فرط الياسمين بقلم اسراء مظلوم
المحتويات
و حضرتك عارفة سر مهنة المحامي كتم الأسرار...وعموما لو عوزتي اي حاجة أنا موجود أنا خدامك و كنت خدام فادي بيه الله يرحمه.
ابتسمت أروى ابتسامة باهتة وقامت من مجلسها قائلة بهدوء بارد
أكيد هيكون فية تعامل يا أستاذ حشمت وكارت حضرتك معاية وقت ما أحتاجك هكلمك.
أردف حشمت وهو يلتقط حقيبته الجلدية الممتلئة بالمستندات
ترك أروى وهي تجلس مرة أخرى غير مصدقة لهذه الأموال الطائلة التي تركها لها زوجها.... ثم لمست الأوراق والمستندات مرة أخرى كم السعادة التي تملكها والحرية...
نعم الحرية التي نسيت الشعور بها. تناست أنها إنسانة من حقها إبداء رأيها ثم لمعت عينيها وقررت بعد انتهاء فترة الحداد ستشتري سيارة فخمة وملابس كثيرة. كما ستسبح بهذا المسبح الخاص بفيلتها...هل تقول فيلتها... حقا.
ثم قالت مبتهلة
يا رب كل ما أفرح يتحرق فادي بحق كل دمعة و كل إهانة عذبة يا رب.
هكذا مرت فترة من حياتها وعادت بذاكرتها لأدراجها إلى شركتها ومراقبة فرح لها وهي تعاتبها
إنتي إفتكرتي تاني يا أروى مش قلنا ننسى يا حبيبتي يا رب تولع في قپرك يا فادي .
مش هينفع أنساه يا فرح أنا بحس ساعات إني هلاقيه أدامي و ېقتلني أو يضرب فيه ويعمل زي ما كان بيعمل.
وأجهشت بالبكاء عاتبتها فرح وهي تدور حول المكتب الضخم و تأخذ رأسها في صدرها
يا حبيبتي إنسي و إهدي أنا معاكي وهو زمانه عفن في قپره و ربنا أكيد خدلك حقك و لسه الآخرة ربنا عدل يا أروى .
صح عندك حق أنا لازم أنسى.
ثم نظرت إليها بامتنان
ربنا ما يحرمني منك يا فرح .
قبلتها فرح من رأسها
ولا منك يا أروى إنتي أصيلة و طلعتي جدعة و شغلتيني معاكي و شغلتي جوزي فوزي في الشركة لا يمكن أنسى فضلك عليه.
ابتسمت أروى
إنتي بتهزري فضل إيه يا فرح دا إنتي اللي فضلك لا يمكن أنساه. المهم تعالي نشوف الموديلات الجديدة اللي هتتعمل.
يلا بينا...بس أنا جعانة.
ضحكت أروى
يا خبر عليكي حاضر هجيب فطار. بس يلا الأول نشوف الموديلات.
ذهبت روان إلى يوسف في شركة والده وفتحت باب مكتبه بتأفف وهي مرتدية تنورة قصيرة باللون الأخضر الزيتوني
يوسف
وجدت أن برفقته بعض الرجال يتناقشون معهم بخصوص بعض العمل حدجها بنظرة غاضبة ولكنها لم تبالي قالت
لم ينظر إليها يوسف ونظر إلى الرجال قائلا
أعتقد اللي قلته واضح
قالوا جميعهم
تمام يا يوسف بيه.
ابتسم يوسف وهو يضع كفيه في جيب بنطاله
تمام تقدروا تتفضلوا.
بعد أن رحل الجميع الټفت يوسف إلى روان وذهب إليها هاتفا پغضب
إنتي إزاي تدخلي المكتب بالشكل ده وإيه اللي انتي لابساه ده أنا مش قلت مېت مرة متلبسيش الزفت الفستان ده
نظرت روان إلى أظافرها وكأن الكلام ليس لها ثم نظرت إليه ببرود
خلصت كلام كتير
كور يوسف قبضته وكم تمنى لكمها في
________________________________________
1.
وجهها ولكن بدلا من هذا سألها
عايزة إيه جيالي المكتب ليه
جلست روان ببسمة باردة
عايزة بروش عجبني في مول شفته مع مامي.
تعجب يوسف
معلش يعني أنا مديكي في الفيزا خمسين ألف.
هزت روان كتفيها
عادي يا بيبي أنا خلصتهم سو وات يلا إديني.
ضحك يوسف بسخرية
والله ده حاجة كويسة خالص خلصتي خمين ألف جنيه في يومين ليه هما خمسين قرش
قامت روان من مجلسها متأففة
أووه خلصني
هتف يوسف في وجهها وهو يشيح بيده پغضب
أوووه مفيش و إتفضلي روحي على بيتنا سامعة مفيش مرواح عند مامتك أنا جوزك وليه حق عليكي.
