على حافه الهاويه بقلم سما سعيد
المحتويات
وعدك بقى يالولو
داخل شقة د احمد
جلس احمد يرمقها
ويترقبها وهى تمشط خصلاتها الغجرية
فسمعتة يتحدث قائلا كان نفسى يكون فرحنا زى فرح سامح وسمر
وكنت اتمنى اعملك فرح العالم كلة يحكى ويتحاكى بية
فنهضت منى واقتربت الية وجلست بجانبة على طرف الفراش
ومن ثم قالت عارف يااحمد انا اتعمللى فرح قبل
كدا وكان جميل
بس انا محستش بجمالة الناس كلها كانت مبسوطة وفرحانة
علشان محدش يحس بية واتصنعت الفرحة وانا جوايا حزينة
بس لما اتجوزتك واتكتب كتابنا فى الجامع
من غير اى معالم للفرح كنت اسعد انسانة بالدنيا
بجد سعادة متتوصفش جدا جداااا
وبرغم انى دخلت فى بيت مكنش بيتى وعلى عفش قديم
ونمت على فرشة نامت عليها زوجة قبلى وكمان
كل العفش والديكورات والادوات من اختيارها
ظل آحمد شاخصا اليها بكل اهتمام يراقب انفعالها
وحركة شفتيها بنطق الحروف المضطربة بصمت
استرسلت منى پبكاء قائلة عارف يا أحمد انا وافقت
على جوازى منك لية ومخدتش وقت بالتفكير
مش هقولك لانى حبيتك او كدا لاء انا دخلت البيت دة لسببين
اولهم وأهمهم ان بجوازى منك هكسب احساس الامومة اللى فقدتة
واللى ولا يوم من الايام ممكن الاقية بسهولة فى اى بيت تانى
والسبب التانى هو انى كنت عايزة ارتبط بإنسان محترم
يقدر يصونى ويتقى الله فية ويحافظ علية
حتى لو مكنتش بحبة وهو بيحبنى لانى اتعلمت انى مدورش
ع الحب اد ما ادور ع الانسان الوقور المحترم
اللى يصون كرامتى ويحافظ على مشاعرى
تحافظ على شعورى وتعاملنى بحنان
ومن ثم استطردت بإبتسامة خاڤتة من بين دموعها
وانت عملت كدا وحققتلى املى من اول موقف
حصل بينا فى الاوضة دى وكان اول يوم جوازنا
لما لقتنى بعيط خدتنى فى حضنك وتبطبط علية
وفى اللحظة دى اعجبت بيك ومشاعرى ابتدت تصحى من تانى
بعد ما قټلها كل المواقف اللى مريت بيها ف حياتى
ورضاك لية دة كان عندى بالدنيا كلها
مشاعر كتيرة اوى انا سمتها حب مش فية حب من اول نظرة
آحمد بسعادة ودة كان حب من اول حضڼ
آبتسمت منى بفتور ولكن دموعها كانت تصاحب حديثها
وهى تردف بإمتنان قائلة انت صنت كرامتى وعمرك ما حسستنى
انى هنا علشان ولادك بالعكس انت حسستنى انى زوجة وام لحنين وحسام
ورقة فى التعامل قدمتلى كل شئ ممكن اى زوجة تتمناة
ومن ثم استطردت بحزن انا كنت وحشة اوى من جوايا
كنت غدارة وغدرت بأقرب الناس لية
واكتر واحدة غدرت بيها هى آيات
فتحدث آحمد مستفهما آيات اللى هى مرات إياد ابن عمك
ومن ثم اردف بإستنكار لالاء مش معقول داانتوا اصحاب جدا
منى بإمتعاض طول عمرها شايفانى اخت وصديقة
وانا طول عمرى شيفاها غريمتى
ومن ثم استطردت بأسف انا غدرت بيها وكنت هتسبب فى طلاقها
من مصطفى الله يرحمة آكتر من مرة لمجرد انى بحبة
يبقى دا حق مشروع ولازم اردة لية
