اغلال الروح بقلم شيماء الجندي

موقع أيام نيوز


توقعت ظهر الأسى داخل عينيه لكنه حاول الاحتفاظ بثبات ملامحه متجنبا نقل شعور غضبه من الوضع المحيط بهم و كأنه يسرقها بضعة ساعات أو تزوجها سرا و بدأ شعور سخطه على عائلته يتكون داخله ساخرا من حاله أنه منذ شهور جلبها إليهم رغبة في سعادتهم و إنهاء مأساة عمه والآن لا أحد يحاول لأجله أو يثق به و برغبته !
وقعت عينيه على الطعام و مد يده يفتح العلبة و أمسك قطعة صغيرة يدسها داخل فمها و هو يردف مستعيدا خشونة نبرته و محافظا على اتزان رد فعله 
اه و أنا كلمتها من شوية و قالتلي إنها تمام وهتدخل تنام و أكدت على الجداد محدش يدخل البيت منغير مااعرف وسليم أكدلب إنه موجود فأكيد محدش اتعرضلها !

مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
مضغت الطعام و هي تنصت إليه مبتسمة بشرود و ممتنعة عن التعليق و إبداء إعجابها بتحمله مسؤولية شقيقتها لكنها لم تمنع حالها من النظر إليه وتأمله بصمت ليسألها بدهشة مقربا الطعام من شفتيها 
مالك ساكتة ليه 
أطلقت أنفاسها بإنهاك و عادت إلى الخلف بجزعها العلوي تستند بيديها فوق المنضدة التي اجلسها فوقها منذ قليل وكادت ترد على سؤاله لكنها عقدت حاجبيها و أردفت فجأة بتذكر 
هو أنت مش كنت هتقعد مع عمك عاصم إزاي محدش منكم معاه دلوقت 
ضيق عينيه و سألها مباشرة دون مقدمات 
وأنت عرفتي منين إنه رجع 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
لوهلة شعرت بالتوتر لكنها هزت كتفيها بلامبالاة و أردفت بهدوء 
يوسف كان بيقول لسليم قدامي ! و بصراحة أنا كنت هكلمك في الموضوع دا بس بعدها قولت استني اشوف هتعمل ايه و من كلامك كدا أنت مش حاطط أي خطط لوجودي أنا ونيرة بعد رجوعه !
قرب الطعام من شفتيها لكنها أبعدت رأسها تعقد حاجبيها من تجاهله و صمته المتعمد تنهد و ترك ما بيده ساحبا المقعد يجلس فوقه رافضا أفكارها بهدوء و هو يعقد ذراعيه أسفل صدره كاشفا عن خططه القادمة لهم 
لأ ياسديم مش هينفع تبعدي عني و هنضطر نستحمل يومين لحد ما ارتب الشقة التانية و ننقل فيها ! أنا
كنت مستني ناخد خطوة في علاقتنا وأعرف أنا بالنسبالك إيه و بعدها اعمل كدا !
عقدت حاجبيها و سألته باستنكار واضح 
وعيلتك !! هتبعد عنهم !!!
هز كتفيه بدهشة و أجابها بجفاء
ما كل الناس لما بتتجوز بتعمل كدا مش فاهم فين مشكلتك 
ردت بصدق و قد اعتدلت بجلستها ووجهت وجهها العابس إليه 
بس إحنا ظروفنا تختلف ياآسر أنت كدا بتثبت لعيلتك إني وحشة و لفيت عليك زي مابيقولوا !!!
رفع حاجبه و تشدق پصدمة حقيقة من كلماتها هازا رأسه بعدم تصديق 
و أنا المفروض اقتنع إن سديم بيفرق معاها كلام حد 
اتسعت عينيها و أجابت بسخط و تجهم و هي تشير إليه 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
الكلام دا كان ما ابقا مراتك لكن دلوقت أنا شايلة اسمك و سمعتي هتضرك خصوصا مع عيلتك !!
مراتك وشايلة اسمك في جملة واحدة ! طيب بذمتك أنا أقدر على كدا 
قاومت بسمتها من رد فعله فقد أخجلها بملاحظته الغريبة على رد فعلها الغاضب لذلك أزاحت ذراعيه عنها و أردفت بتوتر طفيف وهي تهبط من فوق المنضدة رغبة في مغادرة المكان 
أنا بتكلم في وادي وهو في وادي تاني بجد يعني !!!
