روايه ابنه العمده عبدالكريم بقلم هبه حمدي

موقع أيام نيوز

ترفض ذاتها
ترفض حياتها 
ترفض كل شىء حولها 
وذلك عندما تحولت 
من هاله إلى هنا 
من سبع سنين الى عشرون عام
من ابنت عبد الكريم الفقير لابنت العمده الغنى 
من القطار الى مستشفى المجانين 
لتتزايد قصتها غموض اكثر واكثر ولا احد يستطيع معرفة الحقيقه 
منذ طفولتها والحلم يراودها بأن تدخل بيت العمده ولو للحظات 

بيتهم قديم اساسه متهالك فرشه بسيط 
بجواره بيت العمده الكبير المضىء الذى كان كل ليله نوره يضىء غرفتها الذى أصبحت مظلمه بعد احتراق مصباحها وعدم قدرة والدها أن ياتى بغيره لأنه فقير
واخواتها وطلباتهم كثيره عمله فقط يكفى لطعامهم حتى ملابسهم أصبحت ممزقه
كثيرا ما حاولت والدتها بكل الطرق إصلاحها ولكنها فشلت فمظهرها لم يتغير قديمه ومهلهله مهما أن فعلت بها 
كل مساء تقف فى شرفة منزلهم الصغير تراقب من يدخل ذلك البيت الكبير خاصتا الأطفال الذى كانت ملابسهم واناقتهم تلفت انتباهها وبشده
ثيابهم قصيره وجميلة جدا الوانها مبهجه الوردى الاحمر الاصفر 
احذيتهم رائعه ذؤ كعب متوسط بيضاء جميعا كبياض اقدامهم
اتواكهم جذابه 
يضعون فى رأسهم اتواك كالفرشات بمجرد أن يسيرون وان يداعب الهواء راسهم تتطير هذه الفرشات بالوانها الجميله وكأنها حقيقه
رائحتم معطره تلفت انتباه من كان يسير بجوارهم 
خطواتهم هادئه كخطوات الاميرات الذى كانت تسمع عنهما فى الحكايات 
كل هذا جعلها تتعلق اكثر واكثر بذلك المنزل ومن يعيشون فيه لتحاول اوقات كثيرا أن تسرق لحظات خيال بأنها تعيش بداخله تلبس مثلما يلبسون أصحابه تأكل مثلما يأكلون أصحابه ترقد على فراشهم تعيش حياتهم ولكنها سريعا ما كانت تستيقظ على صړاخ امها بأن الوقت تاخر للذهاب إلى مدرستها لتسير أمام هذا المنزل وكانها جسد فقط هو من يسير ولكن روحها متعلقه بالداخل تريد من يحررها 
ولكن سريعا من جاءت إليها من تحررها من البلد بأكملها وليس من هذا المنزل فقط 
أنها عمتها زوجها قد توفى وهى ليس لديها أبناء جاءت إلى والدها تطلب منه ان تاخد أحدى أولاده ليعيش معها فى القاهره ولحسن حظها اختارتها هى لتذهب معها 
لتكون هذه الليله من أسعد الليالى لديها متخيله نفسها أن سوف تعيش كالاميرات الصغيرات الذى كانو يعيشون فى منزل العمده المغرمه به لتركض سريعا وتقوم بجمع ملابسها القديمه فى حقيبة نصفها ممزق وترتدى حذاءها الضيق الصغير عليها لتمسك بيد عمتها وتسير وهى فى قمة السعاده تجاه القطار الذى كانت تستقله لاول مره بحياتها وكأنها ذاهبه الى الجنه 
لتغمض عينيها وتحلم بحياتها القادمه الذى تتوقع أن تكون جميله 
ولكن سريعا ما استيقظت على صوت رجل يسألها 
انتى اسمك اى
تحول القطار الذى كانت ترقد فيه إلى غرفة مجهوله لا تعلم اين توجد 
تحولت عمتها التى كانت تجلس بجوارها الى شاب يجلس أمامها
لتغمض عينيها وهى ترفض ماشاهدت وتثتغيث وتطلب النجده
الحقونى الحقونى
لينتفض هذا الشاب من مكانه محاولا منه تهداتها
أهدى ماتخافيش انا مش هعملك حاجه أهدى بس
لتفتح نصف عينيها ثم سريعا ما تغمضها مره ثانيه وهى تصرخ بشده هذه المره رافضه الواقع الذى اصبحت تعيش فيه 
انا فين 
مين الى جبنى هنا
اى الى حصل
عملتو فيه اى
لياتى الطبيب سريعا ومعه إحدى الممرضات ويقوم باعطاءها إبرة مهدء يجعلها تستلسم وتسكن الفراش دون مقاومه لينظر هذا الشاب للطبيب پخوف شديد 
انا ماعملتلهاش اى حاجه يادكتور انا لسه بسالها اسمك اى لقيتها بصتلى وصړخت وقالت الحقونى 
ابتسم الطبيب فى وجهه ابتسامه هادئه لتهدئته متخافش يااستاذ حسام هو أنا قلتلك عملتلها حاجه ده عادى جدا هى كل ماتشوف حد تصرخ
كل ماتنام وتقوم تصرخ 
زى ماشفت قدامك دلوقتى واظن لما جتلى المكتب فهمتك حالتها دى واحده مش فاكره اى حاجه بحياتها كل الى على لسانها بيتنا بيت العمده القطر بيت عمتى مستشفى المجانين اكتر من كده مش بتقول ده الى جانب الكلمتين الى سمعتهم دلوقتى طبعا انا فين انا مين انا الى حصلى وخلاص على كده وشكرا مش هتقدر تاخد منها اى معلومه تانى نصيحه منى ليك شفلك مريضه غيرها تعمل عليها البحث بتاعك ده لو عايز تنجح وتتخرج من كليتك لكن دى مش هتنفعك باى حاجه سمع حسام كلام الطبيب ولم يجد من الكلمات مايعلق بها عليه ليخرج وهو ينظر لها واذانه كلها صاغيه لحديثها الغير مفهوم عن منزلهم ومنزل العمده والقطار ومنزل عمتها ومستشفى المجانين ليعود إلى منزله ويحاول نسيان ماحدث معه واختيار مريضة أخرى يقوم بعمل البحث عليها ولكنه لا يستطيع فنظراتها له عندما أوقعت عينيها عليه لاول مره لا تفارق خياله 
عيونها بريءه وكأنها طفله صغيره 
خۏفها وتفاجاءها عندما
 

تم نسخ الرابط