روايه فارس بقلم سلمى ناصر

موقع أيام نيوز


على الباب ومعها صوت الكبير ينادي مدثر مدثر انا عمك عبد الحميد يا والدي ومعايا سعاد جايه تقولك على حاجه انهض ببطيء شديد وافتح الباب ولكن قبلها مسحت وجهي من اثر البكاء وان كانت علامته واضحة يبتسم الكبير كعادته بينما سعاد مازالت ملامحها متجمدة بعض الشيء جلس الكبير بجوار شقيقته وذهبت أنا للجلوس في نفس المكان وان كان بعيد عنهم قليلا يندهش الكبير ويقول خير يا مدثر مالك انت مش فرحان ان صافيه اختك وبنتها جم يحضروا فرحك تتبع كلامه سعاد باتزان شديد وتقول شوف يا مدثر يا ولدي انا عرفت كل حاجه من عبدالحميد اخويا وعرفت انت تعبت اد ايه علشان تربي في اخواتك وكنت ليهم كل حاجه وهم مردوش الجميل بس دي مش نهايه العالم انت راجل ولازم تبجي اجوي من كده النهارده چت صافيه بكره يچي الباقين كل حاجه بالصبر حلوه واوعي تنسي مهما عملوا انهم اخواتك وتضيع عمرك على الفاضي في الاڼتقام عمرك هيخلص وفي الاخر ملكوش غير بعض احنا ضيعنا اربعين سنه كنت محتاجه فيها اخويا الكبير وبكر كمان كان كده بس كنا بنكابر مع اننا اللي غالطنين انظر لها في ضعف وأنا اجلس مكاني ثم أقول انتم كان عندكم النيه في كده رغم المشاكل اللي دعيتوا بيها لكن انا وضعي غيركوا اخواتي عاوزين يضروني واتبروا مني وڤضحوني كل ده علشان فلوسي راحت ومبقتش زي الاول خافوا على نفسهم مني لاعرهم ولسه بيحربوا فيه مش هضحك عليكم انا تعبت بجد ووصلت اني عاوز ابعد عن الدنيا كلها ساعات بيبقي جوايا احساس أني عاوز انتقم منهم بس مش هكدب عليكم أوقات كتير بتخيل انهم في حضڼي ينهض الكبير و يقترب مني ويقول طب ما صافيه جت اهي تفرح معاك ارفع راسي وقد ملأت الدموع عيناي وأنا انظر له قائلا صافيه مش جايه تفرح دي جايه توقعني يا كبير انا عارف حضڼ اختي كويس وحافظ وشها ولما تكون صادقه ولما تكدب وصافيه جايه مزقوقه من اخوها للاسف اتسعت عيون الكبير ثم ينظر الى سعاد ويقول انتي قولتي نفس الكلام قولتي البنت دي جايه ونيتها الغدر بس ياريت اكون ظلمها تبتسم سعاد وتقول انا لحد دلوقتي مش عاوز اظلمها ولحد لما خلصت كلامي مع مدثر بقوله اختك جت يمكن الباقين يحنوا بس اتاكدت لما سمعت منه الكلمتين دول دي حاجات بتتحس يغضب الكبير ويقول دي لو مكنتش اختك انا كان هيبقي ليا تصرف تاني معاها بس تكرم علشان خطرك شكرا يا كبير طول عمرك بتفهم في الأصول قلتها لأقف بجواره ليقول انسي النهارده كل ده انت عريس افرح الليله دي وانسي كل حاجه واحنا جنبك واهلك وناسك تقف سعاد أيضا وتقول في تردد وهي ترفع يدها انا عاوزه منك طلب يا مدثر وجدتني أقول لها دون أن اشعر طبعا يا امي اتفضلي تفيض عيناها دمعا وتقول انا ربنا مرزقنيش بالذريه متجوزتش اصلا بس حاسه اني لو خلفت ولد كان هيبقي زي دلوقت تعالى في حضڼي يا ابني اقترب منها وهي تفتح ذراعيها واحتضنها بشدة لا اعلم هل هذا ما ابحث عنه ام ما تبحث عنه هي ولكني شعرت بالراحة الحقيقية لتقول وأمازيغ حضنها من هنا ورايح تقولي يا امي مش عاوزه اسمع غيرها لم أرد عليها ولكنها شعرت برأسي وأنا أوافق

