روايه خطيره وكامله بقلم آيه محمد رفعت
المحتويات
طول متقلقش.
أوقفها حينما قال
_بس أنا مش عايز أعطلك.. عادي ممكن ألبسه مكسر.
قالت وهي تدنو من غرفتها
_تعطلني أيه بس يا أحمد دي كلها دقيقة.
وتركته وولجت للداخل فمنحها إبتسامة هادئة قبل أن يعود لغرفته ليستعد للهبوط..
إنتهت حور من كي القميص فقربته إليها وهي تشم رائحته بفرحة تستحوذ عليها حينما تصنع له شيئا حتى ولو بسيط ضمت القميص لحضنها فإنقلبت معالمها فجأة حينما شعرت بخطئها لمجرد تفكيرها به بتلك الطريقة حتى وإن كانت تعلم بأن زواجه من روجينا أمرا شبه محال ولكنها تحاول إحترام دينها الذي يمنعها من غض بصرها عما هو محرم فجذبت القميص ثم خرجت تبحث عنه بدهشة فكانت تظن بأنه سيقف ينتظر عودتها قضمت اظافرها وهي تردد بتوتر
لم يكن أمامها خيار أخر فكان عليها طرق باب غرفته وبالفعل أسرعت تجاه غرفته فما أن طرقت بابها حتى فتح من امامها لأنه لم يكن مغلق من الأساس إرتجف جسدها خجلا حينما وجدته يقف أمام المرآة يصفف شعره بعناية ويرتدي بنطال البذلة السوداء فقط أخفضت حور عينيها أرضا ورددت على استحياء
وعلقت القميص على مقبض الباب ثم تراجعت للخلف وهي تردد بحرج
_القميص أهو.. هنزل أشوف البنات.
قال وهو يجذب الجاكت
_شكرا يا حور معلشي دايما تعبك معايا كده.
قالت ورأسها مازال أرضا
_تعبك راحة يا أحمد. عن إذنك.
_ست بيت بصحيح.. يا بخته بيك صاحب النصيب بجد.
وإرتدى بذلته سريعا ثم هبط للاسفل لينضم الى الرجال.
بالخارج..
العصا كانت مبارزة قتالية راقصة للرجال بالخارج وخاصة يحيى وبدر تألق كلا منهم بالرقص بالعصا فكاد بدر بالتغلب على يحيى الذي سارع بصد هجماته ليلقي عصاه أرضا وسط صيحات رجولية تجتاز من حوله فرفع بدر العصا بقدميه ثم أطاح بعصا يحيى فحاذ على إعجاب الرجال فأيد كلا منهم الأخر حتى عمر وسليم أضافت مشاركتهم هيبة ووقار للتجمع الغفير فكانت الصفقات والكلمات المخفزة بينهما لا توقف حتى إنتصر سليم على عمر الذي غمز له ثم همس بمكر
ضحك الاخير ثم غمز له بخبث
_مردودلك الاسبوع الجاي يا ابو العريس.
قال بإعجاب
_تعجبني وانت فاهمني.
وعاد كلا منهما للجلوس مجددا فأشار خالد لأحمد قائلا
_ما تقوم يا ابني تشارك معاهم.
انحنى عبد الرحمن عليه ثم قال في حماس
تعالت ضحكات خالد والرجال فقال بصعوبة في الحديث
_يا ابني انا معرفش انت قاټل نفسك على الجواز كده ليه قولتلك بعد شهرين عشان حماتك تحضر يرضيك البنتين يتجوزا من غير ما تحضر فرحهم!
لوي فمه باستياء
_لا ما يرضنيش.
ثم دفع أحمد پغضب
لكمه أحمد بشراسة ثم قال
_لا بقولك أيه إهدى وإختار اللي تلعب معاه بدل ما تطير في الجو يا خفيف.
إشارة فهد اليهما جعلتهم ينضمون للساحة ليتراقص كلا منهما على المزمار البلدي فحاول كلا منهم الفوز على الاخر ولكن بات الامر مرهقا للغاية فتنحوا للخلف پصدمة وتوتر استحوذ على الجميع حينما نهض الكبير عن مقعده الوثير ليقف بمنتصف الباحة ثم رفع عصاه ليشيرها تجاه آسر الذي ابتسم بفرحة فنهض ليقف مقابله وكأنه نسخة مستنسخة عن أبيه بنفس ذات الكبرياء والثبات القاټل ألقى له أحمد عصاه فإنتشالها ببراعة ثم رفعها تجاه عصى أبيه لتبدأ الملحمة الشرسة بينهما والرجال في حالة من الحماس لمشاركة الكبير لهما فكان نجله يشاركه بدهائه فلم يجد الفوز عليه أمرا هين طالت المبارزة بينهما وعازف المزمار لا يتوقف عن العزف والجميع يترقب من الذي سينتصر كبيرهم أم الشاب الثلاثيني الذي سينوب عن أبيه وسيكن كبيرهما فيما بعد فكان المعروف عن آسر شدة ذكائه لذا إحنى عصاه بوقار أمام أبيه ثم إنحنى ليقبل يديه أمام حشد غفير من كبار أعيان الصعيد وكأنه يبلغهما رسالة صريحة بأن ليس للدهاشنة كبيرا في وجود كبيرها مادام على قيد الحياة مسد فهد على رأس ولده بحنان ثم رفعه ليضمه لصدره وهو يردد. بفرحة وفخر به
_مبروك يا ولدي ألف مبروك.