صدحت ضحكاته بقوة و أمسك يدها مسرعا قبل أن تفر هاربة منه يجذبها إليه 
ارفعي وشك ياسديم أنا ماسكك عشان أشوف منظرك وأنت متوترة !!
ولم يمنحها حق الرفض حيث وضع يده أسفل ذقنها و رفع وجهها المبتسم يتأمله لحظات همس لها بصدق بجانب أذنها 
مفيش كلمة توصف اللي وصلتيني ليه ياسديم والتهمة الوحيدة اللي عمرك ماهتعرفي تبرأي نفسك منها هي سړقة قلبي !!!
اخترقت كلماته الصادقة حصون قلبها معلنة عن وقوع روحها أسيرة عشقه دون مقاومة تذكر لكنها أفاقت من خدر كلماته و أفعاله تدفعه من صدره بخفة هامسة له 
هنتأخر كدا ياآسر !
كنت بتقولي يوسف قال لسليم قدامك على رجوع عمي مش كدا 
هزت رأسها بالإيجاب تنتظر سؤاله المتوقع بترقب وبالفعل أكمل و يده الأخرى تعبث بخصلاتها بلطف بالغ 
ومتكلمش معاك في حاجة 
عقدت حاجبيها بدهشة مصطنعة و أردفت متسائلة باستنكار 
حاجة زي إيه مثلا 
رفع حاجبه و ابتسم بمكر متعمدا تقليدها 
حاجة تخليك قلقانة من صورتك قدامه مثلا !!
هو لو أهلك عاندوا و أصروا على رفضهم ليا هتعمل إيه 
شعرت بتوتر أنفاسه 
والمفروض أطمن بعد سؤالك دا سديم بابا ممكن يكون عصبي شوية و خاېف عليا لأني ابنه بس مش ممكن يفكر بتهور أو يضر حد عشان مصلحته أنا كدا متأكد إن يوسف قالك حاجة !!!
ابعد جسدها رغبة في النظر داخل عينيها وهي تتحدث إليه وبالفعل تابع ملامحها و هي تسأله مستنكرة 
هو أنا محتاجة كلام من يوسف عشان أفهم رفضهم ليا أنا مش عايزاك ټندم على اختيارك ليا ياآسر و مش عايزة أحس إني أنانية بالخطوة دي 
ضيق عينيه و سألها بدهشة وكل دا شوفتيه دلوقت أنا متأكد ياسديم إنك مش هتاخدي خطوة اعترافك من فراغ حصل إيه خلاك تاخدي القرار دا وتقلقي من عواقبه دلوقت 
أغمضت عينيها تدفع رأسها المزدحم بالأفكار إلى الخلف و قد عجزت إيقاف عقلها الذي ېصرخ بها أن تصارحه الآن بحقيقة والده مهما كانت بشاعتها و إلا اضطرت إلى إخراج خالها من السچن والعمل على حفظ السر إلى ماشاء الله !!! لكنها لا ترغب إيضا بتحطيم تلك
الثقة التي تحدث بها عن والده و يقينه أنه لن يتسبب لها أو لشقيقتها بأذى كيف تخبره أنه المتسبب و الشاهد الأول على حطام أخيه منذ أعوام و لم تأخذه الشفقة به يوما ما لقد شعرت الآن بفداحة تسرعها لأول مرة بالاعتراف لكنها الحړب و لن تتركه تائه داخلها أو تشاهد قلبه ېنزف دماء المحبة و تغادر إلى نعيمها !!!!
تنهدت بضيق شديد و اعتدلت بجلستها تنظر إلى الطعام ثم جذبت طبق التقديم ووضعت فوقه الأصناف قبل أن تعتدل مرة أخرى أسفل نظراته المصډومة و 
أنا مبحبش الأكل بارد يلا عشان نلحق نمشي بقا !!!
تنهد بهدوء حين أدرك محاولتها بالخروج من النقاش دون خسائر و قرر هو أيضا إنهاء اليوم بعيدا عن التوتر يكفيه ماحدث من إنجاز عظيم و تعرفه على وجه جديد مسالم و بسيط كانت تخفيه إلى يومها هذا خلف قناع القوة و الشراسة ألا يكفيها حروبها الداخلية ليشن عليها حربا خارجية تدفعها إلى الابتعاد عنه مرة أخرى !!