كان الكبير قد أعد مفاجأة لفريده فقد احضر ايضا مريم والحج طه وجاءت معهم حبيبه وقد فرح جدا شريف لوجودها كلف الكبير أيضا مريم بشراء فستان ابيض على نفقته الخاصة وبالفعل قامت بذالك كان الجو دافئ جدا ظلت صافيه بجواري وكذلك شهد التي كانت تجلس فوق قدمي أداعبها فلا ذنب لها بأي شيء على الإطلاق أما أمها فكنت اضحك في وجهها وكانت عندما تسألني مالك أتحجج بأي شيء.
ظهرت فريده كانت جميلة وبسيطة و سعيدة جددا تركت ألامها ومستقبلها المجهول واكتفت بحاضرها و بالفرحة التي تعيشها انطلقت الزغاريد مع قدوم المأذون ليعقد القران وبالطبع لن يكون الشهود اشخصا آخرين غير الكبير وبكر داعب شريف حبيبه التي بدت هي أيضا سعيدة بقربها من شريف الى ان نطق قائلا ططب مما اتتجووز أأنا ككمان ببالمره كنت اضحك في الظاهر وبداخلي ألاف الطعنات فكيف املك أسرة تحبني منذ أيام ويتركني من تربطني بهم علاقه ډم مند سنين طويلة وعند انتهاء القران جلست فريده بجواري لتقول انا مش مصدقه نفسي انا بقيت مرات مدثر الحسيني خلاص حقا لم أكن أتوقع أن أتزوج بهذه السرعة وان تتغير حياتي بالكامل حاولت على قدر الإمكان ان ارجع كما كنت مع صافيه بضحكات كاذبة لم أتعود عليها وبعض كلمات النفاق التي اكرهها ولكن كان لابد من فعل ذلك حتى لا تشك.
و مرت أيام قليلة غادر الجميع بينما بقيت أنا و فريده والكبير الذي كان مستمتع بالرجوع الى أهله قضيت أوقاتا سعيدة جدا حاولت ان انسي بقدر المستطاع وان أعطي فريده السعادة التي تستحقه...
الي ان فاجأتني بعد مرور شهر او اكثر قائلة وهي تضع يدها على بطنها الظاهر كده في مدثر صغير شعرت بالسعادة وتذكرت وقتها ادم وعائشة أبنائي فكم انا بحاجه إليهم أيضا شعرت بي فريده ولكنها لم تتكلم حتى جاء موعد العودة كنت خائڤا جدا فقد حدثت أشياء كثيرة كلفت بها شريف ووليد والباقين تمت كلها بنجاح ولكني اليوم وعند عودتي طلبت منهم إحضار رمزي مكبلا فقد فاض الكيل منه وأريد ان اثأر منه ومن أفعاله وتصرفاته.
ودعت الجميع ولكن المفاجأة ان رافقتنا أمي سعاد الى القاهرة لتقضي بعض الوقت بجوار أخيها في سيارة الكبير الذي قال انه وجد لي مكان أمن أعيش فيه مع فريده شكرته وقمت بإجراء بعض المكالمات كانت أولها لوليد الذي طمأنني و أن ما طالبته سيكون جاهزا عند وصولي وسيتحدث مع طارق لوضع اللمسات الأخيرة للقاء متى وأين سيكون وبعده شريف الذي قال أن جميع أجهزة المجموعة أصبحت مراقبة جيدا وان ياسمين قامت بتسهيل الكثير من دخولهم حتى إتمام المهمة وقد ساعده في ذلك عنتر وأشرف هم يساعدون أيضا لكن اليوم هما برفقة وليد فيما طلبته منه.
عند وصولنا نزل الكبير وأعطاني مفاتيح جديدة لمنزل بأحد الأحياء الراقية لا يعلم احد عنوانه كان هذا المنزل لطارق قبل انتقاله من التجمع شكرته و ودعت امي سعاد وكذلك فعلت فريده ووعدتها بلقاء عن قريب وعند صعودنا الى المنزل ومع خۏفي الشديد كنت انتظر المساء بفارغ الصبر كان الكبير قد احضر كل شيء داخل المنزل بعناية فائقة وترك لي مبلغا من المال ليس بقليل طلبت من فريده ان تستريح للحفاظ على نفسها وعلى ما تملك في أحشائها كانت مطيعة لم اسمع منها ما يجرحني وكذلك فعلت أنا رغم انفعالي وتوتر أعصابي حاولت ان أكون أكثر هدوءا مرت الساعات بطيئة الى ان رن هاتفي لأجد مكالمة من
 

تم نسخ الرابط