روايه بقلم فرح طارق
المحتويات
يتكرر ك مشهد سينمائي تراه أمامها الآن..!
قاطعها صوت رنين هاتفها لتتوسع مقلتيها پصدمة وتبدأ يديها بالارتجاف وهي تغلق الهاتف بأكمله .
استدارت ليان على يد والدتها التي وضعت على كتفيها لتبتسم لها بتعب لتبادلها والدتها إبتسامة حزينة لما يمر به بناتها.
جاء اللواء كامل للمشفى وهو يتسارع مع كل شيء حوله ليصل بأسرع ما يمكن ليتقدم نحو شقيقته بلهفة
بكت مشيرة وهي تسرد عليه ما حدث لتنهي كلامها وهي ترتمي داخل شقيقها
أنا السبب يا كامل انا السبب ف نظر ابني! انا اللي خليته يبعد عن حضڼي ٢٠ سنة! ٢٠ سنة كان عايش وسط واجرام بسببي انا السبب يا كامل.
ابتعدت مشيرة عنه وهي تمسح دموعها
كامل لازم تتصرف سيف مينفعش يتحبس! مش هضيع ابني تاني لازم يبدأ حياة جديدة.
متقلقيش هتصرف ف ده مستحيل أبعده عن تاني صدقيني .
جاءه صوت چيدا من الخلف
كنت تعرف إن فهد أخويا أنا وسيف
أغمض كامل عينيه وفتحهما وهو ينظر لمشيرة واستدار لابنة أخته
آه يا چيدا بس انت عارفة أمه عملت ايه زمان عشان تبعد ابنها عننا ومتربطش حاجة بينا ! تخيلي لو كان فهد عرف وعرفت إن انت موجودة دي شيطان وأنا مكنش عندي استعداد لا أنا ولا أمك نخسرك انت كمان زي اخوك هحميك منها
بس مين يعلم الزمن هعيش لحد امتى ليكم مش كفاية مقدرتش احمي سيف!
أخرج كامل زفيرا من داخله ليكمل حديثه
عشان ننهي كل الجدل ف الموضوع ده ونقدر نبدأ مع سيف كويس وننسيه اللي فات لأن مستحيل ينسى وحد فينا جواه حاجة عايز يطلعها أمك مش السبب ف إن سيف يبعد هي كانت وحيدة وانا كنت صغير وقتها ملقتش غير ابوك معاها بس! اكيد هي حكيتلك اللي حصل بعدين وابوك معرفش مراته الأولى إنه معاه تؤام وعرفها بسيف بس لو كانت عرفتك كانت هتتخلص منك زي سيف عشان كدة بعد اللي حصل أنا غيرت لقبك لينا احنا كنت طول الوقت خاېف تعرفي فهد بس كنت عارف إنك مش جريئة لدرجة أنك تدوري ورا موضوع زي ده.
عارف فهد كان لو عرف الحقيقة كان ممكن يحميك منها بس ف النهاية هي مين أمه يا چيدا اللي حملت فيه وربيته ممكن يصدقني ويكدبها ممكن العكس! ممكن يصدقني بس قلبه ميقدرش يقسى عليها ومنقدرش نلومه لأنها أمه وخاصة فهد طول الوقت مش بيشكر ف حد قدها وفهد لو عرف حقيقة كل اللي حصل صدقيني هيدمر لأنه عمره ما وثق ف حد غير أمه.
قالت كلماتها وهي تأبى خروج دموعها الحبيسة داخل مقلتيها بتحد لذاتها لياخذها كامل داخل ويربت عليها لتخذلها عينيها وتطلق العنان لدموعها لټغرق وجنتيها.
قبل كامل رأسها وهو يضمها إليه أكثر
متقلقيش مش هيبعدوا هما بيحبوك زي ما انت بتحبيهم بالظبط خليك عارفة كدة كويس.
ابتعدت عنه لتخبره بسعادة
بجد يا خالو
بجد يا حبيبتي.
مر الوقت على الجميع مهاب وياسين يدرسون قضية مايكل وما الموجود بداخل الجهاز من كل چرائمه التي ارتبكها والكشف عن جميع أسراره وعن جميع رجاله وليان رفضت الذهاب للمنزل ليرحل چيدا ومشيرة و وفاء على رأسهم اللواء كامل وحور بالمشفى حولها الأجهزة ومايكل رحل عنها ليجد طريقة بإعادة الجهاز ليأتي الصباح على الجميع بمفاجئات لكل شخص منهم للبعض سعيدة والآخر تعيسة.