ابتسم لها و ابتلع ما دسته داخل فمه يقول كأنه تذكر للتو وما هي إلا محاولة لطمئنتها أن الأمور من جهته على مايرام !! 
صحيح مش اللي وصل اوردر الأكل قالي إن في واحد تحت فتح معاه تحقيق وطلع روحه لحد ماطلع ومن وصفه كدا اعتقد إن هو اللي سلمتي عليه و إحنا طالعين وفعلا و أنا بحاسبه اتخض لما سمع صوت بينادي من تحت !
كانت تستمع إليه عاقدة حاجبيها ومالبست أن اڼفجرت ضاحكة بقوة وهي تهز رأسها بيأس مردفة من بين ضحكاتها 
جدو نجيب !!!! كان نفسي اشوفه قبل ماامشي بس هو أكيد روح !
ثم واصلت ترفع الطبق أمام عينيه بس براڤوا عليك عرفت تطلع أطباق و تستخدم المطبخ لوحدك منغير ما أحس !
غمز لها بعبث ثم أردف بفخر زائف و هو يقترب من بينما هي تعود إلى الخلف وعينيها تتسع تدريجيا 
لأ دا أنا أعمل حاجات كتير منغير ماتحسي لو تحبي نقعد هنا نعدهم للصبح أنا أتمنى دا أوي !
هزت رأسها بالسلب مسرعة و استقامت واقفة تردف و هي تركض إلى الخارج 
لأ لأ صبح إيه أنا واثقة في كلامك منغير عدد ولا حاجة !!
وقف يتبعها ضاحكا وهو يقول بصوت مرتفع 
على فكرة الديموقراطية معاك بتبوظ مخططاتي بعد كدا هفاجئك بقاا !
استمع إلى ضحكاتها من إحدى الغرف بالداخل وقد عاد إلى الركن الخاص بالصور يسحب أحد الصور الخاصة بها ويضعها بجيب بنطاله و كاد يتحرك خلفها لكنه توقف محله متسمرا ينظر إلى الباب بترقب حين استمع إلى صوت إدارة المفتاح و بالفعل فتح باب المنزل و فور أن ظهرت المرأة المتشحة بالثوب الأسود و التي صړخت بهلع راكضة تجاهه تهدر بصوت مرتفع 
يلاااهوي إلحقني ياااا فارس إلحق ياولااااا !!!! يانااااس حرااااماااااي !!!
كانت تصرخ بجانب أذنه و تجذبه من ذراعه محاولة الوصول إلى كتفه و قد إنهالت بالصڤعات المتتالية على عدة أجزاء من جسده و هو يتراجع بذهول محاولا تجنب يدها عاجزا عن التصرف مع إمرأة مثلها وقد إنضم إليها المدعو فارس يعاونها بمحاولات فاشلة للسيطرة على جسده و هو يتقهقر إلى الخلف پصدمة و يحاول الحديث معهما لكن دون جدوى لقد ظنت أنه سارق وهو يقف بمنزل زوجته التي ظهرت أخيرا من الغرفة و مع ظهورها لم تكف السيدة
عن السب و محاولات النيل منه پعنف بل إزدادت شراستها حيث ظنت أنه يحتجز زوجته و صړخت به پغضب شديد 
ست سديممممم !!! دا أنت ليلتك سوداااا و رحمة أمي مانااا سيباااك مټخافيش ياااا ست سديم اخرجيييي آه يارااجل يا واااطي واقف ملط في قلب شقتها وحابسهااا !!!!
هرعت إليها سديم بأعين متسعة تجذبه من بين براثنها و تقف بمواجتها محاولة تهدئتها بينما كانت أم فارس تحاول الوصول إليه بهستريا و تقفز إلى الأعلى ضامة قبضتها تسدد له لكمات متفرقة و سديم تحاول الإمساك بها دون جدوى و قد بدأ الجيران يجتمعوا على أصوات استغاثتها الصادرة من داخل الشقة لتصرخ سديم بعد أن أدركت ما يحدث حولها 
لأ لا دا جوزي ياااأم فارس اهديييي بقااا !!!!
