كواسر اخضعها العشق بقلم نورهان محسن
المحتويات
أي وقت.
التفتت فريال تناظره وقد هالتها تعابيره المكفهرة وعينيه التي تحمل وعيدا لم تخطئ في فهمه فحاولت أن تبدو لهجتها ثابته حين قالت
_لا من المؤكد أنك أخطأت السمع فأنا لم أقل.
_بل قلتي وأنا متأكدة أنني سمعت بطريقة صحيحة.
هكذا قاطعتها بلهجة غاضبة توازي ألم عميق يتشعب بصدرها منذ أن سمعت حديثها معه وذكرها لأمر تلك العشيقة دام صمت مطبق ولأول مرة ترى والدتها بهذا الضياع وتلك الحيرة التي تلون ملامحها فتضاعف الألم والڠضب بداخلها وقبل أن تعيد سؤالها سمعت صوته القاطع وهو يقول
التفتت تناظره پصدمة فوجدت عينيه مسلطة على والدتها التي كانت تتآكل من فرط الڠضب ولكنها لم تتفوه بحرف بل التفتت تغادر الغرفة صافعه الباب خلفها بطريقة جعلت جسدها يهتز من فرط الخۏف الذي كان يلون ملامحها مما جعل الڠضب يتعاظم بداخله ولكنه تجاهله قائلا بخشونة
_ كيف حالك الآن
كانت أنفاسها مسموعة في الغرفة من فرط ما تشعر به مما جعلها تتجاهل سؤاله وتقول بنبرة مهتزة
_أريد أن أعلم ماذا قصدت والدتي بأمر تلك العشيقة.
زوى ما بين حاجبيه وقست نظراته وشابهتها نبرته حين قال
كلماته أيقظت شرارة الڠضب بداخلها فجاءت نبرتها حادة على الرغم من أن صوتها لم يرتفع
_هل تتهم أمي الآن بالجنون
فراس بفظاظة
_لا أتهمها بل أصف حالتها ولننهي هذا النقاش اللعېن فلست في مزاج جيد الآن.
قال جملته الأخيرة پغضب أفزعها لذا تراجعت خطوة للخلف وهي تقول بنبرة شبه باكية
_حسنا اعتذر عن إزعاجك.
التفتت تنوي المغادرة والهروب من بين براثن غضبه ولكن تجمدت خطواتها أمام باب الغرفة حين قال بصرامة
_ توقفي.
_هكذا يجب أن ترحبي بي يا زوجتي الصغيرة.
رفعت رأسها تطالعه بذهول فاصطدمت بجمرتيه المشتعلتين بنيران لا تعرف سببها وعلى الرغم من خۏفها إلا أنها لم تستطع سوى أن تقول پغضب
_أنت أيضا ينقصك أن تتعلم كيف تتعامل مع البشر.
قد كانت حالتها لا تسمح لها بأي هجوم آخر من جانبه لذا ما أن وصلت إلى غرفتها حتى دلفت إلى الداخل وأوصدت الباب خلفها لتقف تستند عليه وصدرها يعلو ويهبط من فرط الانفعال فما حدث في الساعات الماضية تجاوز حدود المعقول لقد عاد فراس من المۏت.. عاد زوجها بعد سنة ونصف من اعتقادهم بأنه ماټ وقد اختار أسوأ توقيت للعودة أو ربما كان أصح توقيت هكذا أخبرها عقلها فلو تأخر لثانية أخرى لكان وجدها زوجة لرجل آخر وهذه هي الطامة الكبرى رجفة قوية ضړبت سائر جسدها وهي تتخيل ما كان سيفعله بالجميع وعلى رأسهم هي.
_ نور هل أنت بخير!
تنفست الصعداء ومدت يدها تدير قفل الباب الذي انفتح لتجد والدتها تناظرها باهتمام قبل أن تتوجه إلى الداخل وتغلق الباب خلفها فالتفتت نور لتجلس على الأريكة وتستند برأسها للخلف في محاولة للاسترخاء الذي تعلم استحالة حدوثه وسط كل ما يحدث معها.
_ماذا حدث بينكما في الأسفل!
لم تفتح عينيها إنما أطلقت زفير قوي قبل أن تقول بخفوت
_لم يحدث شيء.
اقتربت فريال من ابنتها وهي تقول بجمود
_ إذن لم حالتك هكذا!
فتحت عينيها تناظرها بتهكم مرير كان يقطر من بين حروفها حين قالت
_وكيف ستكون حالتي وقد عاد زوجي من المۏت لتوه ليجدني على وشك الزواج من رجل آخر أخبريني أنت يا أمي لو كنت مكاني كيف ستكون حالتك
لأول مرة ترى بوادر حنان انبعث من عيني والدتها التي رقت نبرتها وهي تقول
_ أعلم جيدا ما تشعرين به ولكنك لم تخطئي وقد أخبرته بذلك.
نور باستفهام
_ما الذي أخبرته به!
_أخبرته بأنني من ضغطت عليك للقبول بهذا الزواج.
انكمشت ملامحها پصدمة تجلت في نبرتها حين قالت
_هل قلت ذلك فعلا!
فريال بتأكيد
_نعم.
نور بتهكم
_غريب! ألم تخافي من ردة فعله
فريال باستفهام
_ولم أخاف لم أفعل شيئا خاطئا وإن عاد بي الزمن سأعيد ما فعلته وهو لا يملك الحق في لومي.
انكمشت ملامحها بحيرة من حديث والدتها فهدأت نبرة فريال قليلا حين قالت
_نور أعلم أن ما سأرويه لك سيؤلمك ولكن أريدك أن تكوني قوية ولتخلعي عنك ثوب الضعف هذا.. فإن أردت أن تحيي بسلام في هذا العالم عليك أن تكوني امرأة قوية لا تهابين شيئا.
كلمات والدتها كان غريبة على مسامعها للحد الذي جعلها تقول باستنكار
_أنت من تقولين هذا الكلام يا أمي!
_نعم أنا أعلم بأنني كثيرا ما أجبرتك على فعل أشياء رغما عن إرادتك ولكن الزمان يتبدل وكل شيء تغير.
لاحت ابتسامة ساخرة على شفتيها ففطنت فريال لما تفكر به فأردفت بجفاء
_ لا تسخري من حديثي فأنا كل ما يهمني في هذه الحياة هو سعادتك أنت وشقيقك ولهذا أجبرتك على الزواج من أشرف لم أريدك أن تفني عمرك وحيدة بين جدران هذا القصر أعلم ماذا
متابعة القراءة