آسيا الكاتبه هدى زايد

موقع أيام نيوز

التي أوصى به قبل مجيئه إلى هنا 
خلي بالك آسيا مش سهلة والأكيد إنك هاتتعب على ما توصل للميكروفيلم 
أطلق تنهيدة قوية يسترجع بها هدوئه الذي كان أن يفقد 
جثا على ركبته ثم قام بفتح الدرج وجد صندوق صغير من الخزف قام بإخراجه 
بدأت إبتسامة إنتصار تغزو قسمات وجهه 
ولكنها تلاشت تماما بعد أن فتح الصندوق الذي يوجد به بعض الذكريات العائلية لها بينها وبين والدها 
قرأ بعض الرسائل وعلم من خلالها أنها حاولت بشتى الطرق الوصول لعائلتها وتصليح الأمور قبل قدوم ابنتها جوري ولكنها فشلت 
أغلق الصندوق بسرعة شديدة ووضعه في مكانه بعد أن سمع خطوات قدميها 
اتجه نحو الأريكه وجلس عليها 
طرقت الباب بخفة ثم دخلت وضعت القهوة على سطح المنضدة الزجاجي 
سألها عن جوري وأجابته بسعادة 
وأخيرا نامت بعد يوم طويل 
طب ليه مجتش تنام هنا 
خليها تنام في سريرها أفضل عشان مايحصلش ال حصل الصبح 
ثم تابعت حديثها وهي تقدم له فنجان القهوة قائلة بفضول 
هو إنت اتكلمت مع لمياء في إيه 
تناول منها فنجان القهوة ثم ارتشف منه رشفات سريعه وهو يتذكر حديث لمياء 
فلاش بااااااك 
كان يسير في المنطقة وهو ينظر يمينا ويسارا 
أوقفته جوري وهي تشير بيده الصغيرة إلى عمتها قائلة بسعادة 
عمتوا لمياء يابابا
توقف ما أن رأها تأتي إليه رفعت الصغيرة بين يدها طبعت قبلة عميقة على وجنتها ثم أنزلتها مدت يدها لتصافحه وهي تقول بنبرة ساخرة 
مش هاتسلم عليا بردو زي المرة ال فاتت 
صافحها وعلى ثغره إبتسامة خفيفه 
سألته بجدية قائلة 
لسه مش عاوز تيجي عندنا 
كاد أن يتحدث ولكنها فجائته بحديثها قائلة
أنا عارفة إنك زعلان من أمك بس ال مش عارفاه هو إنت زعلان منها ليه وإيه الحياة ال سرقتها منك 
صارحني يا سيف ووعد مني أساعدك أنا أختك الكبيرة 
ويصعب عليا اشوف بتبهدل أمك وأخواتك البنات دا إنت أخوهم الوحيد
قاطعها بنبرة حادة قائلا
أساليها هي عملت إيه 
عاوزة تقول 
خلاص لما تقول لك أبقى أقول لك أنا كمان سلام 
باااااااك
سيف سيف رحت فين
قالتها آسيا وهي تهزهه في كتفه بخفة 
آفاق على صوتها سألته عن سبب شروده ولكنه كڈب عليها 
انتهى من القهوة ثم وضع الفنجان على المنضدة 
اتجه نحو الفراش 
مدد جسده بعد أن طلب منها أغلق الضوء كي يأخذ قسطا من الراحة 
مر اليوم وبعدها يومان حتى مر عليها أكثر من أسبوعان 
كان يشعر بأنه خلق من جديد جو أسري حرم منه منذ عامين زوجة وابنة دفء مسؤولية كل شئ عاد من جديد 
من العجيب أن عندما يغلق عيناه يرأها أمامه تمنى كثيرا أن يبقى سيف وليس سفيان 
كان في صراع دائما بين قلبه وعقله ولكن العقل ينتصر دائما معه على عكس الكثير من الناس الذين يتحكم بهم قلبهم 
استمر على هذا الوضع حتى حصل على مكان القلادة ولكن يجب عليه أولا فتحها بمفتاح لايترك رقبة آسيا 
بدئت تعطي له الأمان وفي يوما من الأيام تركت المفتاح على الكومود نظرت له وجدت في سبات عميق 
تركته وذهبت لتأخذ حمامها ما أن سمع صوت الباب وهو يقفل نهض بخفه وسرعة التقط من على الكومود المفتاح قام بفتح الدرج وجد الكثير والكثير من الهدايا 
إبتسم ساخرة وراح بقول 
كل دي هدايا واضح أنك كنت خربها بحث عن القلادة المطلوب وجدها وضعها في جيبه ثم أعاد كل شئ كما كان 
خرجت من المرحاض وجدته يرتدي ثيابه سألته بدهشه قائلة 
على فين 
أجابها بكذب 
مسافر
استوقفته قائلا برجاء 
بلاش عشان خاطري بلاش انهاردا
سألها بدوره 
واشمعنى انهاردا
اجابته بحزن 
كالعادة بتنسى إن انهاردا عيد ميلادي 
معلش أصل 
متعتذرش عادي ولو كنت مصمم تسافر يبقى أقعد معايا شوية وأمشي 
