تربت على ذراعها قائلةبأسى متقوليش كده يا يارا...إنت لسه العمر قدامك و الحياة مستناكي عشان تعيشيها...صدقيني 
مفيش حاجة تفضل على حالها...هييجي 
يوم و ربنا ينجيكي من الکابوس داه...بس إنت اصبري انا عارفة إني آخر واحدة ممكن تسمعي منها الكلام أو يحقلها تدي نصايح لكن للأسف أنا زيك بالضبط... ظروفنا هي بس اللي بتختلف...انا خنتك و غدرت بيكي لما وثقتي بيا انا حازم بس
والله العظيم كان ڠصب عني كنت فاكرة إنك عشان غنية و عيلتك عندها نفوذ هتقدرى تنقذي نفسك بسهولة و مش هتغرقيزيي.... أنا متعودة إن اللي زي صالح داه يدوس عليا 
بجزمته و مقلش حاجة... متعودة اشوف الذل و الإهانة و مردش عشان مليش حد يقف جنبي مليش عيلة كبيرة زيك تحميني... إحنا في عالم القوي فيه بياكل الضعيف...بس مكنتش إنه هيطلع شيطان و حاسبها صح....مش طالبة تسامحيني عشان انا لو كنت مكانك عمري ماكنت 
هسامح بس حبيت تعرفي إني عملت كده ڠصب عني....إختنق صوتها بدموعها التي إنهمرت دون إرادة منها لكنها سرعان ما إزالتها بطرفي إبهامها
ثم أخذت نفسا عميقا و هي تكمل يمكن أكون غلطانة لا مش يمكن أنا عارفة إني غلطانة عشان جريت ورا الفلوس السهلة و بعت نفسي و ضميري بس مكنتش عارفة إن آخرتها كده...آخرة كل حاجة 
حرام.....رق قلب يارا لتلك المسكينة رغم أنها كانت سبب كابوسها فهي التي مهدت لصالح الطريق حتى يصل إلى غايته لكنها تعلم أيضا أنه وغد... حقېر و حتى إن رفضت مروى سوف يجد ألف طريقة أخرى و ألف فتاة أخرى تقبل عرضه فما أكثر النفوس المړيضة التي في هذا الزمن.....ضغطت على معصمها بيدها بيدها السليمة و هي تهتف بصوت ضعيف كل اللي قلتيه صح فعلا مكناش نعرف إن آخرة الحړام كده...أيوا 
إنت السبب في كل اللي جرالي لو كنتي قلتيلي لو كنتي لمحتيلي إنك متقفة معاه إنت حازم عشان توقعوني...كنت عرفت أنقذ نفسي... كنت تصرفت على الاقل كنت قاومت و مكانش
تمكن مني بكل سهولة كده... خمس سنين و هو بيتجسس عليا عارف كل أخباري و تحركاتي حتى النفس اللي بتنفسه...أيوا إنت السبب يامروي....مش عارفة ليه حظي مع صاحباتي 
كده في الأول شيرين و دلوقتي إنت..نظرت نحوها الأخري بعيون دامعة تعكس خجلها و إحساس الذنب الذي يفتك بها من الداخل لكي تزيد يارا مش ضغط يدها و هي تكمل و عارفة كمان إن رقبتك تحت إيده و بيهددك زيي و إنك مكملة في... خدمته انا آسفة بس 
داه أقرب لفظ لقيته مناسب عشان أعبر 
بيه على اللي بيحصل....بس عاوزة أقلك على حاجة إنت ناسياها او يمكن مش منتبهة ليها إن اللي زي صالح داه ثعبان بيتسلل عشان يوقع فريسته مهما كانت الظروف و لو مكانش هيجبرك إنت كان هيجيب غيرك و إنت عارفة قوة الفلوس....هو بقاله خمس سنين حاطط
فكرة إنتقامه مني يعني أكيد كان عنه ألف خطة بديلة غيرك إنت....كفاية تلومي نفسك عشان مش هيفيدك و لا هيفيدني بحاجة.... أنا خلاص فوضت أمري لله...فكرت في مليون طريقة و حاولت أهرب أكثر من مرة بس 
فشلت...أنا عمري مكنت أتوقع نفسي يحصل فيا كده...عمري ما غسلت كباية بقيت بغسل سجاد و هدوم...و حمامات...مفتكرش إن حد زعقلي أو أهانتي بكلمة غير بابا بقيت 
بتهان من اللي يسوى و اللي ميسواش وضړب و حړق...و سجن وإبتزاز و حاجات قرففوق ما تتخيلي...و آدي آخرتي مرمية في المستشفى مش في إيديا غير الدعاء لربنا يمكن يرأف بحالي و ينقذني منه عشان بجد انا محتاجة معجزة... ربنا اللي كنت بعيدة عنه طول ستة و عشرين سنة إفتكرت أدعيله دلوقتي بعد ما لقيت نفسي واقعة...بمكن داه عقابه ليا عشان لبسي العريان اللي كنت بلبسه و سهراتي في ال night club....كنت مغرورة و أنانية 
لدرجة الجحود...ضحكت باستهزاء بين دموعها و هي تضيف أنا يارا عزمي برنسيسة الجامعة محدش 
يقدر يقف قدام جمالي
و لا إسم عيلي و لا نفوذ بابا......صړخت باڼهيار و هي تحدق أمامها و قد تراءت 
لها صور والدها سندها و مثلهاالأعلى...مع زوجته الثانية لتكمل بصعوب بابا....اللي....أعادت نظرها نحو مروى التي لم تجد ما تواسيها
به سوي دموعها داه عقاپ من ربنا عشان كنت
تم نسخ الرابط