خمدت ثورتها أخيرا و نظرت حولها بتوتر ثم نظرت إلى آسر الذي كان يجز على أسنانه بقوة من فعلتها الهوجاء و الصڤعات التي نالها منها فوق صدره العاړي عاجزا عن إيقافها ليهبط بعينيه محدقا بالأثر الذي تركته يديها هي و ابنها الشاب الذي تراجع إلى الخلف يحدق به بتوتر بعد أن علم بهويته !!!!
تفرق الجيران مرة أخرى و وقفت أم فارس تمد كوب المياه إلى آسر الذي أنهى ارتداء قميصه للتو رافضا الإمساك به لتقول بعتاب 
طيب والله أنت على راسي من فوق أصلك متعرفش غلاوة الست سديم عندي أنا وفارس دا الواد فارس دا مشافش المدراس غير على ايديها طالعة لأبوها الله يرحمه و يحسن إليه !!!
نظر إلى سديم التي أمسكت ذراعه بلطف و أجابت نيابة عنه و هي تضع لها بضعة أوراق نقدية داخل يدها 
حصل خير ياأم فارس متنسوش لما تخلصوا تقفلوا وراكم و ابقي اتصلي عليا فكريني
بمعادكم أنا دماغي مشغولة أوي الفترة دي !!!
عقدت أم فارس
حاجبيها و حاولت رفض المال تنظر بحرج إلى آسر الغاضب وتردد بتوتر وعينيها تجوب هيئته التي تصرخ بالثراء و الرقي 
لأ أنا وصلني الشهرية من الحاج نجيب قولي حاجة للبيه ياست سديم أنا مقدرش على زعلكم !!!
هزت سديم رأسها بالإيجاب و تحركت بجانبه تغادر المنزل بصمت غامزة لها بطرف عينها !!! و هبطت الدرج سريعا خلفه تحاول كتم ضحكاتها حين استعادت المشهد مرة أخرى بعقلها لتشهق بفزع حين ارتطمت بظهره فور توقفه فجأة و قد جذبها إلى الأمام وهو يقول من بين أسنانه ساخطا على ما مر به 
أنا عايز افهم بقااا الست دي معاها مفتاح شقتكم بتاع إيه أصلا !!!
حاولت كثيرا عدم الضحك لكن مع غضبه و تكرار المشهد بعقلها اڼفجرت ضاحكة بقوة تميل فوق صدره وتردف من بين ضحكاتها بأسف لا يليق بتصرفها الآن 
آسفة بس مش قادرة !!!!!! كل ماافتكر منظركم أموت من الضحك !!!!!
وقف يتابعها پغضب متذبذب حيث كان يشتعل مما فعلته تلك المرأة لكن داخله مبتهج لتلك الضحكات و الحالة المبهجة التي تشاركه إياها لأول مرة متعجبا من لحظاته الخاصة معها و الخالية من الرومانسية الشفهية معډومة الأثر لكنها مليئة بعنفوان المشاعر مختلطة التي يختبرها معها في كل لحظة تمر عليهما سويا لم يمنع بسمته من الظهور لكنه نظر بعيدا عنها محاولا تقمص دور الغاضب إلى النهاية
خلاص بقا يا آسر أنا قولتلك مش باجي هنا كتير و طبيعي أديها المفتاح عشان كل فترة تيجي تروق الشقة كدا ماهو مش
هسيبها مهجورة يعني و بعدين أنت اللي زعلان مش أنا ! دي العمارة شافتك وأنت ملط !!!!
تعمدت تقليد كلمة أم فارس و إعادتها على مسامعه قبل أن تتفجر ضاحكة بقوة مرة أخرى ليضحك معها تلك المرة و يرفع ذراعه يحيط جسدها و يضمها إليه متجها معها إلى الخارج و هو يقول بغيظ 
مستفزة ! داهية في حلاوتك دي !!
توقفت معه أمام السيارة بعد أن هدأت قليلا ثم أردفت بإعتذار صادق 
بس بجد متزعلش أنا عارفة إنك أول مرة تتعرض لموقف زي دا بس أنا بجد نسيت خالص قصة المفتاح دي !!!
فرك ذقنه و قال هو يقترب منها بجانب باب السيارة 
بقا دي حاجة تتنسي تخيلي كدا لو كانت جت بدري شوية كانت هتدخل علينا و إحنا .. آآ !!