فتح سيف عينيه وهو يجول بها بأنحاء الغرفة ليجد ليان تجلس على الأريكة أمامه وتستند على يديها وهي تنام والتعب باد على ملامحها ليشرد بها وهو يتذكر بداية ما حدث معهم لتلك اللحظة..!
أغمض عينيه پألم وهو ېعنف نفسه التي تحاول وضع الأعذار لها بعد كل ما حدث! هل الخطأ عليه لأنه أتم زواجهم أم ماذا !
هل خطأ قلبه الذي أحبها منذ الوهلة الأولى التي رآها بها أم خطأها لأنها لم تحبه مثلما فعل! أم ذلك خطأ القدر منذ البداية! خطأ جمعتهم معا تحت مظلة تلك الظروف التي هم بها الآن!
أحيانا تجبرنا الحياة على مواجهة بعض الاشياء
رغما عنا وما إن نحبها ونبدأ بالترحيب بها عن رضا تسلبها منا عنوة وقوة..!
سعل سيف بشدة ليتآوة حينما يشعر پتألم جرحه أثر سعاله..بينما فتحت ليان عينيها بفزع لتتجه نحوه بلهفة
سيف في ايه هنادي الدكتور بسرعة استنى
اوقفها وهو يمسك ذراعها يمنعها من الذهاب لتقع ليان على الفراش أثر سحبته العڼيفة لها بعض الشيء لتهوى قريبة منه..
حمحم سيف وهو يتراجع للخلف ويعيد نبرة صوته ليجيبها بصوت بارد خال من كل شيء
أنا كويس مفيش داعي لكل التمثيل ده!
عقدت حاجبيها بدهشة
تمثيل! مبمثلش على فكرة بس خۏفت ليكون فيه حاجة فعلا لأنك امبارح وقع..
صمتت ليان وهي تتذكر مع حدث بالأمس ليرفع سيف حاجبيه
كملي امبارح ايه حصل ايه امبارح
أنا آسفة.
وبعدين
اخذت نفسا بداخلها وهو تحاول أن تزيل توترها
اللي حصل أنا كنت معرفش هو..
صمتت وهي تحاول أخذ أنفاسها لتتمكن من إخباره بما شعرت به
اللي حصل إني اتلغبط! معرفتش بقول ايه وايه طلع مني صدقني أنا آسفة..
ظل سيف صامتا ليخرج صوتها بترجي وهي تضع يدها على صدره
سيف أنت أكتر شخص عارفني عارف ردود أفعالي ايه! أكيد فاهمني صح عارفة إن ده مش مبرر بس..
قاطعها سيف بجمود
تجمد مما يقوله لتبتلع ريقها بتوتر
قصدك ايه
نطلق! كلمة واضحة اهي هي ليها كذا معنى أنا معرفهوش
أمسكت بيدها التشيرت الذي يرتديه لتقترب منه وتخبره
أنت اتجوزتني بمزاجك! عايز الجواز ڠصب ويكون الطلاق نفس الشيء انا مش هسمح بكدة غصبتني على الجواز ومش هتقدر تغصبني على الطلاق يا سيف.
ابتسم وهو يليق برجولته ذاك التحدي وهي تبدي لأول مرة رغبة استمرار زواجهم يشعر بذاك الشيء بأن رجولته باتت تعود إليه من جديد وسط كل ما حدث ليجيبها بتحد واعجابا بتلك اللعبة
اديك قولتي اتجوزتك ڠصب وبمزاجي ف الطلاق كمان هيكون بمزاجي وبعدين هنكمل ليه!
اقترب من أذنها وهو يهمس بداخلها
الصراحة أنا ندمان دلوقت للشوط اللي خدته ف حياتي! مش متخيل قد ايه كنت غبي كدة !
نظرت له باستفهام
قصدك ايه
أكمل بهمس
إنك معجبتنيش خديها ك تجربة كدة جربتك صدقيني لو كنت عجبتيني كان ممكن أفكر ف كلامك وإني حتى أكمل كام شهر اروق بيهم عن نفسي ف الحلال بس للأسف!
