روايه روعه بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

حضور دنيا إلى حجرة مكتبه..حضرت إليه كما أراد فأشار لها بالجلوس أمامه 
وفاجأها قائلا
كل سنه وأنتى طيبه يا دنيا مش عيد ميلادك النهارده برضه
نظرت إليه بدهشه قائله
وحضرتك طيب بس عرفت ازاى أن عيد ميلادى النهارده
قال بثقه زائدة
اللى بيهتم بحد ..بيحب يعرف عنه كل حاجه
أخرج علبه متوسطة الحجم من درج مكتبه وقدمها لها قائلا
أتفضلى هديتك
نظرت إلى العلبه مندهشه ولمعت عيناها من المفاجأة وقالت
ايه ده تليفون محمول مره واحده
علت الابتسامه شفتيه وهو يقول
ده اقل حاجه ممكن تتقدملك...قال عبارته هذه وهو يتفحصها بجرأته المعهوده
شعرت بالخجل من نظراته وقالت بإرتباك 
بس انا اسمع أنه بيبقى مع رجال الاعمال بس علشان شغلهم يعنى ..أنا بقى هعمل بيه أيه
لا ده كان أول ما نزل مصر بس دلوقتى أبتدى ينتشر شويه وبعدين يا ستى علشان لما أحب أطمن عليكى
أصلك لسه مردتيش عليا فى موضوع الشغل وأنا خلاص يومين وماشى من هنا 
وعاوز أعرف أكلمك وقت ما أحب
لم تكن كلماته تحمل معنى آخر نظرت الى العلبة بين يديها سعيدة بها وحائرة 
هل تقبلها أم لا.... إنها هدية ليست بالبسيطه وفى نفس الوقت ماذا ستبرر ذلك ل فارس ...
وكأنه قرأ افكارها التى ظهرت جلية فى عينيها وهى تنظر للعلبه فقال باصرار
أنا مش هتنازل عن أنك تقلبيها ..ألتفتت أليه فقال
وبعدين يا ستى لو خاېفه من الاحراج مش لازم تقولى أنى أنا اللى ادتهولك ..وكأنه أعطاها المخرج من تلك الورطه فابتسمت وهى تقول
متشكره أوى يا أستاذ باسم على الهدية القيمه دى الحقيقه دى أغلى هديه جاتلى فى عيد ميلادى
مد يده ليصافحها قبل أن تخرج وضغط على كفها بين كفه برقه وقال
دى حاجه بسيطه بالنسبه للى جاى لو وافقتى تشتغلى معايا
أبتسمت بإرتباك وتوتر وهى تسحب يدها من يده ببطء قائله بخفوت
هشوف كده ربنا يسهل
خرجت دنيا من حجرة مكتب باسم مسرعة وهى تخشى أن يكون قد عاد من صلاة العشاء 
ولكنها أسترخت وهى لا ترى فى الحجرة سوى نورا فقط والتى كانت منكبه على عملها بإهتمام
حشرت العلبة فى حقيبة يدها عنوه ووضعتها تحت مكتبها الخاص حتى لا تلفت الانتباه بأنتفاخها وواصلت عملها بنظرات زائغه وكأن شيئا لم يكن
عاد فارس وحسن من صلاة العشاء وجلس كل منهم خلف مكتبهم ولكن نورا لم تنسى تحييه بابتسامه قائله
تقبل الله
منا ومنكم
نظر حسن الى الجميع بأهتمام وقال وكأنه سيدلى بمعلومه سرية
أنتوا عرفتوا يا جماعه أن الاستاذ باسم هيسيب الشغل هنا ويفتح مكتب خاص بيه
قال فارس دون أن يرفع نظره إليه وكأن الامر لا يعنيه
أيوا عارفين ربنا يصلح حالنا جميعا
قالت نورا بأهتمام 
تفتكروا مين اللى هيمسك أدارة المكتب مكانه يا جماعه
أكمل حسن حديثه وكأنه لم يستمع إليها قائلا
طب عارفين أنى هروح معاه 
نظر له فارس بأستنكار وقال
ليه يا حسن أنت هنا بتاخد خبره أكبر وبتتعلم من الدكتور حمدى
قال حسن بتهكم وهو يشير الى حجرة باسم
وهناك هاخد فلوس أكتر
ردت دنيا بحماس وكأنها قد وجدت من يعينها ويفكر مثلها
برافو عليك ده تفكير منطقى جدااااا
ألتفت فارس بأستنكار وقال بضيق
تفكير منطقى أزاى يعنى ..الفلوس مش كل حاجه
أومأت موافقه لكلامه وقالت
ده صحيح الخبره مستقبلها اكبر من المرتب بكتير ..ثم ألتفتت الى حسن وهى تتابع حديثها
وبعدين يعنى الفرق مش هيبقى كبير
عقد حسن
ذراعيه أمام صدره وقال مخالفا
ولو جنيه واحد زياده هيفرق معايا...وبعدين أنتوا مش ملاحظين ان الشغل هنا ابتدى يقل ..
