روايه مدثر بقلم محمد محسن حافظ

موقع أيام نيوز


أمي أمينه على الفور وهي تحتضني بهذا الحنان عند عودتي من ايطاليا كم اشتاق لها ثم ينظر بكر الى طارق ويقول لزوجته تعرفي مين ده يا ام هشام وقفت مبتسمة لتقول كيف اعرفه دي اول مره اشوفه فيها يبتسم طارق ويقول انا طارق عبد الحميد الراوي كانت إجابته بمثابة صدمة لها بكل المقاييس ظهرت علي وجهها علامات الفرحة والحزن والدهشة في آن واحد فتحت فمها وذراعيها دون ان تتكلم مرت ثواني قبل ان تقترب وتضعه بين ذراعيها وهي تقول حبيبي يا طارق يا ولدي بركه اني شفتك قبل ما اموت ثم تصرخ وتقول يا ايمان يا سعاد تعالوا بسرعه لم نكن نعلم من ايمان ومن سعاد الى ان جاءتا

الأولى كانت في سن فريده تقريبا جميلة بجلبابها المزين بألوان الشجر فوق رأسها طرحه سوداء اما الثانيه فكان عمرها يفوق الستين بقليل ظهر علي وجها الحزن والكآبة فلم أراها تضحك مثل ايمان او ام هشام وحين وقفوا أمامنا اقترب بكر من سعاد وأمسك بذراع طارق ليقترب وهو يقول دي تبقي عمتك سعاد يا طارق اختي واخت ابوك ابتسم طارق وهو يقول ازيك يا عمتي اما سعاد فرفعت يدها ببطء شديد وهي ترتعش ناظرة في وجه طارق الى ان دمعت عينها وضعت يدها على وجه طارق وهي تقول والدي ابن الغالي انا مش مصدقه عينيا ليقبل طارق يدها وهو يقول وانا مبسوط اني شفتك يا عمتي تضع رأسه فوق صدرها وتبتسم أخيرا ثم انتبهت فجأة لتقول اخوي فين.. فين عبد الحميد ليقول هشام والله يا عمتي اول ما وصلنا مش عارف راح فين يضحك بكر ويقول
انت متعرفش لكن انا عارف وسعاد كمان عارفه هو فين
لتقول سعاد انا ريحاله لتجري الى الباب في حركة متسارعة فيأمر بكر احد الحراس بالذهاب خلفها.
الكبير
وقف وهو يسند نفسه على العصا عيناه تذرف الدموع وهو يقول بصوت واضح 
يااااااااه علي السنين اللي بتبعدنا عن اغلي الناس والله ڠصب عني فراجكم اتواحشتكم بعدتني الدنيا عنيكم ونسيت نفسي ونسيتكم اااااه لو يرجع بيا الزمن ما كنت بعدت واصل حتى لو اخواتي ظلموني كان كفايه افضل هنا حتى لو اشتغل بالأجرة انا حاسس زي ما يكون روحي ردت فيه دلوقتي ولو مت ھموت مرتاح ساعة الشړ مرة والشيطان بيرسم حواديت وحكايات واحنا بنطاوعه وبتمشي معاه اربعين سنه مروا من عمري كنت فاقد الامل اني ارجع ما هو مكنش ينفع ولو كنت عملتها كان واحد فينا ھيموت يا انا يا بكر سامحوني مكنتش اد الامانه كان لازم استحمل واقول اخواتي حتي لو ظلموني ياريت تسمحوني..
هيسمحوك يا اخوي احنا اللي ظلمناك وربنا شاهد على كلامي اتواحشتك يا عبد الحميد
قالتها سعاد وكان عبد الحميد ينظر لها في دهشة وهو يرفع سبابته بوجهها والحزن يعلو ملامحه ويقول
انت انت لترد عليه ايوه انا سعاد اختك.
تختل قدم الكبير لتسنده سعاد ثم يرتمي في حضنها لتقول سامحني يا خوي سامحني يا عبد الحميد
منزل بكر من جديد
ايه يا ايمان سلمي علي ابن عمك
تمد يدها في خجل وتصافح طارق قالها بكر وأكمل ناظرا إلى أم هشام يلا خدي فريده معاكي عند الحريم وحضرولنا الوكل زمان الضيوف ميتين من الجوع ليقول شريف اااه وووالله ججاعننين ججداا لتبتسم ام هشام وفي يدها فريده وتقول دقايق الوكل يبقي جاهز.
ثم تقترب ايمان من فريده وتسألها
