روايه الاكثر روعه مزرعه الدموع بقلم منى سلامه
المحتويات
ثم قالت
وازاى أسيب ياسمين لوحدها
ياسمين مش لوحدها .. جوزها هنا .. عمر .. وكمان طنط كريمه هنا
أخذت تفكر .. ثم قالت له فى حيرة
مش هقدر أمشى من هنا يا كرم إلا بعد ما أطمن ان ياسمين هى كمان هتبقى مع عمر فى بيته .. ومش هتعد هنا لوحدها
قال كرم مطمئنا
متقلقيش أنا واثق ان عمر هو كمان هيعجل بموضوع الډخله .. عشان الوضع كدة مش مظبوط .. يعني مينفعش تعدوا انتوا الاتنين لوحدكوا .. وفى سكن عمال طالعه نازله .. وكل واحدة متجوزة راجل يسد عين الشمس
خلاص .. شوف انت عمر ناوى على ايه .. بس أنا مش همشى من هنا طول ما ياسمين أعده .. مش ممكن هسيب أختى لوحدها .. وفى ظروفنا دى .. احنا خلاص بقينا لوحدنا وملناش الا بعض
اقترب منها كرم ومسحها على وجنتها فى حنان قائلا
وأنا روحت فين .. انتى مش لوحدك يا ريهام .. أنا معاكى .. ومش عايز تقلقى من حاجه طول ما أنا معاكى
عارفه يا كرم .. تعرف انت اللى كنت بتصبرنى الأيام الىل فاتت .. كنت بفرح لما كنت بتكلمنى كل شوية وبتطمن عليا .. خلتنى أحس ان مش لوحدى
ابتسم قائلا
طبعا مش لوحدك
ضحكت ريهام وأخفت ضحكتها بيدها فأكمل قائلا
ولا تقوليلى سيب الباب مفتوح .. ولا كده مينفعش يا كرم .. ده انا هخلص منك القديم والجديد ..
وأنا اللى بقول عنك طيب ومحترم
صاح فى مرح
لا محترم ايه .. مين اللى ضحك عليكي واداكى الفكرة الغلط دى عنى .. أنا عندى ميول شديدة للإنحراف بس مكنتش لاقى اللى يوجهنى .. اديني بس فرصتى وأنا أثبتلك صوت وصورة
صاحت ريهام وهى تكتم ضحكاتها
كرم اطلع بره
ابتسم قائلا
ماشى .. هطلع .. ليك يوم يا جميل
بس عارفه كويس
انى جيت .. على الأقل شوفت ضحكتك الحلوة دى
نظرت اليه بحب وقالت مبتسمه
ربنا يخليك ليا يا كرم
ريهام
مممممممم
اوعى تبصيلى البصه دى تانى وتتكلمى بصوت مسهوك كده طول ما احنا هنا فى المزرعة .. لما نسافر القاهرة وندخل بيتنا ابقى انحرفى براحتك
هتفت قائله
قال بهمس
يا ريهام أصلك متعرفيش صوتك الحنين ده وانتى بتقولى ربنا يخليك ليا يا كرم عمل فيا ايه
تظاهرت ريهام بالجديه وقالت
كرم بجد اطلع بره .. كده اوووفر
نظر اليها بغيظ .. ثم فتح الباب وقبل أن يخرج ثم خرج مسرعا وهو يضحك .. قالت ريهام يغيظ بصوت منخفض
ماشى يا كرم
دخلت ياسمين الى دار الأيتام بصحبة عمر .. توجهوا الى مكتب المديرة وتبرعت ياسمين بمبلغ لمساعدة الأطفال .. كصدقة جارية لوالدها ووالدتها رحمهما الله .. كان عمر يراقبها بعينين حنونتين وهى تتحدث مع المديرة .. رق قلبه لتلك الفتاة التى أمامه والتى كلما رآها شعر بقلبه كعصفور صغير يرفرف بجناحيه داخل صدره .. شعر بسعادة غريبة تسري فى كيانه كله وهو ينظر اليها والى أفعالها الطيبة .. حانت التفاته منها وتلاقت أعينهما .. كانت نظرته شغوفه حنونه تشى بحب واضح لا يمكن أن تخطئ فى تفسيره .. أشاحت بوجهها فى خجل .. أخذتهم المديرة الى حجرة بعض الأطفال وأخذت تتحدث عن المجهودات التى تبذلها الدار لعلاج أولئك الأطفال الذين فقدوا زويهم .. نظرت ياسمين الى الأطفال البريئة التى تلعب فى مرح .. ترقرقت عيناها بالعبرات .. حمدت ربها أن أمد فى عمر أبويها حتى ربوها وكبورها هى و أختها .. أما هؤلاء الأفطال المساكين معظم لم يروا زويهم .. وتربوا بدونهم .. وسيكبرون بدونهم .. شعرت بالعبرات تندفع من عينينها كالشلال وهى تنقل بصرها من طفل لآخر وضعت كفها على فمها لتكتم شهقات صغيرة كادت أن تفلت منها .. نظر اليها عمر و خفق قلبه .. رفع ذراعه وأحاط كتفيها وقربها منه .. و .. قبل رأسها .. انتبهت ياسمين لقربها منه .. فرفعت عينيها الدامعتين اليه فى خجل لتصطدم بنظرة حنان فى عينيه .. ثم تبتعد عنه .. مسحت دموعها .. اقترب عمر من أحد الأطفال .. كان طفلا صغيرا فى الثالثه من عمره .. يمسك لعبة مكونه من جزءين فشل فى تركيبهما فأخذ يبكى .. أمسك عمر منه اللعبة وركبها و ابتسم الى الصغير وأعطاه اياها ومسح على شعره .. وقف مرة أخرى بجوار ياسمين ينظر للطفل الذى يلعب بلعبته فى مرح .. نظرت اليه ياسمين قائله
الټفت اليها بدهشة قائله
عملت ايه
قالت شارحه
مسحت على راس طفل يتيم .. اللمسه دى ثوابها كبير
نظر اليها بشغف قائلا بصوت هامس
كويس يعني معايا كنز حسنات ..
متابعة القراءة