وأخفض صوته وهو يستطرد قائلا
والدكتور كمان مبقاش يجى كتير 
قال فارس بأنفعال
ده علشان الدكتور مبيقبلش قضايا المخډرات والقضايا المشكوك فيها يعنى على الاقل يا أخى ضامن ان مرتبك من فلوس حلال
أبتسم حسن بسخريه وهو يفتح ذراعيه قائلا
أهلا الشيخ فارس وصل
هب فارس واقفا پغضب واشار له محذرا وقال
ألزم حدودك معايا يا حسن وأتكلم باسلوب أحسن من كده
وقفت نورا مسرعه وهى تقول منفعله
أيه يا أساتذه صلوا على النبى كده وأهدوا ..كده صوتنا هيوصل للدكتور
أسندت دنيا رأسها الى كفيها وهى تنظر إليهم مشتتا أفكارها وهى تقول فى نفسها
أومال لو قلتله أنى عاوزه أروح أشتغل معاه هيعمل فيا أيه
أوت إلى فراشها ليلا وهى تمسك بالهاتف النقال فى يد وبالكتالوج فى اليد الاخرى محاولة فك طلاسم هذا الهاتف وهى تتمتم بسخريه
ايه الجهل اللى أنا فيه ده
وفجأه صدح رنينه بين يديها تفاجأت وهى تنظر لاسم باسم تضيء به شاشة هاتفها وهمهمت قائله
انا مسجلتش اسمه .. معقوله يكون مديهولى وهو مسجل اسمه عليه
ترددت لبرهه ثم قررت الرد وقالت بصوت متلعثم
الو
ها التليفون عجبك
اه جميل بصراحه..ميرسى اوى
مبروك عليكى ...طيب يا ستى أنا قلت بس أقولك تصبحى على خير
وأنت من أهله
أغلقت الهاتف وهى تنظر له وتقلبه بين يديها وهى واجمة وتفكر فى الخطوة القادمه
كيف ستفاتح فارس فى الامر وكيف ستكون ردة فعله تجاهها
استيقظ فارس قبل الفجر بساعه وهو يمد يده ويطفىء ساعته المنبهه التى تصدح يوميا فى مثل هذا الموعد معلنة عن وقت صلاة القيام تململ فارس فى فراشه وهو يشعر بإجهاد شديد وكأنه لم ينم الا منذ لحظات قليله معدودة
ولكنه جاهد نفسه وهب واقفا بدون تفكير حتى لا يفكر فى العودة الى النوم مرة اخرى ويغلبه كسله وإجهاده ...
توضأ وعاد الى غرفته جلس وهو ممسكا بالمصحف وقرأ ورده الليلى منه 
ولكنه شرد بعقله وهو يفكر فى عمله ولا يعلم لماذا راودته صورة وهو فى حجرة مكتبه بين دنيا ونورا..
فشعر بالاستنكار لهذه الصورة وبانقباض قلبه لها ..كيف أجلس كل هذا الوقت بين فتاتين
وخصيصا أن حسن هو الاخر سوف يترك المكتب للعمل مع باسم 
هذا سيكون مدخل من مداخل الشيطان ومدعاة للفتن ..كيف لم يفكر فى هذا الامر من قبل
لماذا لم يطلب من الدكتور حمدى سابقا ان يفصل بين النساء والرجال فى مكتبه
كيف تجلس النساء كل يوم كل هذه الساعات من العمل بصحبة الرجال الزملاء فى العمل ..
من الاكيد سيحدث أعتياد وألفه وترى المرأة زميلها فى صورة متالقه غير التى ترى بها زوجها فى البيت يوميا 
وكذلك سيفعل الرجال سيرون زميلاتهم فى ابهى صورة يوميا.. من الملابس وطريقة المعاملات واسلوب الكلام غير التى يرى بها زوجته فى المنزل ...رغم أن الفارق كبير ..
فهذه فى عملها وهذه بأطفالها ومسؤلياتها ولكن الشيطان لن يقول لهما هذا... إنما سيجمل زميلته وزميلها فى عينيهما وسيصور لهما أنهما الافضل والاجمل 
وسيطفى عليهما صفات خياليه أخرى تجعل الالفه والاعتياد لهما مفهوما اخر
وضع المصحف جانبا ووقف يصلى القيام واطال فيه حتى ركع وأطال فى الركوع حتى سجد ..
وهنا شعر ولاول مره يشعر بسجود قلبه مع سجود جبهته 
أطال السجود وهو يشعر بحلاوته التى يتذوقها بقلبه وجوارحه...
أغمض عينيه وهو يدعو لا يريد ان يفارق تلك السجدة التى وجد حلاوتها ابدا فهى له الدنيا بما فيها
ووجد نفسه يدعو..اللهم جنبنى الفتن ما ظهر منها وما بطن 
اللهم أكفنى بحلالك عن حرامك وأغننى بفضلك عن من سواك اللهم خذ بيدى إليك أخذ الكرام عليك
لم يستطع أن يرفع راسه ابدا الا عندما سمع صوت أذان الفجر ينتشر فى الارجاء ..
أنهى فارس صلاته وقد قرر ان يفاتح الدكتور
حمدى فى امر فصل الرجال عن النساء
تم نسخ الرابط