اخطائي بقلم شهد جادالله محمد

موقع أيام نيوز

بإقتضاب
مرسي اوي...
لتتسأل رقية
هو حضرتك مش فكراني
لم تجيبها نادين لتسترسل هي ببسمة هادئة
أحنا اتقابلنا في مطعم مستر يامن
تجمدت نظراتها في العدم عندما تذكرت ذلك اليوم التي احتد الحديث بينهم بسببها وتعمدت أن تثير اعصابه كي تفض غليلها منه كونه مدح تلك ال رقية أمامها ودب بحديثه نيران مستعرة بقلبها وحقا لم تجد مبرر للأمر حينها ولكن الأن هي تعلم علم اليقين أنها كانت تغار عليه منها ولذلك أخذت موقع هجوم.
انتشلها من دوامة أفكارها التي قذفتها بعا صوت رقية
ماما ثريا وصتني على التورتة بتاعة ع ميلادك واصريت اجيبها بنفسي بتمنى تعجبك
ابتسمت نادين بمجاملة وشكرتها ثم تساءلت بفضول
المطعم اخباره ايه في غياب يامن
ابتسمت رقية بثقة واجابتها دون أي نوايا سيئة
ماشي زي الساعة انا بشرف على كل حاجة بنفسي ومستر يامن بيني التعليمات أول بأول
ات غصة بحلقها وتساءلت وقلبها يتلوى يترقب اجابتها
بيكلمك وبتكلميه!
اجابتها بتلقائية دون أن تنتبه لأثر حديثها على تلك البائسة من دونه
اه...بيكلمني هو وكلني بإدارة المطعم في غيابه وبجد انا ممنونة اوي لثقته وببذل أقصى جهدي علشان اكون أدها
تقلصت معالم ها وذات النيران اشتعلت بقلبها وكم شعرت حينها برغبة قوية بالبكاء ولكنها صمدت وتحاملت حتى لا ټنهار من جد أمامهم.
يلا يا نادين نطفي الشمع
قالتها ثريا وهي تها من ها لتنهض قالب الحلوى
الذي نقش عليه اسمها مثل الحزن الذي نقش تماما على ها لبقية اليوم وحمدت ربها أنه انتهى وقد كان ختامه أنها انفردت بذاتها وخاضت في نوبة بكاء هستيرية تنعي به ما توصلت له حياتها.
هناك دائما المز من الفرص للتصحيح لصياغة حياتنا بالطرق التي نستحق أن نعيش بها. لا تبددي وقتك تلعنين الفشل. إن الفشل معلم أعظم من النجاح. أنصتي تعلمي انطلقي.
اصطت أطفالها بيوم العطلة لشراء الكثير من لوازمهم وهاهي عادت بهم يوم مليء بضحكاتهم و حافل بصخبهم المعتاد...
فقد تدلوا من سيارتها التي ابتاعتها في الأونة الأخيرة وحققت تلك الرغبة المكبوتة التي كان يعارضها بها دائما ويفرض عليها أن لا تخطوا خطوة واحدة سوى معه.
فقد حملوا مشترياتهم وسارو لمدخل البناية حين تسمر شريف في الأرض وه شخصت بع لتدفعه رهف برفق
يبي يلا مالك
اجابها الصغير بحيرة
هااا أصل...
مالك يا يبي اتكلم
نفى الصغير برأسه وركض للداخل يلحق مربيته وشقيقته استغربت رهف من فعلته وجالت باها محيط المكان ولكن لم تجد شيء يثير الريبة لذلك لم تعطي اهمية للأمر ودلفت للداخل وما أن وصلت لشقتها ساعدوها في ضب الأشياء ثم بدلوا ملابسهم وها هي تدثر اطفالها بها تحاول جاهدة أن تستسلم للنوم دون ان تسمح لذكرياتهم المؤلمة أن ټقتحم عقلها ككل يوم وتورق مضجها فبرغم ذلك الصمود الذي نراها عليه نكبتها إلا أن بداخلها هشيم يصعب ترميمه فرفات الذكريات الأليمة مازالت تطاردها وكأن ذلك الچرح الغائر بقلبها يرفض الالتئام انتشلها من أعاصير افكارها صوت صغيرها هامسا
مامي أنت لسة صاحية
هااا اه يا يبي منمتش ليه !
اجابها الصغير وهو يعتدل بنومته ويتنهد بقوة
مامي انا بيتهيألي شوفت بابي واقف قدام البيت عند الشجرة 
زفرت رهف بقوة ونفت برأسها لاتصدق حديث الصغير فمن اتحيل أن يأتي إلى هنا ويتوارى عن انظارهم ف حسن التي تعرفه متبجح و أطفاله هم أخر همه ولديه أولويات أخرى غارق بها مع تلك الخبيثة المتلاعبة لذلك هدرت بنبرة ساخرة وهي تربت على خصلات الصغير
صح يا يبي اك بيتهيئلك بابي مسافر
هز الصغير رأسه واخبرها بحيرة
ممكن يكون بيتهيألي فعلا بس...
