لن ابقى على الهامش كامله بقلم نداء علي

موقع أيام نيوز

 

مصطفى أنا مستحيل أرجعلها أنا مش طايق اسمع حتى اسمها
رضوى بتعجب سبحان الله مقلب القلوب ابتعدت قليلا قائلة
تحب احضرلك الغدا
مصطفى بحدة قليلة انت رد فعلك بارد كده ليه الطبيعي تفرحي اني طلقتها ورجعنا زي الأول 
رضوى بضعف مفيش حاجة هترجع زي الأول احنا اتعودنا على البعد ومهما قربت مبحسش انك معايا

معرفش العيب مني ولا منك بس انت مصمم تقلب في اللي فات طلاقك من سوزي مش هيفرق لأنك ببساطة مطلقتهاش علشاني أنا خارج حساباتك يا مصطفى منتظر مني ايه أفرح واقولك الحمد لله انها غارت من حياتنا طب ازاي وهي سيبالك ذكرى منها طول العمر 
ابتلعت ريقها بمشقة فقد نال منها الضعف مبلغه 
انت مش شايف شكلك عامل ازاي بص لنفسك في المراية وشوف وشك وملامحك والحزن مغير حالك حزين عليها ولا على نفسك
مصطفى أنا مفيش ست تكسرني ولا تفرق معايا أنا مش حزين عليها دي حشرة ادوسها بجزمتي كل اللي مأثر فيا بناتي وبس 
رضوى هسيبك ترتاح شوية ولما احضر الأكل هصحيك تكون البنات رجعت من المدرسة ياريت تغير هدومك وتحاول تتكلم معاهم شوية مش معنى انهم كبروا تنساهم وتركز مع الصغيرين 
اغلقت الباب من خلفها رغم أن بعض الأبواب لا تغلق مهما جاهدنا في ردمها لن تنكر سعادتها بطلاقه من سوزي لكنها لن تمنحه تلك السعادة عليه أن يتذوق القليل مما تجرعته هي من قبل 
يكفي ما تعانيه الآن وما تخفيه عنه بشأن مرام حمل لا يطاق عليها أن تحمله في صمت كي لا تنكسر أمامه 
عقب أن غادرت استمع مصطفى إلى تعليماتها بهدوء فهو بالفعل متعب توجه إلى حمام غرفته وترك جسده أسفل المياه البارده مغلقا عينيه بارتياح 
بعد قليل اجتمع بزوجته وبناته يتناولن الغداء ابتسم بداخله فكل ما في البيت يبدو رائعا نظافة المكان الزائدة رائحة عطرة تحرص رضوى دائما على تطعيم البيت بها فتياته في غاية الاناقة والبساطة كحال والدتهم لما غفل فيما مضى عن كل ذلك وهل يستحق ما يعانيه الأن من صراع 
نعيم الوالدين لا ندرك فضله إلا بعدما نحيا بچحيم فقدهما نترك بلا سند بلا ساتر يمنع عنا صڤعات الحياة فنستغيث بهما دون فائدة فمن يرحل منهما يرحل إلى الأبد ومعه روح من أرواحنا 
همت كاميليا بالخروج بعدما أعدت لوالدها افطاره في صمت ناداها بصوت متعب قائلا
هتخرجي برده من غير فطار افطري وانزلي 
لم تنظر إليه تحدثت باقتضاب قائلة
عندي عمليات افطر حضرتك متشغلش نفسك بيا
طاهر لو عندي غيرك كنت هشغل نفسي بيه
نظرت إليه بعتاب قائلة
ليه هي العروسة رجعت في كلامها ولا إيه
تقدم طاهر بخطوات وئيدة وامسك بيدها إلى ان أجلسها أمامه تطلعت كاميليا إلى والدها بقلق ورهبة سكنت بداخلها احتضنها والدها بقوة مفرطة قوة مهيبة وكأنه ينتزع ما بداخله من قوة وتماسك ويغرسه بداخلها ابعدها عنها وتحدث بصدق قائلا
انت أغلى من روحي يا كاميليا عاوزك توعديني بحاجة واحدة
كاميليا بضعف بابا فيه ايه!
طاهر عاوزك تعيشي حبي نفسك وقدريها وابعدي عن الظلم الظلم ظلمات يوم القيامة فاهمة معنى الجملة دي يا بنتي معناها مرعب
كاميليا بابا أنا 
استوقفها هو قائلا
اسمعيني كويس ومتقطعنيش يمكن مقدرش اتكلم معاكي مرة تانية
صاحت پخوف طفلة تستمد الأمان من والدها تستوقفه عن الاستمرار فيما يقول
بابا ارجوك متخوفنيش ليه بتتكلم بالطريقة الغريبة دي حضرتك تعبان
طاهر بحب أنا كويس اسمعيني بقى ماشي
ابتسمت إليه قائلة
