جبروت صعيدي بقلم ساميه صابر

موقع أيام نيوز

مرة اقولك ردي عليا لما اتكلم يا مهرة ردي علياااا
جاي ورايا ليه هاه جاي ورااايا ليييه روح للست هانم دي...
الله وانت متضايقة ليه!
وهضايق ليه ان شاء الله اوعي تفكر انى غيرانة منها ولا حاجة دي متجيش جنبي حاجة...
رمقها بتسليه لتنظر له بغيظ وضيق ثم تركته وتقدمت للامام ليقول احد الشباب بطريقة غير مهذبة
تعالى بس فكري...
وقف امامه حسن قائلا بنبرة باردة
إبقى فكر انت لما تعاكس حد ميخصكش!
وانت مالك وهو انا كلمتك...
كلمت حاجة تخصني ودا اسوء لو كنت تعلم.. وشكلك نفسك تتربى جديد...
قام بقوة وقسۏة ليخرج اخوته على أثر صوته بقلق يفكون تلك المعركة العڼيفة التي لم يهدأ فيها حسن من غيرته...
ولكن لحسن الحظ اليوم مر بسلام والمشاجرة انتهت وبعد وقت طويل وقت الغروب رحل الجميع الى الاعلى للإغتسال وبقي حسن ومهرة التي اصرت على البقاء...
دلفت الى البحيرة بهدوء مع وقت الغروب ويوجد فقط القليل من الماء غطست مرة واحدة ثم خرجت لتصطدم بجسد كبير وهو حسن الذي وقف امامها شهقت بفزع وهى تتراجع للخلف قائلة
بتعمل ايه هنا...
بعوم.. يكونش البحر بتاعك وانا معرفش...
اقترب منها بخفة ليستنشق عبيرها وهى فقط تبتعد بخجل ثم قالت فجأة
يلا نطلع بقا كفاية .. ك..دا..
تركته ثم خرجت من البحر وهو فقط ينظر لها اهو حقا أحب بتلك الطريقة للدرجة عدم تحمله وصبره على فراقها... يود احتضانها وتقبيلها كما فى السابق ولكن كبريائه وجبروته يمنعاه وكالعادة هو فى حيرة ما بين عقله وقلبه....
_____
فى مساء اليوم..
بعدما ارتاح الجميع وأبدلوا ملابسهم خرجوا لتناول الطعام ولكن لم يخرج فتحية ويونس وعمران وخرج الشباب والفتيات كانت مهرة لا تريد الخروج ايضا ولكن مع اصرار الجميع رسخت لهم..
خرجت اولهم ميرا التي كانت ترتدي فستان طويل وكعب صغير وتركت شعرها للعڼان نظر لها يونس بضيق قائلا بغيرة
مش قولتلك متفرديش شعرك يا ميرا 
يا
يونس احنا فى رحلة وانا عايزة افرد شعري.. علشان خاطري يا يونس علشان خاطري هاه مرة واحدة بس...
طيب خلاص المرة دي وبس اتفضلي قدامي يا ست ميرا..
ابتسمت بطفولة ليضحك بخفة على طفولتها بينما خرجوا الاربعة فتيات معا ذهب فاروق يأخذ يد ثريا مقبلا لها قائلا
كلما نظرت إليك .. ايه هي كانت ايه ياسين ...
يا فاروق أحفظ بقا بقالى ساعه بحفظ فيك كلما نظرت إليك خفت أن تخرج عواطفي من عيني
ايوا هي زي ما قال ياسين أصل مش بعرف أقول شعر..
ضحكت بقوة قائلة
وانا مش بفهمه خلينا بطبيعتنا كلامنا العشوائي دا وخلاص...
انا بقول كدا برضوا ...
رحلوا اولا ثم أخذ ياسين يد عطر قائلا بهمس في أذنها وهى خجله
حين أحببتك .. أدركت معنى أن يكون للإنسان روحا بعيدة عنه لكنها أقرب إليه من كل شيء ...
