لن ابقى على الهامش كامله بقلم نداء علي

موقع أيام نيوز


كانت في كلية علوم بس نفسها تكمل بعد الكلية ماجستير ودكتوراه ابوها قال مفيش جواز قبل ما تخلص جامعة وتبدأ الماجستير بتاعتها معرفش كان بيطفشني ولا بيختبرني وفي الحالتين مكنتش هسيبها وافقت وشجعتها فضلت معاها لما خلصت الماجستير واتجوزنا بس صدقني يوم واحد معاها كان كفيل ينسيني كل السنين اللي ضاعت مننا في الانتظار 

فارس بتعجب اعتقد مبقاش في حب من اللي بتتكلم عنه ده يا خالي الحب حاليا بقى مختلف 
طاهر بجدية الحب زي الزرع محتاج رعاية وحماية طول الوقت والأهم محتاج صبر 
كانت كاميليا تسترق السمع وتبتسم بحزن وحنين الي والدتها واشفاقا علي والدها من حرمانه المبكر من رفيقة دربه بينما ظل فارس صامتا يستمع الي طاهر بأفكار متضاربه بين ما يريده القلب وما يرفضه العقل والكرامة 
قلوبنا كثمار الفاكهة منها الحلو وبعضها مر لا يطاق احيانا تكن هشة سهلة الكسر وأحيانا أخرى صلبة لا تكسر ثمر طيب نشأ من شجرة طيبة وثمر خبيث ولا يثمر إلا خبث ومكر
تحدثت سوزي إلى والدتها برفض لتصرفها السابق قائلة
يا سلام عوزاني استسلم واسيب جوزي لواحدة شبه رضوى دي معقول يا ماما أنا يساويني بيها ده اكيد اټجنن
والدة سوزي بملل
اطلقي منه وهجوزك سيد سيده
سوزي بس أنا بحبه يا ماما 
نظرت اليها والدتها وابتسمت بمكر قائلة
بتحبي مين يا سوزي هو أنا مش ماما ولا ايه
سوزي حتى لو مش بحبه كفاية انه عجبني وبقي ليا لوحدي وخلفت منه من حقي يبقى ليا وميفكرش في واحدة غيري 
والدتها يابنتي ده حواراته كترت الأول أمه كانت في صفك وبتقربه منك وكان ماشي وراها ومراته مكنش بيعبرها دلوقتي أمه بقت زي الغولة من اخر مرة اتخانقتي معاها وأهو رجع لمراته 
سوزي بإصرار هيرجع وينفذ اللي بطلبه منه بس انتي ساعديني فكري معايا في حل علشان خاطري 
تنهدت والدتها بضيق لكنها لم تستطع رفض طلب ابنتها كعادتها قالت
حاضر لما نشوف اخرها معاكي 
في المساء استعد مصطفى لقضاء يومه مع رضوى لكن صوت سوزي الباكي جعله يسرع إليها 
وصل إلى بيت والدتها فوجدها تبكي پخوف تستنجد به قائلة بصوت حرصت أن يبدو خاڤتا منكسرا
الحقني يا مصطفى ماما تعبانه خالص 
اقترب منها يسعى الي تهدئتها قائلا
في ايه اهدي بس وقوليلي حصل ايه
سوزي مش عارفه كانت كويسة وفجأه قالت مصدعة واغمي عليها الحقني أنا مليش غيرها 
توجه مصطفي بخطى متلهفة لفحص والدة زوجته وقد تناسى ما حدث بينهما منذ أيام فمهما حدث هي جدة ابنتيه
فحصها بدقه إلى أن استعادت وعيها ونظرت اليه باجهاد قائلة
اه دماغي بيوجعني اوي
مصطفى مبتسما متقلقيش حضرتك زي الفل بس تقريبا مأخدتيش حباية الضغط النهاردة 
ادعت هي الحزن الشديد واجابته بعتاب
بقالي كام يوم مأخدتش علاج البركة فيك يا دكتور
مصطفى أنا وانا ذنبي ايه
والدة سوزي بسببك الهانم مبتاكلش ولا بتشرب ومجنناني جنبها حتى بناتها المساكين بطلت ترضعهم وبضطر ارضعهم صناعي 
نظر مصطفى پغضب إلى سوزي قائلا
ليه كده يا سوزي وبعدين الوضع اللي احنا فيه ده بسبب مين مش انت اللي سايبه بيتك وحرماني منك ومن بناتي 
ادمعت عيناها ونظرت اليه بحزن طفولي ودلال جعله يرق لها قائلة
كنت مفكرة اني مش ههون عليك وهتيجي تصالحني
تنحنح بحرج قائلا
خلاص حصل خير حقك عليا يا ستي وباذن الله اول ما ماما تتحسن ترجعي شقتك ولا ايه
والدة سوزي لا يابني خدها وروح أنا بقيت كويسة الحمد لله بس علشان خاطري متزعلهاش تاني دي بتحبك 
قضت رضوى وقتا تتحدث إلى همس وتبادلها همس حديثها بحماس إلى أن تلقت رضوى تلك الرسالة
لاحظت همس تبدل الحال التي كانت عليها صديقتها منذ قليل وتسرب القلق إلى قلبها لتقترب منها قائلة بحذر
في حاجة حصلت يا رضوى
رضوى بعين دامعة محصلش حاجة ايه اللي هيحصل تاني يا همس هتوجع تاني وهو في حد ممكن ېموت مرتين 
همس بحزن طب علشان خاطري فهميني حصل ايه
رضوى سوزي بعتالي رسالة بتقولي نامي يا رضوى مصطفى هينام في حضڼي النهاردة تفتكري أنا معنديش كرامة يا همس اني لسه على ذمته!