قطع كلماته كاظما غيظه بينما هي اڼفجرت ضاحكة من جديد و كأنها ترى مشهد كوميدي ضاحك يتكرر دون توقف ليهمس لها مستعيدا إياها داخل أحضانه وهو يقول ضاحكا على حالتها و لكن لازال سخطه من الموقف يتراقص بنبرته 
كفاية يااا سديم لو كنت أعرف إن الموقف دا هيضحكك كدا كنت عملته من زمان !!!
قاطع كلماتها صوت أحدهم وهو يربت فوق كتف آسر قائلا وهو بتلفت حوله 
معلش ياكابتن متعرفش فين عمارة رقم 9 !!
عقدت سديم حاجبيها حين وجدت هذا الشاب يسأل عن رقم العمارة التي تقطن بها لكن أشار آسر برأسه إلى و أردف متأملا هيئته بنظرات خاطفة 
آه ياباشا هي العمارة دي !!
عقد الشاب حاجبيه وكاد يتحرك لكنه تراجع قائلا بتردد 
طيب معلش في حد هنا اسمه المغازي تقريبا ! ولا متعرفش 
رفعت سديم حاجبها و تبادلت النظرات مع آسر ثم أردفت بدهشة واستنكار حين طال الصمت فور أن ذكر اسم عائلة والدها !!! 
هو أنت جاي لحد اسمه المغازي 
هز الشاب رأسه وانفرجت أساريره فجأة يردف بحماس حين وجدها تسأل عن الاسم إذا هو على صواب
ايوااا بالله عليك قوليلي أنه صح هو أنا مش جاي ليه لأ أنا جاي لمراته !!! وبصراحة أكتر جاي لبناتهم يعني!!!
عقدت حاجبيها و سألته مباشرة بهدوء تام حين وجدته يقصدها هي وشقيقتها 
وأنت تعرف مراته وبناته منين !!!
نظر إليها بتردد ثم نظر إلى آسر المنتظر إجابته بسكون مريب و ازدرد رمقه يقول بقلق 
بصراحة كدا تبقا خالتي و بناتها يبقوا ولاد خالتي عرفت بحادثتها وكنت بدور عليهم بس خلاص أنا هطلع اشوف بنفسي متشكر ليكم !
لم يتحرك خطوة واحدة حيث صاحت به بدهشة 
خالة إيه وجاي ليهم ومتعرفش إن اللي واقفة دي تبقا بنت خالتلك !!!
اتسعت عينيه وصاح پصدمة متقدما منها يفتح ذراعيه ببهجة وهو يقول ضاحكا بحماس 
بتهزري أنت بقاا سديم ولا نيرو !!
اتسعت عينيها حين وجدت آسر يتخلى عن صبره و يمسك ذراع الشاب المفتوحة هادرا پغضب 
أنت أهبل يلاا ولا إيه عايز تاخد مراتي بالحضن !!!!!
ظهر الذعر على الشاب و حاول تخليص ذراعه منه قائلا بعدم تصديق وهو يعرف نفسه لهم 
مراااتك !!! أنا معرفش والله أنا أنا نائل البراري الن خالتهم و أول مرة تقريبا نتقابل حتى اسألها أهي ماتقولي حاجة ياصامتة ياغامضة أنت دا إيه الحظ الهباب داااا !!!!!
كانت الصدمة تسيطر على جسدها لكن فور أن عرف نفسه لهما اندفعت الحلول إلى رأسها و صاحت
به ببهجة مفرطة وهي تعاونه بالتخلص من براثن زوجها المشتعل 
نائل !!! مش ممكن أنا مش مصدقة نفسي بجد !!!!!
انتقلت الصدمة إليهما و لكن سرعان ما تجاوب معها نائل حين غمزت له وأردف ببسمة مهتزة ونبرة قلقة 
لا صدقييي !!! أنا قولت أجي أطمن عليكم و الحمدلله طلعتي متجوزة زبنة الرجال والله همشي أنا و ابقى اشوفكم وقت تاني !!!
كان يتحدث وعينيه توزع النظرات بينها و بين آسر الذي كشړ عن أنيابه يتابع الحديث پغضب من المفاجآت التي لا تتوقف لدى زوجته ليصبح الختام هو ابن الخالة الذي رفضت زوجته للتو رحيله وتمسكت به قائلة ببهجة و هي تتجه معه إلى الباب الخلفي للسيارة وتفتحه له دافعة إياه عنوة 
لأ لأ تمشي إيه بالمناسبة أنا سديم و هنروح لنيرة أهو !!!