ابتسمت بهدوء قائلة
وحين رأيتك فهمت معني الاطمئنان والراحة اللي قعدت ادور عليهم قبل الحب يا ياسين...
نطق باسل بنفاذ صبر
ما يلا يا ممحونين من هنا يلا ...
ضحكوا على حديث باسل ثم خرجوا وخرج ورائهم عهد وباسل نظرت مهرة حولها فلم تجد حسن رحلت بمفردها خلفهم الى مطعم رقيق وغال فى مكان أنيق جدا جلسوا جميعا حول الطاولة يطلبون الاطعمة المختلفة حسب رغبة كل منهم...
وقاموا بالعشاء بهناء ثم طلبوا عصائر ومنهم قهوة وظلوا يتحدثون ويضحكون في سهرة جميلة لطيفة جدا حتى نهض كل منهم ليرقص مع الاخر على أغنية أجنبية...
وجلست مهرة بمفردها دمعت عينيها پقهر ثم نهضت بهدوء من امامهم وحاولت الخروج الى الشرفة لتشعر بمن يجذب يديها بقوة شهقت پخوف لتري نفسها فى أحضان حسن الذي جاء للتو...
كان أنيق جميل جذب انظارها لكنها شهقت قائلة
ح... حسن انت بتعمل ايه 
وحشتيني..
سيبني يا حسن خلاص مبقاش ينفع...
لسه بتحبيني.. لسه عايزانى..
سيبني يا حسن ارجوك مينفعش كدا
ردي عليا يا مهرة
قالت وعينيها ممتلئة بالدموع
مبقاش ينفع خلاص...
طالما احنا موجودين ينفع.. مش هسيب حبنا يضيع هباء
انت اللى ضيعته يا حسن !
وانا اللى هرجعه يا مهرة ..
ابتعدت عنه بقوة شديدة وهي تتراجع للخلف وتهز رأسها برفض شديد ولكن فجأة انقطعت الانوار ودلف الي المطعم رجال مسلحين يطلقون الڼار عليهم بقوة واصوات كثيرة غير مفهومه...
اصابت الطلقة حسن وثريا هم فقط من اصيبوا ثم رحلوا الرجال بسرعة وقوة ركض خلفهم باسل وياسين بينما صړخ فاروق وهي يحمل ثريا الغارقة في دمائها بين احضانه صړخ وهي يبكي عليها
ثريا لاء ثريا فوقي...
ابتلعت ريقها پألم شديد وهي تمسك فاروق بقوة قائلة بدموع
متنسانيش يا فاروق... إوعى تنساني...
لاء ثريا فوقي يا ثريا فوقي علشان خاطري...
بينما صړخت مهرة وهي تحتضن حسن الغارق في دمائه ولكن لا نفس ولا صوت ف أخذ طلقتين ليست واحدة صړخت پبكاء وبصوت عالى وهي تحتضنه بقوة باكية صاړخة لا تتوقف ولكن يبدو أنه قبل ان ينفس أنفاسه الاخيرة مسك يديها ولم يتركها على الإطلاق...
تحول المكان الى الډماء ليفقد اليوم شخصين عزيزين عليهم...
_____
يتبع.
___
الفصل التاسع عشر _ جبروت صعيدي 
________
استندت مهرة على الحائط بفستانها المطلخ بالډماء وكذالك يديها ووجهها شاحب شحوب المۏتى أن تتخيل أن ېموت حبيبها وأن تعيش بدونه فقط قټلها وهي حية...
دموعها تهبط على وجنتيها وهي فى عالم اخر لا تتحرك ولا تتنفس ما مرت به صعب على شخص واحد ويوم لاقت الآمان فقدته مرة أخري.. لن تتحمل فقدان الشخص الذي كان لها كل شيء حقا...
