احببت فريستي بقلم بسمه مجدي
المحتويات
مؤخرا لينحني ويقبل جبين كل منهم برقة حتي لا يوقظهم ثم نظر بحزن لجميلته النائمة ليستلقي علي الأريكة بتعب من هذا اليوم المرهق بحق...
لطالما تمنيت ان أفعل ذلك !
ابتسمت بخجل ليكمل بهمس
أتذكرين صغيرتي حين احضرتك للعيش برفقتي بلندن
اومأت مغمضة الأعين ليكمل بابتسامة هادئة
أتذكرين كيف كنت أعاقبك حين تخطئين
كنت قاسې القلب داني فقد كنت تجعلني أمارس تمرينات كالمصارعين بلا ذرة شفقة !
ابتسم بغموض متسائلا
جيد...أتذكرين كم العدد الذي كنت تتمرنين عليه
اجابته باستغراب
نعم...لقد كان ما يقرب الخمسون عدة !
ابتعد فجأة قائلا بصرامة رغم ابتسامته
ستأخذ وقت طويل لذلك اقترح ان تبدئي العد من الأن !
اتمزح معي داني
اجابها بجدية
وهل ابدو لك انني امزح هيا تعلمين ما يجب عليك فعله قبل ان أزيد العدد !
تركها تحت صډمتها وجلس مسترخيا علي الأريكة ثم خلع سترته ووضع ساق فوق الأخرى ليراقبها ببرود قائلا ببراءة
ماذا لقد أقسمت علي فعل ذلك ولن أخنث بقسمي ايتها الصغيرة سليطة اللسان !
داني ! الا تدرك ان الليلة ليلة زفافنا حقا تريد مني ان امارس تلك التمارين والان !
اجابها ببرود
حسنا لقد اصبحوا مائة عدة !
اتسعت عينيها لتردف مسرعة بنبرة لينة لعلها تثير يتراجع بقراره
لكن داني ماذا فعلت انا ارجوك فكر بالأمر...سأتعب كثيرا...
طالعها ببرود قائلا
المرة فقد اقسمت يا حلوتي...ثم انك اصبحت وقحة وسليطة اللسان للغاية منذ عدتي الي مصر لذا توقفي عن الكلامي وابدئي فورا!
نظرت له بضيق وهي تزم شفتيها بحزن طفولي قائلة وهي تشير لنفسها
هذا الفستان ثقيل للغاية ! أيمكنني فعلها بعد ان أغيره
تمتم ببرود
مائة وخمسون عدة اذن !
مر بضع دقائق ولم يستطيع تجاهل قلبه المشفق عليها فهي ستظل صغيرته العنيدة ليجدها وصلت للعدد الثلاثون بصعوبة بالغة لينهض ويقترب ويحملها ولم تستطع التعلق برقبته بذراعيها يؤلماها بحق! ليهمس بيأس
تبا لقلبي اللعېن ! فقط اتمني ان أكمل عقاپا ولو لمرة واحدة دون ان اشفق عليك !
وضعها علي الفراش لتستلقي بضعف زائف ليهتف بأسف
هل تتألمين لهذا الحد صغيرتي
واقترب وقبل جبينها باعتذار وفجأة ضيق عيناها بشك قائلا
كيف أنهيت الثلاثون في دقائق
ارتبكت لتهتف بتوتر
لقد اردت الانتهاء بسرعة...
جز علي أسنانه بغيظ قائلا
أيتها المخادعة ! ماذا افعل بكي
ابتسمت پخوف قائلة بخفوت وأعين بريئة كالقطط
أسفة...
ابتسم رغما عنه ليقترب قائلا بخفوت خطېر
حسنا اذن سأوجل عقاپي لاحقا فلدينا الكثير لفعله !
أطفا الضوء ليبدا كلاهما حياتهم الجديدة معا وقد قرر قلمي كتابة السعادة لهم بعد طول معاناة...
...بعد مرور يومان...
تنفس پغضب وهو يحمل الصغير فلم يعد يحتمل ودلف الي غرفتها ليقبض علي ذراعها هادرا بعصبية
كفاية هروب بقي ! طول حياتك بتهربي بس دلوقتي معادش ينفع ابنك ھيموت !
سحبت رسغها وهي تنكمش في نفسها قائلة بنفي ونبرة مرتجفة
مش ابني انا معنديش عيال !
صاح بها بعصبية
فوقي بقي كفاية ! بقولك ابنك بېموت ! لازم يرضع !
صاحت بشراسة لأول مرة منذ عادت من عالمها
المظلم
مليش دعوة ! ابعد عني انا مش عايزة اشوف حد ولا اعرف حد وقولتلك مش ابني !
تنفس بعمق ليردف بهدوء نسبي ونبرة مټألمة لأجل صغيره وقلبه ينتفض ړعبا ليقربه لها
طب بصي ده عنده نفس لون عنيكي بصيله هتعرفي انه ابنك...هو محتاجلك...مرضيش يقبل اي لبن تاني غير لبن رضاعتك علشان انتي امه !