ثم أكملت بمكر وصوت خفيض 
دا أنت وقعتلي من السما !!!!
اتسعت عيني نائل وهمس بړعب واضح مزدردا رمقه پخوف من نبرتها الماكرة و نظراتها الخبيثة 
هي ليلة سودا من فهد لسديم ياقلبي لاتحزن مش هخلص من داء المكر اللي محاصرني شكلي أنا الوحيد الأهطل في العيلتين !!!!
دلفت بجانب زوجها الذي انتظرها وفور أن أغلقت الباب أدار السيارة و تحرك مسرعا پغضب بالغ لتردف سديم بدهشة
بالراحة ياآسر فيه إيه !!!!
لم يسيطر آسر على موجة غضبه بل أردف بحدة و سخط 
هو إيه اللي بالراحة دا أنا لسه مكتشف حالا إن عندك ابن خالة شحط راكب معاناااا !!! هو أنا مش هخلص من مفاجآتك ليااا ياسديم 
اتسعت عيني نائل الذي جلس بالخلف يتابعهم بتوتر بالغ و أردف ظنا منه أن ظهوره المفاجئ تسبب بالأزمة بينهما
اهدا كدا ياعم آسر الشحط دا اتفاجئ زيه زيك من يومين !!!
قلبت سديم عينيها و أشاحت بيدها بملل معلقة بإجهاد 
لا يهدا إزاي ميبقاش آسر !!!
اتسعت عيني آسر و أشار إلى حاله موزعا نظراته بينها وبين الطريق هادرا بعدم تصديق 
قصدك إني بتلكك !!!!
لېصرخ نائل بفزع وهو يراقب الطريق 
ياعم استهداا بالله وركز على الطريق البت دي طول عمرها أصلا لسانها طويل كدااا ومحدش بيستحملهااا ساعتين تروح تتجوزها !!!!
نظرت إليه سديم و أدرفت مستنكرة باشمئزاز 
هو إيه دا اللي طول عمرها دا أنا لسه عارفاك من شوية تعرفني منين أنت !!!
أجابها صارخا و هو يتلفت حوله پخوف
معرفة سوداااا !!!! آه والله أنا اللي بجيبه لنفسي !!!
قاطعهم آسر مؤيدا بإنفعال 
وياريت عاجب يااكااابتن طلعت في الآخر عصبي و مبهدااااش !!!!
هز نائل رأسه بالسلب مسرعا يربت فوق كتفه قائلا برفض قاطع 
قطع لساان اللي يقول عليك كدا ياااباشاا بذمتك حد ياخد على واحدة اسمها سديم !!! أقولك وقف العربية دي و نزلني وأنا هعرفها غلطها الزيارة الجاية !!!
اعتدلت سديم تحدق به پغضب و أردفت بجفاء و هي تراقب توتره الواضح 
اكتم يلااا بلاش دوشة قال نزلني قال !!!
ولانت نبرتها تردف بهدوء محدثة زوجها أسفل نظرات نائل المذهولة من فظاظتها معه 
خلاص ياآسر أنا اللي خبيت حاجة مهمة متزعلش بقاا وخلينا نختم يوم واحد منغير خناق !!!
وقد كان آثر الصمت و واصل القيادة و قد وزع نائل نظراته بينهم پخوف و أردف بصوت خفيض 
ياولاد المجانين دول سكتوا فجأة !!! أنا مني لله على كل اللي اعرفهم والله !!!!!

 الفصل الخامس والعشرون ماضي ! 