وانة من حقى مش من حقها بس ربنا كان بيسترها معاها
لانها كانت قريبة من ربنا وجواها كويس جداا
اما انا فكنت مغيبة تماما وبعيدة كل البعد عن ربنا
وهى اللى وقفت جمبى فى محنتى ورجعتنى لصوابى من تانى
كان لازم اتوجع علشان افوق
واتوجعت واتألمت وانجرحت وعانيت بجد
ومن ثم اردفت وهى تحتضن يدة وجيت انت ياحبيبي بكل بساطة
وبكلمة واحدة منك دويت كل جروحى
ومحيت اى ذرة الم انا اتعرضتلها
تتجوزينى يامنى يااااااة قد اية كانت كلمة جميلة
وكانت نتيجتها انها حولت حياتى لجنة على الارض
تركت يدة ومن ثم قبلت يدها من الامام ومن الخلف
وهى تقول بخشوع اللهم لك الحمد والشكر
اطلق احمد تنهيدة عميقة ومن ثم قال بجدية
كل واحد مننا لية جانب من الظلام وجانب اخر من النور
واللى بيبعد عن ربة بيدى فرصة للشيطان والعياذ بالله
انة يتملك منه والجانب المظلم بيطغوا ع الجانب المشرق
تحدثت منى ودموعها تنهمر ندما وأسفا وانا بغبائى وحقدى
ملكت الشيطان منى وكنت هتسبب فى طلاق آيات
من مصطفى الله يرحمة وانى بعد ما يطلقها
هقرب منة واحسسة بحبى علشان يتجوزنى
من غير ما افكر ولا احط فى اعتبارى ان لو كان ربنا
مقدرلى انى اكون مراتة كنت هبقى من غير كل اللى انا عملتة دة
مد احمد يده ليمسح دموعها فألقت بجسدها بين ذراعيه
وهى تقول بحب مكنتش مفكرة ان ربنا شايللى الاحسن
واللى هو انت وحبنا المتبادل مش اللى من طرف واحد
وكمان حب لراجل متجوز ومكنش من حقى
وجعللى فيك نصيب علشان اكمل حياتى
من غير ما ينقصنى اى شئ
اكمل حياتى مع جوزى حبيبي وولادى حنين وحسام
ابتعدت عن صدرة وهى تقول بحزن
عارف الحاجة الوحيدة اللى اتمنتها من قلبى
رمقها أحمد بترقب ولزم الصمت ليحثها على البوح بكل ما يختلجها
فأردفت منى وقد عادت الدموع تترقرق بعينيها
كان نفسى انى اجيب طفل منك يااحمد
احتضن أحمد وجهها وهو يقول مبتسما وحياتى بلاش تعيطى
ابتسمت منى بسعادة وهى تقول لاء مش هعيط وحياتك
لانى سعيدة جدا وراضية باللى قسملى بية ربنا
ومش عايزة غير حنين وحسام وانت وحبك لية
ضمھا احمد بحب ومن ثم قال وانا متمناش
غير انى اشوفك سعيدة ياقلبى
ابتعدت منى عن صدرة وهى تقول بسعادة قلبك
اول مرة اسمعها منك
وبغتة استمعوا الى بكاء حنين الصغيرة
فتحدثت منى بخفوت احمد حنين بټعيط
سيبك منها
منى مبتسمة تهون عليك
آحمد بإستياء وهو ما زال محتضن وجهها بكلتا يدية
مش قادر اسيبك
قبلتة منى من وجنتة ومن ثم قالت وانا كمان
مش قادرة اسيبك بس هروح اشوفها ومش هتأخر
عليك
فتركها احمد تنهض وتمضى الى حجرة حنين
وبعد دقائق وجدها تدلف الية
البارت الخمسون والاخير
كيف ستجعل آيامى تمضى
بعدما سلبت منى آنفاسى ونبضاتى
آسيجن عقلى أم ستتبعثر خفقات قلبى
داخل شقة إياد العطار
كان إياد يجلس بحجرة المعيشة يشاهد التلفاز
