لحن الحياه بقلم سهام صادق
المحتويات
وهي تخبرهم عن كل شئ .. وشعرت بتخدر قدميها وتمتمت
هما مبيتعبوش زينا ليه
ونظرت إلى أعينهم المتحمسه لكل شئ يسمعوه منها
وجاء أحدهم يسألها عن أحد المساجد الاثرية وذلك بعد ان ترجم لها المترجم محتوي الكلمات فالشركاء الجدد كانوا أيطالين
لتحدق مهرة بالرجل الذي ينتظر إجابتها...ثم المترجم
وكالعادة رد معتز منذ ان بدئوا الجوله
الثقافه عندي بعافيه حبتين ياأستاذة مهرة
لتحدق به مهرة بحنق
لاء ديه مش بعافية بس ديه ماټت وأدفنت
لينظر إليها معتز متسائلا
هي مين اللي ماټت
وضحك وهو يجدها تبعده عن طريقها
ثقافتك يا أستاذ معتز
وبدء الرجل يسأل مجددا هو ورفقائه الآخرين فقد كان عددهم ثلاثة
لتتسع عيناها وهي تفكر في بعض الحكايات التي أتت بها من حصيلتها التاريخيه .. وبدأت تدمج المعلومات التي لا ترتبط ببعضها وسرحت فيما تقوله ..ليحدق بها معتز وهو يكاد ينفجر من الضحك
واعين المستثمرين تلمع بذهول مما يسمعوه وكل ماكان ينطقوه
وأخيرا إنتهت الجولة وكان في نهايتها لابد من حسن الضيافة وحسن الضيافة لا يكون الا بعشاء فاخر كما أخبرها معتز
ووقف معتز مذهولا من المكان الذي أصطحبتهم اليه
ايه ده ياأستاذة مهرة... هنأكل الإيطالين كشړي
لتتقدم مهرة من المكان بفخر
وماله الكشري ياأستاذ معتز
قولهم يجوا ورايا .. وأنت كمان
وحجزت طاولة لهم .. وهي تحذر صاحب المكان
دول سياح اوعي تفضحنا يامعلم
ليقف صاحب المحل مرحبا بهم
أهلا أهلا .. لا ياأستاذة ده احنا عنينا لمصر والسياحة
ونادي علي أحد عماله
واد يازيكو أحلي كشړي ينزل علي طربيزة الأستاذة وأتوصي بالشطه
بلاش شطه
وبدء المستثمرين يأكلون بتلذذ ويتسألون عن مكونات الطبق الذي أمامهم ومعتز يأكل ويجيب عليهم
ومهرة مندمجة في طبقها
ورن هاتفها فجأه ..لتخرجه من حقيبتها الصغيره المعلقه على أحد كتفيها
ونظرت لرقم المتصل الغير مسجل
لديها .. فتركت هاتفها على المنضدة وأكملت تناول طبقها
لينظر اليها معتز
خير ياأنسة مهرة
لتفتح مهرة الخط وهي تشير لمعتز بأن ينتظر لتري من يهاتفها
وأتسعت عيناها وهي تسمع صوت جاسم الغاضب
انتي فين
ليهتز الهاتف من يدها هاتفه داخلها
حتى التليفون اتفزع من صوتك
ونظرت أمامها على الطاوله وهي تحدق بالمستثمرين وهم يأكلون
احنا بنتعشا
فسألها جاسم بضيق
وبتتعشوا في أنهي مطعم ياأستاذة
لترفع مهرة عيناها نحو يافتة المحل البسيط
مطعم كده وخلاص
وتابعت قبل ان تغلق الهاتف بوجهه
سلام ياجاسم بيه عشان مش فاضيه
كان معتز يستمع الي المكالمه غير مصدقا بما تفوهت به مع صاحب الشركة
ووجد معتز فجأه أحد المستثمرين يهتف بأسم مهرة يشكرها بعربية ركيكة على كل شئ وعن سعادتهم بهذا اليوم
لتسترخي مهرة بجلستها وهي تضع ساق فوق الآخر مبتسمه ببلاهة
............
ألقي هاتفه پعنف علي الطاولة التي أمامه واعين ياسر تطالعه بفضول
قالتلك هي فين
ليزفر جاسم أنفاسه بقوه
ليلتها سودة بكره معايا ...انا تقفل في وشي التليفون
وأخذ يفرك عنقة پغضب...ليكتم ياسر صوت ضحكاته بصعوبه
...........
عادت مهرة من جولتها بأرجل منهمكه وقد خلعت حذائها قبل ان تصعد الدرج
لتجد والدة مرام تخرج من شقتهم و ورد تتبعها
كويس أنك جيتي يامهرة يلا عشان نتعشا سوا
لتنظر مهرة لهم بأرهاق
أتعشيت قبل مااجي ياأبلة صفاء .. انا دلوقتي بحلم بالسرير
فضحكت صفاء وهي تربت علي ذراعها بحنان
ربنا يعينك يابنتي
لتشفق ورد علي شقيقتها وكادت ان تعتذر من صعودها لأعلي
روحي انتي ياورد .. وسلمولي علي أستاذ عادل
وتابعت مبتسمه
وحشتني القاعده معاه ... يوم اجازتي هطلع ألعب معاه طاوله
لتبتسم صفاء وهي تخبرها أنهم ينتظروها في أي وقت
ودلفت لداخل الشقه... راكضة نحو المرحاض
..............