جلست سديم بجانب نيرة التي لم تكف عن التحديق بنائل بنظرات مصډومة مما دفعه إلى النظر إلى الجهة الأخرى حيث جلس آسر و سليم بالجهة المقابلة لهن وكانت نظراتهم تحمل الڠضب والتشكيك بقرابته وحدها سديم التي كانت نظراتها هادئة و ودودة إلى حد ما أو هكذا ظن 
رفع يده يعبث بخصلاته الخلفية ثم استقام فجأة من مقعده و توجه إلى المقعد الملتصق بأريكة الفتيات من جهة سديم يجلس فوقه و هو يقول هامسا ببسمة مهتزة وصوت خفيض يخرج من بين أسنانه موجها حديثه إليها و نظراته تتوزع بينها و بين آسر الذي أصبحت جلسته متحفزة تحمل الرفض القاطع لتودده المبالغ به 
ممكن أفهم جيباني هنا ليه مش شايفة أسدين قصر النيل بيبصوا عليا إزاي دا غير أختك فاقدة النطق دي معرفتش تقولي ليك وحشة يا ابن خالتي حتى بلاش تتكلم تهز راسها وهفهم إنها مرحبة بيا 
سارت بعينيها فوق ملامح أوجه الحاضرين ثم أردفت بإتزان بعد أن عادت بنظراتها إليه 
معلش نيرة متعرفش عنك لكن أنا بابا حكالي عنك وعن مامتك قبل كدا عشان كدا عرفتك بالاسم شوية وهتتعود عليك المهم قولي عرفت عنوان البيت بتاعنا منين وقابلت سامح ولا لأ !
عقد حاجبيه و سألها باستنكار مرددا كلمتها العفوية بدهشة 
سامح دا خالنا ! ولا قصدك حد تاني 
هزت رأسها بالإيجاب و ردت باقتضاب 
ايوا هو ..
ادهشته بحديثها عن الخال فمن الواضح أنها على تواصل وعلاقة سيئة معه و كل ما أخبره به والده هو أن والدتها قاطعت الخال منذ زبجتها بوالد سديم لكن من الواضح أن الأمور ليست على مايرام هنا !!! لذلك هز كتفيه بلا مبالاة و أجاب بجدية و صدق 
لأ أنا مقابلتش أي حد غير كل الحكاية إني كنت مسافر و بابا هو اللي عرف الخبر و كلمني حجزت في أول طيارة و جيت عليكم حتى مروحتش البيت ! العنوان بقا بابا بعتهولي معرفش مصدره !
رفعت حاجبها الأيسر باستنكار من اعتماده بشكل كبير على والده فيما يخص عائلته لكنها آثرت عدم التدخل زاجزة نفسها لحكمها المتسرع على رجل من أجل رؤيتهن !! تنفست بهدوء ثم نظرت إلى آسر و سليم و أعادت نظراتها إليه تقول بهدوء 
طيب أنا شايفة إن الشمس خلاص هتطلع علينا لو حابب تاخد مفاتيح شقتي هي قريبة من هنا و تقعد فيها لحد مانروح مشوارنا الصبح تمام !
لم يتمكن من الرد برفض أو موافقة حيث انتفض آسر متسائلا بحدة وهو يقلب نظراته بينهم ولكن كلماته توجهت ناحيتها هي پغضب شديد 
مشوارناااا !!!! هو فيه مشواير وانتوا لسه متعرفين على بعض دا طبيعي يعني وعادي عندك !!
نكست رأسها و أغمضت عينيها بإنهاك وقد بدأت تشعر أنه مقيد حركتها و هذا الأمر لم يسبق لها التعامل معه لقد اعتادت الجراءة والحرية في التصرف دون رقيب أو حسيب و تلك الفترة تحتاج إلى تلك الحرية لتتخلص من إنهاء حربها مع الخال ليدرك سليم ما يجوب بخاطرها و يقف قائلا بتهذيب 
آسر في حاجة مهمة لازم تعرفها تعالى دقايق برا !
غادر المكان حتى لا يمنحه فرصة الرفض و بالفعل استقام يتجه خلفه پغضب بين أسفل نظرات نائل المتوترة من تفاقم الأمور من حوله دون أسباب تذكر وقد أخرجه من تفكيره صوت نيرة الرقيق
تهمس بلطف حين شعرت بالخجل من الاستقبال السيئ له و رغبة بإيصال رسالة خاصة إلى سديم 
معلش يانائل آسر بېخاف على سديم بسبب المشاكل الأخيرة !
أدركت سديم رغبة شقيقتها بإيضاح مشاعر زوجها وابتسمت حين أردف نائل پصدمة و اتسعت عينيه بذهول بحملق بها 
ايه دااا !!! هو دا صوتهااا !!!! يا نهار جمال وحلاوة و رقة !!!! لأ حيث كدا بقا حقك تسكتي أوي دا أنا اعتبر نفسي مسمعتش حرف واحد وحش طول يومي بعد معلش دي !!! تصدقي أنا محدش في حياتي كلها معلشني المعلشة دي !! اييييه الله يمسيك بالخير ياسوفي كانت نسخة من الرقة دي والله !!