قطع الصغير حديثه ونكس رأسه خوفا أن يحزن والدته لتحسه رهف على الاستئناف
بس ايه اتكلم يا شريف!
تلعثم الصغير قائلا
انا عارف انه هو أخر مرة كان مزعلني ومزعلك بس وحشني ونفسي اشوفه
طعڼة بصدرها شعرت بها فور حديث صغيرها جددت ألمها وكأن كان ينقصها فنعم تلك الحقيقة التي لامفر منها فرغم كافة افعاله المشينة لا تغير كونه والد ابنائها
ارتعش فمها وحاولت الثبات قائلة دون أن تسمح لعقلها أن يذكرها بكم الخذلان الذي اغدقها به في كنفه
أول ما يرجع اك هيجي يشوفكم
هنا قالت شيري بنبرة ناعسة للغاية ما استيقظت على همسهم
هيجي ازاي انت قولتيله متجيش هنا تاني يا مامي
اغمضت رهف اها وذكرى ذلك اليوم تمر أمام اها كأنها اليوم وليست من ثلاث شهور منصرمة ثم قالت بصمود تحاول التحلي به كلما تذكرته
كنت متعصبة يا ولاد وهو لو عايز يشوفكم انا عمري

ما همنعه عنكم ده باباكم واك بيكم هو بس مسافر وأول ما يرجع اك اول حاجة هيعملها أنه هيطلب يشوفكم
هز شريف رأسه وقال بفطنة
انا عارف يا مامي أنكم سبتوا بعض وعلشان كده انت مبقتيش ټعيطي وانا مش عايزك تزعلي تاني ولا عايز
نرجع هناك علشان كان بيزعقلك و مش بيرضى يخرجنا وعلطول عنده شغل... بس هو بابي ومعنديش بابي غيره وبه
وانا كمان ...
قالتها شيري لتشارك شقيقها الرأي 
بينما هي قاومت وقاومت ولكن دون قصد ولوهلة من الزمن تنحى صمودها و فرت دمعاتها تفضح هشاشتها...
ميرااااااااال
قالها فاضل پحده مبالغ بها تنم عن ڠضب عظيم حين دلفت هي من باب القصر...لتهرول إليه قائلة بلهفة وهي ته
بابي أنت رجعت من السفر امتى وحشتني اوي
أخرجها من بين يه وهدر بجمود غريب 
رجعت من شوية و ملقتكيش كنت فين
أجابته هي ببسمة هادئة
النهاردة كان ع ميلاد نادين صاتي وكنت عندها
هز رأسه وتساءل پحده
عايز اعرف...ازاي بتمدي اك على دعاء بغيابي هو للدرجة دي أنا معرفتش اربيك
توسعت ميرالوتعالت وتيرة انفاسها حين أدركت أن دعاء حاكت الأمر لصالحها وأثرت عليه كعادتها لذلك حاولت التبرير
بابي هي اللي استفزتني واتكلمت عن أمي...وكمان اتدخلت في حياتي و......
قاطعها فاضل وهو يزجرها بنظراته قائلا بإنحياز لطالما كان بغير محله
هي هنا مكاني وعايزة مصلحتك
غامت اها من ة خذلانها ولكنها تعودت منه على ذلك ومع ذلك دافعت عن ذاتها قائلة
بس أنا معملتش حاجة غلط يا بابي هي اللي....
قاطعها من جد پحده وهو تحت تأثير ذلك السم التي ملئت به تلك الصفراء رأسه
ولما تهينيها وتتهميها وتهدديها علشان خاطر واحد كان شغال عندنا ده اسمه ايه
أنا متأكدة أن مراتك هي اللي بعتت بلطجية ضړبوه وكسروا العربية علشان ي عني.
ضيق فاضل ه وتساءل بريبة
ي عنك...هو ايه اللي يربط بينك وبينه اصلا
هنا تدخلت دعاء ببسمة
متخابثة وقالت بتهكم وهي تتدلى الدرج تحت نظراتهم
قوليله يا ميرال من حق باباك يعرف ايه اللي بينك وبينه...
نظر لها ابيها بترقب أجابتها بينما هي زاغت نظراتها بينهم بشيء من الأرتباك تغلبت عليه سريعا واجابته برأس مرفوعة
انا ومحمد بن بعض
صړخ ابيها مستنكرا
افندم بنتي أنا ت سواق...
دافعت ميرال
بابي الشغل مش عيب وين هو مؤدب ومحترم وعنده طموح هو اشتغل محاسب في شركة كبيرة وشاطر في شغله وليه مست
انا مش مصدق أنت اك اټجننت...
أكدت بثقة
لأ انا اول مرة اكون واثقة من اختياراتي انا به ومش فارق معايا أي حاجة
ليعترض فاضل بنبرة منفعلة للغاية
انت مش مدركة اك عواقب اللي بتقوليه!
لتستمر هي على دفاعها
يا بابي افهمني ارجوك الشغل مش عيب والفقر كمان مش عيب أنت راجل عصامي وكنت في يوم من الأيام عندك طموح زيه
تأففت دعاء بسخط
انت ازاي تقارني باباك بالجربوع ده...وين أنت عايزة تخلي ڤضيحتنا على كل لسان...