حاضر أنا قدامك أهو اتفضل اتكلم
بدأ طاهر في قص ما حدث بينه وبين همس من قبل عائدا إلى أشهر ماضية قائلا
عودة إلى الماضي
عم التوتر والترقب الأجواء من حولهما وكلاهما لا يعرف خطوته القادمة
تنظر اليه همس علي استحياء فهي من قبل لم تقابل رجلا خارج إطار الأهل وهو ليس أي رجل بل هو والد غريمتها التي أطاحت بعالمها ترى ما الذي يريده ومن أرسله
لاحظ طاهر توترها فتحدث بجدية قائلا
تشربي ايه يا مدام همس
همس ولا حاجة انا بعد نص ساعة لازم اروح البيت قبل الولاد ما يرجعوا من المدرسة
طاهر ربنا يباركلك فيهم
همس متشكرة لحضرتك
طاهر انا عارف انك مستغربة طلبي اني اقابلك وعندك حق طبعا بس ياريت تسمعيني للأخر وتفكري في كلامي
همس بترقب اتفضل أنا سامعة حضرتك
طاهر بنتي موهومة انها بتحب الدكتور فيصل وخداها مغامرة جديدة تجربة حرمت نفسها منها طول حياتها لكن صدقيني كاميليا هتدمر نفسها لما تفوق من الصورة الجميلة اللي رسماها لحياتها مع فيصل طول عمرها بتتمنى تعيش قصة حب شبيهه بحكايتي مع والدتها الله يرحمها لكن للأسف عمري ما تخيلت انها تعمل في نفسها كده 
ابتلعت همس ريقها بحزن وتحدثت بصوت يكاد يكون مسموع
ميخصنيش انا وهو خلاص انتهت الحياة ما بينا واطلقنا
طاهر لأ يخصك جوزك هو كمان مبيحبش بنتي يمكن اعجاب او نزوة أنا راجل وافهم كويس في نظرات الحب الحقيقي
همس باكية لو سمحت حضرتك واضح انك انسان مهذب ومحترم سبني في حالي كفاية ۏجع قلبي والظلم اللي اتعرضتله بسبب بنتك
طاهر ارجوك
تساعديني أنا معنديش غير كاميليا ومش هسيبها تايهه كده لازم اتصرف
همس يعني اعمل ايه
طاهر أنا هفهم كاميليا اني يعني احم 
توتر طاهر للغاية وبدا كما لو كان شابا مراهقا فتعجبت همس من حالة ومدت يدها بكوب الماء الموضوع أمامها امسكه طاهر وارتشف منه بضع رشفات ليصدمها بقوله
هقولها اني شفتك وحبيتك وهتجوزك
هبت همس واقفه وهي علي وشك توبيخه لكن دموعه التي خانته جعلتها تتراجع عن حدتها لتدعه يكمل كلماته قائلا
أنا مستحيل ابص لواحدة ست مهما كانت مع احترامي ليكي انت ماشاء الله أجمل مما تصورت بس أنا قلبي فعلا مش قادر يشوف غير ام كاميليا احنا هنمثل عليهم مش اكتر إننا هنرتبط 
همس ولو محصلش حاجة وكملوا جوازهم!
طاهر يبقى وقتها خلصت ضميري
همس وحضرتك انا ذنبي ايه تورطني في لعبة زي دي فيصل عصبي ومش هيسكت 
طاهر عارف ومتأكد ان أول حاجة هيعملها انه هيجيلي يتخانق معايا ووقتها كاميليا هتعرف أد ايه هو بيحبك حتى لو أنكر د 
همس بكبرياء وأنا مش الست اللي تجري ورا راجل مهما كانت مكانته عندها 
فيصل ماټ وسقط من نظري خلاص
طاهر أنا مريض عندي کانسر وللأسف مفيش قدامي وقت السر ده مفيش مخلوق يعرفه غيرك انت ساعديني ارجوكي اني اطمن على بنتي قبل ما أموت 
لم تستطع أن تمنحها أملا في أمر كهذا لكنها لن تقف مكتوفت الأيدي نظرت إليها بتعاطف تشفق عليها مما تمر به اقتربت منها قائلة
اطمني يا رضوى أنا مش هسكت وبإذن الله هجبلك أصل وفصل الولد ده اديني فرصة اسبوع واحد ونكون مهكرين حسابه وواخدين كل المعلومات اللي ممكن تقوي موقفنا لازم لما تواجهيه تكوني واثقة من نفسك ومن كلامك
رضوى بحزن
خاېفة يا همس أنا اتحملت الذل والپهدلة علشانهم بناتي هما عمري كله مش هتحمل اخسر واحدة فيهم ولا هسمح لحد يكسر قلوبهم
همس بهدوء
ان شاء الله هتعدي انت ست أصيلة وربنا موجود صدقيني أنا معاك مهما حصل وهنجيب حق بنتك قولي بس يارب 
