بير الجن بقلم ريناد يوسف
المحتويات
بسمة ممزقة على ثغرها من تلك الكلمة التي لطالما لم تستشعرها منه وكانت تصدر حينها باردة دون مشاعر تذكر وكأنها نابعة من قلب الصقيع
انت عمرك ماحبيتني أنت اتجوزتني علشان لقيت فيا كل المقايس اللي تناسبك وحتى لو افترضنا أنك حبتني الحب مش كل حاجة وعمره ما كان مبرر لأخطائنا وفي حاجات كتير أوي أهم منه
اتغيرتي اوي يا رهف كل حاجة فيك بقت مختلفة...انا مش مصدق أن دي أنت
سحبت ذراعها من قبضته وقالت بصمود يخالف تلك الأعاصير بداخلها وذلك الانين الصادر من ذلك الچرح الغائر الذي لم يندمل بعد
ذلك آخر ما تفوهت به قبل أن تصعد لسيارتها أمام عيناه اللامعة بدمعها وهو لا يصدق أن تلك هي رهف خاصته التي فرط بها
أما هي كانت تقطع الغرفة ذهابا وايابا طوال الليل ولم تغمض لها عين من شدة توترها وطول أنتظارها لذلك الخبر الذي طالما تمنته من كل قلبها كي تستولى على ثروته وتعوض بها تلك السنوات التي دفنت بها صباها معه. فقد حاكت الأمر وخططت لكل شيء
نفت برأسها وقالت بتقطع وبنبرة ترتعش من شدة ذعرها
ليه انا معملتش حاجة
أنت متهمة بالتحريض على قتل جوزك
لطمت والدتها وقالت متسرعة
يالهوي عملتي اللي في راسك يا دعاء
بينما هي كل ما شغلها هو
يعني فاضل مامتش
اجابها الضابط
لحسن حظه يامدام
زاغت نظراتها وهي لاتصدق أن كل شيء ذهب هباء بينما والدتها
يبقى علشان كده جيتي وطردتي الخدم .يالهوي تقتلي جوزك بعد كل اللي عمله علشانك حرام عليك يا بنتي ليه عملتي كده
أما هي اخذت تنفي برأسها وتستنكر صاړخة وهي تكتم فم والدتها
اسكت يا ماما اسكت انا معملتش حاجة هتوديني في داهيةلتوجه نظراتها لمن حولها وتستأنف بنبرة غير متزنة وهي تنفي برأسها تدعي البراءة
لم يعيروا صړاخها أي اهمية فقد
سحبوها من ذراعها خلفهم كالماشية التي تنساق لنحرها تماما مثلما كان ينساق هو خلفها ولكن الفرق بينهم أنه كان مغيب بتأثيرها بينما هي قد وقعت بشړ أعمالها.
السابع والثلاثون
مؤلم أن تتصنع الابتعاد وأنت من الشوق تكاد ټنفجر.
جبران خليل جبران
إكده والله ما ليك حج واصل
قالتها قمروهي تدخل لها غرفتها وتجدها منكمشة بالفراش وساهمة في نقطة وهمية في الفراغ إلى ان استحوذت على انتباهها وردت عليها
لأ ليا حق ومتدافعيش عنه
يا حزينة ده الراچل كان هيتخرع عليك وجت ما كنت غميانه ده جطع جلبي وهو هيصرخ بأسمك وكان راسه وألف سيف يچيب حكيم عشان يطمن
تنهدت متسائلة وهي تدعي البرود
هو فين
يهمك أمره بعد ما طردتيه بنص الليل
رفعت نظراتها لها وهي تشعر بالضيق مما فعلت فلم تغمض عيناها وظلت تفكر به وبكل كلمة نطق بها فهي رغم عنادها تعلم انها مخطئة وخطئها فادح بالنسبة له وكم كانت تتخوف من تبعات اخطائها وردود أفعاله نحوها ولكن تقسم أنها لم تتوقع قط أن يتركها ويتخلى عنها دون أن يعير أنه هو حصن أمانها و ملجأها الوحيد منذ صغرها فتعودت تركض إليه حين تخطئ وهو بدوره يتفهمها ويتهاون مع أخطائها ويتغاضى عن أفعالها ويحاول بشتى الطرق احتوائها ولكن هي لم تقدر وتمادت وظنت أنه يفعل شيء اعتيادي لا قيمة له بالنسبة لها ولكن ما حدث من توابع لذلك اليوم المشؤم جعلها تدرك أنها لا تنتمي لشيء في حياتها بقدر ما تنتمي إليه وحقا ذلك ما اوجع قلبها انها اكتشفت ذلك مؤخرا وقبل أن تحصد توابع اخطائها.
واه مسهمة فإيه
انتشلتها قمر من دوامة افكارها لتتلعثم مكررة بلهفة حاولت اخفائها
هو بات فين يا قمر
اعتلى حاجب قمر واجابتها
مخبراش و محدش نضره من وجتها وشكله إكده يأس وعاود البندر يشوف اشغاله
ابتلعت ريقها پخوف وهبت من الفراش متسائلة بلهفة جعلت قمر تتعجب
متابعة القراءة