كواسر اخضعها العشق بقلم نورهان محسن
المحتويات
بهما الترقب والفضول فحاولت المناص منها إذ قالت مراوغة
_تعلمين أنني لا أجرؤ على قول ما هو أبعد من ذلك والفضل يعود إلى هاديس أمير الظلمات الذي أنا زوجته... وأيضا لقد أجبت على سؤالك.
بهتت ملامح جليلة من إجابتها علي الرغم من أنها تعلم جيدا كيف يمكن لولدها أن يتحول لهاديس بالفعل ولكنها أرادت معرفة إلى أي مدى يصل سوء الأمور فقالت باستفهام
_أجبت على نصفه فقط وبصدد إطلاقك عليه هذا اللقب أخبريني يا نور هل أمورك مع فراس تسير على ما يرام
تنبهت إلى سؤالها الذي ترتاب في سببه كثيرا فلاحظت جليلة ذلك فأردفت موضحة
_أمي.
هوى قلبها بين قدميها حين سمعت صوته الذي يدل أنه سمع حديث والدته فانكمشت ملامحها پذعر ارتسم بقوة في عينيها التي برقت وتنفسها الذي علا إضافة إلى رجفة قوية ضړبت سائر جسدها حين شعرت به يقف خلفها مباشرة وغزا سمعها صوته الخشن حين قال
_هل تعانين من الفراغ في مثل هذا الوقت من الصباح
كانت مشغولة بمراقبة نور التي ذكرتها بنفسها فقد كانت ترتعب من زوجها بتلك الطريقة ولكنه كان فظا غليظ القلب يخشاه الجميع لسوء طباعه ولكن فراس ليس هكذا... بالرغم من هيبته وقوته
_هكذا تقال صباح الخير يا فراس!
شعرت بنظراته التي تخترق ظهرها من الخلف ولكنها لجأت إلى التجاهل في التعامل معه منذ ما حدث بينهما آخر مرة وكم كانت تتوق إلى أن يظل الأمر على هذا الحال بينهما للأبد هي تتجاهله وهو لا يكلف نفسه عناء الالتفات إليها. حتى بأوقات العشاء التي يجتمعون بها لا تلمحها عينيه ولو مصادفة أو هكذا ظنت.
_ صباح الخير يا أمي.
تحمحمت بخفوت بعد أن استعادت صوتها الذي فقدته منذ أن شعرت بوجوده وقالت بجمود
_سأذهب لأتفقد إياد وأرى إن كان تناول فطوره أم لا.
_أريد فنجانا من القهوة بعد نصف ساعة على مكتبي.
اكتفت بكلمة واحدة بينما بداخلها آلاف من الصرخات التي تود لو تخترق جبهته ذلك القاسې المتجبر الذي يحادثها بأمر وكأنها خادمته.
تابعتها نظراته حتى اختفت عن الأنظار وقد لاحظ من خطواتها أنها غاضبة وقد التمعت عينيه باستمتاع قطعته والدته حين اقتربت تعانق ذراعه وهي تقول باستفهام
_لم تتعامل مع نور بتلك الطريقة الفظة
تقدم عدة خطوات برفقتها وهو يقول بلهجة فاحت منها رائحة الكبر
_لا أرى أي شائبة بطريقتي معها.
تجعدت ملامحها باستنكار تجلى في نبرتها حين قالت
_هل يعقل ذلك ألا تلاحظ أنك تخيفها كثيرا
_القليل من الخۏف لا يضر.
اغتاظت من حديثه فقالت بحنق
_القليل! إنها ترتعب منك.. أخبرني يا فراس هل تحب نور حقا
انكمشت ملامحه باستنكار ينافي تلك الدقة القوية التي شعر بها في صدره ولكنه تجاهلها وهدر باستياء
_ حب من أين أتيت بهذه الكلمة!
اغتمت ملامحها وقالت بتهكم مرير
_منك ظننت أنك فعلت ذلك بأشرف لأنك تغار على نور وتحبها.
اكفهرت ملامحه وقست عينيه ونبرته حين قال
_فعلت ذلك به لأنه تجرأ على أملاكي وليس لأجل تلك الترهات التي تتفوهين بها.
لم يدهشها حديثه كثيرا ولكنها لم تمنع نفسها حين استفهمت بسخرية
_هل الحب من وجهة نظرك ترهات
أجابها باختصار متجاهلا شعورا مزعجا يجتاح داخله بقوة
_نعم.
لن تستسلم فقد رأت اهتزاز حدقتيه للحظة وهذا يعني أنه ليس صادقا بنسبة كبيرة لذا أرادت أن تعري ما بداخله فقالت بقوة وهي تقف معه أسفل الدرج
_أتعلم شيئا أرى بعمق عينيك مشاعر قوية تجاه نور وسأصلي وأدعو الله أن تعلم ماهية تلك المشاعر وتصلح علاقتك بزوجتك قبل أن تخسرها وقبل أن تكرهك.
لاح الاستنكار على ملامحه من تلك الكلمة التي رددها باندهاش
_تكرهني
أجابته بمرارة
_نعم فخۏفها الكبير منك قد يتحول إلى كره كبير قد لا تتحمله.
كلماتها أثارت
غضبه وزوبعة من المشاعر بقلبه لذا أراد إنهاء ذلك النقاش السخيف قائلا بفظاظة
_أمي يكفي فوقتي ثمين ولن أضيعه في هذا العبث.
تجمعت جيوش الڠضب بداخلها من غباءه فهي ترى به الآن صورة مصغرة من زوجها وهذا أقسى من أن تتحمله لذا قالت بدون احتراز
_أنت حقا تستحق لقب هاديس كما أطلقت عليك نور.
تحفزت فرائسه وانكمشت ملامحه پصدمة تجلت في صوته حين قال
_هاديس!
شعرت بالغبطة لصډمته وتأثره من ذلك اللقب وهذا يعني أن جموده وفظاظته ستار يخفي وراءه مشاعر يكنها لزوجته لذا قالت بتأكيد
_نعم سأخبرك شيئا وأتمنى ألا يمر عليك مرور الكرام.
تنبه لكلماتها التي لامست شيئا بداخله
_إن أعطتك الحياة فرصة ثانية لا تكرر أخطاء الماضي مرة أخرى واعلم أن بعض الأشخاص خسارتهم قد تكلفك عمرا بأكمله.
ظلت كلمات والدته تتردد بأذنه وهو يفكر ماذا سيكون موقفه إن خسرها مرة أخرى
لم يكن عاشقا لها حين تزوجها إنما كان زواجا مرتبا من قبل العائلة وقد وافق كلا منهما عليه دون أي اعتراض ولكن بأعماقه
متابعة القراءة