روايه خطيره وكامله بقلم آيه محمد رفعت 

موقع أيام نيوز


الصريح 
_أنتي فيك أيه يا رؤى من يوم ما رجعتي مصر وأنتي مش طبيعية حتى طريقتك وكلامك! 
ابتعدت عنها ومن ثم جلست على الفراش لتبكي بصمت مما أكد للأخرى صدق حدسها فاتبعتها لتجلس جوارها ومن ثم قالت پخوف 
_في أيه! 
خرجت عن صمتها أخيرا لتبوح عما يضيق بصدرها 
_أنا اتعرضت لنفس اللي انتي واجهتيه يا روجينا بس الفرق بينا إنك لقيتي اللي يساعدك لكن أنا لأ. 

جحظت عينيها في صدمة فلطمت وجهها وهي تهمس بعدم استيعاب 
_يا نهار أسود أيه اللي بتقوليه ده ازاي وأمته وفين! 
ردت عليها بدموع تدفقت لتفيق الآلآم بداخلها 
_كنت بحاول أنسى الإنسان اللي حبيته ففقدت نفسي.. 
ورفعت وجهها مقابلها وهي توضح لها پانكسار 
_عيشتي في أمريكا أثرت عليا وڠصب عني اندمجت بعادتهم وبقيت زيهم لدرجة إني بقيت متقبلةمع الشخص اللي بحبه مش شرط يكون بعقد جواز.. 
وتطلعت لها وهي تسترسل بحرج 
_ولما حبيت وجيت أعمل كده الإنسان اللي حبيته رفضني ورفض تفكيري ده حسيت وقتها إنه بنى آدم متخلف وراجعي..
أجابتها بسخط 
_متخلف وراجعي! .. ده راجل بجد وحبك بجد وأكيد كان هيصونك! 
أغلقت عينيها بإلم وكأنها تحارب تلك الغصة المؤلمة التي هاجمتها لتو ومن ثم استطردت لتفيض بما يعيقها 
_لما رجعت كنت عايزة أنتقم من اللي عمله بس مكنتش أعرف إني بنتقم من نفسي إحساس انعدام الثقة برفضه ليا خلاني زي المچنونة اللي عايزة تسلم نفسها لأي حد لمجرد إنها تأكد لنفسها إنها جميلة ومرغوب فيها! 
صعقټ مما استمعت اليه ومع ذلك تماسكت وهي تسألها بإهتمام 
_وبعدين 
التقطت نفس عميق قبل أن تجيبها 
_قابلت شاب من مصر وبيدرس معانا بنفس الجامعة كان معجب بيا وأنا حسيتها فرصة أحاول بيها أنسى اللي حبيته وخروجة في التانية طلب مني أروحله حفلة عيد ميلاده وفعلا روحت وكان هناك عدد بسيط من أصدقائه ونصهم كانوا من نيويورك قدملي مشروب ولما شربته حسيت بجسمي بيتخدر ومحستش بأي حاجة بعدها غير وهو بياخدني أوضته اللي كان فيها اتنين من أصحابه وأنا مصدومه ومش قادرة حتى اني أصرخ والغريبة بقا انه مش شايف نفسه عمل حاجة لأنه متأكد إن الشرف عند الامريكان مش شيء مهم زي مانا كنت فاهمه حسيت ان ربنا بيعاقبني على طريقة تفكيري وعلى خسارتي الكبيرة للشخص اللي حبيته أنا من اللحظة دي يا روجينا فقدت نفسي وحياتي بقت بتضيق عليا إحساس الإنكسار بشع وأنا انكسرت أكتر من مرة وفوقت بس متأخر. 
خيم الحزن على وجه روجينا فكلماتها غزت قلبها بسهام قاټلة فكيف للمرأة أن لا تشعر پألم إمرأة مثلها احتضنتها وهي تردد بصوت باكي 
_وخبيتي عليا كل ده يارؤى أنا كان قلبي حاسس إن أنتي فيك حاجة مش مظبوطة ودلوقتي اتاكدت.. 
شددت الأخرى من احتضنها لتترك العنان لشهقات دمعاتها المكبوتة بالإنفلات بكت بصوت مرتفع كاد بأن يذبح روجينا التي حاولت بكافة الطرق تهدئتها فأبعدتها عنها وهي تزيح دموعها ثم قالت بحزن 
_ليه سكتي عن حقك مرفعتيش قضية عليه ليه وبهدلتي الدنيا 
ابتسمت ساخرة 
_مش دي كانت رغبتي من الأول يمكن ربنا عمل كده علشان أحس باللي كنت ناوية أعمله بنفسي وأعرف قيمة الشخص اللي ضيعته من إيدي بمنتهى السهولة. 
تطلعت لها مطولا ثم سألتها بتريث 
_مين الشخص ده 
ابتلعت ريقها بتوتر وكأنها لا تملك الجرءة الكافية لإجابتها ومع ذلك أصرت روجينا بسؤالها من جديد 
_مين يا رؤى 
أطبقت على شفتيها وهي تجاهد بنطق اسمه وحينما استسلمت قالت بانهزام 
_ بدر. 
ذهلت للغاية ورددت پصدمة 
_بدر!!... أنتي بتهزري صح 
ردت عليها بضيق 
_تفتكري هيجيلي نفس أهزر وأنا بتكلم عن موضوع زي ده! 
قالت مسرعة 
_مقصدش يا حبيبتي بس بدر طبعه صعب وأنتي أكيد عارفة ده كويس إزاي قدرتي تقوليله كده! 
عبست بنظراتها الحزينة وهي تجيبها 
_معرفش قولتلك كنت متأثرة بعادتهم وأنا لا شكلهم ولا زيهم. 
استوقفتها ذاتها للحظات وكأنها تخطو على نفس منهجها حينما كانت تلحق خطى صديقة السوء تقى تذكرت كم إنخلع قلبها حينما ازاح هذا الحقېر حجابها الذي حاولت الاخرى اقناعها بالتخلي عنه فحينما غاب عنها شعرت ربما لأنها لا تشبههم لا تعلم لما عاد حديثحور ليلمع بعقلها بتلك اللحظة عن صاحبة السوء ومن ثم تم الغزو على عقلها بتذكرها لذاك الشاب الوسيم الذي سلب مفتاح قلبها المغلق ليعلقه بين يديه ليعيد من أمامها ملامح وجهه الرجولي الذي احتفظت بها لنفسها وخاصة إسمه الذي بات مميزا لها باللحظة التي قرأته عينيها! 

