بير الجن بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز

 


متعثرة وطلبت راجية وهي ترتمي بين يديها
مالك يا بنتي أنت كويسة
لم تجيبها بل كانت عيناها غائمة تكبت رغبتها بالبكاء بصعوبة بالغة حين استأنفت ثريا
يامن قلقان عليك واتصل بيا كذا مرة عايز يطمن وبيقول ان تلفونك مقفول...خير يا بنتي متوجعيش قلبي وقوليلي كنت بټعيطي ليه محلتيش كويس في الامتحان
نفت نادين برأسها وأخبرتها بعدما استعادت ثباتها كي لا تثير ريبتها أكثر

مش بعيط أنا كويسة وحليت كويس الحمد لله أنا مخدتش بالي من التلفون مقفول معلش كان في الشنطة هكلمه واطمنه متقلقيش
ربتت ثريا على ظهرها وهي تحمد ربها قائلة ببسمة باهتة لم تصل لعيناها
حاسة إني مرهقة هدخل أوضتي اكلم يامن وبعدين هنام
مش هتاكلي يا بنتي
اكلت مع نغم
أومأت لها ثريا وربتت على يدها بحنو بالغ جعل نادين تتمتم
أنا بحبك اوي يا ماما ثريا عارفة لو كانت امي لسة عايشة مكنتش هتبقى حنينة عليا أدك
أنا بدعي ربنا يديمكم ليا أنا مليش غيركم ومقدرش اعيش بعيد عنكم علشان خاطري مهما حصل اوعي تقسي عليا
 عمري ما اقسى عليك انت بنتي ومعزتك من معزة يامن بالظبط...هو في حاجة حصلت ضايقتك يا بنتي...يامن زعلك
لأ...انا اللي خاېفة ازعله ومعرفش اراضيه
هو ما بيزعلش منك أنت عارفاه قلبه أبيض من اللبن الحليب هو اه ساعات ليه قلبات ما يعلم بيها إلا ربنا بس والله طيب وبيحبك ويتمنالك الرضا ترضي...
اغمضت عيناها پألم واستأذنت منها لتدخل تستريح بغرفتها وهي تدعي الثبات رغم الړعب الذي يسكن قلبها فنعم هي محقة لذلك دعت الله بسرها أن يرأف بها.
عاد هو بعد يوم عمل طويل أنهكه على الأخير وقبل أن يتوجه لغرفته
أطمئن على والدته بالأول ليجدها تغط في نوم عميق ثم بعد ذلك سار بخطوات حثيثة نحو غرفتها ظنا منه انها نائمة ولكن حين فتح بابها وجدها تجلس منكمشة داخل فراشها ليدخل ويغلق الباب لتنتبه هي لوجوده وتهرول إليه وترتمي بين يديه قائلة بلهفة
وحشتني يا يامن
أبتسم على لهفتها ة وهمس بلوعة تشابه لوعة قلبها
قلب يامن وروحه وعمره أنت وحشتيني اكتر...أيه اللي مسهرك كده
بررت بقلب منقبض وبملامح باهتة وهي تتوجس خيفة من رد فعله
معرفتش أنام وكنت مستنياك عايزة اتكلم معاك
أخرجها من بين يده وقال بإرهاق
لا كلام ايه انا هلكان وھموت وانام أجليها للصبح
بس...
حاولت أن تصر عليه كي تزيح ذلك الحمل الثقيل عن كاهلها ولكنه منعها قائلا بحنان 
معلش حقك عليا أنا عارف إن بقالي كام يوم مشغول عنك بس أنت اكيد عارفة أن الشغل فوق راسي ولازم اعمل جرد لكل صغيرة وكبيرة انا والمحامي علشان اجراءات نقل الملكية ده كمان لازم اسافر بكرة الصبح اسكندرية علشان الفرع اللي هناك
مش عايزة انقل الملكية أنا وأنت واحد وبعدين أنا عايزاك جنبي ومش مهم الشغل سيبه ېخرب انا مش فارق معايا
أزاي بس يا مغلباني عايزاني اضيع تعب سنين وبعدين ده حقك ولازم يرجعلك على أكمل وجه
بس أنا مش عايزاك تبعد عني وخصوصا الفترة دي
لم ينتبه لتلميحها بل حتى انه شاكسها
كل ده علشان غبت عنك شوية...لأ ده انت بقى وضعك خطېر ويظهر كده والله اعلم بتحبيني
خرجت من بين يديه وكوبت وجهه هامسة بمشاعر صادقة وعيون غائمة بالكثير
أنا بمۏت فيك مش بس بحبك
بلاش سيرة المۏت...بلاش تقوليلي بمۏت فيك ...قوليلي هعيش ليك.
هعيش ليك وبيك و مهما
 

 

تم نسخ الرابط