اغلال الروح بقلم شيماء الجندي
المحتويات
الآبدين !!!!!
سارت عينيه على صديقه دامع العينين مشعث الخصلات الذي منذ صرخته به قد ارتفع صدره و هبط عدة مرات متتالية وكأنه على وشك ټمزيق قميصه و خمدت ثورته هو الآخر يراقبه پألم شديد وداخل عينيه ذهول من خروج مشاعره إلى النور بهذا الصدق المبالغ به !!!!
بالفعل هو عاشق لروحها الحرة المحلقة في سماء كبريائها رغم جميع ما مرت به ورغم القيود التي تفرض عليها كلما حاولت التحليق وكأنها قيود لا تفنى ولكنها تستحدث من العدم !!!!!
أيوا !
صمت لحظات قبل أن يسأل باستنكار _
سليم !! معرفش أنا مشوفتوش من امبارح ليه
تنهد وأردف محاولا تهدئة المتصل _ تمام أنا هتصل اشوفه متقلقيش !
وأغلق المكالمة يعبث بالهاتف و قد اقترب رائف يسأله بقلق _ ماله سليم
معرفش بيتصلوا بيه مش بيرد و قلقوا عشان كان قايلهم يستنوه على الغدا و .. آ !
قطع حديثه مع رائف و تحدث بجدية حين أجابه صوت رجل آخر على هاتف ابن عمه _
مين معايا
صمت لحظات ثم أردف بحدة واضحة _ سليم فين و بترد مكانه ليه أصلا !
اتسعت عيني رائف بذهول حين واصل صديقه الحديث و صاح پغضب وهو يتلفت باحثا عن متعلقاته وجامعا إياها بسرعة _
ركض إلى الخارج وهو يغلق الهاتف و يتبعه رائف صائحا پصدمة _
سليم بخير !! حصل إيه يابني متنطق !!!!
أغمض آسر عينيه وأجاب باقتضاب و هو يضغط على زر المصعد مستدعيا إياه _
معرفش بيقول حاډثة صغيرة وهو بيجيب نيرة و خيطوا الچرح !
اتسعت عيني رائف وكاد يتحدث بسخط عن زوجته وشقيقتها لكنه صمت حين حذره آسر پغضب ووعيد
وإلتوى فمه بعدها يواصل بسخرية _
افتكر كفاية عليك سيرة مراتي !!!
لم ينتظر تعليقه بل دلف إلى المصعد يتبعه الآخر بصمت مطبق حيث وجد أن الأمور ليست على مايرام واحترام ألم صديقه واجب لا مفر منه حتى وإن خالفه في الرأي والتفكير !!!!
انتبهت نيرة إليه لكنها لم تحاول الخروج من أحضان شقيقتها بينما استمعت سديم _التي وصلت منذ دقائق واستمعت إلى ملخص حالة سليم إليه يقول بحدة طفيفة _
ايوا الراجل دخل المستشفى خلاص مش قادرة تصبري يعني دا أنا لو منه هنفصل عنك !!!!
صمت لحظات ثم أردف بسخرية _
هكون مين يعني واحد ربنا ڠضب عليه عشان يوقعه مع واحدة زنانة زيك !!!! قال كاتب اسمك روحي دا المفروض يكتب دوشتي ايه الصداع داااا رن رن رن فوق الخمسين مرة !!!!
عقدت سديم حاجبيها لحظات قبل أن تتسع عينيها وقد تذكرت أن هذا اللقب يخص والدة سليم حاولت إمساك ذراعه و لفت انتباهه لكنه انتفض بعيدا يقول پغضب _
اناااا مش متربييي !!!! تصدقي بقااا إنك بومة !!! وشكلك كدا هتجيبي أجله
المرة الجاية !!!!
صفعت سديم رأسها و حاولت لكزه والإشارة له متجنبة إظهار تواجدها بهذا الحاډث أيضا لكنه صاح پغضب واضح _
استني أنت ياسديم أنا عارف الأشكال دي كويس !!!