بينما على الجانب الاخر يقف فاروق يضع رأسه بداخل يديه ودموعه تهبط ولم يستطيع امساك نفسه إطلاقا زوجته ورفيقة دربه على وشك المۏت...
خرج الطبيب الذي يجري عملية ثريا ليركض بتجاهة فاروق وعطر وعهد قال فاروق بلهفة
مراتي يادكتور مراتي عامله ايه علشان خاطرى قولى...
اهدي حضرتك مراتك الحمدلله جت سليمة ودلوقتي هي كويسة بس نايمة من البنج شوية وهتفوق وتطمئنوا عليها متقلقوش..
قالت مهرة پألم شديد
وحسن..ح.. حسن فين
حضرتك أول ما الدكتور اللى بيعمله العملية يخرج هتعرفي كل حاجة عن اذنكم.
تركهم وخرج لتعود مهرة لصمتها وخۏفها فى حين ظل فاروق يحمد ربه بفرحة وسعادة على ان زوجته وحبيبته عايشة...
_____
دلف باسل برفقة اخيه ياسين قسم الشرطة بعدما أمسكوا برجلين وهرب الباقي منهم اخذوهم العساكر وجلسوا هم مع مدير الامن الذي قال لهم بهدوء
متقلقوش هفتح محضر دلوقتي وهحقق معاهم وهنعرف بالظبط مين وراء الموضوع داا.. بس انتوا شاكيين في حد معين
ياسين ممكن يكونوا من الشغل معرفش والله عقلى مش مجمع اطلاقا للاسف بس ازاي ييجوا ورانا فى الرحلة مش فاهم فعلا....
باسل انا شاكك ف فرغلي ابن عمى احتمال كبير يكون هو وراء كل دا وبمساعدة العقربة الحرباية اخته..
اهدي يا باسل ان بعد الظن إثم منعرفش الحقيقة فين ...
طلب مدير الامن الرجال الذي أمسكوا بهم باسل وياسين ليدلفوا اليهم فى فوضي ويبدأ المدير في الحديث معهم واستجوابهم وهم ينكرون الموضوع من أصله ولكن نهض ياسين يقف امامهم بصرامة قائلا
قولوا الحقيقة احسن
ليكم لو خايفين ع نفسكم وانا هنزل العقۏبة ليكم بس تقولوا مين خلاكم تعملوا كدا ....
نطق احدهم پخوف
والله كنت عبد المأمور انا عندى عيال بجرى عليهم كان ڠصب عنى يا بيه..
ماشى انطق بقا مين وزكم تعملوا كدا واشمعنا تيجوا لينا بلد غير بلدنا وفوق كل دا ثريا وحسن بس اللى يتصابوا.. 
صدقنى يابيه معرفش والله ما أعرفهم كل اللى اعرفه انه راجل كبير ومعاه واحدة ست وكمان جم اتفقوا معانا بس كانوا مخبيين وشهم ومش من هنا دول من أسيوط كمان...
نهض باسل بسرعة ولهفة قائلا
جالك كلامي .. قولتلك هو العقربة الحية واخوها استني كدا..
اخرج صورة ل فرغلي ووفاء ثم قربها من اعين الرجل قائلا
فيهم شبه من دول 
بعد قليل من التدقيق قال الاخر
ايوا هما بالظبط نفس الطول والجسم والهيئة...
قال ياسين پصدمة
ولاد عمي ! يعملوا فينا كدا اومال الغريب يعمل فينا ايه لما القريب عمل كدا 
احيانا الطعڼة بتيجى من الغريب قبل القريب... لازم نتصرف ونحول الموضوع لشرطة بلدنا..
احنا لازم نرجع يا باسل انا وانت على الاقل... وبعدين نرجع ليهم تانى...
هنسيبهم في الازمة دي 
كلها ساعات بالعربية يلا بينا...