ابتسم آسر وهو يجيبه بإحترام
_الله يباركلك فيك يا كبيرنا وكبير الصعيد كلها.
أشار له فهد بالجلوس لجواره على مقعده المخصص وكأنه يعظم من شأنه مثلما فعله هو ببدء الأمر فمن يقدم الاحترام لا يحصد سواه!
نفذت حور خطتها فاستدعت رواية واخبرتها بما أرسل اليها من رسالة هامة فأسرعت الاخيرة بمنادة روجينا لتخبرها بما قالته حور وان عليها السفر للقاهرة في الحال حتى تتمكن من حضور الاختبار بالغد فقالت روجينا بحزن مصطنع
_ازاي بس يا ماما مش هلحق الامتحان اكيد انا ازاي مخدتش بالي ان بكره يوم الاختبار!
ربتت على ظهرها وهي تخبرها بحنان وارادة
_متخافيش يا حبيبتي اتفائلي خير كده وان شاء الله هتلحقي انا هروح اكلم بابا واخليه يحضرلك العربية حالا.
ثم كادت بالهبوط فقالت حور
_انا ممكن اسافر معاها يا مرات عمي بدل ما تقعد هناك لوحدها..
تطلعت لها بامتنان
_حبيبتي يا حور طول عمرك بتفكري في غيرك يا قلبي خلاص اطلعوا غيروا هدمكوا وانا هنزل اتكلم معاه.
وبالفعل أشارت رواية اليه لتخبره ما حدث فأخبرها بأن تجهز نفسها لحين استعداء السائق وامر فهد أحمد بأن يسافر معها على الفور فلم يتردد ابدا واتجه للاعلى هو الاخر ليستعد للسفر معهن..
وأخيرا لحظته المترقبة حانت بات منفردا بها بجناحهما الخاص هي الآن زوجة له تحل له ويحل لها مازال يتذكر ذلك اليوم الذي فقدها به ذلك اليوم الذي رفع به كفه ليصفعها صڤعة مداوية هدفها ان يفيقها لعادتهم الشرقية التي أنستها غربتها إياها وبالرغم من عشقه لها الا ان تمسكه ايمانه وعقيدته كانت أقوى من حبه لها والآن قد نال صبره لسنوات طويلة دنا منها بدر ليرفع عنها الطرحة البيضاء ليجدها تمنحه نظرة يسكن فيها حبه وإحتراما كبير له فمنحها إبتسامة جذابة تتبعها قوله
_خلاص بقبتي ليا قولا وفعلا.
ضحكت على مرحه بالحديث ثم قالت بجدية
_عارف يا بدر انت الحاجة الوحيدة اللي اختارتها صح في حياتي كلها.
خفق قلبه لكلماتها فاحتضن وجهها ليقربها منه يذيقها عشق بريحقه الخاص ثم ابتعد عنها ليهمس برغبة تجاهها
_بأحبك..
همست هي الاخرى وافصحت عما تدفنه بداخلها
_وأنا بمۏت فيك.
كلماتها كانت كافيلة بمنحه الآذن لاقټحام عالمها الذي تأثر بما فعله ذاك اللعېن فأمسك محبوبها يدها ليجعلها تتخطى أول عقبة بقټله والاخرى حينما أذاقها عشق جعلها تثق بأن الحب يلين الصخر اذا أراد دعته يصطحبها لعالمه وكانت مرحبة بذلك لتصبح الآن زوجة له وهو حصن لها...
بجناح آسر
يعلم جيدا كم هي خجولة رقيقة بطباعها لذا منحها مساحة خاصة بها حتى لا يزعجها فأبدل ملابسه لبنطال أسود وتيشرت أبيض ضيق يبرز جسده الرياضي بوضوح ثم خرج لشرفة جناحه الخاص لأكثر من نصف ساعة فما أن استمع لباب الحمام يفتح حتى استدار تجاهها فوجد حورية تطل من أمامه تتخفى خلف مئذرها الأبيض وشعرها الأسود مفروض من خلفها عينيها
متابعة القراءة