رضخ لرجائها واستمع إليها كما طلبت منه 
يمكن دي أول مرة من يوم ماتجوزنا أقولك على الحقيقة الماضي خلاص راح بس لازم قبل مانقفل صفحته تعرف الحقيقة 
سألها بفضول 
حقيقة إيه 
نهضت من على الأريكه متجه نحو الصندوق الذي فتحه منذ دقائق وضعته بينهما وتحدثت بصدق 
دا صندوق في كل الهدايا ال كنت يأخدها من الرجاله ال كنت يقابلهم لما كنت تغصب عليا وآخر حاجه كانت سلسلة على شكل تفاحة من رجل أعمال أمريكي 
سيف 
نعم
وحياة ربنا ماحدلمسني غيرك أي حد كان بيفكر يعمل كدا كان بينام على طول أول ما يشرب كاس الويسكي وكنت يسبهم وامشي بعد ماأكتب على ورقة قد إيه كنت مبسوطة معاهم
سألها 
وبتحكي لي دا ليه دلوقت
أجابتها بنبرة حائرة 
مش عارفة بس حاسة إن إنت واحد تاني غير ال اتجوزته راجل بجد بېخاف على مراته من الهواء الطاير 
خد الصندوق دا وأرمي أو حتى ۏلع في مش مهم المهم إن عاوزة اتوب مش عاوزة أفتكر حاجه خااالص
توسدت صدره وتحدثت بمرارة بين دموعها المنهمرة قائلة بندم 
نفسي ربنا يسامحني نفسي أرجع لبيت ابويا ولحضنه نفسي أرجع آسيا بتاعت زمان ال كانت بتضحك وتهزر أنا عاوزة أرجع كأني بيبي من غير ذنوب مش قادرة أبص في وش بنتي خاېفة تكبر وتعرف حقيقتي وتكرهني
لم يشعر بشئ سوى أنه ضمھا إليه أكثر ربت على ظهرها بحنان وراح يقول بحزن على حالها الذي وصلت إليه قائلا
ربنا غفور رحيم استغفري وصلي وأدعي أنه يسامحك 
خرجت من حضنه وأجابته بخجل من حالها 
بس أنا ماعنديش لبس ينفع أصلي بي ولا حجاب
جفف دموعها وراح يقول مازحا ليخفف عنها الحزن 
بس كدا من بكرا ننزل نشتري أحلى وأجمل لبس عشانك بس خلي بالك على المرتب
سألته بمشاكسة 
وليه مش النهاردا!!
أجابها بحنو
انهاردا عيد ميلادك ولازم نحتفل بي
احتضن وجهها بين راحه يده قائلا بخفوت 
كل سنه وأنت طيبة ياحبيبتي 
وإنت طيب
ظل يتأمل شفتيها وهي تهتف بخفوت كلمة حبيبي 
لم يستطع التحمل أقترب منها كاد يلثم شفتيها 
ولكنه تذكر أنها زوجة أخيه
توقف ولكنها لا تعلم شئ هي تعلم أنه سيف أشتاقت له اقتربت منه سألته وهي تحاوط رقبته بذراعها قائلة بهمس 
هو مش إنت مشتاق لي 
آسيا 
ردت بنبرة حانية وهي تقبل وجهه دون توقف جعلته لم يستطع التحمل أكثر 
آسيا عاوز أقول لك حاجه أنا أنا
إنت إيه 
قالتها وهي تحاوط رقبته مرة أخرى لم يستطع التحمل أكثر فشلت كل محاولته في الأبتعاد عنها ولكنها تقترب أكثر حتى جعلته يلغي عقله تماما في هذه الليلة بادلها ذات القبلات حملها واتجه بها نحو الفراش 
مضى الليل وهو يحاول إطفاء نيران الشوق المشټعلة في صدره ولكنه علم انها تزيد نيران الشوق أكثر 
وقي صباح اليوم التالي نهض من الفراش وهو يلعن نفسه ما الذي فعله لقد خان شقيقه نعم هو لايراه ولكنه طعنه في ظهره لعڼ نفسه ولعڼ الشيطان الذي وسوس له 
وقف ينظر لصورته المنعكسة ثم قام بصفعه وجهه عدة مرات وهو يردد هامسا 
عملت إيه عملت إيه الله ېخرب بيتك
اتجه نحو المغطس وقف تحت المياة المتدفقة لعلها تساعده على التفكير كيف يوجهها 
حسم أمره بأنه يجب عليه أولا تسليم الميكروفيلم للمخابرات العامة ثم بعد ذلك يعود ويعترف لها
بينما هي نهضت من الفراش بكسل شديد منهكة 
ظلت في فراشها لدقائق تتذكر فيها ماحدث 
مما جعلها تبتسم
بين اللحظة والأخرى
قضى معظم اليوم خارج المنزل قام بتسليم الميكروفيلم 
ولكنه تفاجأ بطلب القائد وهو يقول له بجدية 
أنا عارف إن المفروض تقفل ورق القضية بس في حاجه مهم لازم تعرفها 
سأله بخفوت 
حاجه إية 
أجابه بإيجاز 
مش دا المطلوب منك تحققه دا كان مجرد طعم
كظم غيظه
تم نسخ الرابط