كان عليه العودة للبلد قبلهما لأمورا هامة متعلقة بأمور مزارع الفواكه التابعة إليهم فأوصى السكرتير الخاص به بإرسال الملفات اللازمة بصحبة تسنيم التي تستعد للسفر بالغد فذهبت للمصنع لتحصل على الأوراق اللازمة لتحضرها بالحقيبة الصغيرة التي وضعها آسر على سطح مكتبه اضطرت للبقاء بمكتبه لفترة طويلة حتى ترتب ما ستحتاج إليه حينما تأتي بالغد وبتلك الحجة بقيت لوقت طويل بداخل مكتبه لا تعلم ما الذي يصيب جسدها كلما لامست غرض يخصه جتى قلمه المعلق من أمامها! 
مقعده يشعرها بحنان غريب وكأنه هو من يحتضنها برفق إحساس الأمان والدفء الغريب الذي استأنست به بداخل غرفة مكتبه جعلتها تشعر بأن هناك ما يربطها به فربما أصبحت تحبه لا هل هذا العشق الذي يتنقل على لسان قيس وليلى.. أم روميو وجوليت! 

ولجت حور للمصعد ثم كادت بأن تغلق بابه لتستعد بالصعود لشقة الفتيات فاوقفه أحمد ومن ثم ولج للداخل فرسمت الابتسامة على وجهه وهو يردد بحماس 
_حور.. عملتي أيه في الامتحان 
ابتسمت حينما رأته يقف أمامها فتلعثمت بقول 
_الحمد لله الامتحان كان سهل وكل اللي ذكرته لقيته. 
تعالت ضحكاته وهو يخبرها بغرور 
_دي بركات الأكل اللي عملته والقهوة اللي خليتك تركزي كده. 
قالت بمرح 
_شكله كده وتقديرا للي عملته هطلع أغير هدومي وأعملك أحلى طاجن ورق عنب باللحمة. 
ضحك وهو يشير لها 
_كده هصحى اعملك فطار وقهوة كل يوم. 
قالت بمرح 
_خلاص أنت عليك الفطار وأنا الغدا. 
فتح باب المصعد بعدما توقف وهو يجيبها 
_معنديش مانع مدام هناكل اكلة ترم العضم. 
استدارت تجاهه قبل ان تدس مفتاحها بالباب لتخبره على استحياء 
_قولي بس على الغدا اللي تحبه وأنا عيوني ليك يا أحمد والله. 
انخطف قلبه مع تردديها لأسمه بصوتها الرقيق منحها ابتسامة مصطنعة قبل ان يدلف لشقته المقابلة لها فجلس على أقرب مقعد وكل تفكيره مركز بها وبكل ما يخصها حتى صوتها وارتدائها لخمار فضفاض ببساطة لم يترك شاردة وواردة تخصها الا وفكر بها عن دون قصد وكأن قلبه اصبح متصل بها هي على غير عادته! 

بعدما ذهبت لغرفته باحثة عنها علمت من خدمة الغرف بأنه يجلس بالأسفل فبحثت عنه بعينيها حتى اهتدت بمحله لتجده يجلس بطلته الخاطفة للانفاس ويرتشف من كوب العصير الموضوع من أمامه بثبات يفتك بقلبها الضعيف ارتبكت روجينا وأخذت تعدل من حجابها ومن ثم يزداد عقلها تشتت بالتفكير عما ستبدأ بقوله ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهه وهو يتابع انعكاس صورتها بالمرآة من أمامه ومازال لا يمنحها اهتماما يجلس باتزان وثقة تجعله مرغوب به يعلم كيف يستغل وسامته وثقته بذاته في الفتك بقلوبهن وكأنه كان على ثقة بأنها من ستتأخذ الخطوة الاولى وجدها تقترب منه حتى أصبحت بمرمى بصره فابتسمت وهي تردد على استحياء 
_كنت
 

تم نسخ الرابط