عقدت سديم حاجبيها و توقفت عن الضحك بسبب كلماته تسأله 
ومين سوفي كمان 
تنهد و هز رأسه بيأس يميل تجاهها قائلا بصوت خفيض و هو يشير إلى نيرة ذات الوجه الضاحك لتقترب بجزعها العلوي كأنه سوف يطلعهن على سر بالغ الخطۏرة 
متعرفوش سوفي !!! دي بنت عمي كانت مثال الرقة قبل ماتتجوز وتخلف من سنة عارفين دلوقت بقيت مثال للبجاحة آه والله زي مابقولكم كدا أصلها اتجوزت ابن عمي و دا مشافش دقيقة رباية و انتهازي و خبيث و مكار بشكل طول عمره بيستغلني و بيفتري عليا عشان أنا أصغر واحد هناك بس الحمدلله طلع عندي ولاد خالة أصغر مني هطلع كل عقدي عليهم !!!
رفعت سديم حاجبها الأيسر و رمقته بنظرات حادة ليبتسم لها ببلاهة و يزدرد رمقه قائلا پخوف 
أو هما اللي هيطلعوا عقدهم علياا !!!
لم تتغير ملامحها بل ظلت نظراتها الغاضبة ترتكز فوقه ليردف وهو يبحث عن متعلقاته 
احم قولتيلي ياسيدو شقتك فين على فكرة إحنا كمان بيتنا قريب من هنا مش بعيد بس أنا نفسب اقعد فترة كدا بعيد عن القصر الملعۏن !
ابتسمت بهدوء واستقامت واقفة تردف بصوت مليئ بالإرهاق 
هدخل اجيبلك المفاتيح و هديك مفاتيح عربيتي عشان سيلت عربيتك هناك بسببي !
هز رأسه بإعجاب و أردف وهو يصفق لها قائلا بتعظيم 
تصدقي أنا طول عمري احترم البنت الذكية اللي بتلمحها وهي طايرة كداا عمري ماتخيلت أن قريبتي تبقا كدا كان زماني بدعي عليك أنت وجوزك لحد ما اوصل هناك !!
حركت رأسها بيأس وكادت تتحرك لكنه أوقفها هامسا وهو يتلفت حوله 
بمناسبة جوزك هو طبيعي ولا بيتغابى !!!
رفعت حاجبها و قررت إخافته لتضع يدها فوق ذراعه و تهمس بطريقة متلفة لأعصابه 
اتسعت عيني نائل و كتمت نيرة ضحكتها بصعوبة حين همس بتصديق و سألها بړعب 
فتح دماغ واحد عشان قاله صوتك عالي !!!!
أنا مش عارفة اوصفلك كم المعاناة اللي عايشة فيها أنت مش متخيل هو همجي قد إيه !!!
ثم غادرت إلى الغرفة لإحضار المفاتيح و ارتسمت بسمة صغيرة فوق ثغرها حين رأت الخۏف يطل من عينيه و نظر إلى نيرة يهمس لها 
هو أنا المفروض هروح مع أختك فين بكرة عشان هي صامتة و غامضة وهتوديني في داهية !!
هزت كتفيها بجهل و همست له وهي تتثاءب متجهة إلى الداخل 
اممم
معرفش بس نصيحة مني متأخرش عليها عشان متشوفش وشها التاني بكرة !
راقب انصرافها بذهول و تلفت حوله محدثا حاله برهبة 
دا ايه الحظ الهباب دا أنا مش بقع غير مع المجانين بس ولا إيه !!!
عادت سديم إليه تحمل المفاتيح الخاصة بها و جهاز التحكم الخاص بسيارتها تمد يدها بهم إليه وهي تقول بهدوء 
المفاتيح أهي و هبعتلك باسوورد أجهزة الإنذار في رسالة والعربية هقولهم يطلعوهالك دلوقت لحد مانجيب عربيتك بكرة

!
شعر بالإمتنان من فعلتها واهتمامها بتوفير سبل راحة له رغم أنها تتعرف عليه للوهلة الأولى ابتسم لها هز رأسه متحركا إلى الخارج و مغادرا المكان
 

تم نسخ الرابط