هتفت روان وقد احمرت وجنتيها
يعني إيه مش هتديني الفلوس و كمان بتمنعني إني أروح عند مامي والله لأروحلها وأقول لأنكل عدنان .
ثم تركته وهي تصفع الباب خلفه
كم تمنى وقوعها بهوة سحيقة لا تخرج منها.
ذهبت إينار إلى مقر عملها وهو فندق الشرق الذي تملكه دلفت إلى مكتبها ووجدت غايس سكرتيرها
أهلا بيكي إينار هانم.
نظرت إليه إينار بعتاب
أهلا يا غايس إنت مش هتبطل حركاتك دي
تراجع غايس
أنا عملت إيه يا هانم
ضحكت إينار
لا أبدا يا خويا أقعدت تعاكس النزلا بتوعنا لا يا روحي لا يا عيني مينفعنيش الكلام ده أه.
ثم زفرت وقالت
يوووه أنا لسه مخلصة كوراس الإنجليزي و الإتيكيت لازم تطلعني عن شعوري يا غايس
تأسف غايس
أنا آسف يا إينار هانم مش هتتكرر تاني.
أشارت إينار للباب
خلاص يا غايس خلصنا شوف شغلك و إبقى قول للواد النحنوح ده يوووه إسمه حمدي شيال الشنط يبطل يقعد في الأسانسير و يطلع وينزل فيه من غير لازمة اه إحنا مش في دريم بارك يلا انصرف.
تمتم غايس
حاضر يا إينار هانم.
وتركها نظرت إينار إلى الباب الذي أغلق وضحكت بسخرية
هانم والله عال بقيتي يا إينار هانم...
فتحت حقيبتها ونظرت إلى الصورة التي أخرجتها لتتكلم معها قائلة
يا ترى عامل إيه و ليه ليه عملت كده أنا عمري ما هسامحك يا يوسف عمري.
تذكرت إينار اليوم الذي أرسل يوسف إليها رسالته وأنها كانت مجرد لعبة بالنسبة إليه وهي علمت في ذلك الوقت أنها تحمل طفلهما في أحشائها كانت ستجن لتخبره بنفسها ولكنه سبقها و أخبرها بشيء أصاب حبها في مقټل...وهبطت من منزلها لتمشي في الطرقات على غير هدى مقررة الرحيل ثم جلست عند سيارة ووجدت صوت رجل ليس غريب عن أذنيها يهتف بها
إينار بجد إنتي
التفتت إينار ونظرت بالكاد من خلال دموعها وهي تمسحهما
بظهر كفها
مين
اقترب منها رجل في منتصف الخمسينات ومعظم شعره أبيض وذقن نامية بنفس لون خصلاته والوسامة ما زالت بمحياه وقال
إزاي متفتكرنيش يا أبانوس الشرق
ظهرت ملامحه لها وقالت بدهشة
وجيه بيه ياااه.
ضحك وجيه أكثر
ياااه صحيح بقالي سنة مشفتكيش وقلت أروح الكباريه اللي كنتي فيه عرفت من البرنس إنك مشيتي و اتجوزتي واحد مليونير إسمه يوسف عدنان .
عندما سمعت اسم يوسف أجهشت بالبكاء تعجب وجيه وسألها
مالك يا إينار إيه حصل
قصت إينار عليه ما حدث لها إلى أن راسلها يوسف برسالته وبحملها منه.
تأثر وجيه وقال
شوفي يا إينار أنا عمري ما أنسى إنك كنتي السبب في إني مرجعش الكبارية تاني و أرجع إنسان نضيف لما جيت أتكلم معاكي و كنت ناوي أنتحر فاكرة لكن إنتي نصحتيني و أتكلمتي معايا و كأنك بنتي وعلشان كده أنا عندي فكرة.
هزت إينار رأسها
هي إيه يا وجيه بيه
ابتسم وجيه بحنو
أنا إنسان وحيد ومعنديش ولاد.
نظرت إليه إينار بشك وتراجعت خطوة للخلف
إيه يا وجيه بيه إنت لسه قايل إنك بقيت حد كويس هتوغوشني منك ليه
ضحك وجيه ونفى بيده
لأ فهمتيني غلط والله أسمعي بس. أنا راجل لوحدي في فيلتي و عندي فلوس كتير و مقطوع من شجرة مفيش حد هيورثني و أنا شايفك من أول مرة بعد ما كلمتيني و صعبت عليكي إنك واحدة كويسة رغم شغلك نتجوز صوري على الورق و هكتبلك الولد ولا البنت باسمي...و عايز ونس.
وضعت إينار سبابتها بين أسنانها
بس ده إزاي ده اللي اعرفه إنها متنفعش تكتب إسم العيل إلا باسم
متابعة القراءة