مين اللي واقف جنب ابويا ده
تقول فريده وهي تنظر لها
اسالي عن اي حد بس بلاش ده.
طبعا عرفتم بتسأل علي مين
بقلم
محمد محسن حافظ
مدثرالجزء العشرون
ارتدينا جميعا جلابيب صعيدية فكان المنظر العام يوحي بالضحك وكانت تلك أول مره لم افعلها بالنسبة لي قبل ذلك عاد الكبير وأخته سعاد وهي متعلقة بيده في قوة إلى أن وقف و التقط يدا أم هشام ليصافحها بكل شوق زاغت نظراته صوب إيمان ابتسم وقبلها في جبينها فكانت هذه المرة الأولى التي يراها في حياته.
انتبه أخيرا لنا ومن ما نرتديه ليقول يا مرحب بالصعايدة تنطلق الضحكات ثم يقول وليد كل ده يا كبير احنا مستنينك ھنموت من الجوع كنت فين يجلس الكبير على رأس الطاولة المستطيلة وقد ترك بكر له القيادة عن طيب خاطر ليقول كنت بزور الغالين يا وليد يا بني امتلأت الطاولة بالطعام الشهي تداخلت الأيادي وبدئت المعارك تدور بين جميع الأطراف من شدة الجوع بلع بكر ما في فمه من طعام ثم قال الله يبارك في اللي جمعنا بعد السنين دي كلها لترد ايمان اللهم امين يا تري يا بوي مين اللي قدر يعمل كده بعد العمر ده كله تتجه الأنظار نحوي لتقول فريده اكيد صاحب القلب الطيب مدثر شعرت بالخجل مما قالت وحاولت أن أفكر في الرد على جميع كلمات الثناء بكلمة شكرا أو انا معملتش غير اللي كان لازم يحصل من زمان انت مش سهل بتعرف ازاي تخطط وترتب علشان توصل للي انت عاوزه بتستخدم دماغك كويس اووي المفروض تشتغل في المباحث معايا قالها هشام و ألحق طارق الكلام بقوله مش بس كده في حته كمان محدش واخد باله منها هو بيدخل القلب بسرعه اووي انا مش عارف بصراحه ازاي يتباع في ثانيه كده سنحت لي الفرصة أتكلم قائلا مش كل الناس زي بعض ومحدش هيشوفني كويس غير لو هو من جواه عاوز كده والعكس صحيح انا بعامل الناس بقلبي وبسلم امري لربنا وبعد كده بقي كل واحد حر في قراره بس فعلا انا عينيه كانت متغميه مكنتش شايف الاول حاجات كتير بس مع الصدمات بتتكشف قدامنا حقائق كانت غايبه عنا ببس اانت ككانسسان مشش ووححش ييا ممدثر وااي انسان ممعرض للازممات قالها شريف بثقة لأقول له ما انا مكنتش بحدد مين بيحبني علشان نفسي ومين بيحبني علشان فلوسي انهض من مكاني وأكمل على العموم محدش بياخد اكتر من نصيبه ينظر لي الكبير ويقول طب انت النهارده هتاخد نصيبك وهتكتب كتابك على فريده ثم إلى وجه طارق وهشام ويقول عملتوا اللي قلتلكم عليه يا ولاد ليرد هشام قائلا طبعا يا عمي ساعتين زمن ويكون جاهز الي طلبته ليكمل طارق مش ده المهم يا بابا المهم رد الفعل اللي هيحصل لم يفهم احد سواهم هذا الحديث ورغم ذلك ظهرت علامات الفرحة على وجهه فريده والحاضرين ليقول الجميع 
مبروك ربنا يتمم بخير
ضغطت فريده على يدي وهي تقول مدثر انا مش بحلم صح لأقول لها لا مش بتحلمي دي حقيقه يا فريده تظهر الغمازات أكثر وهي تقول انا اسعد واحده في الدنيا ما تيجي تفسحني بقى ابتسم وأقول يلا بينا استأذن الكبير في الخروج للتنزه قليلا ليقول روح يا ولدي ثم قال لبكر خلي اي غفير من بره يروح معاه يرفع بكر صوته وينادي حمدان ياحمدان لأرى شخصا يدخل من الباب ويقول نعم چنابك ينهض بكر موجها كلامه الى حمدان خلي بالك منيهم كويس دول
 

تم نسخ الرابط