اوتار الفؤاد بقلم منال سالم
المحتويات
القديمة متجهة نحوه ابتلعت ريقها تسأله في توتر خائڤ
البت هالة.. عاملة.. إيه دلوقت فاقت كده و....
قاطعها يامن مشيرا بسبابته
إنتي تشيلي إيدك خالص من أي حاجة تخصها سامعة!!
تحرجت كثيرا من أسلوبه الغليظ الذي أخجلها أمام جاراتها بهتت ملامحها تقريبا وردت بحنو مصطنع لتظهر تأثرها
يا بيه هو أنا قصرت معاها في حاجة ما هو كل اللي قولتوا عليه نفذته بالحرف لولا ابن الحړام ال ...
قاطعها بلهجة جافة وصارمة
إنتي غبية كفاية بقى مش عاوزة أسمع حسك خالص!
وبالرغم من نظرات الاستنكار والانزعاج الظاهرة على أوجه الجارات إلا أنه لم تجرؤ واحدة منهن على الاعتراض عليه أو حتى التذمر كان الآمر الناهي وهن فقط المستمعات لما يقول وعلى رأسهن أم بطة. وضع يامن هاتفه المحمول على أذنه ليهاتف أحدهم يأمره
عقدت أم بطة حاجبيها في استغراب مركزة نظراتها الفضولية عليه تجاهلها عن عمد وتحرك مبتعدا عنها لينظر من الڤرجة الصغيرة في باب الغرفة الموارب ل هالة الغائبة عن عالمها المحيط بقيت عيناه على وجهها الشاحب التعيس لبعض الوقت. تألم قلبه لما تمر به اشتدت قبضته على هاتفه المحمول حتى ابيضت مفاصله وتعهد لها بنظراته الصامتة أن يكون طوق النجاة لإنقاذها من هنا مهما كلفه الأمر.
أخذت تمشط خصلات شعرها المبتلة في تمهل ناظرة لإنعكاس وجهها النضر في المرآة اعتلى ثغرها ابتسامة خجلة وهي تتذكر لحظاتها الحالمة مع زوجها المتيم في تلك الغرفة التي شهدت على توثيق عشقهما بين أمواج البحر الهادئة التفتت تقى برأسها لتنظر إلى باب اليخت الصغير مترقبة عودته من الأعلى تنفست ببطء وانخفضت يدها لتتلمس بطنها في حنان وحب. عادت لترفع رأسها للأعلى في اتجاه الباب وهي تسمع تلك الصافرة المدندنة تقترب أطل أوس برأسه وابتسامة ساحرة تعلو شفتيه. استطرد يناديها بعذوبة
توردت بشرتها أكثر واكتست تعابيرها بالإشراق بدا كمن يخبئ شيئا وراء ظهره وهو يدنو منها. حاولت اختلاس النظرات نحوه متسائلة بفضول
إنت معاك إيه
سار أوس حتى توقف أمامها فارتفعت عيناها نحوه مسح بنعومة على بشرتها فأغمضت عينيها لتتمتع بالإحساس الدافئ للمساته الرقيقة ثم جثا على ركبته ليبدو أقرب طولا إليها استمر كلاهما في التحديق لثوان قبل أن يقطع صمتهما الهادئ قائلا
النهاردة ذكرى أول سنة لينا مع بعض.
عقدت حاجبيها في استغراب متعجب فتابع مفسرا وبسمته العذبة تكاد تضيء جميع ملامحه
خفق قلبها بقوة فتابع بنفس النبرة السلسة الناعمة
ترقبت تقى بتلهف ما هو قادم وقد ظهر ذلك الوميض المتحمس في حدقتيها. أظهر أوس ذراعه المخبأة ليتجلى أمام ناظريها باقة من الورود الحمراء ذات رائحة طيبة زكمت أنفها على الفور قدمها لها في لحظة حالمة لم تخطر ببالها مطلقا فقط كانت تتابعها عبر الأفلام التي تبث في التلفاز. انفلتت منها شهقة فرحة وقد تضاعف وهج عيناها كما ازداد خفقان قلبها النابض بحبه تحركت يده لتحتضن جانب عنقها داعبه ببطء وعيناه تنطقان بأسمى معاني الحب همس لها بتنهيدة العاشقين دون أن تبتعد عيناه عنها
لم تجد تقى ما تعبر به عن شعورها في تلك اللحظة تحديدا تداخلت أحاسيسها وتعاظمت عجزت عن النطق وبقيت في حيرتها لكن سعادتها غمرت كيانها. أحنى أوس رأسه أكثر عليها لتتلامس الشفاه وهو يهمس لها
إنتي اللي روضتي الذئب وخلتيه يركع عند رجليكي!
ارتفع ضجيج أنفاسها المتأثر بكلماته المنتقاة ترك أوس بقية الحديث لمشاعره الحسية لتنطق بما يؤجج الوجدان ويدمج الأرواح ويزيد من اشتعال المشاعر وتعميق آثارها تجاوبت معه تقى ومنحته عاطفتها التي نضجت على يديه ابتعدت عنه لترد بأنفاس متقطعة وقد التصق جبينها بمقدمة رأسه
أنا ليك وبس.
رد هامسا
وأنا مش عاوز غير كده.
مش هنرجع احنا اتأخرنا وكمان مسألناش على حياة و...
قاطعها مؤكدا بصوته الرخيم
حبيبتي اطمني حياة مابتغبش عن بالي للحظة وأنا كلمت عفاف من شوية واطمنت عليها
ثم وضع يده على بطنها متحسسا ذلك الجنين الكائن بداخل رحمها مستأنفا
وعقبال ما أطمن على اللي جاي
سألته على استحياء
إنت نفسك في إيه
رد بهدوء وعيناه تتأملها
اللي يجيبه ربنا كويس.
سألته في لؤم ممتزج بالخجل
يعني مش عاوز ولد
قال مبتسما بعد صمت دام للحظات
أنا مش عاوز غير إنك تقوميلي بالسلامة وعيلتي تكبر معاكي.
داعبت تقى ذقنه وهي تسأله
خاېف عليا
ده سؤال جوابه معروف من غير ما أقوله!
ترددت وهي تكمل
طب افرض جرالي حاجة و...
يأمرها في لين
تقى! بلاش!
أومأت برأسها في خنوع دون أن تجادله مكتفية بالشرود في نظراته العميقة حافظت على بسمتها الرقيقة وهي ترد
حاضر.
هتفضلي كده كتير
تساءل أكرم بتلك العبارة بصوت جاف وبارد عكس حنقه من تصرفات زوجته غير الطبيعية للإيقاع بابن عمها وتدميره لسبب لا يعلمه غير ذاك المشاع في العلن. نظرت له من طرف عينها باستعلاء وكأنها غير راضية عن تدخله في شئونها فمنذ وصوله وهو لا يكف عن الإلحاح عليها لتتراجع عما تفعله وتعود معه
متابعة القراءة