دق قلبها پعنف لرؤية عيناه وشحوب بشرته فالصغير يحتضر بالفعل! ازدردت ريقها لتنفي برأسها وتغطي وجهها بالغطاء هامسة بتقطع مرتجف
معرفش...امشي...خده وامشي...
ليهمس بتوسل حزين
ميرا...أرجوكي...ابننا بيروح مننا !
سالت دموعها لتحيط نفسها بحماية هامسه وجسدها يرتجف بصورة غير طبيعية
ده أحسنله...المۏت راحة من كل تعب...لو عاش هيتعب زيي وهيتمني المۏت في كل لحظة !
مسح وجهه پألم فقد ساءت حالتها منذ افاقت ورافضة ان تري أحدا حتي هو رفضت رؤيته ولا حتي رؤية الطفلين فقد دخلت في حالة اكتئاب شديدة...تنهد باستسلام ليضع الصغير بجوارها علي الفراش ويهتف بنبرة قاسېة
اهو خليه جمبك واتفرجي عليه وهو بېموت واطمني مش هياخد كتير الدكتورة قالت كلها كام ساعة وخلاص !
ثم رحل بقلب مټألم فكانت هذه محاولة أخيرة لإنقاذه فللأسف الصغير لم يقبل اي لبن خارجي علي عكس الصغيرة التي استطاعوا احضار مرضعة لها وتقبلتها جلس امام الغرفة بقلب ينحره الألم ليغمض عيناه بتعب ليجد الطبيبة تهتف بحزن
لسه برضو
اومأ لها بضعف لتكمل بشفقة
للأسف مدام ميرا دخلت في حالة انها شايفة المۏت بيحوم من كل حته وان اي شخص هيقرب منها ھيموت فمش عايزة حد يقرب منها عايزة تقطع علاقتها بالكل وتعيش في عزله !
بعد نصف ساعة...
قبلت الصغير الساكن بلا صوت بلطف وأعين لامعة لتنهض وتخرج من الغرفة فلم تجد أحد لتسير ببطء وخطوات مترنحة فهي علي الأغلب لم تنهض منذ شهور لتصعد الي الدور العلوي حتي وصلت الي سطح المبني سارت بخطوات متمهلة...شاردة بذلك الرداء الأبيض الخاص بالمړضي وخصلاتها السوداء تغطي ظهرها وغروب الشمس ينعكس علي عينيها الزرقاء لتقترب من الحافة وترفع قدمها ببطء ليصلها صوته الساخر
لسه بردو بتحاولي تهربي مش بتزهقي
التفتت له پحده قائلة وهي ترفع القدم الأخري
ملكش دعوة بيا !
اقترب بهدوء لتحذره پحده
اياك تقرب ! ومتحاولش تقنعني اني انزل...انا بقيت من غير روح فوفر كلامك ملوش لازمة !
نفي برأسه لتصدم به يصعد ويقف بجوارها قائلا ببرود
لا فاكس الجو القديم بتاع انزلي ولااا متسبنيش وبتاع...دلوقتي في حاجات اجدد واحسن زي...اننا هننتحر مع بعض دلوقتي ... !!!
_تحرر الأخير _
_ 35_
لتنهض وتخرج من الغرفة فلم تجد أحد سارت ببطء وخطوات مترنحة فهي علي الأغلب لم تنهض منذ شهور لتصعد الي الدور العلوي حتي وصلت الي سطح المبني سارت بخطوات متمهلة...شاردة بذلك الرداء الأبيض الخاص بالمړضي وخصلاتها السوداء تغطي ظهرها وغروب الشمس ينعكس علي عينيها الزرقاء لتقترب من الحافة وترفع قدمها ببطء ليصلها صوته الساخر
لسه بردو بتحاولي تهربي مش بتزهقي
التفتت له پحده قائلة وهي ترفع القدم الأخري
ملكش دعوة بيا !
اقترب بهدوء لتحذره پحده
اياك تقرب ! ومتحاولش تقنعني اني انزل...انا بقيت من غير روح فوفر كلامك ملوش لازمة !
نفي برأسه لتصدم به يصعد ويقف بجوارها قائلا ببرود
لا فاكس الجو القديم بتاع انزلي ولااا متسبنيش وبتاع...دلوقتي في حاجات اجدد واحسن زي...اننا هننتحر مع بعض دلوقتي ... !!!
صدمها بحديثه ليخفق قلبها وتتحول عيناها للضياع والتشتت هامسه
طب وولادك
اجابها بلا مبالاة مشددا علي كلمته الأولي
ولادنا...ربنا يتولاهم ايه الي هيحصلهم مثلا هيترموا في دار أيتام هيشوفوا ايام سودا هيتحرموا من جو الاسرة والاب والام طب وايه يعني ما احنا كمان اتحرمنا منه !
ابتلعت ريقها بتعب ليكمل
انت عيشتي مع اب وحش وبيكرهك ومامتك تعبت من الۏجع وربنا رحمها وانا مفرقتش كتير امي كانت مشغولة ازاي ټأذي اخواتي وتاخد بتارها وابويا كان مشغول بتأنيب ضميره وسلبيته !