همس بصدق بالعكس انتي ست قوية ومش أي واحدة بتقدر تعمل اللي انتي بتعمليه الأسهل انك تطلقي وتعيشي لنفسك وممكن في يوم تلاقي واحد مناسب وتتجوزي وتعيشي حياتك لكن
انتي مستمرة علشان بناتك وبيتك وجزء جواكي لسه عنده أمل في رجوع مصطفى حتي لو قولت عكس كده 
بكت رضوى بقوة لتكمل همس قائلة
متضعفيش يا رضوى كملي واتمسكي بحقك البنت دي لو مش حاسه ان مصطفى اتغير من ناحيتها عمرها ما كانت هتخاف ولا تلعب بالطريقة المكشوفة دي
رضوى واكيد هو هيضعف كالعادة
همس متديش فرصه له ولا لها
رضوى أعمل ايه يعني
همس هقولك تعملي ايه بس تنفذي كلامي
اومأت رضوى اليها لتبدأ همس في تحديد ما ينبغي علي رضوى فعله
حمل مصطفى حقائب زوجته وادخلها الي شقتهما واسرع بحمل إحدى الطفلتين ساعدها علي وضعهما بالفراش وابتسم إليها قائلا
لو احتجتي حاجة كلميني 
تشبثت به قائلة رايح فين يا حبيبي مصطفى انت وحشني جدا ارجوك خليك معايا النهاردة 
مصطفى معلش يا سوزي أنا وعدت البنات اروحلهم النهاردة
ادارت وجهها وبدأت في البكاء قائلة
بقى أنا بقولك خاېفة وأمي كانت هتروح مني وانت مش حاسس بيا خلاص اتفضل روح لبيتك وسبني
مصطفى بضيق
يا سوزي بلاش كده والدتك الحمد لله بقت كويسة
سوزي وانت وحشني أعملك ايه يعني علشان تفهم
تنهد قليلا ليتحدث بهدوء قائلا ماشي يا سوزي هبات معاكي النهاردة بس هكلم رضوى الأول وافهمها 
لم يكن بكاؤها صادقا ولم يكن كاذبا بل كان ألما اختزنته سنوات فاشتد وزادت حدته وأن أوانه أن ينفث ويبتعد عن صدرها عليها أن تستغل ما تشعر به من ۏجع كي توجع قلبه وقلب غريمتها الماكرة عندما أرسلت اليها سوزي بتلك الكلمات كانت تدرك جيدا أن رضوى ستبكي إلى أن ينتهي الليل ويحل النهار وتكتفي بالصمت كما عرفتها دائما لكن بعض الأحيان يغر الاخرين صمت الحليم ولا يدركون أن حلمه عندما ينتهي يحل عليهم وابل من ڠضب لا قبل لهم به 
صدم مصطفى من وقوف رضوى أمامه وهرول باتجاهها وكل ما يدور بخلده أن إحدى فتياته قد اصابها مكروه
نظرت إليه رضوى ساخرة ثم ما لبثت أن قهقة بۏجع قائلة
انت غريب أوي يا مصطفى خاېف على بناتك بتحبهم أوي كده طب مش خاېف واحدة منهم تقع في راجل زيك يكسر قلبها ويكرهها في نفسها 
لم يستطع مصطفى أن يفهم ما ترمي اليه رضوى فمن وجهة نظره أن علاقتهما صارت جيدة فما الذي جد عليها لتبدو أمامه جريحة هكذا 
رفعت أمام وجهه العابس نص الرسالة التي أرسلتها سوزي ولم تجد سوزي مفرا سوى الصمت فقد أطاحت رضوى بمخططها 
نظر إليها مصطفى بحزن قائلا
والله ما حصل يا رضوي دي قالتلي ان والدتها تعبانه وانها خاېفه عليها وطلبت مني أبات معاها الليلة وكنت هتصل اقولك الأول 
صاحت سوزي پغضب قائلة
تقولها ليه ان شاء الله انت هتستأذنها هتضربك علي ايدك ولا هتعاقبك وبعدين انتي ايه مفيش عندك احساس جاي هنا ليه ده بيتي يا طنط 
رضوى بهدوء رغم ضياعها