أنهت ورد سهرتها مع والدي مرام ..وذهبت لغرفة مهرة تطمئن عليها ..لتجدها غارقة في النوم
فذهبت لغرفتها ونظرت الي المال الذي أعطاها لها والدها وزوجته اليوم عندما جائوا يسألوا عن مهرة
فوالدها لم يكلف نفسه ويسأل عنها وكأنها ليست أبنته .. وأتجهت نحو فراشها تتسطح عليه
وقد قررت ان تخبر مهرة بمجيئه في الصباح
..................
نظرت مهرة الي المال الذي تضعه أمامها ورد قبل ان ترحل إلى عملها
ايه ده ياورد
لتنظر ورد لشقيقتها وهي تزفر أنفاسها بآلم
بابا ومراته امبارح كانوا هنا وسألوا عنك وسابوا الفلوس ديه
لتنظر مهرة للمال بأستنكار ..ثم وضعته بيد شقيقتها
اشتري بيه لبس ليكي ياحببتي ...فساتينك قدمة وبقيتي محتاجه لهدوم جديده عشان مظهرك في الشغل
وكادت ان تهتف ورد وتخبرها ان هي التي بحاجه لملابس جديده ولكن نظرت مهرة القاتمة جعلتها تصمت
..................
ذهبت مهرة للعمل بحنق وهي تتذكر المال الذي بالتأكيد مقابل لتضحيتها بسنة من عمرها تعمل وكأنها خادمة لجاسم الشرقاوي
وتقدمت من مكتبها دون ان تطالع مني او تلقي عليها اي كلمه ...لتتعجب مني من أحوالها ولكن عادت إلي
ما كانت تطالعه ..
وفجأة وجدت جاسم يخرج من غرفة مكتبه حانقا
مهرة
فنظرت إليه بعبوس متمتمه بصوت قد سمعته مني وسمعه هو
مش وقتك خالص
ونهضت من فوق مقعدها ..تتبعه إلي ان وقف في منتصف الغرفة
بتأكلي المستثمرين كشړي
.......................
أنتهي الصغير من نطق أحد الكلمات بالعربية ..لتضحك ورد علي طريقة نطقه .. ليقفز علي أحد الوسائد بفرح وفي تلك اللحظه دخل كنان ونظر إليهم بصمت ثم أتجها لغرفته التي يحتويها الجناح الواسع وكان يبدو عليه الأرهاق
فنظر جواد الي ورد وهو يضع بيده علي فمه
سنلعب بعد ان يخرج
لتضحك ورد هامسة
اتفقنا
ومر الوقت وقد نسيوا وجود كنان بغرفته ..وجاء وقت طعام الغداء ليتناولوه سويا و ورد سعيده من متعتها مع جواد الذي يسبق عقله سنوات عمره الخمس
وبعد مدة كانوا يجلسون يلعبون لعبة لحل الألغاز
ليمل جواد من تلك اللعبة ويقف يضع بيديه الصغيره علي خصره
هيا نلعب لعبة أخري ورد
فأبتسمت ورد وهي تزيل لعبة الألغاز من أمامها
اختار انت تلك المرة
فداعب الصغير ذقنه مفكرا ..
وجدتها
كانت ورد تجلس أرضا حتي تكون بمستواه وهو يعصب لها عينيها
سوف اطرقع لكي بأصابعي لتتبعي مكان وجودي أتفقنا
فحركت ورد رأسها ضاحكة .. وأتبعت طرقعت أصابعه وكلما أقتربت من مصدر الصوت كانت تجد نفسها تحتضن الهواء
وفتح جواد غرفة خاله فوجده مسطحا بالعرض علي الفراش نائما بعمق بسبب أرهاقه... وركض نحو الشرفه مختبئا خلف
الستار ومازالت أصابعه تطرقع ولكن بصوت خفيض
جواد اين انت
كانت تتقدم بخطواتها داخل الغرفة الي ان وقفت في منتصفها تستمع لصوت الطرقعه حتي تحدد أتجاه خطواتها
وأصبحت تتقدم بأتجاه الفراش ولا تدري بأن خطواتها اقتربت ....
الفصل التاسع.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
كل شئ حدث في ثواني معدودة ..وجدت نفسها تهوي علي الفراش .. وقد أنصدم رأسها بشئ صلب لا تعلم هويته وكأن الصدمه قد شلت عقلها فبدلا من ان تزيل العصبة التي علي عينيها أولا ...أمتدت يدها تستكشف ما حولها وياليتها لم تفكر في رحلة أستكشافها هذا ..فيدها أصبحت على صدر كنان العاړي
لتفيق على صوت كنان الذي أندفع من الفراش فزعا
ما هذا
ونظر حوله ليجد جواد يقف خلف الستار وقد ظهرت رأسه وعيناه تحدق بالموقف
ماذا تفعلون في غرفتي
وأرتعشت يد ورد وهي تزيل العصبة ..تعض علي شفتيها بقوة وقد أشتعل وجهها حرارة
ودون كلمة ركضت من أمامه هاربة دون رد
ليقترب منه جواد بخجل
كنا نلعب ...أسف خالو
..........