فى حين كانت آيات تصنع لة فنجانا من الشاى الساخن
اقبلت آيات الية بطلتها الانثوية الخلابة فقد كانت
ترتدى قميص نوم اسود براق طويل ذو شق سفلى من الامام
اطلقت العنان لخصلاتها البنية تسترسل على كتف واحد
جعلت طلتها جذابة وقد قامت بوضع احمر شفاة
لونة احمر صارخ وظلال جفون سموكى
فكانت طلتها رائعة بمعنى الكلمة
وضعت ما بيدها اعلى المنضدة
فتحدث إياد دون النظر اليها قائلا تعرفى ان الشقة هادية
من غير روكا كويس ان امى خدتها تبات معاها الليلة دى
اهو تريحنا من زنها شوية
آيات بإمتعاض وهى لازالت واقفة اخص عليك يا إياد
دى الشقة وحشة من غيرها خالص
وانا مسبتهاش اللا لما لقيت ماما رقية نفسها ان روكا
تبات معاها وسبتلها الببرونة بتاعتها علشان لو جاعت بالليل
وآنذاك الټفت إياد اليها ورمقها بإنبهار حينما
رأى طلتها الخلابة كجمات السينما
خفق قلبة وهو يشاهدها بهذة الاطلالة الرائعة
المٹيرة والخلابة بأن واحد
اخرجة من شرودة صوتها المستاء وهى تقول
انا مش عارفة انا هنام وهى مش معايا ازاى
فنهض إياد وجذبها الى صدرة وهو يقول
هتنامى فى حضنى انا ياتوتة
ومن ثم استطرد بسعادة قائلا اية الجمال والطعامة دى كلها
ابتعدت آيات عنة وهى تقول بتغنج عفوى لسة واخد بالك منى
إياد بمرح واخد واخد بس كنت عامل مش واخد يعنى تقلان
فضحكت آيات بمرح ومن ثم اقبلت نحو الشموع وقامت بإشعالهم
فذهب إياد
آنذاك واحفض الاضاءة
ورفعت ذراعيها شعر بتمايلها بخفة بين يدية
فأيقن بسرعة بديهتة آنها تود ان تراقصة رقصة هادئة
نظرت آيات الي عينية ومن ثم قالت
تسمحلى بالرقصة دى ياحبيبي بس من
غير موسيقى
اسرح انت بخيالك وانا هسرح بخيالى
وكأننا سامعين نغمات هادية
فتحدث إياد بحب كنت عارف انك حسيتى بية فى الفرح
وبرغبتى انى عايز اخدك فى حضنى وارقص معاكى
آيات مبتسمة علشان كدا فكرت انى لازم احقق رغبتك دى
بس لوحدنا فى شقتنا وعلى راحتنا
كان إياد يراقصها على دقات قلبة التى تتصاعد وتتهابط وكأنها
سيمفونية ذو ايقاع مختلف حينما كانت تتصاعد خفقاتة
وحينما يعود ايقاع نبضاتة الى الرتم الخاڤت
انفرجت شفتية بنبرة رخيمة قائلا هتفضلى تحبينى كدا لحد امتى
رمقتة آيات بعينيها البندقية الساحرة ومن ثم قالت
بكل جوارحها هفضل احبك طول عمرى ياعمرى
إياد بخفوت مش هتملى منى
آيات بمراوغة اممممم بصراحة همل
فى موقف واحد بس لو اهملتنى
داعب إياد خصلاتها البنية وهو يقول انا اقدر اهملك ياتوتة
داانتى روحى وقلبى وكل حياتى
آيات بإمتعاض مصطنع اة ممكن تتشغل عنى
بعد ما تبقى فنان مشهور والمعرض بتاعك يكسر الدنيا
واللوح تعجب الناس وتتباع وتبقى غنى ومعجبيك يكونوا
بنات حلوين اللى تطلب منك تمضيلها اوتجراف
واللى تطلب تتصور معاك واللى تطلب انك ترسملها صورة