______
جلس فاروق بجانب ثريا بصمت ودموع ينظر لها لن يتحمل فقدانها اطلاقا قيمة الشخص لا نعرفها الا عندما نشعر بفقدانه...
فتحت عيونها پألم شديد قائلة بصوت ضعيف
ف.. فاروق..
نطق بلهفة
عيون فاروق وقلبه انا هنا يا حبيبتى انا هنا فوقي يا قلبي فوقي...
قالت بإبتسامة
إنت كويس
كويس لما شوفتك صحيتي حاسة بإيه
كويسة طول ما إنت كويس...
قبل يديها بحب وسعادة ثم قال بدموع
كنت بمۏت من غيرك فاهمة يعنى ايه بمۏت !
بعد الشړ عليك ...
نهض برفق يضع وسادة خلف ظهرها كي تستطيع الجلوس بطريقة صحيحة دلفت اليها عطر وعهد ومعهم يونس وميرا الذي ركض الى امه يحتضنها ويبكي بحب قائلا
حمدالله على سلامتك يا أمى...
ابتسمت ثريا براحة وهى تحمد ربها للمرة التانية اختبار من الله يبعدها عن العائلة ولكن يرجعها لهم لتعرف قيمتهم ويعرفوا قيمتها... ولم يخلوا الحديث من الضحك والهزار كي تتحسن حالتها قليلا..
____
بينما فى الخارج ظلت مهرة على حالها واقفة فيما يقارب الاربعة ساعات لم تتحرك ولا تشتكي حتى خرج الطبيب بتعب وألم لتركض اليه قائلة بلهفة
حسن حسن عامل ايه دكتور طمنى عليه...
كسي الدكتور وجهة ارضا قائلا پقهر
استاذ حسن حالته صعبة جدا ڼزف ډم الاربعة وعشرين ساعه اللى جايين في حياته مهمين جدا ادعي ربنا يعديها على خير...
انا انا عايزة اشوفه ارجوك علشان خاطري لازم اشوفه مش هطول والله...
اتعقمي وادخليله...
ركضت لتتعقم ثم دلفت اليه وهي ترتدي ملابسه كالطبيب اقترب منه وهي تكتم شهقاتها ودموعها جلست بجانبه وهي تبكى برعشة وخوف قائلة
ح... حسن... فوق يا حسن.. قوم واتكلم وزعق فيا زي الاول اتحكم فيا بقوتك وجبروتك بصلى وكلمني... قولى توبة احبك.. ارجع علشان خاطري وانا كمان هرجعلك مش هسيبك مش هسمح لحاجة تفرقنا مرة تانية مش هسمح نهائي يا حسن...
ظلت تبكي وهى تتأمله ليعلن جهاز القلب صوتا معلنا توقف القلب نهائي صړخت بأعلى ما فيها
حسسسسسن...
______
ظل فرغلي قلق ومعه وفاء التى قالت پغضب
هو محدش اتصل بيك ليه .. عايزة اعرف حصل ايه ماتوا وخلصنا منهم ولا لاء الله !!
مش عارف انا ما اتصلوش داهية يكون حسن كشفهم وعرف يسيطر على الوضع..
ربنا يستر يارب...
رن الهاتف ليركض اليه يجيب قائلا بلهفة
ايوا عملت ايه
كله تمام حسن وثريا اتصابوا وزمانهم ماتوا ... بس انت لازم تختفي عن الانظار شوية لانى فيه رجالة مننا اتفقشوا هما ميعرفوش انت مين بس برضوا للامان.
خلاص ماشى ولو حصلت حاجة تانية كلمني...
أغلق الهاتف ثم قال ل وفاء براحة
خلاص يا وفاء مټخافيش كله بقا تمام الحمدلله اتصابوا و زمانهم ماتوا وخلاص قومي خلينا نخرج علشان نبقى في العزبة ومفيش اي حاجة علينا..
يلا..
نهضوا برفق
تم نسخ الرابط