بنتي فين بقلم مارينا عطيه
المحتويات
هنا لوحدي من غيرهم.
بابا وماما يعني.
كان ساكت ومش بيتكلم.
_ أنا في الحقيقة مش عارفة أقول لك أيه بس أنا بتمنالك تكون كويس.
برضه مردش.
تقريبا كان سامعني بس مش عايز يرد.
اظاهر مفيش فايدة الوقت اللي متحدد ليا قرب يخلص
قمت من مكاني
_ طب أجي لك وقت تاني!
مبصش عليا ولا رد.
أتحركت ناحية الباب علشان أخرج مديت إيدي على اكوره الباب علشان أفتحها وأخرج.
رجعت بصيت عليه لقيته قاعد باصص عليا وبيناديني..
رجعتله.
عينه كانت بتقول كلام كتير بس هو مش ناطق شكله متغير كتير وخاسس وتحت عينه أسود أوي.
رجعت أقعد تاني علشان أديله فرصة أنه يتكلم.
كان بيحاول يجمع كلامه بالعافية.
أنااس..ف..أنا اسف يا جميلة
بصيت عليه كنت مستيناه يكمل كلامه أعرف هو بيعتذر على أيه بالظبط!
سامحيني
أبتسمت له ابتسامة بسيطة.
عيط بدموع شديدة.
خرجيني من هنا يا جميلة خرجيني من هنا أرجوك!
_ لما تخف..لما تكون كويس يا سليم.
أنا تعبان ومحدش حاسس بيا خليني أمشي من هنا وأنا أوعدك هتغير أوعدك
_ الدكتور مقالش أنك تخرج.
أنا خفيت
كان بيرد بعصبية فخۏفت وبعدت عنه.
أرجوك يا جميلة أرجوك مشيني من هنا أوعدك أني هكون أنسان تاني أنا أتغيرت أنا جميلة..
أنا عارف أني ضايقتك كتير عارف أنك أتجرحت..ي بسببي جميلة أحنا كنا أقرب أتنين لبعض
حسيت بالضعف فجأة من جملته الأخيرة.
حسيت أني عايزة أقعد على جمب وأعيط حسيت أني مش قادرة أهرب تاني.
خرجيني من هنا..خرجيني
صوته كان عالي جدا وهو بيزعق فجوا طقم من الدكاترة والممرضين علشان يسيطروا عليه وأنا خرجت..خرجت بأعجوبة!
بس للحظة! قعدت في الشارع وفضلت أعيط!
أنا مش حمل كل ده حاسة أني حملي تقل قوي وأنا مش قادرة عليه ومحدش مساعدني.
في وجود أشخاص حلوين جمبي وبيحبوني بس أنا مش قادرة أقاوم ولا أواجهه كل ده.
أنا كمان محتاجة أتعالج..أنا كمان لسه جوايا عقد كبيرة مش هتتحل.
جايز كل ده يتحل! جايز.
قررت أبحث على دكتور نفسي لغاية ما لقيت ! وقررت أحجز عنده وأروح له.
أنا محتاجة أتكلم مع حد معرفهوش ولا يعرفني عن كل التعاقيد اللي جوايا من غير ما أكون خاېفة..خاېفة يبعد عني أو خاېفة يشوفني غلط.
أتكلمت عن كل حاجة تقريبا.
أنا حاسه أني تعبانة.
حاسة أني مريضة
حاسه أني مش كويسة
جوايا حاجات كتيرة متكسرة ومش لاقيه حد يصلحها
جوايا حاجات كتيرة عايزة تصرخ ومش قادرة أطلع صوتي
جوايا حاجات كتيرة نفسي أقولها وخاېفة من نفسي وخاېفة من اللي حواليا
المرة دي مش محتاجة حضڼ
محتاجة أصرخ..أصرخ من الالم أصرخ ومحدش يسمعني أنا تعبت!
تعبت من كل حاجة حواليا نفسي أهج..
نفسي أبعد خالص عن الحياة دي واختار حياة تانية مفهاش كم التعاقيد دي كلها
هو أنا حرام عليا أعيش مرتاحة
حرام أعيش مبسوطة
أتكلمت كلام كتير ملخبط
بس هو كان دوره أنه يهدني ويسمع ويصدق بدون أعتراض ولا بدون كلمة أزاي وهتعملي أية طب و ناوية على أيه زي اللي هيتقال ليا لو حكيت.
وهو ده اللي كنت عيزاه مكنتش عايزة حد يرد.
أنا عايزة أعيط وأتكلم وبس.
يارب بقى أنا تعبت!
بدأت اتكلم معاه عن كل حاجة جلستي طولت أوي كبيت فيه كل حاجة ۏجعاني.
علاقتي بأبويا..وأمي..وأخويا..
وكل العلاقات اللي خاېفة منها تتعقد جوايا أكتر وأكبر وأكون حد وحش.
لما عرف بحكاية أمي وقتها سمعت منه رد.
أول علاج للمريض الأعتراف مش المكابرة حتى لو معترفتش بمرضها بس هي أعترفت بحياتها وده شيء كويس هحتاج أشوفها بس مش دلوقتي
لما جلست الجلسة كنت حاسة أني مرتاحة أكتر حسيت أني دلوقتي كويسة!
