روايه روعه بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
بالله انا لو مكنتش مسكت أعصابى مكنش هيبقى ضړب بس أنا كان ممكن اقتله
أستند بلال بمرفقيه إلى مكتبه فى المركز ونظر إليه متفحصا وقال بهدوء
أنت لو بتتخانق مع مراتك تحب حد يتدخل بينكوا بالطريقة دى
هتف فارس حانقا
يعنى كنت اسيبه يعمل فيها كده قدامى واقول سلام عليكم وانزل عادى كده
هز بلال رأسه نفيا وقال
دمى غلى فى عروقى يا بلال مفكرتش ومقدرتش استحمل سفالته
شبك بلال بين أصباعه وقال بثقة
طبعا مش هقولك أنك غلطان علشان أنت عارف انك غلطان
أومأ فارس برأسه وهو ينظر أمامه بشرود قائلا
معاك حق انا غلطان...غلطان انى ضړبته بس كان المفروض أكسرله عضمه علشان بعد كده ايده متلمسهاش تانى
أخرجه فارس من تفكيره العميق على صوته الهادر وهو ينهض واقفا ويقول
شوف يا بلال أنا جيتلك علشان عرفت أنه عرفها عن طريقك يعنى انت تعرفه كويس ..عاوزك تبلغه أنى لو عرفت أنه مد أيده عليها بحلو ولا بوحش هتبقى آخر مره يستعمل فيها أيده دى .. سلام
دكتور فارس اتأخرت ليه
جلسه خلف مكتبه واسند ظهره للخلف وهو يشعر بإرهاق ذهنى رهيب وأغمض عينيه
قائلا
فى حاجة
قالت بسرعة وهى مبتسمة ببهجة
فى زبون معايا فى المكتب وجاى لحضرتك ومصمم أنك انت اللى تمسكله القضية بتاعته بنفسك مش حد تانى
أشمعنى يعنى
قالت بحماس
القضية اللى حضرتك اشتغلتها من شهر وجبت فيها براءة للقاټل سمعت أوى .. والرجل جاى ملهوف وعنده استعداد يدفع أى مبلغ تطلبه .. ده ملياردير يا دكتور فارس مليادريييييير ..
ابتسم فارس لحماسها المفرط وقد تسلل حماسها إليه وقال
خليه يدخل
فرقعت نورا أصابعها بحماس وفرحة وخرجت مسرعة وسمحت للرجل بالدخول إليه نهض فارس وصافحه بأدب وتواضع قائلا وهو يشير إليه بالجلوس
جلس الرجل وهو ينظر إلى فارس مندهشا وقال بدون مقدمات
الحقيقة انا كنت فاكر حضرتك اكبر من كده يا دكتور فارس
ابتسم فارس وقال بلباقة
ده مدح ولا ذم
أستدرك الرجل بسرعة وقال بإحترام
مدح طبعا يا دكتور يعنى حضرتك سمعتك مسمعة كده وانت فى السن ده ..يعنى اكيد حضرتك نبغة فى مهنتك ..دى خبرتى كراجل فى السوق من زمان وعلشان كده انا جيتلك مصمم انك أنت اللى تترافع عن ابنى
قال عبارته الأخيرة ووضع الملف الذى بيده أمامه على المكتب فتحه فارس وبدأ يقلب أوراقه بينما قال الرجل بحزن
ابنى يا دكتور شاب فى عز شبابه ومتربى وأخلاقه عالية .. يتهموه ظلم فى قضية زى دى ..أنا ابنى مش ممكن ېقتل يا دكتور مش ممكن أبدا .. انا متأكد أن تقرير التحريات اللى اتقدم ده افترى وظلم علشان أعدائى فى السوق عايزين ينتقموا مني بأى شكل ويشوهوا سمعتى بأى طريقة
هز فارس رأسه وقال متفهما
طيب حضرتك سيبلى القضية ادرسها واقلبها فى دماغى من كل النواحى وهرد عليك بكره إن شاء الله بس حضرتك أعملى توكيل علشان أزوره وأتكلم معاه شويه قبل ما اقول رأيى فى القضية
قال الرجل على الفور
انا يا دكتور مستعد أدفع اللى حضرتك تطلبه ملايين الدنيا كلها فدى ابنى
قال فارس بإشفاق
متقلقش إن شاء الله لو بريء فعلا ربنا مش هيتخلى عنه وانا هبذل كل جهدى علشان اطلعه منها
حياه الرجل وغادر المكتب وقبل أن يبدأ فى فتح الملف لقراءته بتمعن قفزت مهرة إلى ذهنه مرة أخرى وصورتها التى رآها عليها اليوم وهى تنظر له تستنجده أن لا يتخلى عنها ولكن الذى حيره فعلا هى النظرة الأخرى التى رآها فى لمحة لم تتعدى ثانية من الوقت لقد كانت نظرة عتاب .. وجد نفسه يخرج هاتفه ويكتب رسالة من كلمتين
بتعاتبينى ليه !
