وصمه ۏجع بقلم سهام العدل

موقع أيام نيوز

هيفوق طول مايمني جمبه ومعاه هو كان بيتمني رجوعها وأما يحس بوجودها هيتمسك بالحياة 
هزت رأسها بموافقته وقالت فعلا يامراد ويمكن ده كمان سبب عڈاب يمني إنها نفسها أن الزمن يرجع وتعرفه أنها بتحبه ومسامحاه بس دي إرادة ربنا وله في ذلك حكم
وفجأة رن هاتفها فأمسكت بحقيبتها وأخرجته لتجد المتصل آسر ردت عليه بإبتسامة حبيب قلبي عريسنا
أجابها آسر بصوت خاڤت عاملة ايه ياياسمين ومراد والولاد عاملين إيه 
شعرت بالقلق من نبرة صوته فأجابته كلنا بخير ياحبيبي.. أنت اللي عامل ايه وسدرة عاملة ايه صوتك ماله كده 
تنهد ثم رد عليها محتاج اتكلم معاكي شوية بعيد عن أي حد مخڼوق وعايز اتكلم معاكي
تملك الخۏف منها قلقا عليه فقالت تمام ياحبيبي عشر دقايق وهكون في الأتيليه نقعد سوي شوية ونتكلم
أجابها بهدوء تمام وأنا كمان هروح على هناك على طول وأغلق الخط.
عندما أغلقت الهاتف سألها مراد أتيليه إيه اللي رايحاه إحنا مش رايحين البيت 
نظرت له بأسف وقالت معلش يامراد آسر شكله مضايق ومحتاج يتكلم معايا وأنا اوعدك مش هتأخر 
زفر مراد ولم يرد عليها وغير اتجاه سير السيارة حتى يوصلها إلى المكان التي تريده وهو في داخله بدأ ينفذ صبره مرة أخرى فلقد عادت في تقصيرها تجاهه وتجاه أولاده وهو يتغاضي عن الكثير حتى لا يختلق المشاكل ولكنه يرى أن الجميع يشاركوه فيها بشكل مبالغ حتى كاد أن ينفجر.
تمسك يده الموصلة بالأسلاك والخراطيم وهي تبكي.. تنظر لرأسه الملفوفة بالضمادات ووجهه الملئ بالخدوش وقلبها ېحترق عليه لم تصدق أن لحظة تفرق في حياتنا وأن كل منا من الممكن أن يفقد عزيز دون أن يخبره كم هو غال عليه كم يحبه ويخشي فقدانه فالدنيا مهما طالت قصيرة وتغدر في لحظة لتحرمنا من أحبة سكنوا قلوبنا وأصرت الحياة

أن تؤلمنا فيهم لم تتوقع يمني أنها من الممكن أن تخسره في لحظة فهي لا تطيق ذلك الفكرة نفسها ټقتلها فكيف ستكون لو كانت حقيقة انحنت يده وتقول من بين دموعها يوسف أرجوك متبعدش عني متسبنيش قوم عشاني مش أنت جيت عندي وطلبت إني أسامحك أنا دلوقتي اللي عندك وبقولك اني مسامحاك وهفضل جمبك طول العمر بس عشان خاطري فوق خلينا نبدأ من جديد أنا محتاجاك يايوسف محتاجة أكمل حياتي معاك أرجوك يايوسف لو سامعني قوم حتى لو مش سامعني أنت أكيد حاسس بيا أنا مش هسيبك لحظة ولا أبعد عنك أنا خلاص نسيت اللي فات وصدقت إن قلبك مبقاش فيه غيري قوم بقى وأعطيني القلب ده قوم بقى يا يوسف 
حينها دخلت إحدى الممرضات تحدثها بهدوء كفاية كده حضرتك دلوقتي واتفضلي معايا وادخليله وقت تاني 
مسحت يمني دموعها وتركت يده بهدوء ونظرت للمرضة وقالت بصوت حزين أنا التزمت ولبست الزي اللي طلبتوه مني ومش بعمل حاجه سيبوني معاه وانا مش هأذيه والله 
شعرت الممرضة بالشفقة على حالها فقالت لها طب اخرجي معايا دلوقتي وأما الدكتور يجي يشوفه ويمشي هدخلك تاني
ابتسمت لها يمني ونهضت خارجة معها من الغرفة وهي تنظر له وتقول مش هتأخر عليك ياحبيبي.. شوية وهرجعلك ثم غادرت الغرفة.
وأخيرا انتهت من رسم تلك اللوحة التي استغرقت منها جهد كبير حتى تنهيها فاللوحة تلك المرة لعائلة كاملة جد وجد وأبنائهما وأحفادهما طلب منها رسمها أحد الأبناء الذكور كهدية لوالده في عيد ميلاده السبعين لوحة تضم خمسة عشر فردا كل منهم بملامح مختلفة وتعابير وجه مختلفة ولكنها رسمتها بكل حب وتعايشت مع ذلك الدفء الذي تحتويه الصورة المقرر عليها رسمها ابتسمت وهي تنهيها بإمضائها الصغير ككل مرة تنهي فيها لوحة ترسمها والحقيقة أن تلك اللوحة لها الفضل عليها في أنها شغلت وقتها وتفكيرها عن ذلك عمران التي باتت ترى نظرته وإبتسامته في أحلامها وها قد مر أسبوع على لقائهما يوم زفاف سدرة ذلك اليوم الذي أغرقها بإعجابه ونظراته ومازالت كل ليلة تتفحص تلك الصور التي التقطها لها وكل كلمة خطاها في وصف كل صورة وتنام على أمل أن تلقاه في أحلامها ولكنها في الواقع قطعت كل وسيلة يستطيع منها أن يصل لها فهو في الواقع الحلم المستحيل
طرقات على باب غرفتها أفاقتها من شرودها فاعتدلت وردت بهدوء ادخل
تفاجأت به عندما وجدته والدها فنهضت تقول بتعجب بابا!
اقترب منها والدها ومسح بيده على ذراعها ببعض الحنان وقال إزيك ياسدن طول الوقت كده حابسة نفسك في أوضتك
ابتسمت له بمجاملة وردت عليه كنت مشغولة يابابا كان عندي لوحة عايزة اخلصها وكمان هخرج اقعد مع مين ماخلاص بقيت لوحدي
إبتلع والده ريقه بتوتر فهو يعلم مقصدها ولكنه أراد تغيير مسار الحوار فقال أنتي كمان بكره تسيينا زي سدرة وتروحي بيت جوزك ويبقى لك حياتك
مسح على شعرها بحنان وقال أنتي ست البنات ومفيش في جمالك واللي بتقولي عليه ده حاجة بسيطة ومش عائق ولا حاجة وكمان ياستي أنا جاي أعرفك إن فيه واحد
تم نسخ الرابط