بنتي فين بقلم مارينا عطيه

موقع أيام نيوز


الحياة وهيطلعوا منها كسبانين حاجات كتير..بصي أحنا نبدأ بس بأول خطوة وبعدين كله هيجي ورا بعض يعني دلوقتي بصي خدي كدة.
كان واقف قدام المكتب بيخرج حاجة من الدرج.
دول كروت للندوة لو خلصيتها فعلا ليك مكافأة مادية ومعنوية وأعتبريه شغل جاي لك
كنت باصة عليه وأنا متردده مكنتش كتير الكروت دي يعني عدد كويس بالنسبة لكل الجامعة! كنت ببص على روان وشايفها بتهز ليا راسها أني أوافق.

مديت إيدي علشان أخد الكروت..سحبتها منه وبدأت أفتح أول كارت.
كان شكله بسيط قوي ورغم كدة فهو شكله فخم ويخلي الواحد يتشد أنه يحضر يعني حتى الناس اللي هتيجي ناس معروفة وموثوق فيها وشاطرة في مجالها وأعتقد أنهم علشان مشهورين سوشيال ميديا فكل الطلاب ممكن يحضروا أو على الأقل جزء منهم.
أخدت الكروت وسندتها على الشنطة وإبتسمت له.
أنا عارف أنك قدها يا جميلة وصدقيني الموضوع مستقبل ليك أكتر من أنه مجرد ندوة وخلاص! بكرة وبعدوا هتعرفي كلامي كويس وهتيجي تشكريني بنفسك
هزيت راسي له ب إبتسامة.
عايز أقولك أن فعلا كل الموضوع ترتيب من عند ربنا لإني مكنتش بخطط لكده أبدا أو أنه حد هو اللي يقوم بالدور ده قبل كدة محصلتش بس كل ده حصل بترتيب من ربنا يخليك تتحطي قدامي وأختارك ومخترش حد تاني حتى ينافسك لأن زي ما قولت لك اللي جاي هيكون حلو أوي ليك بجد وأنا على نفسي متفائل
شكرته أوي وخرجت.
كنت حاسة إني في صدمة أو في حاجة مش قادرة أفهمها في الموضوع يعني الموضوع يشبه للروايات والأفلام ماهو مش معقول حظي حلو كدة بالشكل ده ومش معقول يكون بجد ربنا بيحن عليا وبيعوضني عن كسرة خاطري اللي أدشدشت بسبب أقرب الناس ليا الموضوع مكنش مريح ليا في البداية.
روان شافتني سرحانة ف أتكلمت.
أية!
رديت عليها بتوهان.
_ أية !
لا متقوليش أنك لسة بتفكري أو مش موافقة!
سكت شوية وأنا سرحانة في سؤالها.
_ مش عارفة.
لا يا جميلة كدة بقى تبقي بتهزري أو مش عارفة قيمة الموضوع اللي أنت داخله.
_ منا مش عارفة أية قيمته!
أنت عارفة يعني أية يختارك من وسط آلاف الطلاب دول ويختارك أنت اللي تقومي بالدور ده! معنها أنك هتتعرفي وهتكوني قريبة أوي من الدكاترة هنا غير أنه هيوصي عليك جامد لما يشوف شطارتك في الموضوع وده غير كل ده يعني هتعرفي تقنعيهم بقلب قوي كمان.
_ لية لية يعني 
أنتهدت وخدت نفس عميق.
علشان جربت الۏجع يا جميلة ودوقتيه بأشد أنواعه فهيكون عندك سبب قوي أوي أنك تدافعي عنه بكل ما فيك الموضوع مش وحش بالعكس ده طبطبة ربنا على قلبك ومټخافيش أنا هكون معاك.
جملة روان الأخيرة أنها هتكون معايا وبعدها تطبطب على إيدي وتروح حضناني بالشكل ده.
خلاني أحس أني اللي مدقتهوش في بيتي ومع أهلي دوقته في العلاقة دي دوقته في حلاوة علاقتنا سوا أنا وهي.
خلاني أحس أن في عطاء بدون مقابل..بدون ما يطلع لها أي مصلحة يعني أنها تكون معايا هي بس عايزة تكون معايا وعايزة تسندني ودي كل مصلحتها!
الموضوع كان بسطني بصراحة مقدرش أقول غير كدة الموضوع كان عامل زي المياة الساقعة اللي روحت البيت شربتها بعد يوم طويل كله حر وفرهدة وقط..ع نفس! الموضوع كان خفيف وحلو.
أول شارع بيتنا بحس دايما بقبضة قلب وخنقة لدرجة أني بكون عاوزة الف رجلي وأرجع مكان ما جيت أو حتى أقعد على الرصيف للصبح مش مهم جايز يكون الشارع أحن من كل اللي مريت بيه.
روحت البيت دخلت أوضتي على طول وقفلت على نفسي.
الباب خبط.
