كواسر اخضعها العشق بقلم نورهان محسن
المحتويات
حاولت أن تحثه على المتابعة حين قالت
_بالطبع لا يوجد أحد منا كاملا ولكن فراس أيضا له أخطاء.
زفر زين بشجن وفاجأها حين قال بلهجة مشجبه
_ قد تندهشين من حديثي ولكن في كثير من الأحيان يكن خطأك الوحيد أنك شخص جيد.
لونت الدهشة ملامحها وتجعد ما بين حاجبيها بحيرة فقام زين باحتواء حيرتها بكفوفه التي عانقت كفوفها المتوترة وهو يحاول أن يطمئنها فقال لها
_ اسمعيني جيدا نور أكثر شخص تستطيعين الوثوق به في هذا العالم هو فراس لا تضجر رأسك بتلك الأسئلة فوالله لو طلب مني أن ألقي بنفسي في البحر لأطعته لأني أعلم أنه لو لم يكن الأمر في مصلحتي لما طلب مني فعل ذلك.
_لهذه الدرجة!
زين بصدق
_نعم والأمر لا يقتصر علي فقط بل الجميع هنا كذلك.
طرأ استفهام ملح على عقلها ولم تستطع شفتاها قمعه حين قالت بترقب
_وهل ينطبق الأمر على والدي أيضا!
زين مشددا على كل حرف يخرج منه
_والدك كان أكثرنا ثقة به وإلا لم كان سيوصيه عليك قبل أن ېموت!
عودة للوقت الحالي...
اخترقت كلمات زين عقلها الذي لم يتوقف عن التفكير بها منذ ذلك الحين ولكنها لن تستطيع الإنكار أنها أفسحت لها المجال للتنفس قليلا وإضفاء بعض من السکينة على قلبها برفقته وإخماد نيران الذنب بصدرها كلما كانت معه.
هكذا صاح شاهين في الهاتف باستياء فأتاه صوت هناء المحتقن ڠضبا
_هل هكذا تحادثني بعد ما فعلته بي ذلك اليوم و تركتني بعده اسبوعا بأكمله لا أعلم عنك شيئا!
تجاهل ما تشير إليه بصفعه لها وصاح باستهجان
_تركتك أسبوعا! كم عمرك لتقولي هذا الكلام! وأيضا هل أنا تركتك في أحد الشوارع! أنت تجلسين معززة مكرمة في منزلك.
فاض الكيل بها فصړخت بانفعال
_منزلي أم تقصد ذلك السچن الذي زججتني فيه محرم علي الخروج إلا معك تمنع عني أبسط الأشياء كرؤية أصدقائي أو الترفيه عن نفسي ولو قليلا.
_سامحيني كنت أحاول أن أجعلك امرأة محترمة يا سيدة هناء.
شهقت پصدمة من حديثه وقالت مټألمة
_هل تراني غير محترمة يا شاهين!
شاهين بقسۏة
_فلتوجهي هذا السؤال لنفسك ماذا يطلقون على المرأة التي تريد السهر بالخارج دون زوجها وتتفاخر بمجموعة من الحمقى وتطلق عليهم لقب أصدقائها.
صاحت بانفعال
_لقد تزوجتني وأنت تعلم أن هذه هي حياتي.
قاطعها مصححا بقسۏة
_لا ليس كذلك تزوجتك بعدما كررت مئات المرات عن كونك مللت من هذه الحياة وتودين الاستقرار والهدوء والآن اتضح أن كل ذلك كان عبارة عن تمثيلية لم تحتملي دورك بها لأكثر من شهر.
_أجل لم أعد أحتمل كما لم أعد أحتمل تسلطك بتلك الطريقة.
شاهين بصوت حاد كنصل السکين
_حسنا كما تريدين لن أجبرك على شيء.
قالها وأغلق الهاتف بوجهها وهو يترجل من سيارته ليتوجه إلى داخل القصر
_أخبرتني أنك تريدني من أجل العمل.
هكذا تحدثت نور بهدوء وهي تجلس على المكتب أمامه فطالعها بعينين التمعا بهما الشغف والإعجاب للحظات فقد كانت جميلة بقدر بساطة ما ترتديه لم تفرط في زينتها ولا تبرجها إنما ارتدت فستانا صيفيا بلون الكريمة وتركت شعرها ينساب كستارة حريرية أحاطت ظهرها من الخلف واكتفت بوضع ملمع شفاه أضفى بريقا رائعا على مظهرها.
انتهت عيناه من تقييمها قبل أن تعود عينيه إلى لونهما الطبيعي وهو يتحدث بعملية تليق برجل أعمال مثله
_نعم هذا صحيح في الواقع نحن بصدد بناء فندق كبير في أحد المدن الساحلية ونحتاج إلى فكرة تكن مميزة تليق بروعة المكان وتجذب الأنظار إليها من دون الحاجة إلى عمل دعايا أو إعلان.
مازحته قائلة
_اممم تريد أن توفر أموال الدعايا إذن يا لك من رجل أعمال ناجح.
تراقصت الابتسامة على شفتيه من مزاحها وقد راق له تحسن مزاجها بدرجة كبيرة
_هذه ميزة أخرى يمكنك إضافتها بجانب كوني مستفز.
هكذا تحدث ساخرا فهبت مستنكرة
_وهل الاستفزاز بالنسبة إليك ميزة!
فراس بخشونة
_الأمر نسبي.
_بمعنى!
أسند ظهره إلى المقعد خلفه ليسترخي أكثر في جلسته قبل أن يقول بكسل
_يتوقف الأمر على الشخص الذي أمامي مثلا إن كانت امرأة فاتنة بعينين تزدهر بهما أشجار الزيتون و كأنهما قطعتي
زمرد فالاستفزاز يكون متعة بالنسبة إلي
كلماته جعلت دماء الخجل تروي خديها فنبت الورد فوقهما مما جعله يقول بنبرة موقدة
_وأكون ممتنا له كثيرا حين يجعل الزهور تنبت فوق وجنتيها هكذا فيضاعف فتنتها وعذابي.
تأجج صدرها من فرط التأثر بكلماته ونظراته التي كانت تبثها مشاعر قوية جعلت أنفاسها ټتشاجر بداخلها ولم تفلح في إيجاد كلمات تعبر عن ما يجول بخاطرها فأنقذها دخول شاهين بوجه مغبر ومزاج سوداوي تجلى في كلماته حين قال
_اجعل الخادمة تجلب لي القهوة وسأكون ممتنا لو وضعت بعض قطرات السم بها.
كان يود لو يلكمه بكل قوته حتى تندثر معالمه ذلك اللعېن الذي أتى في أكثر الأوقات خطأ على عكسها فقد كانت ممتنة كثيرا لدخوله في
متابعة القراءة