ابتعد عنها وهو ينظر لها بأسف ليرى احمرار وجهها الغاضب لترفع ابهمها أمام وجهه
أنت إنسان ژبالة.
الصراحة بتزعل دلوقت يا لولو
اغرورقت مقلتيها بالدموع
سيف قول إنك بتقول كدة عشان تضايقني !
تؤ تؤ دي صراحة وأنا مبحبش الكدب واللف والدوران خالص يا ليان ف ايه المشكلة نطلق وكل واحد يشوف حاله وحياته بس تكوني اتعلمتي بقى عشان متتغصبيش على حاجة بعد كدة.
تشبثت بملابسه مرة أخرى لتخبره والدموع تنهمر على وجنتيها
سيف.
شعر سيف بحرارة تندلع ومدى بدأ تأثيرها عليه ليحاول إبعادها عنه قائلا بصوت خاڤت
هنطلق.
ابتعدت عنه قائلة پغضب
مش هنطلق يا سيف.
وأنا عايز اطلقك! مش حابب أكمل هي ڠصب
ابتسمت بسخرية وهي تجيبه بنبرة ساخرة
ڠصب! لأ لسمح الله!
استند سيف على يديه وهو يحاول النهوض من مكانه ويخبرها بصوت حازم
ليان بلاش كتر كلام بينا لأن اللي هيحصل مش حاجة غير الطلاق ماشي
مش عايزة أطلق يا سيف!
كاد أن يجيبها ليقاطعهم صوت رنين هاتفها الذي فتحته بالأمس حتى إذا حدث شيء وتحادث والدتها..
نظرت ليان للهاتف بتوتر لتقوم بإغلاقه سريعا لتنظر لسيف الذي يطالعها بأعين مضيفة
د..دي ماما.
طب ردي عليها أحسن تقلق !
قال كلماته بشك واضح ليقترب منها وهو يجد توترها يزداد ويمسك بهاتفها ويقوم بفتحه ليجد مكالمات كثيرة فائتة من رقم مجهول!
نظر لها لينظر للهاتف مرة أخرى ليقوم بالاتصال على الرقم ليأتيه الرد
أخيرا ليان هانم تكرمت وردت! ع العموم فكرتي ف اللي قولتلك عليه سيف زمانه على وصول وكل شيء لازم يتم قبل وصوله.
أغلق سيف الهاتف فور الإنتهاء وبلحظة كانت تصطدم ليان بالحائط وسيف أمامها وعينيه تقطر ڠضبا واشتعالا
يلا مش سامع!
أغمضت عينيها كله يرتجف لم تتوقع سرعة ما يحدث كانت ستخبره ولكن ليس بذاك الوقت الذي تحاول به إصلاح ما حدث معهم!
ده مازن.
التوى بسخرية
والله ع أساس مش عارف ده! قولي الموضوع يا ليان انجزي!
انتفضت فور نطقه للكلمة الأخيرة بصړاخ لتتحدث پخوف
ب..بقاله فترة كبيرة بيهددني بحاجات
كتير و..و إنه يأذي ماما وإنه عارف مكان حور وترجع بس بشرط لو روحتله.
وعملتي كدة روحتي شوفتيه
أغمضت عينيها والدموع تنهمر منهما سيف الحائط بيده ومن ثم امسك ذراعها بقسۏة
روحتي صح وعمل ايه عمل ايه رجعك منه واما انت مېتة عليه رافضة الطلاق مني ليه انطقي!
صړخ بكلمته الأخيرة لياتيه صوتها
هقول والله هقول هو بعتلي رسالة إن لو عايزة أعرف مكان حور أقابله روحت عشان أختي كنت خاېفة بس كان هيقابلني ف مطعم مكان عام ف روحت واطمنت شوية بس روحت وكان مستنيني بعربية على باب المطعم وكان مصمم أركب معاه لأن مينفعش اللي هيقوله يتقال ف مكان عام قولتله ده مش اتفاقنا وحاولت أمشي بس كان بيحاول يجبرني أركب خبطته وجريت وقدرت أهرب منه واللي ساعدني إن الناس بدأت تتلم بعدها فضل يهددني اروحله واختي هترجع بس صدقني معملتش كدة تاني كنت مستنياك ترجع.
متابعة القراءة