حليمه
المحتويات
مفيش أصعب إحساس ممكن يمر على أي بنت أد إن أحلامها كلها تتحطم وتتجوز ڠصب عنها والأصعب لما تحس بإنها مجرد أداة أو وسيلة عشان الفلوس وبس ده كان بالظبط إحساسي لما فتحنا الوصية .
وقبل ما أقول كان مكتوب إيه في الوصية خلوني أحكيلكم حكاية هتفهمكم شوية صاحبها عمل كده ليه...
الحكاية بدأت من 30 سنه في الصعيد مهران و عمران اتنين إخوات كانوا عاملين زي التوأم رغم إن الفرق بينهم 3 سنين علاقتهم ببعض قوية جدا وبيتضرب بيهم المثل في الأخوة و الترابط لحد ما جه اليوم إللي قلبهم يحب فيه نفس البنت!
كان طبيعي أبوه يرفض و يمنع الجوازة دي بأي شكل لكن سحر الحب عماه و خلاه يختارها هي ويفضلها على كل أهله ويتحداهم اتجوزها وهرب بحبه و ساب البلد بحالها وفضل مهران عايش بحسرته لحد ما أبوه جوزه بنت عمه يمكن الجواز ينسيه!
عمران أول ما خلف ولد رجع بيه لأبوه يمكن يرضى عنه لكنه مالقاش من كل أهله غير الرفض والطرد فقرر يهاجر والمره دي من غير رجوع.
مرت الأيام والسنين وانقطعت أخبار عمران وفي السنين دي مهران خلف 4 بنات أصغرهم اتولدت في نفس اليوم إللي وصلهم فيه خبر مۏت مراة عمران فسماها أبوها على اسم حبيبته حليمة هي الوحيدة إللي بميلادها قدرت تنسي مهران حزنه لكن ما قدرتش تمحي كرهه لأخوه كانت دلوعة أبوها و الوحيدة في إخواتها إللي قررت إنها تكمل تعليمها وأبوها وعدها يساعدها تحقق كل أحلامها لآخر نفس في حياته عشان كده كان بيرفض كل خطابها عكس اخواتها إللي اتجوزوا كلهم في سن صغير...
_ مش هاخد رأيك عشان ده موضوع مفيهوش نقاش لو عرضوا عليا كنوز الدنيا برده هقول لأ إنت عندي أغلى
لمعت عيوني حضنت وشه بإيديا بعدين بصيت في الأرض وقلت
_ ومين قالك بقى إني مش عاوزه اتجوز!
بصلي باستغراب فقلت
_ ده مش كلامك يا حليمة! و لو كان كلامك كنت بصيت في عيني وإنت بتقوليه
ضمني و كمل
_ يا قلب أبوك ماتحمليش هم ربك هيعدلها إنما أنا بنتي ماتتجوزش بالشكل ده مش هسمح لعمران ياخد مني أحب الناس لقلبي تاني
استخبيت في حضنه عشان ما يشوفش الدموع إللي بدأت تتجمع في عينيا وقلت
_ بس أنا موافقة يا بابا عشان خاطري وافق
رفعت راسي من حضنه وقلت بحماس
_ وبعدين لو ماحسيتش إني مبسوطة خلاص ننهي كل حاجة اعتبرني سافرت أدرس في بلد تانية بابا عشان خاطري وافق أنا عاوزه أجرب ماتخفش عليا
فضلت أقنعه لحد ما أخيرا وافق تاني يوم عملوا قعدة صلح بين بابا وعمي وفي نفس الوقت قراية فاتحتي على ابن عمي إللي ولا أعرفه ولا حتى عمري شفته!
كل إللي عرفته من أمي إن عمي عنده ولدين أنا حتى معرفش هتجوز
مين فيهم! مش مهم بابا طول عمره بيضحي عشاني المره دي جه دوري...
إخواتي وبنات خلاتي كانوا بيتهامسوا ويوصفوا العريس بس ماكنتش مهتمة لا أعرف شكله ولا اسمه كان كل همي حياتي وأحلامي إللي خلاص في نظري اتهدوا
خلاص هتطفي زي باقي اخواتي و كل البنات إللي حوليا طلبت منهم يخرجوا من اوضتي قفلت عليا الباب وفضلت أبكي بحړقة على الطريق المجهول إللي دخلته يا ترى هشوف فيه إيه! و يا ترى هبقى أده ولا لأ!
كانوا عاوزين يكتبوا الكتاب على طول بس بابا رفض وقال نأجلها لبعد الأربعين بتاع جدو وكمان عشان كان عندي امتحانات حاولت أركز في مذاكرتي وبابا ماكنش بيجيب سيرة الموضوع في البيت عشان أقدر أذاكر كويس خلال الفترة دي عمي كان قاعد معانا في البيت الكبير بابا رغم كل الكره إللي كان مبينه لعمي وكان دايما يصرح بيه إلا إنه مع أول حضن بينهم بكا بحړقة عمي كان بيتأسفله ويبوس راسه وإيديه رغم إن الأوان لكل ده فات خلاص بس بابا سامحه وكإنه ماصدق وكان مستني فرصة عشان يتصالح مع أخوه!
عمي كان بيتعامل معانا وكإن مفيش حاجة حصلت ولا فيه 30 سنه فاتوا من عمرهم في خلاف إلا إني ماقدرتش أصفاله يمكن لإنه كان السبب في عذاب بابا وۏجع قلبه ويمكن لإن بسببه برده أنا هتحرم من حريتي أيا كان السبب المهم إني ماكنتش حابه أشوفه فعشان كده طول الوقت في أوضتي مابخرجش منها غير على الإمتحان كنت باخد استراحة من المذاكرة في مرة وقاعدة في الجنينة لقيت واحد قعد جمبي بصتله باستغراب فمد إيديه بالسلام وقال
_ إزيك يا حليمة أنا عمرو
خمنت إنه العريس فلقيت الڠضب ڠصب عني بيحتل ملامحي وقلت وأنا متعصبة
_ شيل إيديك مابسلمش على رجالة
دارى كسفته بضحكة وهو بيقول
_ أنا آسف ماكنتش أعرف مبسوط جدا إنك هتبقي واحدة من عيلتنا ومبسوط أكتر إن هيبقالي أخت وأتمنى تعتبريني أخوك ولو احتجت أي حاجة ماتتردديش و
قاطعته
_ كويس إنك عارف إننا هنبقى مجرد إخوات وبس وماظنش حتى دي هننفع فيها
_ امممم بصي أنا عارف إنك مڠصوبة على الجواز هو صحيح عادل جد وشديد شوية بس حنين أوي وصدقيني عمره ما هيعاملك غير بمنتهى الإحترام
_ لحظة لحظة عادل مين!
ضحك وهو بيقول
_
متابعة القراءة