رجعت البيت لقيت مسدج من روان
ها طمنيني عملت أيه
مردتش عليها فبعتت تاني.
جميلة الحلقة بتاعت الكلية هتنزل دلوقتي خلي بالك! هتنزل مسجلة
مسحت دموعي وقومت بسرعة فتحت الباب لقيتهم قصادي.
قاعدين فاتحين التلفزيون بس بيتكلموا مع بعض.
أتحركت ڠصب عني ناحيتهم وقعدت جمبهم.
منتبهوش ليا ولا حسوا بوجودي
أتكلمت.
_ أنا روحت زورت سليم أنهاردة.
أنتبهوا ليا هما الاتنين.
أنهرت من العياط مرة واحدة وحسيت أن قلبي بيدق
_ هو..هو تعبان أوي..وعايز يخرج.
أحنا هنعمل أية
مكنوش عارفين يردوا عليا كل اللي عليهم أنهم كانوا مستغربين عياطي!
أمي هي كمان عيطت معايا.
فضلت أعيط كتير مش علشانه علشان كنت أتمنى يضايقوا عليا ربع المضايقة اللي زعلانينها دي بسببه.
اللي كنت بحن له بجد هو ..أبويا مغلوب على أمره أضطر يقبل بأمر علشان يحميني ويحسسني أني بنته..
بس الأمر أتقلب عليه!
معرفش فضلت على الحال ده قد أيه بس أنا لأول مرة أحس انهم تعاطفوا معايا.
وقاموا يحضنونني هما الاتنين ويطبطبوا عليا كان نفسي أقول لأمي هو ده الحب اللي بجد!
هديت شوية وبدأت أطمن عليهم ويطمنوني أنه اكيد هيخرج.
بصيت في الموبايل لقيت رسالة من روان جميلة خدي بالك هتبدأ دلوقتي
بصيت عليهم.
_ في حاجة مهمة عايزة أقول لكم عليها.
ردت ماما.
في أيه
قلبت على القناة اللي هيجي عليها التسجيل بتاع الكلية.
_ أتفرجوا الاول.
بدأ يشتغل من بداية اليوم سبتهم يتفرجوا ودخلت أوضتي.
كنت خاېفة أوي! أوي.
يتبع.
أكلم مين وأنا قلقانة
بصيت على اخر شات بنا أنه قالي فيه أن في موضوع مع أمينة هيخلصه ويكلمني ولغاية دلوقتي مكلمنيش!
طب ابعتله أنا ويقول عليا مدلوقة!
المفروض أعمل أيه في الموقف ده مبقتش عارفة
بقيت قاعدة في أوضتي خاېفة..خاېفة من اللي هيعملوه خاېفة من رد فعلهم ممكن يكون أيه.
كنت قاعدة حابسة نفسي وسامعة بره الصوت عالي من التلفزيون.
لغاية ما جه الوقت اللي أتكلمت فيه أنا كان نفسي أشوف رد فعلهم وأعرف هيعملوا أيه.
فتحت الباب شوية
كنت شايفهم وهما قاعدين لمحتهم بيبصوا لبعض وبينتبهوا للتلفزيون.
أنا عجبني كلامي! أزاي قولت الكلام ده كله لوحدي أزاي خرج مني لوحدي!
فتحت باب الأوضة وقربت منهم خطوة بخطوة كانت الدموع بتنزلي مني من الخۏف..أنا معملتش حاجة غلط! ده أنا بعمل حاجة يكونوا فخورين بيا بكرة وبعدوه.
وصلت لعندهم كانوا قاعدين قصادي كنت بطقطق صوابعي من الخۏف..
جت لحظة التصقيف اللي كل الناس كانت بتصقفلي.
بصوا ليا وبصوا لبعض شوفتها..شوفتها بتمسح الدمعة اللي نزلت منها.
ولأني عارفها قا..سية و عارفه أن صعب عليها تقوم تحضني في اللحظة دي. قررت أقوم أنا.
قررت أكون أنا الشخص اللي يبدأ بكده.
وصلت لعندهم وطفيت التلفزيون بصيت عليهم وأنا مستنيه أي رد فعل منهم.
سواء إيجابي أو سلبي لكن مكنش فيه غير سكوت تام..كنت خاېفة خاېفة أوي!
نزلت على ركبي وأنا باصه عليها بترجها متعملش فيا أي حاجة وحشة تانية.
قربت منها وقولت بدموع.
_ أنا مش فقر يا ماما..أنا مش فقرية.
بصيت جوه عيونها وهي باصة في عيوني النظرة كفيلة أنها تقول كل حاجة.
دقة قلبي بشويش وبعدين بسرعة رهيبة خضتني! حسيت أن هتعمل حاجة وحشة فيا تاني كنت مړعوپة من الخۏف.
قربت منها أكتر لمحتها وهي بتبص پغضب ليا ولسه التكشيرة متفتكتش عن وشها لمحت كفة إيدها وهي بتترفع لفوق..كنت عارفة أنها هتنزل على وشي وتنزل
متابعة القراءة