_ مين
رد صوته..صوت بابا..مش عارفة أقول له عليه أنه بابا ولا مقولش.
فتحت له الباب كان في إيده جوانتي.
بعمل صنية بطاطس تحبي تاكلي!
بصيت ليه وسكت.
_ أومال ماما فين
مع أخوك
سكت بعد رده.
مش حابة تتطمني عليه
_ كفاية أنتوا أطمنتوا.
مسك إيدي وقعد جمبي.
هي مش هتيجي دلوقتي
_ تمام.
احتمال تقعد شوية
_ تمام
هتقعد مع سليم
_ تمام.
مش عارفة لية مصمم يقول ليا الأخبار! أنا واحدة مش معتبره نفسي من أهل البيت فليه مصمم يدخلني في التفاصيل.
ملقيش فايدة مني وكان حاسس أني مش باصة عليه ولا عايزة أتكلم معاه.
لمحته وهو خارج مكس..ور النفس وأنا متعودتش أخلي حد يحس بنفس كسر..تي علشان كدة أتكلمت.
_ وحضرتك مش هتروح معاهم
رد بسؤال.
عوزاني أروح معاهم!
_ لا مش قصدي بس بتقول أنهم هيطولوا يعني ففكرت أن حضرتك هتروح.
لا مټخافيش هي مش هتطول كتير وهتيجي
كان لسة بيحرك نفسه علشان يخرج من الأوضة ويقفل الباب وراه ف سألت لغرض أنه يجي يكلمني مش علشان عاوزة أطمن.
_ هو سليم ماله
لما سمع سؤالي حسيت بوشه أنه أبتسم دخل الأوضة وقعد على السرير.
عاوزة تعرفي!
_ امممم
هيتحجز في مصحة نفسية 
رديت بيأس.
_ دي عرفتها في حاجة تانية 
سليم مدم..ن لأصعب أنواع الادم..ان وحالته صعبة وخط..يرة وهتطول في علاجها
رديت بسؤال.
_ مدم..ن 
في حالة خط..يرة
خدت نفس عميق وأتنهدت.
_ تعرف يا بابتعرف إني كنت عارفة!
أستغرب مني لأني مكملتش كلمة بابا.
أزاي
_ تفتكر حضرتك دي حركات ناس طبيعة! أنا شوفته بيكلم بنات على النت وفاتح الكاميرا والبنتيعني زي ما حضرتك فاهم وقولت لماما قالت ليا ولد يعمل اللي هو عاوزة.
ولما دخل عليا هنا..
ولما مكنش للحظة بس يحاول يهدني من معاملتكم معايا وو..
مفيش حاجة خلاص.
أنا كنت مقررة أني متكلمش أزاي أتسحبت من لساني وبدأت أتكلم مش عارفة! أنا كنت هقول له على حاجة واحدة بس وهسكت مش هتكلم تاني خالص!
سكت مردتش أتكلم تاني.
_ معلش..أنا آسفة.
قرب عليا وطبطب على كتفي.
هروح أخرج البطاطس من الفرن
أبتسمت له وهو خارج وبيسحب باب الأوضة.
على فكرة عاملها علشانك 
أول مرة حد يقول ليا حاجة زي كدة في البيت علشانك
منكرش أني أنبسطت وقررت أني اتعشى معاه.
محر..وقة مش كدة
ضحكت.
_ شوية اه.
رغم أنه بيحاول يبين أنه كويس بس كان باين في عيونه أنه مهموم وفي حاجة خانقه قلبه.
أكيد يعني الموضوع ممرش عليه مرور الكرام وأكيد متضايق ومخڼوق بسبب سليم.
بس غريبة أنه يسيب ده ويرجع يقعد هنا أكيد مش راجع علشان يقعد معايا يعني.
كنت قاعدة باكل وأحنا ساكتين لاحظت أنه مبيكلش.
_ مبتكلش لية
مردش عليا كان سرحان فعدت عليه السؤال ده ومردش! فلمست إيده علشان ينتبه ليا بص ليا وأبتسم.
_ متقلقش هيكون كويس.
قولتها وشيلت الأطباق ودخلت المطبخ.
فدخل أتكلم.
ممكن تعملي ليا شاي
هزيت راسي.
عملت له اللي طلبه مني ودخلت الصالة أدهوله.
حطيت على التربيزة وكنت هقوم أمشي بس لقيته بيمسك فيا!
أستني يا جميلة
رجعت لورا..
_ أية 
عايز أتكلم معاك
قعدت جمبه.
أنت زعلانة مني
يااه..زعل! زعل أية اللي بيتكلم عليه أنا اللي في قلبي عدى المرحلة دي من زمان قوي يعني..اللي في قلبي أكبر من كدة بكتير وميسعش الكلام اللي محتاجة أقوله ولا عتابي اللي باين جوه عنيا ولا قلبي اللي بينبض دلوقتي وهو بيكلمني!
عدم ردي كان كفاية عليه عارف أحساس أن حد يدوس على رجلك اللي متخي..طة ومکسورة وخلصانة خالص ومش قادر تحركها
 

تم نسخ الرابط