اخد يدور حول نفسه وهو حانق منها ...لتهتف مهرة ببرود أصبح يستفزه
وماله الكشري ياجاسم بيه
وتابعت بتهكم
هو حضرتك مأكلتهوش قبل كده
ليرفع جاسم يده مشيرا لها بأن تصمت ولكن
لاء شكلك مأكلتهوش ... كده فاتك نص عمرك
فيزفر أنفاسه پغضب وقد أقتحن وجهه
انتي ايه راديو وبيشتغل .. بره يامهرة بره
لتقطب حاجبيها وهي تطالعه
يعني ولا كلمة شكر ولا مكافأة
وترجعت للخلف پخوف من صوته
مكافأة...
وقبل ان يكمل باقي جملته وجد ياسر يردف إليه مبتسما
المسثمرين مبسوطين اوي من جولة امبارح ..
ونظر إلي مهرة التي علم بوجودها هنا من مني
وبيشكروا أستاذه مهرة علي اليوم الجميل ده
ثم تابع ضاحكا
وخصوصا الكشري
فتتنهد مهرة بزهو ثم ضبطت من وضع نظارتها علي عينيها
والله الايطالين دول ناس ذوق مش زي ناس
ليحدق بها جاسم بجمود بعد ان فهم مغزي جملتها
فأبتسم ياسر قائلا
بصراحه تستحقي مكافأة ياأستاذة مهرة
لتنظر مهرة لجاسم الذي وقف يطالعها بنظرات محتقنة
انا قولت كده لشخص ما .. بس للأسف في ناس عدوة النجاح
وفجأة صدح صوت جاسم غاضبا وقد تفاجأ ياسر من ذلك
بره علي مكتبك
لتبتسم وهي تنظر لياسر الذي وقف يطالعها بأستمتاع
الخصم يتلغي .. واظن أستاذ ياسر قال ليا مكافأة وتابعت وهي تخطو نحو الخارج
وحاسب علي ضغطك وانت بتقول بره ياجاسم بيه
خرجت ورد راكضه من الفندق بأكلمه وطيف ماحدث يمر أمام عينيها .. لتنظر حولها وهي تتحسس حرارة وجهها
انا ازاي وصلت لاوضته وسريره
وقبضت على كفيها بقوة
غبية ياورد
وسقطت دموعها وهي تسير دون ان تعرف الي اين ذاهبه فمساحة المنتجع ضخمه
انا كده هطرد بفضيحه
لتعود تتأمل المكان الذي هي فيه وقد كان قريب من الشاطئ ..
منظر ساحر أصبح أمامها جعل عيناها تتسع من الأنبهار
ومرت ساعه وهي وحدها تخشى العودة ورأت رجلان يأتيان من بعيد وعلمت بهوية أحدهم فالأخر بعد ان أشار علي مكان وجودها أنصرف
وأقترب منها معاذ بأنفاس مرهقة
انسه ورد ايه اللي جابك هنا ..المكان هنا مفيهوش حد
لتنهض ورد من جلستها متأملة المكان حولها
انا محستش بنفسي غير وانا هنا
ليبتسم لها معاذ وهو يشير إليها ان تتقدمه
سيد كنان مستنيكي في الفندق ..ولولا ان شنطتك والأمن قالوله انك مخرجتيش من المنتجع
وتابع ضاحكا
كان ممكن يبعتنا ندور عليكي بره المنتجع
وابتسم وهو يراها تطرق رأسها أرضا وقد ظن أنه خجلا ولكن شعور أخر كان يقتحم قلبها ولم يكن الا الخۏف... فعقلها بدء يصور لها مشهد طردها بعد اهانتها
وسارت مع معاذ الذي أخذ يثرثر معها بأمور عدة .. الي ان دخلت الفندق ووجدت جواد يركض نحوها
اسف ورد
فأنحنت ورد نحوه بتوتر تقبله علي لطافته ... واخذت تدور بعينيها باحثة عن كنان الي ان ظهر امامها بعد ان صافح أحد الموظفين
وأقترب منهم بنظرات تلاشتها
أريد ان اتحدث معكي ورد
وأشار إليها بأن تتبعه ..لتنظر الي معاذ الذي أبتسم لها مطمئنا ثم جواد الذي أمسك يدها يحثها على السير
لتدخل الي أحد الغرف وقد كانت نفس الغرفة التي تم فيها مقابلتها أثناء تقدمها للوظيفه
ليجلس كنان علي مقعده بأسترخاء
أجلسي ورد
وفور ان جلست اخذت تشرح له ماحدث دون ان تترك لأنفاسها العنان حتى أنها بدأت تنطق بعض الكلمات بالعربية والبعض الأخر بالتركية
وأخيرا تنفست
انا أسفه ولو حضرتك عايزني امشي وأنهي عقد عملي معنديش مشكله .. انا
متابعة القراءة