اوتار الفؤاد بقلم منال سالم
المحتويات
منكسرتين وصوت مهزوم
وأنا عاوزة أجي معاها ينوبك ثواب يا باشا ماتحرمني من ضنايا ده غيابها مقطع في قلبي.
حدجها أوس بنظرة ممېتة جعلتها تنتفض في وقفتها ادعت الضعف قائلة بصوت مخټنق
دي بنتي يا سعادت الباشا ووحشتني أوي ده حتى البيت مالوش حس من غيرها!
وقبل أن يفكر في رفض رجائها الزائف تدخلت بطة لتقنعه مؤكدة
اطمن يا باشا أنا رجلي على رجلها ومش هاسيبها تستفرض بيها ولو مش مصدقني ابعت معانا اللي يخليك تطمن إننا مش هنأذيها دي هالة أختي وهي بردك أمها
نظر لها بغموض فاستشعرت بدرجة كبيرة احتمالية رفضه لتوسلاتها لكنه خيب ظنونها الواهية قائلا بلهجة جادة للغاية ومحذرة في نفس الآن
أومأت برأسها مؤكدة
برقبتي يا باشا
أشار بكفه مكملا بصيغته الآمرة
جهزوا نفسكم والعربية هتجيلكم كمان شوية
شكرا يا باشا
تركهما في منزلهما واستدار منصرفا من حيث جاء تنفست بطة الصعداء وحمدت الله كثيرا لكونه كان مرنا متفهما وليس كسابق عهده متشددا قاسېا وإلا لما رأوا منه إلا وجهه الشرير.
.....................................................
تركها بعد انتهاء زيارتها لعائلتها لتعود إلى الفيلا بدونه مكثت تنتظره حتى ضجرت من وحدتها بالرغم من وجود ابنتها والخدم حولها كانت متفهمة لطبيعة المسئوليات الهامة الملاقاة على عاتقه لكنها اشتاقت إليه أقلقها إحساسه الأخير بالارتباك منذ أن عرفا بأنهما سيرزقان بمولود ذكر حاولت ألا تقف عند ذلك الإحساس كثيرا فربما هي مجرد هواجس ستمحوها الأيام. غفت تقى في غرفتها لم تدر كم مر عليها من الوقت أنزلت قدميها عن الفراش واتجهت إلى الشرفة لتنظر إلى الحديقة لم تستطع أن تتبين إن كان قد عاد من الخارج أم لا وضعت روبها على جسدها وسارت بتمهل نحو الرواق تحسست بطنها بحنو مدندنة بصوت خفيض لجنينها هبطت على الدرجات قاصدة الذهاب إلى المطبخ لتعد لنفسها شيئا صغيرا فقد تملكها إحساس الجوع وبدأت تتقلص معدتها بقوة. ولجت إلى المطبخ غير منتبهة للظل الذي يجلس عند حافة الطاولة الرخامية التي تنتصفه ضغطت على زر الإنارة واتجهت لدولاب الأكواب لتسحب واحدا زجاجيا ملأته بالمياه والتفتت كليا نحو الطاولة انفلتت منها شهقة فزعة وقد رأت أحدهم به لم يأت ببالها أن يكون أوس متواجدا به وبمفرده في تلك العتمة سقط الكوب من بين أصابعها ليتهشم على الفور محدثا دويا قويا وقبل أن تهرب صاړخة بمن ينجدها كانت يده موضوعة على فمها تكممه وذراعه الآخر يحاوط جسدها تلوت هاربة منه لكنها كان محكما لسيطرته عليها سحبها بعيدا عن قطع الزجاج الحادة المتناثرة رافعا إياها من خصرها حتى لا تخطو عليها فتنجرح قاومت قبضتيه قدر استطاعتها إلى أن خبت تدريجيا حينما اخترق صوته المطمئن أذنها وهو يهمس لها
أدارها ببطء نحوه لتنظر إليه فيتلاشى خۏفها الطبيعي رمقته بعتاب قبل أن توبخه برقة
ينفع كده أنا كان هيجرالي حاجة لما لاقيت حد غريب قاعد هنا وكمان المكان كان ضلمة و..
رد مبتسما في هدوء
محصلش حاجة المهم إنتي كويسة
أومأت برأسها قائلة بعد زفير طويل
أيوه
للحظة دار في خلدها ذكرى مشهد مماثل لذاك الحاډث ڼصب عينيها حينما انفرد بها أوس بمطبخ قصر عائلته ليهددها بقساوة توقف القلوب تغير المكان واختلفت الطباع وبات المستحيل ممكنا ووقع الذئب في حب الحمل أخفت ابتسامة ساخرة على تلك الذكرى الموجعة كانت تلوح على ثغرها أفاقت من خضتها المؤقتة وتجمدت عيناها على وجهه الجاد ثم سألته وقد انعقد ما بين حاجبيها باستغراب قوي
رد ببساطة
كنت محتاج أشرب قهوة.
ضاقت عيناها متابعة أسئلتها المهتمة
طب وماندهتش ليه حد يعملهالك أو حتى قولتلي!
تنهد بتعب قبل أن يجيبها
عادي
وضعت تقى يدها الرقيقة على كتفه مررتها بحنو ناعم عليه إلى أن وصلت إلى فقرات عنقه فركتهم برقة للحظات لتعاود سؤاله بحذر فلا يمل منها
مالك يا حبيبي في إيه مضايقك
رد بإجابة غير مقنعة وهو يبتعد عنها
مافيش حاجة شوية مشاغل!
رفضت تركه بل إنها سحبته من كف يده نحو الطاولة وبعيدا عن الفوضى القابعة على الأرضية ليجلسا سويا طالعتها بنظراتها القلقة المهتمة قبل أن تقول له وهي تداعب طرف ذقنه بأناملها
أمسك بأصابعها قائلا بجدية
تقى خليكي إنتي مرتاحة ومتفكريش أنا عارف أتصرف كويس
ردت عليه ببسمة رقيقة
أنا مش بأقلل من قدرتك..
تأملت ردة فعله بقليل من الحذر ثم تابعت وهي تحتفظ بنفس الابتسامة الناعمة
بس حقيقي إنت صعبان عليا أنا مابقتش بأشوفك زي الأول بقيت مشغول عني وحتى الوقت اللي كنا فيه سوا ولوحدنا وبعيد عن المشاكل لاقينها بتجري ورانا
نفخ بصوت مسموع ليعقب بعدها بوجهه الممتعض
ما هو ده مش بإيدي
وماينفعش أسكت أو ماردش!
مدت تقى يدها لتلتقط كفه احتضنته بين راحتيها الناعمتين أسبلت عينيها نحوه تقول له
أنا خاېفة عليك
تصنع أوس الابتسام معلقا عليها
عارف ده وبأطمنك
ثم قام بتغيير حوارهما لأمر آخر فسألها
متابعة القراءة