الفصل العشرون
متى أردت أن ترى النور ستبحث عنه وعندما تكتفي بالظلام تبقى بداخله 
كلنا يجملنا اكثر من هبة بعضنا وجهه فاتن وآخر ابتسامته حياة هناك من نجد في صمته أمان فيكفي وجوده وهناك من يمحو بكلماته مخاۏف الكون عليك فقط أن تمعن النظر لتجد ما يميزني دون غيري فأنا جميلة كما أنا لكنك تغافلت عني 
كانت تتحدث بعفوية غافلة عن نظراته الغاضبه وانفاسه المتلاحقة نظرت إليه عندما لم تستمع إلى جواب منه على ما قالته متسائلة بهدوء
مبتردش ليه يا مصطفى أنا قولت اسألك قبل ما اتفق مع المدرسين الجداد
مصطفى بهدوء يخفي خلفه الكثير من الظنون المهلكة جارنا ده ايه اللي خلاه يفكر يتقدملك يا رضوى وشافك فين من الأساس
رضوى بتعجب 
أنا بكلمك في ايه وانت بتسأل عن ايه البنات بيهزروا معاك
مصطفى يعني والدته مجتش هنا وطلبت ايدك يا هانم
رضوى بتوتر 
عادي يعني هي ست طيبه وقابلتني كام مرة وأنا بشتري طلبات للبيت وفكرت إن مرام اختي الصغيره 
مصطفى بحدة
والبقف ابنها شافك فين
رضوى معرفش وبعدين انت بتزعق ليه الحكاية كلها تضحك
مصطفى پجنون
ايه اللي يضحك انتي هبله ولا ايه اه زمانك فرحانة بالعريس
رضوى پغضب عيب الكلام ده احنا كبرنا عاللي انت بتقوله ده وانا فهمت الست وهي اعتذرت وخلصنا
مصطفى لأ مخلصناش وأنا هروح دلوقتي اخرملك عين ابنها علشان ميتجرأش ويبصلك تاني
امسكته رضوى بصعوبه بعدما توجه بخطواته هوجاء يود الفتك بجارهم المسكين
صاحت پصدمة
انت اكيد اټجننت عاوز ټضرب راجل متعرفوش ولا أذاك في حاجة
مصطفى جاي يتقدملك وبتقولك مأذنيش استنى بقى لما تعزموني عالفرح
رضوى والله أنا مش فاهمة اللي يشوفك يقول غيران
مصطفى بسوقية حد قالك عني راجل بقرون 
شهقت رضوى بفزع وصدمة من ثورته
عيب كده يا مصطفى البنات برة 
مصطفى انت من هنا ورايح متتحركيش لوحدك وطلبات البيت هنجبها كل اسبوع وبعدين لبسك بدأ يضيق ولازم تغيريه كله انتي فاهمه 
رضوى برفض وقوة اكتسبتها مؤخرا
لأ مش فاهمه ومن امتى الخۏف ده والغيره دي أنا بشتري حاجة البيت وانت عارف وعمرك ما اتكلمت ولبسي مش ضيق ولا انت مبتشوفش مراتك التانيه بتلبس ايه
مصطفى وأنا مالي ومال زفته ما خلاص راحت في ستين داهيه
رضوى والمطلوب ايه مفهمتش
مصطفى بغيره المطلوب قولته وخلي بالك يا رضوى أنا دكتور اه بس بلطجي فانتي تسمعي الكلام بالذوق بدل ما تخليني اتصرف بطريقة مش هتعجبك 
نظرت إليه رضوى بتحدي قائلة
تمام أنا النهارده هبات في اوضه تانيه وانت خليك لما اعصابك تهدي شكلك متأثر بطلاقك من عروسة المولد وبتطلعه عليا قال غيران قال والله نكته جديدة كان راميني سنين لا يعرف بعمل ايه ولا بتصرف ازاي وجاي دلوقت يحاسبني سبحان الله 
صفعت الباب من خلفها وتركته يتخبط وسط مشاعر جديدة اشتعلت بداخله عندما لاح بالأفق ظل لرجل أخر يتودد إليها 
فمن اعتاد مذاق العسل المصفى دون عناء يزهده إلى أن يتجرع مرارة الحنظل فيحن اشتياقا إلى رشفة من ذاك
العسل 
لا تبك يا صغيرتي فقلبي معك حتى وإن افترقنا وكم تمنيت أن أبقى إلى جوارك لكنني مجبر على الرحيل 
تشبثت بوالدها بقوة أرهقتها كانت تصيح برفض وضياع تتألم دون وعي هل يخبرها الأن انه راحل وكيف لها أن تحيا دونه
رفعت وجهها ونظرت إليه بندم قائلة
خلاص أنا أسفة انا عارفه انك بتعاقبني صح أنا غبية والله واستاهل كل حاجة وحشة في الدينا إلا دي يا بابا إلا العقاپ ده أنا مليش غيرك مليش
 

تم نسخ الرابط