دروب العشق بقلم ندى محمود
المحتويات
ونظر لكرم الجالس بجواره الذي سأله في فضول
في إيه !
زم حسن شفتيه للأمام بجهل متمتما
معرفش شكل في حاجة حصلت صوته غريب
لا عادي متاخدش في بالك تلاقيه مش طايق نفسه عشان من الصبح مانعينه يشوف مراته
عندق حق
قالها حسن هو يضحك ليبادله هو بابتسامة بسيطة
كانوا مجتمعين في حديقة المنزل بعد أنتهاء الزفاف ويقضون جلسة عائلية مرحة وجميلة ويشاركهم حسن ويسر في هذه الجلسة التي كانت بين عائلة محمد العمايري فقط
هتفت رفيف في عبس بسيط
والله القعدة دي ناقصة زين
هتف حسن بدوره مازحا
آه كان هيقولنا إيه القعدة اللي قاعدينها دي قوموا استفادوا بالوقت بدل ما إنتوا بتحكوا كدا
لا بس ملاذ لايقة جدا على زين اخترتي صح يامرات عمي طلعتي مش ساهلة !
قهقهت هدى بقوة وأجابت عليها في فخر
لازم انقيله ست البنات ده الغالي وملاذ أدب وأخلاق ماشاء الله
قالت رفيف وهي تزم شفتيها للأمام في عدم اقتناع
أنا مش نزلالي من زور معرفش ليه حساها خبيثة ولئيمة
بالعكس أنا شيفاها طيبة وكيوتة خالص
قالتها يسر ببساطة وهي لا تتوقف عن أكل وتقشير اللب كنوع من التسالي المفضلة لديها لتجيب عليها رفيف بضحك ومشاكسة
نقلت
نظرها بينهم جميعا في دهشة امتزجت بالإحراج وقالت متصنعة الڠضب في كڈب مكشوف
على فكرة إنتوا ماخدين عني فكرة غلط أنا
قلبي طيب وبحب كل الناس والله
نظرت رفيف لكرم الذي يطالع زوجة أخيه وابنة عمه مبتسما باتساع وقالت في مكر مرح
طبعا إنتي هتقولي كلنا نشهد على ذلك من طفولتك بتحبي الناس وعمرك ما أذيتي حد
أصدر كرم ضحكة مرتفعة رغما عنه عندما تذكر تلميح شقيقته لتستغرق هدى لحظات حتى تفهم سبب ضحكهم وټنفجر هي الأخرى ضاحكة أما هي فأخذت تفكر وتحاول فهم ما الذي تذكروه ولما اڼفجر كرم ضاحكا وأول شيء خطړ على ذهنها عندما كانت في سن السادسة وأخبرها والدها وعمها محمد بأنهم سيزوجوها لكرم فأخذت تصرخ بهم قائلة أنها لن تتزوج سوى حسن وأنها تكره كل البشر معادا هو وبعد دقائق خرجت لحديقة المنزل وكانوا هم يبنون غرفة خارجية في الحديقة فجمعت في يدها مجموعة من الحصى الكبير نسبيا واتجهت حيثما يجلس كرم الذي كان يبلغ من العمر إثني عشر وأخذت تحدفه بالحصى وحاول هو أن
اخفضت نظرها فورا في إحراج وهي تتحاشي النظر إليهم و تخفي ابتسامتها الخجلة من ضحكهم حتى وجدت هدى تهتف من بين ضحكها
طول عمرك مفترية يايسر ياحبيبتي
خلاص بقى ياجماعة أقوم طيب عشان تبطلوا تحفيل عليا !!
توقف كرم عن الضحك عندما أخرج هاتفه الذي يصدر رنينه وقرأ اسم المتصل لينهض من جانبهم ويبتعد قليلا ليجيب أما حسن فقد اقترب من أذنها هامسا في خنق
ممكن تبطلي أكل اللب عشان صوته بيعصبني
رمقته ببرود ثم وضعت واحدة بين أسنانها وضغطت عليها لتصدر الصوت الذي يستفزه وغمغمت في أذنه بهدوء مثير للأعصاب
صر على أسنانه ياغتياظ يحاول أن يبدو بمظهر الهادئ وأن يتصنع الثبات فانحني للأمام ناحية المنضدة الصغيرة والتقط الصحن من عليها متصنعا أنه يريد أن يأكل وأسقطه عمدا على الأرض للتتناثر
حبات اللب جميعها على الأرض فتنحني يسر لتلمهم حتى لا يدعس أحد عليهم أحد فتجد هدى تخبرها بعفوية أن تتركهم وأن حارس الحديقة سيأتي بعد قليل وسيقوم بتنظيف الحديقة بأكملها لتعود لجلستها الطبيعية وترمق الجالس بجانبها شزرا وهو لا يبالي لها مطلقا
أجاب كرم على الهاتف ليتلقى خبرا من الحارس الخاص بشفق كان بمثابة الصاعقة التي نزلت عليه ويخبره بوضوح أن والدة صديقه قد أخذوها للمستشفى وتوفت نتيجة لغيبوبة سكري مفاجأة والمسكينة ابنتها في حالة يرثي لها وقد اعطوها حقنة مهدئة حتى تتوقف عن الصړاخ والبكاء فانهي معه الاتصال فورا وهرول ناحية سيارته ليستقل بها وينطلق وسط نداء أمه عليه التي فزعت من منظره المذعور !!!
مرت نصف ساعة منذ قدومهم للمنزل وهي كامنة في الغرفة لا يصدر لها صوت وهو بالصالون يجلس على الأريكة مستندا بمرفقه على مسندها الجانبي وكفه على جبهته
هل كان يستحق مافعلته به ! لماذا أخفت عليه أنها لا تحبه ولا تريده !! هل العبث بالمشاعر مباح بالنسبة لها ! قبلت أن تكون زوجة له وهي تعرف عواقب هذه الخطأ الذي لا يغفر ! ياليته لم يحبها مثلما فعلت هي فربما معاناته الآن كانت ستكون أقل
اعتدل في جلسته وأخذ نفسا عميقا بعد أن استعد لمواجهتها وهب واقفا ثم سار صوب الغرفة التي من المفترض
متابعة القراءة