وصمه ۏجع بقلم سهام العدل
المحتويات
بتاع ربنا ياغصون مكنتيش خربتي بيتك وهو كان يشيل غلطه ويستحملك وكنتي عيشتي
رفعت غصون يدها تمسح دموعها لتنظر بتعجب لتلك المرأة وقبل أن ترد عليها كانت سدن قد خرجت من غرفتها تنظر پغضب لعمتها وتقول لغصون بإستهزاء مرجعتيش لجوزك ليه ياغصون وعيشتي عشان المرة الجاية نجيبك مقتولة ثم وجهت الحديث لعمتها وقالت پغضب ترضيها
لبنتك ترضى يحصل فيها اللي حصل لغصون
ردت عليها حميدة بحدة احترمي نفسك يابنت فتحي واقفي معووجة واتكلمي عدل
أجابتها سدن أما تبقى تقولي العدل ابقى ردي عليه بالعدل ياعمتي
رد فتحي عليها بحدة عيب ياسدن ردي علي عمتك بأدب
اسكتته العمة قائلة سيبها يافتحي عيلة ومش عارفة حاجة ثم نظرت لغصون متسائلة وأنتي ناوية على إيه ياغصون
قالت تؤكد لها قصدها هتعملي إيه وتقعدي فين
تدخلت سدت مندفعة هتقعد معانا طبعا ف بيتها
أسكتتها عمتها دا كان زمان ياسدن أما دلوقتي مينفعش.. أمك ماټت وهي مش بنت فتحي عشان تعيش معاه تحت سقف واحد وهي مطلقة وكمان مرات أبوكي جاية بعد يومين ومش هترضي بكده
تلك الكلمات كان ماينقص تلك الأنثى الجريحة لكي تنهي حياتها.. تسمع تلك الكلمات بروح تحوم في المكان وكأن آخر ماسمعت صوت سدن التي تصرخ في عمتها مستحيل يكون عندك قلب
وأخيرا صدح أذان الفجر في الأرجاء بعد ليلة طويلة مرت كل دقيقة منها ټحرق روحها في ذلك المنزل الذي تيقنت أخيرا بعد مرور سبعة وعشرون عاما أن ليس لها مكان فيه ولاتنتمي إليه تلك الحقيقة التي تناستها كثيرا منذ أن عرفت بحقيقة نسبها المجهول تلك الحقيقة التي تجاهلتها مقابل أن تنعم بدفء أسرة منحتها الكثير ولكن كل تلك المنح سلبت منها في أشد الأوقات حاجة لها ولكن ماعليها سوي أن ترضخ لذلك الواقع المؤلم وذلك الوصمة التي لازمتها مدى الحياة.
أجابها متسائلا إيه ياغصون اللي موقفك كده ورايحة فين
ذلك الذي لم تحسب له بالا وهو عودة فتحي من صلاة الفجر في ذلك الوقت ولكنها رفعت عينيها فيه مجيبة ماشية ياأبا
ابتلع ريقه ببعض الحرج ورد عليها طب يابنتي النهار له عنين إيه اللي يمشيكي ف وقت زي ده
تنحنح بقدر من الحرج وقال مش عايزك تزعلي ياغصون يابنتي أنتي عارفة إنك عندي زي بنت من البنات بس الدنيا مبتفضلش على حال وأنتي ربنا يصلح حالك ارجعي لجوزك وعيشي.. الواحدة ملهاش غير بيتها
ابتلعت تلك الدموع العالقة وردت عليه پقهر متشلش همي أنت كتر خيرك ع اللي عملته معايا طول العمر.. بس خلي بالك من إخواتي ... ثم استكملت طريقها بدموع وهموم تتكدس على صدرها بثقل الجبال.
تجلس في السيارة بإرهاق تسند رأسها على مقود السيارة لعلها تهدئها من تلك الأفكار المضاربة التي تعصف بها بعد تلك المشاداة التي حدثت بينها وبين ابنتها ابنتها التي ظنت أنها لا تبالي بما يدور حولها بسبب انشغالها الشديد بمذاكرة دروسها حيث أنها في عامها الأخير من مرحلة الثانوية ظنت أنها هي وأخاها يكتفيان بعدة المكالمات التي تدور بينهما وبين أبيهما خلال الأسبوع ولقائه الأسبوعي بهم الذي تتعمد حينها الإبتعاد عن المنزل حتى يخرج لم تكن تعلم أن تلك الفتاة تحمل كل هذا الألم في صدرها بسبب غياب أبيها عن المنزل استعادت تلك الحوار الذي دار بينهما صباحا عندما أعدت ياسمين لهم الإفطار ورفضت جني الجلوس معها على الطاولة وتناول الإفطار فذهبت لها الغرفة لتطمئن عليها وتسألها خير ياجني مجتيش تفطري معانا ليه.. أنا وأخوكي بنستناكي
ردت جني بإقتضاب مش عايزة افطر
اقترب منها أمها بقلق تسألها أنتي تعبانة ياحبيبتي
ردت عليها بلهجة صارمة أيوة يامامي تعبانة
تحسست أمها جبينها بلهفة إيه اللي تاعبك
ياقلب مامي.. قومي نروح لل
قاطعتها جني بصرامة حياتنا يامامي حياتنا اللي تعباني
ذهلت ياسمين في البداية وبعد أدركت ما تقصده ابنتها فجلست على طرف فراشها وسألتها بهدوء وإيه اللي تاعبك في حياتنا ياجني
نهضت جني من الفراش ووقفت مواجهة لأمها تسألها بتعجب ليه هو حضرتك متعرفيش!!
أجابتها ياسمين بحزم إيه اللي ناقصك في حياتك ياجني أظن أنا مقصرتش ف حاجة
ردت
متابعة القراءة