ولكن تحت سقف واحد

موقع أيام نيوز

البلكونة جوه بتكلم صاحباتها
أومأ ايهاب قائلا انا قلت كده برضة
دخل يوسف الحمام وجلس عبد الرحمن بجوار إيهاب واستند إلى ظهر مقعده الوثير وأغمض عينيه يحاول الأسترخاء تصنع إيهاب الامبالاة وقال
مش عارف يا اخى ايمان بقت عصبية كده ليه.
أنتبه عبد الرحمن وفتح عينيه والټفت إلى ايهاب قائلا باهتمام ليه حصل ايه
مط ايهاب شفتيه وقال لما قلت لمريم على طلب يوسف لقيتها كده اتعصبت وقالت الاتنين طباعهم مختلفة
ثم نظر إلى عبد الرحمن وتفحص في عينيه وهو يتابع وقالت ان ممكن يكون عمى حسين هو اللى ضغط عليه
هرب عبد الرحمن ببصره وقال بحذر وأيه اللى خلاها تفتكر كده.
عقد إيهاب يديه أمام صدره وتنهد بقوة قائلا مش عارف أنا أول مرة اشوفها منفعلة كده
خرجت فرحة من غرفة يوسف فرأتهما يجلسان بجوار بعضهما والصمت هو سيد الموقف فقالت وحدووه
ألتفت إيهاب إليها ونظر لها نظرة شوق طويلة أخفضت بصرها في خجل وهي تقول أومال فين يوسف
قام ايهاب وهو يقول بياخد دش يا برنسيسة
رفعت حاجبيها وهو تقول بتتريق حضرتك.
قال بعتاب لا وهتريق ليه. هو لا سمح الله انا بتصل بيكى من بدرى وانت تليفونك مشغول ولا فكرتى تعبرينى من ساعتها. لالالالا محصلش طبعا
قالت بعناد بكلم أصحابى يا ايهاب بلاش يعنى
لا بلاش ليه كلميهم بس ابقى أفتكرينى بكلمتين انا كمان
قالت بدلال طب خلاص متزعلش هفتكرك بتلات كلمات
أمسكها من يدها وقال لعبد الرحمن طب يا عبد الرحمن عاوز حاجة أحنا ماشين.
رفع عبد الرحمن حاجبيه قائلا أنت مش قلت هتيجى معانا تحت يابنى
قال ايهاب بدهشة مصطنعة أنا قلت كده. مش فاكر أصل انا ساعات بتكلم وانا واقف. أدعيلى ربنا يشفينى
وسار بخطوات سريعة وهو يجر فرحة من يدها وهي تكاد تكون تعدو خلفه لتلحق بخطواته الكبيرة.
و
فى المساء بينما كانت إيمان لاتزال
نائمة انتبهت على صوت مريم وهي توقظها بهدوء أعتدلت وهي تمسح وجهها لتزيل آثار النوم عنه فقالت مريم بخفوت
كل ده نوم. أنت مش هتروحى شقتك ولا ايه
قالت إيمان بجدية لا مش هروح
نظرت لها مريم بحيرة وقالت ازاى يعنى يابنتى مينفعش
ايمان مش هينفع أسيبك وانت تعبانة كده
مريم لا متتلككيش بيا انا بقيت كويسة من ساعة ما شفتكوا. يالا بقى روحى شقتك.
قالت إيمان بسخرية من ساعة ما شوفتينا ولا من ساعة ما عرفتى ان يوسف عاوز يتجوزك
أطرقت مريم رأسها بحزن فرفعت ايمان رأسها بيدها وقالت أنت مخبية عليا حاجة. انت مش مريم اللى اعرفها
صمتت مريم فتابعت ايمان موافقة عليه ليه. بتحبيه ولا ماما أقنعتك
هزت رأسها نفيا وهي تقول ماما مالهاش دعوة بالموضوع ولسه أصلا متعرفش أنه طلبنى للجواز
قالت ايمان برفق طب حبتيه أمتى ده ده أنتوا مكنتوش طايقين بعض.
شعرت مريم بجفاف حلقها ونغز شديد في صدرها وهي تقول بتماسك حبيته لما عرفت انه بيحبنى
تابعت ايمان متسائلة هو قالك انه بيحبك
أجابتها مريم بجمود ايوه قالى
ثم شردت وهي تقول قالى يوم فرحك انت وايهاب
سمعت صوته يدوى في عقلها يزلزلها وهو يقول أنت متستهليش الحب اللى حبتهولك يا حقېرة
فوضعت كفيها على أذنيها بانفعال بشكل لاأرادى أمسكت ايمان يديها وهي تقول بقلق
مالك يا مريم.
رفعت عينيها وهي تقول باجهاد وكانها كانت تحارب لا مفيش أظاهر أن ودنى ملتهبة شوية. أنا هقوم ارتاح في أوضتى.
قضت ايمان ليلتها تصلى وتبكى بين يدى الله عزوجل وقلبها تعتصره الالآم هو حتى لم يسأل عنها ولو لمرة واحدة منذ أن تركته في الأسفل وصعدت إلى أختها شعرت بكبرياء أنوثتها يتحطم على صخرة هذه الزيجة الغير مرغوب فيها وأخذت تدعو و تدعو وظلت على حالها هكذا حتى غفت مرة أخرى وهي ساجدة فرأت رؤية أثلجت قلبها كثيرا.
رأت نفسها ساجدة وهي باكية العيون والقلب ثم رأت من بعيد حمامتان في غاية الروعة والجمال شفافتان كالثلج من شدة بياضهما يحملان صدفة كبيرة بينهما فوقفا أمامها فوجدت نفسها تنهض وتعتلى الصدفة المصقولة بالحرير طارت بها الحمامتان بعيدا حتى أتت على أرض خضراء واسعة مليئة بالزهور والرياحين ظلت تشم وتستنشق عبيرها وشذاها حتى استفاقت من سجودها فوجدت نفسها كما هي لازالت ساجدة فابتسمت لتلك الرؤية الرائعة وشعرت بسعادة قلبية ورضى لم تشعر بهما من قبل.
خرجت إلى الشرفة لتتنسم الهواء الطلق وتستنشقه بقوة حتى امتلأت رئتيها بالهواء النقى فزفرت في بطء شديد وهي تنظر إلى الأسفل وجدته نائما تحت المظلة في الحديقة واضعا يديه تحت رأسه وينظر إلى السماء في شرود.
تلقى الحاج حسين أتصالا من أخيه وهو في مكتبه في الشركة فأجابة السلام عليكم
الحاج ابراهيم عليكم السلام. أيوا يا حسين انا هروح اتغدى في البيت علشان في ضيف جايلى واحتمال مرجعش النهاردة تانى وعموما وليد مش جاى معايا هيفضل هنا في مكتبى لو احتجت حاجة منه
قال حسين بانتباه خير يا ابو وليد مين اللى جايلك.
ابراهيم ده واحد معيد كان في كلية وفاء وجاى يتعرف علينا هو ووالدته وأخوه علشان
تم نسخ الرابط