دروب العشق بقلم ندى محمود
المحتويات
أن آخر كلمات تفوهت بها قد تكون على حق فهذه فرصة والفرص لا تأتي دائما على طبق من ذهب مثلما جاءت لها الآن وطالما أتتك فرصة جاهزة فلن تخسر شيئا إن جربتها لربما تنجح وتكون سبب في تحقيق هدف كنت تسعى من أجله
رتبت رفيف على ذراعها بلطف مهمهمة بحنو
فكري في كلامي كويس وردي عليا بليل بقرارك
فتحت أمها الباب ودخلت ثم أغلقته خلفها ببطء واتجهت نحوها بعد أن وجدته تجلس في شرفة غرفتها وبيدها كوب قهوتها الصباحي تتنسم الهواء الطلق باستمتاع وبمجرد ما أن انتبهت لوجود أمها اعتدلت جالسة وقالت بابتسامة حانية
ملست على شعرها بحنان وأجابتها بعذوبة جميلة
صباح النور ياحبيبتي
جذبت مقعدا واتخذت لها مكانا بجوارها هامسة في نظرات مترقبة ونبرة صوت حادة قليلا
إنتي متخانقة مع جوزك يايسر !
توترت في باديء الأمر وهي تحاول إيجاد كڈبة تفسر بها سبب شجارهم ولكن عقلها لم يسعفها في نفس اللحظة حيث هتفت بابتسامة مرتبكة وأعين تحاول إبعادهم عن نظرات أمها الثاقبة
لا ياماما مش مټخانقين ولا حاجة قولتلك حسن مسافر وأنا قولت آجي أقعد معاكم يومين
ازدادت نظرات أمها حدة عندما استمعت لكذبها مجددا ومحاولات إخفاء شيئا عنهم قد يكون خطېرا فخرج صوتها صارما
أدركت سخافة الكذبة
التي املتها عليهم بالأمس وقد ڤضح الأمر أمام الجميع وليس والدتها فقط وستضطر لإيجاد كڈبة أخرى حتى تنهي بها هذه التساؤلات ولكن يجب أن تكون مدروسة جيدا وإلا ستقع في مأزق أكبر !
أخذت من الوقت لحظات طويلة حتى قالت بوجه هادئ تماما لكي تقنعها بكذبتها
أنا محبتش أقولكم عشان مشغلش بالكم هي مش خناقة يعني ياماما كل ما في الموضوع إننا شدينا مع بعض في الكلام بس
قالت الأخرى شبه مازحة لتضيف
على الجو المشحون بالتوتر بعضا من نسمات التلطيف
في إيه ياماما إنتي مش عايزاني اقعد معاكم يومين ولا آية اطمني مفيش حاجة أنا بس اتخنقت شوية وحبيت افك عن نفسي وعشان كدا جيت على هنا واتفقت معاه إني هقعد يومين
رفعت أمها حاجبها بشك وقالت باقتناع بسيط
يعني مفيش حاجة بينكم !
هزت الأخرى رأسها بالنفي وأكملت كذبتها باحترافية حتى وصلت لعقل أمها وصدقتها تماما
لا الحمدلله مفيش وبعدين أنا اللي غلطانة واستفزيته فهو اتعصب عليا وشدينا مع بعض متشغليش بالك احنا بخير الحمدلله
طيب الحمدلله أصل أنا إمبارح قلقت لما لقيته متصل على تلفوني وقالي إنك مبترديش عليه
آه تلفوني كنت عملاه صامت عشان كدا مسمعتهوش
هبت واقفة وقالت بصوت رخيم قبل أن تستدير وترحل
طيب ياحبيبتي
يلا قومي عشان تفطري معانا
أماءت لها بالموافقة وانتظرت حتى انصرفت لتأخذ هي بدورها شهيقا وتخرجه زفيرا بارتياح فقد حالفها الحظ واستطاعت خداع أمها فهي لا تتوقع ردة فعلهم إن علموا بكل شيء وما فعلته مع زوجها قبل الزواج والظروف التي تزوجوا فيها وكيف أن كلاهما خدعوهم بقصة العشق النقي الذي كان يضمره لابنة عمه وانتهى به المطاف إلى طلب يدها من عمه والزواج منها !!
في مساء ذلك اليوم
كانت كل من رفيف هي وأمها وكرم يتناولون طعام العشاء والصمت يهيمن عليهم جميعا حتى اخترق هو فقاعة الصمت بسؤاله عندما انتبه لمقعدها الفارغ
امال شفق منزلتش ليه تاكل
أجابت رفيف قبل أمها في ابتسامة تضمر خلفها الخبث
قالت إنها مش جعانة
تبادلت النظرات المتشابهة مع والدتها وكلاهما يبتسم بلؤم فبعد أن عادت تسألها رفيف مجددا نجحت وحصلت على موافقتها ورفضت تناول الطعام معهم خجلا من البقاء معه على نفس الطاولة نقل نظره هو بينهم مستغربا وغمتم بحيرة
مالكم بتبصوا لبعض وتضحكوا كدا ليه !
هنا تولت هدى هي الدور حيث تنهدت بعمق قبل أن تبدأ في الحديث بشيء من الجدية الممتزجة بالسعادة
شفق وافقت
رفع حاجبه متمتما بريبة تحمل القليل من الشك
بالسرعة دي ! ماما أنا وافقت بس قولت بشرط إنكم تدوها فرصة براحتها تقرر وبعدين تقول موافقة أو لا ومعنى الكلام ده أنكم متضعطوش عليها
قالت هدى محاولة تبرير موقفها بذكاء مألوف منها
واحنا مضغطناش عليها
ومش هنغصبها مثلا على الجواز احنا قولنا ليها الصبح و رفيف سألتها تاني من شوية لو قررت أو لا فقالت موافقة
وهي كدا لحقت تقرر صح مثلا !!
هتفت هدى بشيء من الڠضب والانفعال
وإنت مالك مدقق وعايزاها تاخد وقت تفكر فيه ماهي فكرت وقالت موافقة وخلاص خلص الموضوع
تمتم في رزانة تامة وصوت هاديء يختلف قليلا عن نبرته السابقة
عشان ده جواز مش لعب عيال وأنا مش عايزها تاخد قرار متسرع وټندم عليه بعد كدا كفاية إني وافقت مضطر بسبب إصرارك فمش هيبقى أنا وهي
متابعة القراءة