صمت لحظة ثم هدر بتهكم وسخرية _
آه سديم هنا مالها سديم الاسم مش عاجبك !!! بقولك إيه المستشفى عنوانها تعالي وشوفيه بنفسك وأنا ههزر معاك ليه يعني !!! دا إيه البلاوي دي !!!!
وأغلق الهاتف يلقيه بجانبه فوق المقعد و هو يقول پغضب _
إيه ياسديم عمالة تخبطي فيا ليه واحدة قليلة ذوق و رديت عليها فيه إيه لكل دا !!!!
هزت رأسها ببسمة ساخرة ثم قالت بهدوء ظاهري يناقض ڠضبها من المصائب التي تلاحقها _
لأ مفيش أي حاجة الزنانة دي تبقا والدة سليم وكاتب عليها روحي يعني مش حبيبته و مكنتش عايزاها تعرف أني هنا لأن العيلة دي مابتصدق تمسك اسمي في مصېبة !!!
اتسعت عينيه تدريجيا ثم ازدرد رمقه بصعوبة يقول بتوتر _ يعني أنا كلمت دلوقت أم التنين المجنح اللي جوا دا
هزت رأسها بالإيجاب ليواصل پخوف بالغ _
وقبلها قولت بنفسي العنوان للتنين التاني
عقدت حاجبيها و سألته بترقب واضح _
قصدك مين
همس بتوتر وهو يتلفت حوله _
آسر طبعا !!!!
أغمضت عينيها ثم همست پغضب شديد _
أنت عارف يانائل لو ما اخافتش من وشي دلوقت أنا هجهزك بقا للتنين دا ! قوووم !
انتفض واقفا و هو ېصرخ بها بصوت مرتفع _
الله !!! وأنا عملت إيه يعني لده كله !!!! ربنا ينتقم منكم كلكم ياظلمة عيلتين يجيبوا الهم و يقصروا العمر !!!
ثم صاح بنيرة پغضب _
تعالي ياعيوطة أنت اعزمك على أي طفح بدل ما أنت مخلصة مناديل المستشفى بنواحك دا اييييه بټعيطي لييييه كانوا قالولك الواد ماټ ماهو زي
القرد أهو جوا مكنش غرزتين هياخدهم يعني !!!!!
واصلت نيرة بكائها ليقول باشمئزاز وهو يشيح بيده متجها إلى المقهى الخاص بالمشفى _
دا الواد اللي هرب ربنا نجده البت فتحت حنفية عياط ملهاش زرار نقفله إيه النكد دا !!!!
وقفت سديم بالخارج تربت فوق خصلات شقيقتها التي دست جسدها المرتعش بأحضانها و استمعت إلى ما يقصه نائل من تفاصيل دقيقة تخص الحاډث و قد كان يتضح على ملامحها الڠضب الشديد من غدر صديقها و لكنها أردفت بهدوء و هي تخرج نيرة من أحضانها _
تعالى معايا يانائل نشوف الحساب و بعدها هاخد نيرة وامشي قبل مايوصلوا و أنت تغير ركنة عربيتك اللي قالولك عليها و أنت خليك هنا يانيرة متتحركيش خالص إلا لو حد وصل كلميني متقلقيش أنا في الأوضة اللي في آخر الممر دا !
تحرك معها بالفعل و وقفت نيرة محلها ثم تلفتت تراقب الأجواء حولها قبل أن تتجه إلى أقرب مقعد تجلس فوقه و المشاهد تتكرر داخل عقلها للمرة المائة لا تصدق ما آلت إليه أمورهم و رأت اليوم بعينيها أيضا غدر الصديق راقبت شقيقتها إلى أن اختفت من الممر و عقلها ېصرخ بدهشة واستنكار كيف اعتادت شقيقتها الألم والغدر إلى درجة أنها لم تندهش من فعلة كريم بل ولم تعلق عليها اهتمت بالإطمئنان على حالة سليم و إنهاء حالة الذعر
متابعة القراءة