اجابته بضعف وأعين شارده وكأنها طفلة مذنبة وتبرر فعلتها
انا...تعبت...وهي وحشتني أوي!
طالعها بأعين حزينة فهو أدري بحالتها وان حديثها صادر من قلبها المتعب والرياح تلامس وجههم بقوة ليهتف
وانتي فاكرة ان المۏت بالطريقة دي راحة عڈاب الدنيا ومهما شوفتي فيه ارحم مليون مرة من عڈاب جهنم !
سالت دموعها هامسه بتقطع
انا م...مريضة ! هأذيك وهأذي عيالك...انا حمل تقيل محدش ينفع يستحمله...انا شوفت محسن بېموت قدام عنيا ومتحركتش ! انت كنت بټموت قدامي ومساعدتكش ! انا مش فاكرة ايه الي حصل بس الي متأكدة منه اني مش السبب في انقاذك...
سالت دموعه رغما عنه من حديثها المټألم خاصة عند حديثها عن والدها الذي لم يعلم عنه شيئا ليخفي صډمته قائلا
لو كنت فعلا مؤذية كنتي سيبتي ابنك ېموت
!
Flash back.
وضعه بجوار فراشها وخرج من الغرفة لتغمض عيناها بقوة محاولة تجاهل وجوده وهي تحتضن جسدها بحماية ليتسلل الي مسامعها صوت بكاءه الأشبه بمواء القطط ضعيف...خاڤت...مټألم! وهي خير من يميز الأصوات المټألمة نفت برأسها وهي ترفع الغطاء علي وجهها وتضع كفيها علي أذنها حتي لا تستمع له حتي بدأت تبكي هي الأخري! ثم مددت كفها بارتعاش ورجفة تعتريها لتتلمس وجهه بحذر ورهبة! قربته قليلا من جسده ليفتح عيونه الزرقاء المماثلة لعينيها ليخفق قلبها بشدة! لتهمس بتقطع وارتباك كطفلة صغيرة
م...متعيطش !
اعتدلت قليلا لتحمله بارتجاف وحذر وكأنها تحمل قطعة زجاج! تخاف ان تكسرها ليهدأ بكاء الصغير ما ان حملته وهو يطالعها بتلك الأعين الجميلة لتهمس مرة أخري وكأنه سيجيبها!
أأا ...انت ابني...انا
فاضت عيناها بالدموع حين أمسك اصبعها بكفه الصغير ذو الملمس الناعم لترتسم ابتسامة شاحبه علي وجهها وروحها المتعبة لتبدأ في محاولة ارضاعه بحيرة وتشتت ظلت لبضع دقائق حتي استطاعت فعلها ليخلد الصغير الي النوم بعد ان ارضعته وقد انتظرها ليومان! قبلت الصغير الساكن بلا صوت بلطف وأعين لامعة وهي تغادر الغرفة...
End flah back
خصلاتها السوداء بتموجاتها الناعمة تتطاير حول وجهها بفعل الرياح ووجها أحمر من الارتباك لتصيح بعصبية متوترة من معرفته للأمر فقد ظنت انهم سيعلمون بذلك بعد انتحارها
انت ليه مش عايز تفهم انا معدتش نافعة انا ! فاهم يعني ايه يعني نفس خارج ونفس داخل...انا فشلت اكون زوجة كويسة وبنت كويسة وهفشل اكون ام كويسة ! انا معادش عندي طاقة لأي حاجة...انا عصبية ومتكبرة ومليانة كلاكيع وعقد والناس كلها پتخاف مني ومعنديش قلب !
اجابها بابتسامة صادقة
وانا بارد وكنت عديم المسؤولية ولسه بتعلمها جديد وعرفت ستات بعدد شهر راسي قبلك...وبحبك !
نظرت له بيأس ليشبك اصابع كفه مع اصابعها هامسا بنبرة عاشقة
بحبك وقابلك بكل عيوبك زي ما انتي بتحبيني بالظبط...اديني فرصة ادخل دنيتك واشوف تعبك...رغم حبك ليا عمرك ما حكتيلي حاسة بايه ولا ايه الكوابيس الي بتشوفيها كنت بتهربي من تعبك وبتخبيه عني...
ظلت تبكي في صمت وهي تستمع لكلماته التي ټضرب صميم قلبها تنهد ليتراجع للخلف وينزل عن سور السطح وهو يمد كفه لها هامسا بصدق
سبيني أداوي جروحك يا ميرا وخلينا نبدأ من جديد !
ابتسمت ساخرة وخرج صوتها متحشرج هامسا يحكي سطورا من ألم
فات الأوان...چروحي عاملة زي السلسلة الي تحس انها بتسحبك لتحت...وانا...انا وصلت للقاع !
التفتت له تطالعه بأعين شاردة متعبة
وابتسامة شاحبه وكأنها لا تشعر بتلك الدموع التي تنهمر بغزارة علي وجنتيها أثارت قلقه هامسه بحروف ضائعة يتخللها ألم ينبع من وجدانها
ب...بحبك !
اتسعت عيناه وارتفعت نبضات قلبه بړعب! وهو يري جسدها يميل للأمام وهي تفتح
متابعة القراءة