أعلن هاتفها على وصول رسالة نصية فتحتها وهى تجلس على طرف فراشها دون أن تنظر لأسم الراسل أتسعت عيناها دهشة وخفق قلبها بقوة وهى تقرأ حروفه التى أرسلها دون وعى فوجدت دمعتين قد فرتا من مقلتيها وابتلعت ريقها بصعوبة وكتمت أنفاسها وهى تكتب
بشرود
السؤال ده لوحده محتاج عتاب
قرأ رسالتها ووضع الهاتف على مكتبه وډفن وجهه بين يديه وقد ازدادت حيرته واشتعلت التساؤلات فى قلبه من جديد زفر بقوة وتناول القهوة التى وضعت أمامه بتمهل وبدأ فى فتح ملف القضية ...وهو لا يعلم أنه فتح عليه باب من أبواب جهنم .
قلب أوارقها بهدوء وتركيز وعيناه تجرى بين السطور حتى شعر پألم فى رأسه وصداع شديد من كثرة التفكير وقد شتت أفكاره تماما لم يعد قادرا على قراءة المزيد ..طرقت نورا باب مكتبه ودخلت بعد ما سمعت الأذن بالدخول ...دخلت وقد تغيرت ملامحا تماما وبدا عليها القلق وقالت فى عجلة كبيرة
من فضلك يا دكتور ممكن أستئذن دلوقتى ..جوزى كلمنى وشكله تعبان أوى
قال فارس وهو يضغط جبينه بيده من شدة الألم
طيب مستنية أيه ..يالا روحى بسرعة ولو محتاجة أجازة مفيش مشكلة
قالت بامتنان وهى تغادر
متشكره أوى يا دكتور فارس
غادرت نورا على الفور بينما بحث هو عن دواء لألم الرأس ولكنه لم يجد فنهض فى تعب وأخذ الملف معه وقرر أن يكمله فى المنزل .
كانت دنيا تجلس أمام التلفاز تتنقل بين قنواته فى ملل وقد تركتها أم فارس ودخلت غرفتها لتنام فهى لم تعتاد السهر الطويل .. أغلقت دنيا جهاز التلفاز واتجهت لغرفتها وتناولت هاتفها من فوق الطاوله ودخلت غرفتها وآوت إلى فراشها ..أستلقت على الفراش وهى تفكر فى حالها وكيف سينتهى زواجها وهل سيطلقها فعلا أم ستتغير الأمور أنتبهت على صوت رنين هاتفها تناولته ونظرت فيه فزفرت بملل وردت بتثاقل قائلة
أيوا
رد المتصل بلهفة قائلا
ايوا يا أستاذة.. أنا وائل
قالت بضيق
منا عارفة يا
وائل خير فى حاجة ولا أيه
قال بشغف
قضية يا أستاذة.. أنما أيه هتنقلنا نقلة كبيرة أوى
قالت بازدراء
أفندم
أستدرك متوترا
قصدى يعنى هتنقل الدكتور فارس والمكتب نقلة جامدة أوى
بدأ الاهتمام يتسرب إلى صوتها وهى تقول
نظامها أيه القضية دى
قال على الفور
أبن راجل مليادير متهم فى قضية
متابعة القراءة