ساعتها هتهملنى وتنسانى ومش هتسأل فية وهتركن ع الهامش
توقف إياد ومن ثم قال بلوعة العاشق المتيم
دا من مليون المستحيل انة يحصل
بالذات بعد كل اللى جرالنا ياتوتة
حبنا قابل مشقة وصعوبات واحزان كتيرة جدا
امسك ذقنها برقة وهو يردف قائلا
وصعب ان القمر بتاعى دة يتركن ع الهامش
فضمتة آيات بحب وسعادة قد غمرتها فكلماتة تبثها
السعادة وتشعرها ايضا بأنها تحلق بعيدا عن ارض الواقع
هل شعور الاريحية لة مذاق اخر
غير الذى أشعر بة
وتوالت الايام السعيدة وآقام إياد معرضة والذى لاقى
اعجاب ونجاح كبير جدا من النقاد والمدعويين
لقد وضع بلوحاتة الحب والصبر والحنين وخطهم بكل جوارحة
اقترب إياد الى زوجتة آمام مرآى الجميع بالمعرض
امسك يدها ولثمهم بحب ومن ثم وهب نجاحة الى زوجتة ومليكة قلبة
فشعرت آيات بالسعادة التى دفعها إياد نحوها
فدلفت الى قلبها بقوة
وحينما عاد العاشقان الى منزلهم
فاجأتة آيات بحفلة صغيرة دعت جميع افراد عائلتها
ومرت ليلتهم بسرور وبهجة
وبعد آن وضع إياد ابنتة بداخل فراشها الصغير
همت آيات برفع الاطباق عن الطاولة
والتى كان بها قطع الحلوى التى صنعتها بيدها
فساعدها إياد يد بيد وحملهم الى حجرة الطهى
كان يترقبها بحب وهى تقوم بتنظيف الاطباق وتعطيها الية ليجففهم
وحينما كانت آيات منهمكة بتنظيف الاطباق
آطلق إياد صافرة خاڤتة لكى تتوجة بنظراتها الية
فبالفعل فعلت آيات ذلك وقد منحتة ابتسامة رائعة
وجدتة يرنو اليها ويغمز بإحدى عينية ويرمقها بمغزى
فأيقنت آيات ما يودة فأشاحت بوجهها بعيدا عنة
وهى تتبسم بخفة وانهمكت بما تفعل
لفت نظرة خصلة متمردة من خصلاتها تداعب عينيها
فتقوم آيات بإبعادها بظهر يدها
فإقترب إياد اليها وقام برفع تلك الخصلة واعادها لنتضم الى
باقى الخصلات الحريرية اهداها ابتسامة مريحة
ومن ثم عاد آدراجة ليستكمل عملة بتجفيف الاطباق
وكان من حين الى اخر يترقبها وهو يلوح اليها
بأبتسامتة الجانبية الجذابة التى تنبعث منها عاطفة جياشة
فتقاطعت نظراتهم فرآت آيات نظرة دفء فى عينيه
وحينما انتهوا من عملهم نظر إياد نحوها فوجدها
تجفف يدها بواسطة منشفة صغيرة
تبادلا نظرات العشق واللوعة والنهم بينهما
كان يقترب اليها بخفوت وهو يكبلها بنظراتة
وبخفة ظلة كان يرمقها بمشاكسة
لاحت على شفتيها ابتسامة مرتبكة وظلت ترتد الى الخلف
وبغتة ارتطمت بالحائط فإندفع إياد اليها وحاوطها بذراعية
التى وضعهم بجانبها فوق الحائط
ابعدت آيات احد ذراعية وأسرعت لتمضى من امامة ولكن إياد مد يده
ومسك كتفها وجذبها ليحتجزها بين ذراعية مرة ثانية
وأعاد إسنادها الى الحائط
وحينما وجد اللون القرمزى تدفق الى وجنتيها
الملساء التى تتسم بتوردها الطبيعى
ولكن بتلك الحالة اللون القرمزى يصبح طاغيا
على الفور تحسسهم
متابعة القراءة