هاجمتها ميرال بشراسة
اظن انت اخر حد ممكن يتكلم يا دعاء ومتنسيش أنت كنت ايه ما بابي يتجوزك
زمجرت دعاء بغيظ
قصدك ايه أنت بتعايريني يا ميرال
افهمي زي ما تفهمي انا مش فارق معايا المهم عندي انك متتدخليش في حياتي وخليك متأكدة أن حقه هيرجعله واللي عملتيه مش هيعدي
صړخت دعاء تحرضه عليها 
سامع يا فاضل بنتك بتتهمني و بتهددني تاني وانت واقف تتفرج
نظر لها نظرة عميقة مشككة استتها هي بنظراتها الخادعة حين تساءل
انت عملتي كده فعلا
أصرت على موقفها قائلة ببراءة ليست ابدا من شيمها
لأ...
لتصيح ميرال تكذبها
كدابه...كدابه متصدقهاش يا بابي
انا مش كدابه ومفيش دليل واحد ضدي واظن عيب أوي لما تشكي فيا أنا...علشان حتة سواق جربوع طمعان فيك و عملك غسيل مخ
محمد مش جربوع ومش طمعان فيا ولو في حد الطمع عامي ه فهو أنت...
شايف بنتك بتتهمني بأيه...أتكلم يا فاضل و وقفها عند حدها... انت وعدتني هترجعلي حقي وتردلي اعتباري اتصرف
هز فاضل رأسه متأثرا بحديثها وقال بانحياز مغيظ
هي كلمة واحدة مش هكررها...الولد ده تي عنه نهائي وتقطعي كل صلة ليك بيه
واتفضلي اعتذري ل دعاء
نفت برأسها وبالسخرية جاء قوله الأخير بمثابة الشرارة التي
أشعلت أتون الڼار بداخلها لتثور ثورتها قائلة بإصرار وبتمرد استشفه ابيها بنبرتها بكل وضوح
مش هعتذر لحد والقلم اللي خدته هي تستحقه...
ومش ه عن محمد أنا به وأنت بتطلب مني اتحيل...
قاطعها پحده
اخرسي خالص واياك اسمعك تقولي كلام من ده مرة تانية واتفضلي اطلعي على اوضتك ومن بكرة مفيش خروج وكل خطوة هتخطيها هتبقى بحساب
نظرة شامتة لمعت ب دعاء حين دفع ميرال أمرا إياها من جد
اتفضلي
ولازم تعرفي أن ده قرار قطعي مفيش فيه مجادلة...
مستحمل
تيبس كامل ها وبرقت اها عندما ايقنت انها تحدثه وكادت تندفع للداخل لولآ حديث ثريا الباكي وتوسلها اتميت
عارفة انها غلطت بس ندمت ومن حقها تسمعها وتخليها تدافع عن نفسها هي مظلومة و...
...............
يعني ايه ما مبقاش يهمك...دي مراتك
.....................
يعني ايه بتتصل تطمن عليا بس انت فاكر كده بتعمل اللي عليك أنت جبت القسۏة دي منين أنا مش راضية عنك وقسم ب الله لو ما رجعت وعقلت هنسى أن ليا ابن اسمه يامن 
...............
مش هفهم ولا هسمع واللي عندي قولته....
وهنا قررت الأنسحاب ودمعاتها تفر تسبق خطواتها فلم تشعر بذاتها إلا وهي تس مفاتيح سيارتها وتغادر المنزل راغبة في أن تنفث عن حزنها بعا عن اجواء ذلك المنزل المحاط بعبق خذلانه لها فحتى هوائه كان مغبر بالذكريات ويطبق على انفاسها .
أما عن ثريا كانت غافلة تماما انها استمعت لها وحين اغلقت الخط مع ولدها كانت دمعاتها تفر دون هوادة فقد اصابها اليأس ال حين لم
يستطيع من بعثته ليبحث عنه أن يستدل عليه ويعه لها لا والأنكى انه حين يهاتفها يامن ذاته لا يريحها ولم يرضى اخبارها بمكانه فقط يطمئن على صحتها وإن تطرقت لسيرة نادين يجن جنونه ويرفض التحدث عنها وحقا الأمر ېقتلها فهي عاجزة ولاتستطيع فعل شيء حتى انها لم تخبر نادين بأتصالاته المخيبة للآمال خوفا
على مشاعرها ولذلك كان ليس بها شيء سوى أن تدعوا الله أن ينزع الغمام عن بصيرته ويرأف بحال تلك الينة التي لاحول لها ولاقوة. 
كفكفت دمعاتها واستعادت ذاتها وتناولت هاتفها من جد كي ټوفي بذلك الوعد لابن شقيقتها وهاهي تطلب رقم رهف قائلة ما ان ردت عليها 
ازيك يا بنتي
ماما ثريا وحشتيني اخبارك ايه
وانت كمان يا بنتي ربنا يعلم معلش اعذريني
لأ يا
تم نسخ الرابط