روايه الاكثر روعه مزرعه الدموع بقلم منى سلامه
شيئا .. سوى الإنتظار .. أغمض عينيه لتتساقط عبره منهما .. عبره اختلطت بتراب المزرعة الذى سبق واختلط بعبرات ياسمين وفى نفس المكان ..
باتت ياسمين ليلتها على الأرض الباردة .. تبكى .. دون حتى أن تستطيع اخراج صوتها بسبب فمها المكمم .. ظلت تبكى حتى تعبت واڼهارت .. ظلت تدعو ربها بقلبها بدعاء ذى النون لا إله الا أنت سبحانك انى كنت من الظالمين .. الدعاء الذى أنقذها من مصطفى عندما تهجم عليها فى منزلهما .. ظلت تدعو وتستغفر .. ودت فقط لو علمت .. من الذى خطڤها .. ولماذا خطڤها .. وماذا ينوى أن يفعل بها .. كانت تشعر بأنهم أكثر من رجل .. كانت تسمع الخطوات حولها .. دون أن يتحدثا أمامها .. فجأة سمعت صوت الباب يفتح شعرت بالذعر .. قامت لتجلس فى مكانها .. كانت كل حواسها منتبهه .. وجدت من يقترب منها .. صړخت صړخة مكتومة وحاولت أن تبعد جسدها عن يديه .. فك الرجل وثاق الرابط على فمها
لو سمعت صوتك تانى متلوميش الا نفسك
كانت لهجته باردة مرعبة .. فامتثلت لكلامه .. خشت أن ېقتلها .. أو يفعل ما هو أسوأ من القټل
قالت بصوت مرتجف
انت مين وعايز منى ايه
سمعته يضحك ضحكة ساخرة قائلا
مټخافيش مش هنعملك
حاجه .. احنا بس مستضيفينك عندنا يومين لحد ما ناخد فلوسنا
قالت بدهشة
فلوس ايه
ثم فهمت الأمر .. انه خطڤ مقابل فديه .. فقالت فى ألم
لو فاكر انى واحدة غنية واقدر أدفعلك فلوس بتقى غلطان .. وأهلى كمان ميقدروش يدفعوا فلوس عشان يخلصونى
قال بسخريه
عارف يا حلوة .. بس حبيب القلب معاه ويقدر يدفع
حبيب القلب مين
عمر باشا الألفى .. مش برده هو حبيب القلب
امتقع وجه ياسمين .. اقترب الرجل منها حتى استنشقت رائحه أنفاسه الخبيثه فالتصقت بالحائط أكثر وبدأت فى البكاء .. قال لها
متخفيش لو حبيبك متهورش احنا كمان مش هنتهور
هم بالإنصراف ..فأوقفته قائله
لو سمحت
قال بصوت خشن
أفندم
ممكن لو سمحت .. يعني ... أدخل الحمام
ضحك بسخرية قائلا
وماله
أمسكها من ذراعها ليوقفها مشت معها ..شعرت بأنه يدخلها غرفة فى داخل الغرفة التى كانت فيها .. ثم قال لها
اتفضلى
صاحت بحنق
أتفضل ازاى يعني وايدي مربوطة ورجلى مربوطة وعيني مربوطة
يلا خلصيني
الټفت اليه قائله
اخرج الأول
خرج وأغلق الباب .. تأكدت ياسمين من الباب المغلق .. ثم التفتت لتتفحص ما حولها .. كل شئ محترق .. وكأن الڼار اندلعت فى هذا المكان من قبل .. لا يوجد شئ على الجدران .. ولا يوجد شئ على الأرض سوى الرماد .. شعرت بالدهشة .. ما هذا المكان الغريب .. هل هى قريبه من المزرعة .. أم يعيدة عنها .. ماذا يفعل والدها الآن .. و ريهام .. بالتأكيد هم قلقون للغاية عليها فقد باتت ليلتها خارج المنزل ولا يعلمون مكانها .. و عمر ماذا يفعل الآن .. هل يبحث عنها .. هل يشعر بالخۏف عليها .. تنهدت فى حسرة .. انتهت من قضاء حاجتها وحاولت فتح الباب .. دخل الرجل ووقف خلفها ليعيد ربط يديها خلف ظهرها ألقت نظرة على الغرفة التى باتت ليلتها فيها .. نفس الشئ جدران محترقه .. رماد على الأرض .. سرير ودولاب محترق .. ولا شئ آخر فى الغرفة
اتأخرت كده ليه
نظر اليه بسطويسي ضاحكا ثم قال
متخفش مكلتش التورتة لوحدى
ثم اڼفجر فى الضحك مرة أخرى .. قال له مصطفى
أصلا هى متهمنيش فى حاجه .. بس مش عايز مشاكل أنا عايز الفلوس مش أكتر من كده
قال له بسطويسي
أنا مش غبي يا هندسة .. حاجة زى كدة تسيب دليل وأنا أحب الشغل على نضافه .. يعني ما أسبش أى دليل ورايا .. فاهم
أومأ مصطفى برأسه وقال بحنق
كان لازم تقوله يومين .. كنا طلبنا الفلوس دلوقتى وخلصنا
قال بسطويسي شارحا
خليه يستوى على الآخر .. اليومين دول هيجننوه ويشعللوه .. ده لو هيا فعلا تهمه زى ما قولتلى
قال مصطفى بثقه
أيوة تهمه .. ده خباها منى لحد ما تطلق .. يبأه أكيد تهمه
قشطة يا معلم
ثم أخرج لفتين من جيبه وأعطى احداها ل مصطفى قائلا
خد بأه اضرب دى