بير الجن بقلم ريناد يوسف

موقع أيام نيوز

 


أحسن بكتير ما تكون خاينه
تهدلت دمعاتها بحزن يدمي القلب وصړخت مشككة وهي تنهض وتتحرك بعدم اتزان 
انت اكيد غلطان انت بتقولي كده علشان اكرهها ومفكرش فيها اكيد داده قالتلك... صح
نفى برأسه وصرح لها 
دي الحقيقة يا ميرال انا لما اكتشفت علاقتها بالتاني واجهتها وكنت فاكر انها هتنكر أو تترجاني وتطلب مني اسامحها بس هي كانت بجحة وبررت انها بتحبه وكمان طلبت الطلاق علشان تبقى معاه كنت ھڨتلها بس خۏفت اسيبك لوحدك بوصمة عار العمر كله وعلشان كده قررت اعاقبها بطريقة تانية محستش بنفسي غير وانا بضربها وبكسر البيت كله وبعد كده طردتها وطلقتها ورفضت اخليها تاخدك معاها ورغم أنها حاولت كتير تأثر عليا أنها تاخدك بس انا رفضت ولما فكرت فيك وشفت أد ايه أنت محتجاها قلت حرام احرمك منها فخيرتها انها تبعد عنه وتعيش ليك وبس وكنت هتكفل بيها بس هي رفضت واخترته وقتها كان ڠضبي عاميني وكبريائي بينقح عليا و مقدرتش امنع نفسي من اذية الراجل اللي فضلته عليا خسرته شغله و لفقت له قضية وقبل ما يتم الحكم فيها هرب برة البلد و أخدها معاه

نفت برأسها بهستيرية وتسألت من جديد ولكن تلك المرة بنبرة مخټنقة معاتبة من بين شهقاتها الحاړقة 
وانا كان ذنبي ايه في كل ده ليه كل واحد فيكم قرر يعند و ينتقم من التاني بيا
انت حرمتني منها وهي اثبتت لك انها محت الماضي ونست وجودي واكتفت براجل تاني وبحياة تانية عن الدنيا كلها
نهض فاضل وحاول تهدئتها بعيون مثقلة بالحزن 
ده كان اختيارها يا بنتي وانا عمري ما فكرت أأذيك انا عملت كل ده علشان احافظ عليك هي كانت عايزة تاخد من الدنيا كل حاجة بس انا مكنش هاممني غيرك
ارتمت على طرف الفراش و وضعت يدها على وجهها وظلت تنتحب بقوة وكانها فقدت عزيز لتوها مما جعل دمعاته تشاركها بؤسها و يجاورها قائلا بحنو وبملامح متهدلة بحزن وحديث محبة يتردد بعقله يذكره بمحاولة انتحارها وكيف كان سيفقدها لولآ تدخلها في اللحظة الأخيرة 
حقك عليا...انا عارف أن الشغل واخد كل وقتي وبعيد عنك بس كل ده علشانك وعلشان اضمن لك مستقبلك... اهدي يا بنتي علشان خاطري انت الحاجة الحلوة الوحيدة في حياتي وعايش علشانها بلاش تعملي في نفسك وفيا كده بحنو ابوي ويستأنف بقلب أب يخشى فقدان فلذة كبده 
سامحيني يا بنتي لو كنت بقسى عليك بس ببقى خاېف تسبيني وتبعدي عني زيها
نفت برأسها واخبرته من بين شهقاتها الواهنة 
انا عمري ما هسيبك يا بابي انا مش زيها...
ربت فاضل على ظهرها بحنان ودثرها أكثر وهو يشعر بالخزي من أفعاله السابقة التي كان يظنها بنوايا بريئة وخاصة كونه أخفى الحقيقة عنها غافل كون معرفتها للحقيقة بذلك التوقيت سيقلب كافة موازينها.
أما عن ذلك الساخط الذي لا يعرف أين يكمن الرضا
فقد استيقظ للتو من نومه وتمطأ وهو ينظر بساعة الحائط ليجدها لم تتعدى السابعة بعد لينفض نفسه كي يستعد للقاء جميلته كما خطط بلأمس ولكنه تفاجأ من السكون الذي يعم المكان على غير المعتاد بحث بعينه عنها بالمطبخ وباقي الشقة فلم يجدها ليتوجه لغرفة أطفاله ليجدهم مازالوا نائمون ولم يستعدوا بعد لمدرستهم ... لعڼ تحت أنفاسه الغاضبة فأين ذهبت يا ترى أتته الإجابة مخطوطة بخط يدها على ورقة علقتها على باب المبرد تخبره بها بكلمات مقتضبة للغاية أن يجهز أطفاله ويعد لهم الفطور
كور الورقة بين يده وألقاها على طول ذراعه وهو يلعنها بسره فهي حتما تريد أن تخرجه عن طوره فمنذ متى وهي تخرج دون علمه لا والأنكى ما الشيء الذي جعلها تتخلى عن التفاني في واجباتها على غير

عادتها ...زفر پغضب يمرر يده بخصلاته الفحمية وهو يحاول أن يهاتفها ولكن أتاه رنين الهاتف من داخل الغرفة ليتيقن أنها تركته بالمنزل ولم تأخذه معها وحينها جن جنونه منها وبعد بعض الوقت يأس و لم يكن أمامه غير تنفيذ ما خطته له بسخط تام وهو يتوعد لها حين عودتها.
فقد انهكوه أطفاله بارتداء ملابسهم وتحضير حاجياتهم حتى أنه وقف كالتائه يفتح المبرد ويغلقه لايعلم بما يبدأ او ماذا يعد لهم بينما أطفاله كانوا يتذمرون ويطالبون بالطعام مما جعله يأخذ القرار بأن يعد بعض الشطائر البسيطة لهم فقط خبز وجبن سيفي بالغرض ... وإن انتهى من مشاحنات اطفاله وضجيجهم اليومي الذي جعل رأسه تدق ك الطبول اوصلهم لعربة المدرسة الذي كان سائقها مستاء من تأخيرهم الغير معتاد بالمرة ليضطر أن يعتذر منه و
يعود للبيت وهو يتوعد لها بأشد الوعيد.
تنهدت بأرتياح عند مغادرة خالها وكأن حملا ثقيلا قد انزاح عنها وبعد أن تحضرت اخبرته انها ستذهب لجامعتها فما كان منه غير الموافقة و أغدقها بتعليماته المعتادة التي تحفظها عن ظهر قلب وحين غادرت المنزل واستقلت سيارتها مبتعدة مسافة كافية عن المنزل لفت انتباهها سيارة فارهة تعرف هوية مالكها تمام المعرفة
 

 

تم نسخ الرابط