اوتار الفؤاد بقلم منال سالم

موقع أيام نيوز


مقنع
لأ.. هو .. أقصد يعني.. كان بيطمن عليا و..
رفع كفه مشيرا لها لتكف عن الكلام قبل أن يعلق عليها
خلاص فهمت.
أطبقت على شفتيها بقوة لتخفي ربكتها المحرجة منه أحست بسخونية تنبعث من بشرتها لتزيد من إحراجها أمامه تحاشت النظر نحوه وأطرقت رأسها للأسفل لتركز بصرها على أناملها التي تفركها معا. كان أوس من الفطنة ليدرك ذلك التوتر الخجل الذي أصابها بدا ابن عمه محقا في وجود بذرة لمشاعر نقية بينهما حتى وإن أنكرت هي ذلك وادعت العكس لكن لا ينفي ذلك ميلها إليه أولاها ظهره يأمرها بلطافة
عاوزك تاخدي بالك من نفسك تمام

ردت بصوت أقرب إلى الهمس
حاضر.
أضاف أخيرا قبل أن يتجه إلى باب غرفتها
أنا هتابع مع الدكتور حالتك ومتقلقيش .. كل اللي حصل ده عندي وهصلحه بطريقتي!
تعقدت تعبيراتها غير مستوعبة ما يرمي إليه ومع ذلك لم تجرؤ على سؤاله اكتفت بنظرات حذرة نحوه ودعها بجمود معتاد منه
سلام يا هالة.
ردت عليه بنبرتها الخفيضة
مع السلامة يا باشا.
انصرف بعدها ليتركها في حيرتها وتوترها وضعت هالة كفيها على وجنتيها لتتلمس بشرتها الدافئة سحبت نفسا عميقا لتستعيد به انتظام خفقات قلبها لم تتخيل أنها سترتبك هكذا في حضرته لمجرد سؤال عابر تساءلت مع نفسها في قلق وكأنها تستنكر احتمالية تعلقها بذلك الشاب
هو أنا إيه اللي بيحصلي بس
قادته أطراف الخيط التي جمعها مؤخرا من زيارات شبه منتظمة لزوجة أبيه في السچن ولقاءات غريبة مع ذلك السجين الذي حمل لقب نصف رجل إلى شخص بعينه هو من تولى مهمة تصريف المسائل القانونية وفقا لأهواء تلك الحقود ومن أجل منافع شخصية. ومع زيارة أكرم المفاجئة له أصبحت ظنونه حقيقة ملموسة غير قابلة للتشكيك. اقتحم أوس مكتبه للمحاماة وبصحبته عدد لا بأس به من أفراد حراسته الخاصة ليتحول المكان إلى محبس شديد الحراسة. هب نصيف واقفا فور أن رأه بهيبته الخاطفة للأنفاس ادعى الثبات مرحبا به بود زائد ليخفي خوفه منه
باشا مش كنت تقول إن سيادتك جاي كنت ...
قاطعه مشيرا بنظراته القاسېة
ابلع لسانك بلاش نفاق!
تجمد في مكانه مجبرا قدميه على الوقوف ثم ازدرد ريقه ونظر له في ړعب مسبب فرقع أوس بأصابعه لأفراد حراسته لينصرفوا من مكتبه ومع انسحاب آخر فرد قام بغلق الباب خلفه. زاد توتر نصيف وشعر باضطراب أنفاسه تنفس بعمق وتصنع الابتسام ليقول ببسمته اللزجة كمحاولة يائسة لاتقاء شره
شرف عظيم إن معاليك تنور مكتبي.
نظر له شزرا قبل أن يسأله بلهجة جافة لا تحمل ودا وليوقف محاولاته المهترئة لإدعاء صداقة وألفة لا توجد من الأساس
ليك يد في موضوع ليان أختي
باغته بسؤاله الصريح فتخشب جسده وتوترت عروقه النابضة صاح به أوس من جديد بقوة أكبر لترتجف أطرافه
رد عليا إنت ليك يد في اللي بيحصل مع ليان
وقبل أن ينطق حذره بشراسة
خد بالك لو هتكدب عليا مش هارحمك!
رد على الفور ومدعيا بالكذب
يا باشا ده خير المرحوم د. مهاب عليا تفتكر أنا ممكن أعمل حاجة تضر ولاده
غامت نظرات أوس في عدم اقتناع تابع مراوغته بازدراء محتقر ظن نصيف أن صمته المفاجئ دليل شبه مطمئن على احتمالية تصديقه لذا استجمع شجاعته الزائف ليكمل بروية
وبعدين سعادتك أنا بعيد كل البعد عن أي حاجة تمس عيلتك ولو سيادتك تسمح أنا ممكن أتدخل في الشق القانوني وأجيب حق ليان هانم وأخرسلك كل الألسنة اللي اتكلمت عنها و..
عاد ليصيح به مقاطعا إياه في غلظة
بلاش ألاعيب الحاوي دي معايا الوحيد اللي كان عارف بالورق إياه هو إنت وبابا مكانش بيثق في حد أد ما كان بيثق فيك!
تنحنح قائلا بنبرة شبه مرتبكة
وأنا.. استحالة أخون الثقة دي.
سأله أوس مباشرة بعينين ناريتين
رغد عرفت منين إن ليان مش بنته
اهتز صوته قائلا
م.. معرفش!
رمقه بنظرة تحمل شړا مضاعفا وهو يرد عليه بكلمات موحية بالټهديد
الظاهر إنك محتاج تفكر كويس قبل ما تجاوبني!
ثم تركه في مكانه متسمرا في حالة ذهول ممتزجة بالقلق والخۏف ليتجه نحو باب الغرفة وقف عند الأعتاب وأشار بيده لحراسته ليلجوا إلى الداخل وهم يجرون أحدهم مطأطأ الرأس وفي حالة يرثى لها ألقي الرجل عند قدمي المحامي نصيف ليطالعه في فزع مرتعد تساءل بصوت دب فيه الخۏف
مين ده
أجابه أوس بابتسامة شريرة كان قد تناساها منذ برهة
ده واحد من اللي أذوا أختي اتروق عليه وإنت هتحصله قريب.
ارتعش رهبة منه وارتد خطوة للوراء لينأى بنفسه من بطشه هتف بصوته المرتجف وهو يتصبب عرقا غزيرا باردا
يا باشا.. أنا ..
قفز قلبه في قدميه ړعبا وقد صاح به أوس
إنت محتاج تفكر كويس وأنا عندي المكان المناسب ليك.
وقبل أن يستوعب عقله ما ينتوي فعله به قبض رجلان من أفراد حراسته عليه ليقيدا حركته توسله بفزع وهو يقاومهما
يا أوس باشا ده أنا راجلكم من زمان مايصحش اللي بتعمله فيا حتى اعمل خاطر للمرحوم والدك الدكتور مهاب!
تجاهل استجدائه السخيف وقف قبالته يحدجه بنظرة مرعبة مال نحوه ليهمس له بصوت مخيف
وأنا غير أبويا..
 

تم نسخ الرابط