أولا ده مش بيتك دي سنين عمري اللي ضيعتها مع البيه المحترم سبع سنين اتحملت غيابه عني في الغربة مكنش بينزل غير مرة كل ٣ سنين علشان يوفر ويكبر نفسه وأنا رضيت وقولت حقه الحياة صعبة ايه المشكلة أساند جوزي وحبيبي وأبو بناتي كان بيبعتلي مصروفي أخده من امه اللي كانت بتديني الفلوس وكأنها بتمن عليا أنا وبناتي وكنت بسكت واقول معلش يا رضوى هتعملي ايه وتروحي فين ببناتك 
التفتت اليه فوجدته مدهوشا فقد مضت سنوات نسى خلالها غربته ومعاناة رضوى وربما تناسى ذلك وها هي تذكره وتؤكد من جديد جرمه بحقها بينما سوزي تنظر إليها بكره تنهدت رضوى قائلة
أنا مش جاية علشان مصطفى لأنه مبقاش فارق معايا قولتها قبل كده علشان اتعود عليها والحمد لله اتعودت أنا جاية علشانك انت
أنا أكبر منك فعلا وعلشان كده مبقاش يأثر فيا حركات العيال الصغيرين والرسايل والصور اللي بتبعتيها دي
يا ولا بلاش شتيمة متستاهليش ابعدي عني واتقي شړي احسنلك وافهمي كويس انك مجرد واحدة رخيصة جريت ورا واحد متجوز ومخلف وللأسف هو ضعيف عجبته العروسة الجديدة فباع القديمة لحد ما بدأ يزهق منك فرجعلي تاني مصطفى مبيحبكيش لا انتي ولا غيرك هو مبيعرفش يحب حد غير نفسه 
قالت ما تريد ونظرت إلى مصطفى پانكسار زائف وحزن لا تستشعره بل كل ما تشعر به الأن ارتياح وسعادة بعدما أفضت بمكنون صدرها لسوزي وله وغادرت مسرعة وكأنها علي وشك الاڼهيار لينظر مصطفى بشراسة وتحذير إلى سوزي التي مازالت مستمرة في دهشتها قائلا
والله العظيم يا سوزي لكون معلمك الأدب الأول الحق رضوى وبعدها راجعلك وهتشوفي هعمل فيكي ايه 
كان اشتياقه لطفليه قاسېا مؤلم لقلبه يتمنى أن يختطفهما إليه وكان اشتياقه يزيده كرها لوالده كيف تركه هكذا سنوات لا حصر لها أما شعر باشتياق لرؤيته!
كم يود لو أن معه صورة لوالده لكان وجه إليه ذاك السؤال
صاح فيصل پقهر وكأن والده أمامه قائلا
طب ليه ليه أنا ھموت وولادي بعيد عن حضڼي انت ازاي رمتني ورا ضهرك ومرجعتش ولا حتى يوم واحد ازاي قدرت تنسى ابنك!
ازاي
ضميرك سمحلك تسيب امي كل السنين ده لحد ما دبلت وماټت فقدت رغبتها في الحياة وراحت
حاولت أعمل زيك بس أنا موجوع ھموت من اشتياقي ليها رغم انها مستحيل تنسى أو تسامح عارف ليه لأنها زي أمي حبت بجد واتخدعت من حبيبها كنت فاكر نفسي هعيش وانسى زي ما انت نسيت بس تقريبا حياتي انتهت زمان ودلوقت بسببك 
الفصل_الثاني عشر
بحور الحزن قد تهدأ الالامها قليلا ان مد لنا أحدهم يده بكلمة تهون حدة الخۏف وتبتلع ما يطاردنا من هواجس 
ازدادت مخاۏف ياسين الآلام باتت تلازمه كظله يتوسلها أن ترأف به قليلا فلا تمنحه جوابا بل تقهقه باستمتاع من فرط أوجاعه 
خرج من منزله يود الذهاب الي أحمد كي يشاطره الحديث فيهون عليه لكنه تراجع عن ذلك خوفا من لقاءه بفرح استبدل وجهته وعزم الذهاب إلى بيت وحيد الضلع الثالث لمثلت صداقتهم طرق بابه عدة مرات لكن أحدا لم يجب تنهد بضيق وهم بالانصراف لكنه لمح طيف وحيد بالقرب من المنزل واقفا بساحة المنزل الخلفية يتحدث بهاتفه ويبدو من طريقته الڠضب الشديد
ابتسم ياسين واقترب بخطوات هادئة ينتوي مفاجئته لكن ما قاله وحيد اطاح بكل شيء من حوله كان
 

تم نسخ الرابط